المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: سقوط النظام الاردني هو بداية نهاية إسرائيل



عناوين الصحف العبرية ليوم الجمعة 25 تشرين / نوفمبر 2011

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ أبو مازن وحماس: العناق.
ـ إسرائيل تتلقى سرا بطارية صواريخ باتريوت اخرى.
ـ الحريق في الكرمل: "التقرير باعث على الصدمة، والقصور مأساوي".
ـ عناق لحماس، صفعة لإسرائيل.
ـ رئيس وزراء جديد لمصر.
ـ سوريا تطور صواريخ لحزب الله.
ـ اليوم بحث في لجنة تعيين القضاة.
ـ كتساف يطالب بنقاش اضافي في هيئة موسعة.. ضد كل الاحتمالات.

صحيفة "معاريف":
ـ مراقب الدولة يفحص وضع شهادات دين تشوفا.
ـ اختفاء مئات الوثائق النادرة من المكتبة الوطنية.
ـ مظاهرة الوحدة لحماس وفتح.
ـ تقرير اليمين: النواب المتميزون عملوا على رفع مستوى المعيشة في المستوطنات.
ـ لقاء مشعل.. أبو مازن: حكومة الوحدة دُحرت جانبا.
ـ مصر: عودة رئيس الوزراء من عهد مبارك.

صحيفة "هآرتس":
ـ الجيش المصري يعزز القوات في معاقل الحكم قُبيل مظاهرة المليون.
ـ الكشف عن ملف ميغرون: من انطلاقة جانبية الى رمز البؤر الاستيطانية التي تُعد شركا لنتنياهو.
ـ في الطريق الى التدخل الاجنبي: فرنسا تدعو الى اقامة منطقة انسانية لحماية المدنيين في سوريا.
ـ لقاء أبو مازن ومشعل انتهى بتصريح مشترك ولكن بدون اتفاقات.
ـ نتنياهو: آمل أن تكف السلطة عن المصالحة مع حماس.
ـ إسرائيل تضع المصاعب في وجه رافعي الدعاوى الفلسطينيين ممن تضرروا من قوات الامن.

صحيفة "إسرائيل اليوم":
ـ بيريز: أنا أتشدد مع من يمس بالنساء.
ـ "ليس واضحا من تسبب بحريق الكرمل".
ـ والآن: كتساف يريد هيئة موسعة.
ـ حققوا عدم اتفاق.
ـ العاصفة القادمة في الكنيست: تقييد التوجه الى محكمة العدل العليا.
ـ "طالما حماس وأبو مازن يقتربان.. السلام يبتعد.


الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات التدهور الامني مع مصر
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" يتابعون في المؤسسة الأمنية في إسرائيل التطورات الأخيرة وراء الحدود بقلق. وقد أكدت جهات أمنية أنه لا يوجد اليوم مكانا لتخطي الاستنتاجات فيما يتعلق بمستقبل اتفاقية السلام مع السلطة في القاهرة.
تركزت أعمال الشغب الأخيرة في ميدان التحرير ضدّ النظام العسكري, الذي عزّزت معه إسرائيل العلاقات مؤخرا. والتقاذف في القاهرة حالياً يلقي ضباباً كثيفاً حول القيادة التالية التي ستضطر الحكومة في القدس لمواجهتها. في غضون ذلك, نفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اليوم المنشورات التي مفادها أن رئيس الأركان العامة قدّم للمجلس الوزاري المصغر سيناريو إلغاء السلام.
قبل اندلاع جولة الاحتجاج الحالية, وبعد مرور تسعة أشهر على سقوط نظام مبارك, تطرّق ضابط إسرائيلي رفيع للقضية. هذا وقّدر في الأسبوع الفائت رئيس وحدة الابحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي, العميد إيتي بارون, في معهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب, أنّ: "الشعب المصري معادي لإسرائيل لكنّ النّظام القائم حالياً يلتزم باتفاقيات السلام مع معها".
وبحسب العميد بارون, "العداء الأساسي لإسرائيل أصبح قاسما مشتركا, فعندما تندلع الثورات هذا دافع للقيام بعمل معزز في إسرائيل".
إلى ذلك, حذّر ضابط الاستخبارات من أن الجيش الإسرائيلي سيضطر في السنوات المقبلة لمواجهة "سلسلة سيناريوهات التدهور كميزة أساسية لوضعنا الأمني". كما قال بارون إن هذا "يمكن أن يكون بعدة صور ويرتبط ارتباطاً مباشراً بعداء الجمهور وبتأثير هذا العداء على الأنظمة. الصداقة مع تركيا, علاقاتنا مع الفلسطينيين واتفاقيات السلام مع مصر والأردن هي العوامل التي تنهار".
ويواصل الجيش جهوده لتعزيز الوسائل الدفاعية على طول الحدود. رئيس الأركان العامة, الجنرال بني غانتس, قدّر أنّ السياج الجديد على طول الحدود سيستكمل حتى نهاية العام القادم. في المقابل, يستعدون في قيادة المنطقة الجنوبية لتوزيع، في الأسبوع المقبل، جهاز متطور متعدد المجسّات (الميرس), والذي سيمنح القوات في الميدان تحذيراً مسبقاً حول تحركات مشبوهة على بعد عدة كيلومترات في منطقة سيناء, بالقرب من الحدود. الجهاز الجديد ستستخدمه كتيبة الجمع الحربي الجديدة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية, والتي بدأت العمل في الأشهر الأخيرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سقوط النظام الاردني هو بداية نهاية إسرائيل
المصدر: "القناة العاشرة الإسرائيلية"
" اكثر ما يقلق إسرائيل في ظل الهزة في الساحات العربية، هو ما يحصل في الاردن، الحدود الامنية الحقيقية الإسرائيلية اليوم في الشرق هي ليست في غور الاردن بل في حدود الاردن مع العراق، حيث خلف هذه الحدود يوجد عشرات الألاف من المخربين يعملون في العراق، فبعد ان تسحب الولايات المتحدة الأميركية قواتها من هناك، سيبدأون بالبحث عن عمل آخر، وهدفهم الأول ربما ان يكون المملكة الهاشمية.
