المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

قبل أن يفوت الأوان يجب مهاجمة المنشآت النووية الايرانية


المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ اساف غولن"
" تصدّرت قضية المشروع النووي الإيراني وموقف إسرائيل منها العناوين مؤخرا في مقالات عديدة من الصحف المكتوبة. وتحذّر أغلبية مطلقة من الصحفيين إسرائيل من محاولة مستقلة للعمل في هذا المجال خوفاً من أن هجوم كهذا سوف يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة وتضرر خطير لمدن إسرائيل.
المسألة هي أنه في حال توصّل الإيرانيون حقا إلى قدرة نووية عسكرية، سوف تخسر هذه التحذيرات صلاحيتها لسبب بسيط هو أن النظام الإيراني سوف يستغل الفرصة الأولى لتوجيه ضربة نووية قاتلة لإسرائيل. هذا المفهوم، الذي يعتبر في إسرائيل غير منطقي من جراء فرضية وجود أشخاص في طهران أصحاب منطق سليم، هو الاستنتاج الوحيد المحتمل من الإدارة الروحية والسياسية لنظام آية الله.
كما ألمانيا النازية، تعمل إيران بثبات على إحراز هيمنة مطلقة في المنطقة الإسلامية-العربية ليس من داخل موقف نفعي، بل من داخل نظرة عالمية ذات منطق مسيحي. أصبح هذا المبدأ ساري المفعول كل مرة في تصريحات كل زعماء هذه الدولة التي تتحوّل إلى نشاط حقيقي في المنطقة: في العراق، أفغانستان، سوريا، لبنان وحتى غزة.
يشكّل هذا الامتداد الإيراني وهدر الموارد الاقتصادية غير الممسوك الذي ينجم عنه، كما الاستعداد للدخول إلى مواجهة مكشوفة مع الولايات المتحدة ومعظم أنظمة دول عربية معتدلة، عملا اقتصاديا انتحاريا غير منطقي على الإطلاق، دون الفهم أن هذا النظام لا يتحرك من عوامل اقتصادية.
هذه القضية صحيحة أكثر بالأخص على ضوء مشاكل تأسيس الدولة الإيرانية نفسها، التي تعاني من تضخم مالي مرتفع، بطالة، انشقاق عرقي خطير وشق ملموس داخل النخبة الحكومية في الأسئلة المتعلقة بنوعية النظام المطلوب في الدولة.
في الواقع، يمكن شرح التصرف الإيراني بطرق أخرى. لكن التجربة تثبت، في كل مرة من جديد، أن الشرح الأبسط هو الشرح الأصحّ، حتى إذا تعلق الأمر باحتمال فظيع. هذا المبدأ أُثبت في الحرب العالمية الثانية، كما في حرب استقلال إسرائيل، انه حينها غزت الجيوش العربية إسرائيل ليس من اجل تحرير يافا بل من اجل تدمير تل أبيب.
هذه حقيقة بسيطة لا تلزم بهجمة إسرائيلية فقط، وليكن الثمن ما يكن، بل تحتاج إلى تجنيد شامل لكافة زعماء الدول من اجل هذا الهدف. الهدف بالطبع تنسيق هادئ بين كافة رؤساء الكتل اليهودية في الكنيست، من داخل هدف لخلق وحدة وطنية أمام الخطر الذي لم يسبق له مثيل والذي ينمو في الشرق.
إلا أننا في إسرائيل، كما طوال التاريخ اليهودي، من روح إنسانية عظمى ومطاردة للسلام نجد صعوبة في استيعاب الواقع الإبادي الذي نواجهه. لذلك، بدلا من الاهتمام بشكل خاص: بتصريحات (السيد) خامينائي واحمدي نجاد، نحن نهتم بإضعاف رئيس الحكومة ووزير الدفاع واقعا في إحدى الساعات الأصعب التي يواجهها الشعب اليهودي منذ محرقة يهود أوروبا. إلا أن الهروب من النظرة المتزّنة وعدم التوهّم بالنتائج، لا يمنع المواجهة المقتربة بين إسرائيل وإيران. العكس هو صحيح. كلما انتظرنا تدخل العالم، أو أية قوة عليا أخرى، سوف يجمع النظام الشيعي المتطرّف هذا المزيد والمزيد من القوة، المزيد والمزيد من الداعمين في الدول العربية، حقيقة سوف تحوّل المواجهة بين الطرفين إلى دموية وخطيرة أكثر بكثير.
بصورة مجازية يمكن أن نقول أن مسدس المعركة الأولى قد وُضع على الطاولة، في الواقع هو وُضع على الطاولة منذ نصف عقد. السؤال المتبقي الآن هو فقط من سيستخدمه أولا. وهنا يجب أن نحدّد بطريقة مهمة أنه حتى بثمن خسائر كبيرة وعزل عالمي، على إسرائيل أن تطلق النار أولا".
05-تشرين الثاني-2011
استبيان