في حال سقط نظام الملك عبد الله سيفتح الطريق ايضاً للحرس الثوري الايراني وايضاً لجيش القاعدة، حيث في العراق كل هؤلاء يستطيعوا ان يأتوا الينا، واليوم يبدؤون التفكير في إسرائيل كيف يحصنون الحدود هذه مع الاردن، فخلال عدة سنوات نستطيع ان نجد انفسنا محاوطين بأسوار من كل اتجاه وبدون حتى حدود هادئة واحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالما حماس وأبو مازن يقتربان.. السلام يبتعد
المصدر: "إسرائيل اليوم –  دانييل سيريوتي"
" اذا كان ثمة شيء ما يمكنه ان ينافس مرض التصريحات عن الوحدة الفلسطينية التي أطلقها أمس أبو مازن وخالد مشعل، فهو عمق الخلاف الذي حاولت ابتساماتهما اخفاءه.
رئيس السلطة ورئيس المكتب السياسي لحماس التقيا في القاهرة أمس، وكما هو متوقع لم يحقق اللقاء بينهما اتفاقا على تركيبة الحكومة الانتقالية الفلسطينية، ولا سيما حول هوية الرجل الذي سيقف على رأسها. وحسب مقربين من أبو مازن اقتبست عنهم "الحياة"، فان الاتفاق في موضوع رئيس الوزراء لم يتحقق لأن أبو مازن يصر على استمرار ولاية سلام فياض بينما حماس تعارض ذلك بشدة.
مسؤول كبير في مكتب رئيس السلطة قال: "ابو مازن خائب الامل من حماس ولا يعتقد أن الحركة ناضجة لان تكون جزءا من الحكومة الفلسطينية. وطالما لا يؤمن  ابو مازن بقدرة حماس على المشاركة في القيادة الفلسطينية فان تطبيق اتفاق المصالحة لن يتقدم ولن يخرج الى حيز التنفيذ". في حماس، بالمقابل، شددوا على أنه اتفق على أن تجرى الانتخابات للرئاسة والبرلمان في شهر ايار من العام القادم.
ورمزت الى الخلاف حقيقة أن ابو مازن ومشعل أجريا في نهاية اللقاء مؤتمرين صحفيين منفصلين، حتى وان كانا حرصا على اطلاق تصريحات متفائلة في كل ما يتعلق بالعلاقات بين فتح وحماس. فقد قال ابو مازن: "من المهم للغاية أن نعمل كشركاء. علينا مسؤولية واحدة تجاه الشعب الفلسطيني ويمكنني القول بانه لا توجد خلافات بيننا. كان لنا لقاء ايجابي سار بروح طيبة وفي اجواء محترمة، وفي اثنائها بحثنا في مواضيع اقليمية واستراتيجية تتعلق بالمسألة الفلسطينية". اما مشعل فقال: "فتحنا صفحة جديدة ونحن نتعاون في كل المواضيع المتعلقة بالشعب الفلسطيني. لدينا التزام تجاه الشعب الفلسطيني والعالم العربي الذي يدعم المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني".
في أعقاب القمة الفلسطينية قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "آمل أن يختار الفلسطينيون هجر الوحدة المتوقعة مع حماس والابتعاد عن خطوات احادية الجانب. اذا فعلوا ذلك وعادوا الى المسار الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي الى السلام، أي الى محادثات مباشرة دون شروط مسبقة، فاعتقد أنه سيكون ممكنا دفع السلام الى الامام، وهذا سيخدم المصالح الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيوش العربية تضعف، لكن في نفس الوقت لا تسيطر
المصدر: "القناة العاشرة الإسرائيلية"
" تحدث وزير المالية يوفال شتاينتس هذا الاسبوع عن أن جيوش  الدول العربية ضعفت أعقاب الهزة في المنطقة، هذا صحيح، لكن الجانب الثاني لهذه البصمة، هو ضعف ايضاً لقدرتهم على السيطرة والحفاظ على السيادة. وهذا يتجسد فيما يحدث في مصر، ففي مصر الجيش المصري منشغل في النزاعات الداخلية.  وصعب التخيل أنه يتوجه في السنوات القريبة لتهديدنا، لكن هذا لا يعني ان نكون مطمئنين، فالجيش المصري هو جيش كبير، يتلقى غرباً كل سنة أكثر من مليار دولار مساعدة أميركية واشترى طائرات أف 16، ودبابات متطورة، لكنه جيش فارغ، فنسبة الصيانة فيه قليلة، ونسبة التدريب فيه منخفض، وربما من الممكن أن يكون هناك تهديد في المستقبل، لكن الآن لا يوجد تهديد.
ما يزعج هو خسارة قدرته في السيطرة ليس في القاهرة وبالتأكيد ليس في سيناء التي يسيطر عليها رجال حماس بدلاً من فتح، ويسيطر عليها الجهاد والقاعدة وما رأيناه حتى الآن في الحدود المصرية هو فقط البداية ويتوقع لنا سنوات ليست سهلة على طول هذا الحدود، ولذلك الجهد الكبير  هو في اكمال بناء السياج على طول الحدود، سياج فولازي ضخم تقريباً سور، النصف الاول منه سينتهي هذه السنة وحتى السنة المقبلة سيكمل السياج كله".
ــــــــــــ
الثورة المصرية الثانية من سئ إلى أسوأ
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ بوعاز بيسموت"
" يبدو أن الإخوان المسلمين فقدوا صبرهم قبل الإنتخابات البرلمانية بأيام.. الإنتخابات ستبدأ يوم الإثنين على ثلاث مراحل. الإتفاق من خلال الصمت بين الخصمين الكبيرين في عهد مبارك، الجيش والإخوان، نُسف في الثورة الثانية التي إندلعت في نهاية الأسبوع الماضي. مصر التي زرتها هذا الأسبوع كانت سيئة للغاية، ليست بالصورة التي رأيتها قبل تسعة أشهر حين قاموا بخلع مبارك.
نفذ صبر الإخوان المسلمين بعد تسعة أشهر من يوم خلع مبارك. لقد كان هذا التاريخ الذي دخلت فيه مصر إلى واقع جديد، رائع ومذهل، ولكنه غير طبيعي. العالم حصل، أو أراد أن يحصل على صورة لمصر الموحدة، مصر الصوت الواحد. شباب علمانيون، مسلمون متدينون وجيش. لقد كان هناك من هم يشعرون بالتفاؤل، وحتى كان هناك من أرادوا ضم الأقباط للصورة العائلية الودية. ولكن الأحداث الدامية التي وقعت في نهاية الشهر الماضي بين المسلمين والمسيحيين، كانت مؤشرا لما سيأتي، وبذلك فإن تراكمات الماضي لم تختف.
مصر اليوم مُنفصمة ومتمزقة، إنها مصر التي تقوم على الجميع ضد الجميع. وكما هو معروف هناك الإخوان المسلمون والسلفيون وباقي القوى الإسلامية الراديكالية، والتي لم تكن أول من توجه إلى ميدان التحرير خلال أيام الثورة، ولكنهم اليوم يرفضون التنحي جانبا. وعلى العكس، هم حتى قدموا مبادرة تماما مثل راكب الدراجة في سباق الدراجات الفرنسي، الذي يعلم تماما متى عليه أن يستغل ضعف الخصوم – وأن يمر.
يقول الاخوان المسلمون ان "ما فعله الإسرائيليون في غزة في عهد مبارك لا يحتمل اليوم، وبصفة عامة، الثورة في مصر تغير الصورة الإقليمية. إسرائيل اليوم لا تستطيع أن تفعل ما تريد في غزة، انظر كيف رد الشعب المصري حين قتلت إسرائيل جنود مصريين على الحدود".
وماذا لو نشبت حرب بين السعودية وإيران، إلى أين سيتوجه الإخوان؟ يقولون: "سنقفز في المنتصف بينهما ونقوم بالمصالحة، افهم، هنا في مصر لا يوجد ما يسمى سُنة أو شيعة. هنا مسلمون، لا يوجد شك أننا أقرب جدا لإخواننا في دول الخليج، ولكننا لا يمكننا ألا نقدر الموقف الراسخ لإيران أمام الضغط الغربي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرروا المال للسلطة الفلسطينية
المصدر: "هآرتس"
" بعد قبول فلسطين في اليونسكو، في نهاية تشرين الاول، قررت حكومة إسرائيل معاقبة رئيس السلطة محمود عباس وتجميد تحويل أموال الضرائب الفلسطينية. يدور الحديث عن مائة مليون دولار تجبيها إسرائيل كل شهر، بالضرائب والجمارك، حسب اتفاق اوسلو. والاموال مخصصة لرواتب موظفي الحكومة، وتمول أساسا أجهزة الامن الفلسطينية، المسؤولة، ضمن امور اخرى، عن احباط اعمال الارهاب التي من شأنها أن تصدر من الضفة الى إسرائيل.
مساء يوم الاثنين اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطلبت اليه أن يحرر الاموال. وافاد مكتب نتنياهو بان الحديث عني بالموضوع الايراني، وفضل اخفاء طلب كلينتون. واول امس اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بنتنياهو، وطالبه بان يحرر الاموال فورا. في نهاية الاسبوع الماضي اتصل مستشار الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون بنظيره الإسرائيلي يعقوب عميدرور وشرح بان الادارة تتوقع تحويل الاموال في أقرب وقت ممكن. وصباح يوم الاثنين التقى نتنياهو بنائب وزير الخارجية الأميركية بيل برانس الذي طالب هو ايضا إسرائيل بان تحرر أموال الضرائب.
غير أن كل هذه التوجهات تحطمت على حائط الرفض الإسرائيلي. فقد أوضح نتنياهو بانه لا توجد أغلبية في المجلس الوزاري وفي محفل الثمانية لمثل هذا القرار. بل شرح بانه لن يتخذ قرار في هذا الشأن الى أن تتضح نتائج اللقاء في القاهرة بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، على اقامة حكومة وحدة فلسطينية. في خلفية الامور تقف أيضا تهديدات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لحل الائتلاف اذا ما تم تحويل الاموال، وكذا معارضة عنيدة للخطوة داخل الليكود.
غير أن كل أسباب نتنياهو غير ذات صلة وغير شرعية. المال هو مال فلسطيني وعنوانه الوحيد هو السلطة الفلسطينية. حقيقة ان إسرائيل تجبيه هي فنية فقط ولا تبرر أعمال التنكيل والانتقام. اعتبارات الانتخابات التمهيدية في الليكود والصراع مع ليبرمان على أصوات اليمين تعرض للخطر الامن القومي لإسرائيل وتقرب انتفاضة ثالثة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعب ونار وأعمدة دخان في مصر
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ الداد باك"
" في الايام العادية يكون رصيفا شارع محمد محمود مليئين بطلبة جامعة ذوي ضجيج، أكثرهم من أبناء الاغنياء، يجلسون  في المطاعم وفي المقاهي في طريقهم الى الجامعة الأميركية في القاهرة أو منها. والبيوت الحسنة تشهد على الماضي البرجوازي الفخم لهذا الشارع. وبرغم أن أكثر سكانه تركوه الى أحياء فخمة بعيدة عن المركز الفوار الضاجّ، فما يزال يحافظ على مجده باعتباره شارع نخبة مخصص في الأساس لأبناء الطبقات العليا.
في غضون بضعة ايام غير شارع محمد محمود وجهه من النقيض الى النقيض. فقد تحول من شارع تجاري ضاج الى ميدان قتال بين متظاهرين غاضبين وقوات شرطة مسلحة جيدا، تحمي وزارة الداخلية المصرية من غضب الجمهور المُهيج. والمتاجر مغلقة منذ اسبوع. ويبدو الشارع الفخم مثل ارض مشاع، مغطاة ببقايا اطارات محروقة، وحجارة من جميع الاحجام، وشظايا زجاجات حارقة وخرطوش رصاص وقنابل دخان على اختلاف أنواعها.
يُجدد المتظاهرون الذين يأتون من ميدان التحرير المجاور مرة كل بضع ساعات، الهجوم على وزارة الداخلية البغيضة إليهم – وهي رمز لـ "دولة الشرطة" للنظام السابق – الحالي. ويردهم رجال الشرطة على أعقابهم باطلاق مباشر أو باطلاق في الهواء لرصاص مطاطي، ونار حية وقنابل دخان ومسيلة للدموع على اختلاف أنواعها. وقد جعل مكان شارع محمد محمود، بين ميدان التحرير ووزارة الداخلية، جعله بالرغم منه ميدانا نازفا لـ "الثورة المصرية الثانية". ان عدد المتظاهرين الذين قتلوا هنا باطلاق قوات الامن النار يُقدر بعشرات. وكل قتيل يسكب زيتا آخر على موقد غضب الجماهير. ويُقدر الجرحى بآلاف.
يسمى شارع محمد محمود باسم واحد من وزراء الداخلية الاسوأ سمعة في مصر الحديثة. فقد استعمل محمود باشا، وزير الداخلية ورئيس الحكومة في نهاية العشرينيات وأكثر الثلاثينيات من القرن الماضي، تحت حكم الملك فؤاد، استعمل القبضة الحديدية في مواجهة معارضي الأسرة المالكة والوجود البريطاني في مصر. وبرغم جميع الثورات وتبدل السلطة منذ ذلك الحين بقي تخليد السياسي البغيض على حاله. وفي هذا الاسبوع صُفي حساب قديم للمصريين مع نظم الحكم السابقة على اختلاف أحقابها.
مرت عشرة اشهر منذ كانت الثورة المصرية الاولى في نهاية كانون الثاني من هذا العام، التي أفضت الى اسقاط الرئيس مبارك حتى "الثورة المصرية الثانية" التي بدأت هذا الاسبوع؛ عشرة اشهر مرت فيها على مصر وعلى الثورة تحولات كثيرة. وحينما استقر رأي "شباب الثورة" في نهاية الاسبوع الاخير على العودة الى ميدان التحرير لوأد محاولة الجيش ان يحتفظ بسلطات حكم واسعة، بموازاة انشاء سلطة مدنية ديمقراطية محدودة جدا، لم يتخيلوا ان يتدهور هذا العمل الى سفك دماء.
الغاز المصري
عادل هو محام في ثلاثينيات عمره، وهو جزء من شباب الثورة، و"جيل الفيس بوك"، وأبناء الطبقة الوسطى المتمردين. التقيت معه حينما غادر مكان عيادة الشارع المحاطة بحبل دقيق، عند مدخل فرع كنتاكي فريد تشيكن في ميدان التحرير. وقد أصبح فرع شبكة الغذاء السريع الأميركية في الاشهر الاخيرة هدفا ثابتا للمصريين الذين أرادوا ان يصبوا غضبهم على الولايات المتحدة. ولهذا استقر رأي المالك على اغلاق المتجر وسد الشراعات الحديدية. وقد عُلق تحت الوجه المصور للكولونيل ساندرز مؤسس الشبكة ورمزها الشهير في العالم لافتة بسيطة بخط يدوي: "عيادة كنتاكي – فرع الثورة" باضافة هلال وصليب احمرين.
يمسح عادل عينيه ووجهه من السائل الطبي الذي رشه عليه الاطباء المتطوعون في العيادة، للاقلال من الحكة القوية التي تسببها قنابل الشرطيين المسيلة للدموع، وهو في الحقيقة لم يشارك في الهجوم الاخير على وزارة الداخلية، لكن كل نسيم يأتي الى الميدان من شارع محمد محمود يحمل معه دخان الغاز السام.
عادل ثائر بوظيفة كاملة. فهو منذ عدة ايام يأتي الى الميدان في ساعات بعد الظهر مباشرة بعد انهاء عمله في المحكمة، ويبقى في الميدان حتى ساعات الصباح المبكرة. بعد ذلك يعود الى البيت ليستحم ويبدل ملابسه ويمضي الى العمل. وقد بقي مخلصا لطريق "شباب الثورة" الحذر، الذين يريدون التغيير بضغط جماهيري كثيف بطرق سلمية لا بالعنف. ويقول: "الناس الطيبون موجودون هنا في الميدان. والأشرار موجودون في شارع محمد محمود. ولست أعلم ألبتة لماذا يهاجمون وزارة الداخلية. يجب ألا يفعلوا هذا. نحن نريد ان نأتي مصر بالديمقراطية والاستقرار والنماء. وليست هذه طريقة احراز هذه الأهداف. أخذ الوضع يزداد سوءا. فمع هذا العنف لن تتم انتخابات مجلس الشعب. والاخوان المسلمون كانوا أصلا سيفوزون فيها بأكثرية كاسحة".
"الأشرار"، بحسب تعريف عادل هم في أكثرهم من اولاد وفتيان الشوارع الحادي المزاج من بسطاء الشعب الذين يمنحهم الهجوم على وزارة الداخلية لا امكان التحرر من احباط عميق فقط بل فرصة لمرة واحدة ليحظوا بالمجد. وقد أصبحت أسماء وصور عدد من ضحايا مواجهات الايام الاخيرة مُخلدة في لافتات ضخمة في شوارع الميدان. لكن يوجد في النواة العنيفة للمتظاهرين ايضا غير قليل من الناس العاديين الذين يئسوا من التغيير الموعود وفقدوا كل ثقة بسلطات الدولة.
اعتُبر الجيش في "ثورة كانون الثاني" منقذ مصر. واحتل مكان قوات الشرطة التي اختفت تحت الارض وأقنع الرئيس السابق مبارك بالاستقالة كما يطلب الشعب. ورأى المتظاهرون الدبابات التي أُرسلت آنذاك الى الشوارع ضمانا للاستمرارية والاستقرار في ايام عاصفة وعدم يقين. وفي "ثورة تشرين الثاني" يشار الى الجيش وقادته باعتبارهم الهدف المركزي. ان "المجلس العسكري الأعلى" ورئيسه وزير الحربية والمُشير الشيخ محمد حسين الطنطاوي تبوءا مكان مبارك وأبناء عائلته، في الشعارات الثورية التي تصدر عن المتظاهرين والكتابات التي تُرش على جدران القاهرة وجسورها، وعلى لافتات تغرق "ميدان الثورة" من جديد.
"اسقاط النظام العسكري"، تصرخ لافتة حمراء ضخمة في قلب ميدان التحرير. وتظهر في لافتة بيضاء قريبة صور قادة المجلس العسكري وعليها علامة "إكس" كبيرة كما في قائمة مطلوبين تم القضاء عليهم. "لن ننسى لاعضاء المجلس العسكري ان مبارك وابنه عينوهم؛ وأنهم دافعوا سنين طويلة عن النظام الفاسد؛ وأنهم يفرضون علينا وزراء يوالونهم؛ وأنهم يحاكمون مدنيين في محاكم عسكرية بلا أي ضمانات لكنهم يحاكمون مبارك ومساعديه في محكمة مدنية مع جميع الحقوق؛ وأنهم جعلوا الجيش متجرا خاصا يضمن لهم ايرادات شخصية؛ وأنهم أسلموا حدودنا لتجار المخدرات والمهربين واليهود ومسوا بحقوق جنودنا الذين قتلتهم إسرائيل على حدودنا؛ وأنهم ما يزالون يصدرون الغاز الى إسرائيل ويستوردون السلع منها؛ وأنهم ما يزالون يغلقون معبر رفح أمام اخوتنا الفلسطينيين؛ وأنهم يستوردون من أميركا وإسرائيل وسائل قمع غير قانونية" – وهكذا تفضل اللافتة مادة بعد مادة "الجرائم" غير المغتفرة للجماعة العسكرية.
عُلق على عامود نور مركزي في الميدان علم لمصر كبير كُتب فيه: "نحب من يحبنا ونكره من يكرهنا". وتهتز الى جانب العلم دمية على صورة انسان ملفوفة بقماش اسود، وهي رسالة واضحة الى قادة الجماعة العسكرية عن المصير الذي يرجوه لهم فريق من المتظاهرين. "انهم يقتلوننا كما يقتل الاسد السوريين"، يعلن رفيق وهو واحد من مهاجمي وزارة الداخلية، "سنفعل بهم ما فعل الليبيون بالقذافي".
"أحسن ما حدث في ليبيا؟" يسألني بهمس متظاهر آخر ويهز رأسه، "هذا عار، لا يجب التصرف على هذا النحو".
تحرير انتخابات
أصبحت "الثورة المصرية الثانية" ممزقة بين مؤيدي النضال المدني وجهات عنيفة لا يعلم أحد ما قوتها وهل تنفذ أوامر جهة ما. ان الاشاعات تنسب الى المتطرفين ولاءا مختلفا: فالمقربون من النظام وفريق من المعتدلين يرتابون في أنهم عملاء الحركتين الاسلاميتين المتطرفتين "الجماعات" و"السلفية"، اللتين تطمحان الى اسقاط سلطات الحكم القائمة بالقوة واستبدال حكم ديني بها يستمد كل سلطاته من "الشورى" الاسلامية السنية. ويرى آخرون ان المتطرفين عملاء النظام القائم ويزعمون ان الحديث عن مؤامرة خُطط لها مع جهات خارجية لتأجيل الانتخابات المخطط لها ولمنع الفوز المحقق للاحزاب الاسلامية على اختلافها. ومهما يكن الامر فان العنف والتصعيد يُستغلان عن جانبي المتراس: فقد اقترح وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية التي استقالت هذا الاسبوع بحسب بلاغات ما على المجلس العسكري الأعلى تأجيل الانتخابات التي يفترض ان تبدأ يوم الاثنين برغم وعد المشير الطنطاوي المعلن بأن الانتخابات ستُجرى في موعدها واعلان لجنة الانتخابات المركزية ان كل تأجيل سيكون غير قانوني. وفي المقابل يخرج العدد الذي يزداد من ضحايا العنف ناسا أكثر فأكثر الى الشوارع.
ان "المظاهرة المليونية لانقاذ الأمة"، التي تمت يوم الثلاثاء في ميدان التحرير وسائر مدن مصر الكبيرة لم تقترب من حجم المظاهرات التي صاحبت "ثورة كانون الثاني". وقد دعا الاخوان المسلمون الذين يراهم كثيرون من "شباب الثورة" حلفاء للجماعة العسكرية، دعوا الى مقاطعة المظاهرة خشية ان تعرض هذه المظاهرة للخطر إتمام الانتخابات المخطط لها. وبرغم ان عددا من كبار مسؤولي "الاخوان" تحدوا موقف حركتهم، ودعوا الى الانضمام الى المظاهرة وطُردوا من ميدان التحرير على أيدي نشطاء لجان "شباب الثورة" قُدر عدد المتظاهرين ببضع مئات آلاف. وقد فسر "شباب الثورة" وقادة المعسكر العلماني هذا التقدير على أنه "هزيمة سياسية للاسلاميين". ورأى آخرون القلة النسبية للمتظاهرين علامة على سيطرة "الاخوان" على الشارع المصري. واذا أخذنا في الحسبان ان الحركات الاسلامية التي هي أشد تطرفا قد استقر رأيها على الانضمام للمظاهرة وتم الشعور بوجودها جيدا في الميدان، فان "المظاهرة المليونية" التي لم تكن تشهد حقا على القوة السياسية لحركة "الاخوان"، برغم ان كثيرين من أنصارها يزعمون ان قوات الامن منعتهم من الوصول من أحياء القاهرة الشعبية الى ميدان التحرير.
ان الخشية ايضا من هرج ومرج من جديد، وفقدان سيطرة مطلق واضرار آخر بوضع الدولة الاقتصادي المضعضع قد تركت مصريين كثيرين في بيوتهم هذا الاسبوع. فقد فضلوا ان يتابعوا من بعيد ما يجري في "ميدان الثورة" وبخاصة على شاشات التلفاز. وقد انقسمت القاهرة هذا الاسبوع الى عالمين: ففي مركزها وفي نطاق كيلومترات معدودة فقط، ثارت حركة احتجاج مجددة. ووراء الميدان جرت الحياة كعادتها ورتابتها. فقد جرت الحركة في الشوارع وكانت الحوانيت والمطاعم مفتوحة. وتهاوت البورصة المصرية في الحقيقة كثيرا وسببت للمستثمرين فيها خسائر بمليارات الجنيهات المصرية. لكن الاعمال ما تزال مستمرة على نحو ما وفي فرع السياحة ايضا.
في حين تصادم في أحد جوانب ميدان التحرير رجال شرطة مسلحون ومواطنون رموهم بالحجارة والزجاجات الحارقة، استمر سياح من أنحاء العالم على الوصول بالحافلات وعلى الأقدام الى "المتحف المصري" في الجانب الآخر للميدان. في "ثورة كانون الثاني" استغل متظاهرون وبلطجية وضع الطواريء كي يسطوا على المتحف ويسرقوا اشياء أثرية ذات قيمة كبيرة. وقد أُقيمت دبابات وسلاسل بشرية آنذاك حول المتحف لمنع استمرار السلب.
شوق الى السادات
يعرف المصريون ايضا كيف يستخلصون أرباحا مالية من ثورتهم. فالاشهر التسعة التي مرت منذ اول موجة للثورة جعلت الاحتجاج الشعبي علامة تجارية ناجحة جدا. في كانون الثاني كانت الشوارع المفضية الى ميدان التحرير مغلقة بصفوف دبابات وجدران حديدية متحركة أقامتها "لجان الثورة"، بحيث تستطيع ان تراقب من يأتون الى المكان. واحتلت محل الدبابات اليوم صفوف من الدكاكين تبيع المتظاهرين سلعا ثورية متنوعة جدا: أعلاما مصرية بجميع الأحجام مع شعارات وبغيرها، وشُرط رأس بألوان العلم، ودبابيس وطنية وقمصان تي شيرت تعلن "أنا أحب مصر" أو ترفع قبضة مصحوبة بشعار "التحرير" وغير ذلك. ويوجد ايضا بالطبع معدات للحماية من الغاز السام للقنابل المسيلة للدموع وقنابل الدخان.
بين بسطات "تذكارات الثورة" يقوم عند مدخل الميدان ايضا بسطة تعرض للبيع صور قادة جليلين ومكروهين معا. فالى جانب حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين الذي قتل في نهاية اربعينيات القرن الماضي، واسامة ابن لادن وعرفات والشيخ احمد ياسين وجمال عبد الناصر، ألاحظ عددا من صور وجه الرئيس المرحوم أنور السادات، سلف مبارك. "السادات؟" سألت متعجبا عماد وراشد وهما طالبان جامعيان في مطلع العشرينيات من أعمارهما جاءا ليتظاهرا على النظام العسكري. "نعم"، يجيبانني، "كان زعيما كبيرا عمل الكثير من اجل الشعب. تمتع الناس في عهده برفاهة وظروف عيش أفضل كثيرا مما كان لنا في ايام مبارك. فمبارك وناسه عملوا من اجل بيوتهم فقط. والسادات عمل من اجل الشعب كله – الاغنياء والفقراء معا. كان الجميع سعداء. وكان لهم عمل. وقضى مبارك على الطبقة الوسطى. واليوم يوجد فقط عدة عشرات من أصحاب البلايين والكثير جدا من الفقراء".
"لكنكما أحدث سنا من ان تعرفا كيف كان الوضع في ايام السادات"، أُصعب عليهما.
"حدثنا آباؤنا عن تلك الايام"، يجيب أحد الشابين.
يبدو ان والديهما يعانيان ذاكرة قصيرة جدا أو مرض الحنين الذي يُجمل كل ماض قياسا بالحاضر. فحكم مبارك خاصة والسلام مع إسرائيل هما اللذان مكّنا من تطوير مصر وتحسين الوضع الاقتصادي لمصريين كثيرين. ان بذور التطوير قد بُذرت حقا في ايام السادات لكن ثمارها قُطفت في ايام مبارك. وأُسارع الى التأكيد قائلا: "السادات ايضا وقع على سلام مع إسرائيل". يتجاهل محادثاي هذه الملاحظة ويتابعان الثناء على القدرات القيادية للرئيس القتيل.
"ان الاجلال للسادات من جديد متصل بحرب يوم الغفران"، يوضح لي صحفي محلي.
"لكن السادات يُرى في نظرنا بأنه صانع للسلام"، أُصر.
"كان السادات رئيس الحرب والسلام"، يجيب. "يستطيع كل واحد ان يختار ما شاء من الاثنين، وقد كان في الحقيقة سياسيا حكيما في الداخل والخارج".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلفان شالوم: لا يمكن لإسرائيل قبول حكومة الوحدة الفلسطينية
المصدر: "اذاعة الجيش الإسرائيلي"
" قال نائب رئيس الحكومة، سيلفان شالوم،أنه لم يبق هناك من خلافات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، لكن لا اعتقد بأن هذا مهم، المهم هو أنه في الحكومة الفلسطينية الجديدة، سيكون هناك مكوّن أساسي، والذي يدعو لغاية الآن إلى تدمير إسرائيل، غير مستعد للآن للاعتراف بإسرائيل، غير مستعد للتخلي عن ذلك، غير مستعد لقبول الاتفاقات السابقة، وهذا ببساطة سخافة لمن يعتقد بأننا نستطيع إدارة مفاوضات مع حكومة حيث أن قسم أساسي منها يدعو إلى تدميرنا. ببساطة هذا أمر غير مُقدّر.
وقال شالوم أنا لا أريد المضي خطوة واحدة إلى الأمام فيما يخص السلطة الفلسطينية، ولكن ما أطلبه من المجتمع الدولي هو عدم التحدّث مع هذه الحكومة لأن قسم أساسي فيها هو حماس بالطبع، أعتقد بأننا موجودون اليوم في الحقيقة مرحلة خطيرة، لأننا عندما نحاول استئناف طريق السلام، وعندما نحاول بأي شكل التوصّل إلى وضع يكون فيه محادثات مباشرة بيننا وبينهم، وهم لا زالوا لغاية الآن يرفضون أي اتصال مباشر، حتى في المحادثات مع الرباعية، هذا تقريباً وضع سخيف، غير معقول، حيث أن الممثل الإسرائيلي يصل، وهم غير مستعدين للجلوس مع الممثل الإسرائيلي، مع الرباعية الدولية. وببساطة ممثل إسرائيل، يصل منفرداً، يقدّم مواداً منفرداً، ولكن هذه عملية طويلة، منذ أن اعتلت هذه الحكومة السلطة، فكّروا في أنفسهم بأن هذا هو الوقت المناسب ربما لاستغلال حقيقة أن الحكومة تعتبر حكومة يمينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاموس غلعاد: يجب المحافظة على العلاقات السلمية مع مصر
المصدر: "القناة الثانية الإسرائيلية"
" قال رئيس الدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، ان مصر هي قائدة العالم العربي، وكل تغيير فيها هو تغيير جوهري يطال كل المنطقة، وليس فقط إسرائيل. المهم في المسارات مع مصر انه اليوم ليس هناك إطلاق نار معها، هناك هدوء وتم تحرير جلعاد شاليط, وفي نهاية الأمر تجدد التزويد بالغاز.
لكن للأسف ليس هناك رد على تهريب الوسائل القتالية الذي يجب أن يصل إلى حل, هذا إلى الان غير كافي, هناك صورايخ وخليات يمكنها المس أو معدة للمس برعاية حماس والجهاد الإسلامي لقتل مواطنين إسرائيليين, لكن بالمجمل العلاقات مع مصر هي علاقات إستراتيجية وتدار بشكل جيد.
وقال غلعاد، انه يجب أن نأخذالأمور بطريقة متوازية ودقيقة, حتى لو نجح الإخوان المسلمون وبشكل جلي من مجمل المقاعد في البرلمان المصري في الإنتخابات التي من المفترض أن تبدأ نهاية تشرين الثاني وتنتهي في بداية كانون الاول، لا يدور الحديث إلى الآن عن نقل السلطة إلى أيديهم، حتى أنهم لا يرون مصلحة بذلك, هناك قوة الجيش التي هي قوة ضخمة والذي هو أصل صلب في المنظومة المصرية, وعلينا أن نقوم بكل شيء من أجل الحفاظ على العلاقات معهم, وإعطائهم مصداقية وأن نكون حذرين وأم نقوم دائماً بوضع الأمن القومي على رأس إهتماماتنا.
اما حديث وزير (الدفاع) الإسرائيلي السابق بنيامين بن العيزر، الذي حذر من مواجهة حتمية مع مصر، فقال غلعاد "أقترح أن نركز على الحفاظ على منظومة العلاقات الإستراتيجية مع مصر وهذا بتضمن الأمن القومي والمصالح التي تكون خلف هذه الكلمات الجميلة, هذا يضمن أن لا يكون هناك أئتلاف معاد ويضمن أن لا يكون هناك إرهاب, مصر هي دولة قوية وعلينا أن نجد كل قدرة أو كل عنصر يسمح لنا بإقامة منظومة علاقات إستراتيجية, وهنا تعود الولايات المتحدة إلى الصورة, نسب السلام متصلة  بهم, فالجيش لا زال جهة جدية وهناك قوات إضافية عريقة, ممنوع علينا مسبقاً أن نثبت ونحسم أننا سناوجهه وفي النهاية نحن نعجل المؤخر, في حال كان هذا هو السيناريو. حالياً لا يبدو هذا في الأفق لا مواجهة ولا حتى إئتلاف معاد, لا زال السلام معهم ثابت ومستقر, لدينا تحديات أمنية كما ذكرت منع تهريب الوسائل القتالية , علينا أن نقوم بسياسات للحفاظ على منظومة العلاقات بكل عناصرها وأن نتوقع اعادة فتح السفارة واستمرار الغاز, أن لا تطلق النار مجدداً وجلعاد شاليط محر وهذا أمر مهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يدعو لعقوبات شديدة ضد ايران
المصدر: "الفضائية الإسرائيلية"
" قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن لإسرائيل ومصر مصلحة مشتركة في الحفاظ على السلام بينهما مشيرا إلى أن هذا السلام يضمن الاستقرار في قلب الشرق الأوسط والحركة المنتظمة في الممر الملاحي الذي قدم قد يكون الأهم في العالم في إشارة إلى قناة السويس. جاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروماني اميل بوك في ختام اجتماع مشترك لوزراء من الحكومتين الإسرائيلية والرومانية. تقرير مراسلنا للشئون السياسية ميخائيل دانا...
وبالنسبة للبرنامج النووي الإيراني قال نتنياهو إنه بان جاليا أن هدف طهران من هذا البرنامج هو تطوير أسلحة نووية ورحب بفرض العقوبات الاقتصادية على إيران موضحا أنها ليست كافية. واذا سألتني إذا كان ذلك سيكفي حسب تقديري.. لا، الطريق الوحيدة الكفيلة بأن تكون هذه العقوبات أكثر فاعلية أن تمس أكثر بمصادر الدخل الرئيسية للنظام الإيراني وهذا يعني المس أكثر أن تكون عقوبات أكثر فاعلية على صناعة النفط وعقوبات أكثر فاعلية على البنك المركزي الإيراني".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 باراك: أنا الأمن
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" بعد سنين كثيرة كان ممنوعا فيها أشد المنع ذكر كلمة الذرة، فُتحت خزائن السماء وصارت ثرثرتنا تغرق العالم. والذي يقود هذا الطوفان في الأساس هو وزير الدفاع اهود باراك، آخر رجل كان يجب ان يثير هذا الموضوع في كل خطبة وكل مقابلة صحفية وكل مكان يرى فيه سماعة.
قال في مقابلة صحفية مع شبكة الـ "سي.ان.ان" انه بقي لايران أقل من تسعة اشهر لانتاج سلاح ذري. "سنبلغ قريبا وضعا لا يستطيع فيه أحد أن يفعل شيئا ما عمليا في هذا الشأن". وفي جواب عن سؤال مجري المقابلة هل يمكن ان تهاجم إسرائيل ايران، أجاب باراك انه يعتقد ان هذا ليس شأنا يُتباحث فيه علنا. وكأن سماعة الـ "سي.ان.ان" هي أداة سرية.
وفي مقابلة صحفية مع شبكة "بي.بي.اس" في نيويورك قال باراك انه "لو كان مكان قادة ايران لطور كما يبدو سلاحا ذريا". وهذا قول غريب يصدر عن وزير دفاع في إسرائيل لكنه ليس جديدا. فقد قال في مقابلة للتلفاز حينما كان رئيس حزب العمل في آذار 1998: "لو كنت شابا فلسطينيا، لانضممت الى احدى منظمات الارهاب".
ان ما أراد ان يقوله هو انه يتفهم الفلسطينيين الذين يطمحون الى دولة خاصة بهم. في حين ليس واضحا ما الذي يتم فهمه هنا في شأن ايران؟ فبرغم التهديدات فان السلاح الذري لا يرمي بالتحديد الى القضاء على إسرائيل، بل الى ان يعزز في الأكثر قوة ايران في المنطقة الاسلامية وفي دول الخليج – وهي حي تقع على حدوده دول ذرية. إسرائيل لا تهدد ايران. فمن الحقائق انه برغم انها تملك قدرة ذرية بحسب مصادر اجنبية – لم تمتنع الدول العربية والحركات الارهابية عن مهاجمتها.
قال مئير دغان انه يجب على إسرائيل ان تخرج للحرب حينما يوضع السكين فقط على عنقها ويقطع في اللحم الحي، لكننا لسنا هناك حتى الآن. وكان يمكن ان نفهم من كلامه ان الاخطار التي تهدد إسرائيل هي الصواريخ وقذائف الرجم وصواريخ غراد التي أخذ مداها يطول، ومسألة وصولها حتى تل ابيب مسألة وقت فقط. وليس لسكان الجنوب هدوء، وهجومنا على ايران قبل ان يُتموا القنبلة سيجعل الدولة كلها هدفا لصواريخ شهاب الايرانية. ان التهديد الذري الايراني عالمي وعلينا ان نترك علاجه للقوى العظمى.
تنبع مكانة إسرائيل المضعضعة في العالم في هذا الوقت من الاخفاق السياسي في شأن التسوية السلمية، بيد أنه لا يوجد الآن بديل في الحكم. وهذا أمر يعلمه بيبي وباراك لكن باراك هو القلق بينهما. وقد عقد الاثنان بينهما صلة وثيقة. فهناك من يقولون انهما يتحادثان اربع مرات أو خمسا كل يوم بالهاتف. ورحلات باراك الكثيرة ولقاءاته ومقابلاته الصحفية منسقة مع بيبي في حين أن هدفها تقوية موافقة البيت الابيض على عملية منا على ايران.
ليس لباراك أية جبهة خلفية برلمانية وحزبية. ومن الواضح أنه ليس له أي قاعدة سياسية بغير بيبي. وحزبه الذي نضعه بين هلالين، سيختفي. وبهذا فان دعامته الوحيدة هي نتنياهو – فبغيره لن توجد عملية في ايران ولن يوجد مستقبل سياسي لباراك.
إننا نمنح طهران بثرثرتنا التسويغ والحافز الى ان تصبح دولة ذرية. وايران تتذكر جيدا قصف المفاعل الذري "أوزيريك". وقد انتقم العراق من إسرائيل في حرب الخليج بـ 39 صاروخ سكود غير دقيقة سببت ذعرا في الأساس لكنها لم تسبب ضررا. وتعلمت ايران الدرس ووزعت مفاعلاتها الذرية لكن الأخطر أنها أعدت سلفا ردا فتاكا – على لب لباب إسرائيل. والرئيس اوباما يُحذر بيبي وباراك وبحق ألا يحلما حتى بهجوم على ايران وأن يدعا ذلك للقوى العظمى.
ان باراك المعلق بنتنياهو هو الذي يجره الى عملية وأخطار لم نعرف لها مثيلا. هل يمكن ان يكون العقل التحليلي الذي لا شبيه له قد أخذ يتلاشى؟ أم أن السبب هو خوف باراك من أن يبقى خارج الحكومة مع حزبه الضئيل الشأن في حال تقديم موعد الانتخابات، وأخطر الاشياء بالنسبة اليه ان يفقد حقيبة الأمن.
يحارب باراك عن حياته السياسية بخلق شعور "أنا الأمن". أو "أنا والطوفان بعدي". لكننا حينما نرى ما يحدث حولنا والى أين يمكن ان تفضي الاضطرابات في مصر وسوريا واتحاد حماس والسلطة – يوجب هذا علينا ان نتخذ بلا تأخير مبادرة للتسوية مع الفلسطينيين بدل ان نهاجم ايران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبهة الشعب في مصر
المصدر: "معاريف ـ عميت كوهين"
" قبل يوم من استقالة حسني مبارك، حين كان لا يزال مئات الاف المتظاهرين يحتشدون في ميدان التحرير ويدعونه الى الرحيل اجتمعت قيادة الجيش المصري في مبنى وزارة الدفاع في القاهرة. وكانت هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها الجنرالات دون أن يكون الرئيس المصري القديم حاضرا. في ختام مداولات طويلة نشر الجيش بيانا رسميا حمل العنوان المفاجيء "بيان رقم 1"، جاء ليبشر ببداية عصر جديد. رائحة انقلاب فاحت في الهواء.
وفي الغداة، 11 شباط، أعلن حسني مبارك عن اعتزاله منصبه. وخرج مبارك الى المنفى في شرم الشيخ الى أن اعتقل وقدم الى المحاكمة. نائبه، عمر سليمان، الذي تلقى كامل صلاحات الرئيس، اختفى عن العين. ادارة شؤون الدولة نقلت بكاملها الى المجلس الاعلى للجيش، الى الجنرالات.
فور اعتزال مبارك اعلنت قيادة الجيش بانها تأخذ الحكم في ايديها، بشكل مؤقت. وحل المجلس العسكري البرلمان، جمد الدستور وتعهد باجراء انتخابات جديدة وعلى رأسها انتخابات رئاسية تجرى في غضون نصف سنة. كما وعد قادة الجيش بالغاء قوانين الطوارىء. وفي محاولة لتثبيت الوضع أطلق الجيش رسالة تهدئة لإسرائيل وللدول الغربية ايضا. الشارع المصري، حركات الاحتجاج والاحزاب السياسية تبنت بحرارة القيادة العسكرية. وآمن المتظاهرون بان الجيش يقف على جانبهم. ووثقوا بالقيادة التي اقسمت على تحويل مصر الى ديمقراطية. ولكن كلما مر الوقت تعاظمت الشكوك: هل المجلس الاعلى يعتزم حقا الايفاء بتعهداته أم لعل الجنرالات قاموا بانقلاب هاديء بنية تغيير مبارك؟
استطلاعات نشرت مؤخرا تبين بان مستوى الثقة بالجيش المصري لا يزال عاليا، ولكنه يوجد في ميل واضح من التآكل والهبوط. استطلاع اجراه مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ونشر في بداية الشهر يبين ان 40 في المائة من المصريين يعتقدون بان المجلس يؤدي دوره بشكل جيد، بالقياس الى 45 في المائة في شهر آب. وحسب الاستطلاع فان 88 في المائة يعتقدون بان الجيش سينقل الحكم الى حكومة مدنية مقابل 99 في المائة في شهر آب. كما أن مستوى الثقة باجراء الانتخابات الحرة هبط بـ 4 في المائة.
ومع ذلك، فان استطلاعا أجراه البروفيسور شبلي تلحمي من جامعة ميريلاند يبين أن مستوى الثقة في الجيش أدنى من ذلك. حسب الاستطلاع، 43 في المائة من المصريين يعتقدون ان قادة الجيش يعملون على تأخير أو الغاء تام لانجازات الثورة. 21 في المائة فقط يعتقدون بان الجيش يعمل كي يدفع الى الامام بقيم الثورة. "الشعب المصري محبط لان الحكم لا يزال لم ينقل الى سلطة مدنية"، شرح هذا الاسبوع تلحمي نتائج الاستطلاع في مقابلة مع السي.ان.ان . "فهم يؤمنون بان الجيش يحاول الابقاء على الحكم. كما أن بعضا من تعديلات الدستور تمنح الجيش القدرة على اتخاذ القرارات في كل ما يتعلق بالمؤسسة الامنية الامر الذي يضع الجيش فوق الحكومة. هذه الامور تقلق الجمهور.
ديمقراطية غير كاملة
ونشرت هذه الاستطلاعات قبل أحداث الاسبوع الماضي، والتي جبت حياة قرابة 40 متظاهرا. وهذه هي الاحداث الاصعب الاكثر عنفا منذ سقوط مبارك. لاول مرة شبه المتظاهرون بشكل مباشر الحكم العسكري بالنظام السابق. وشبهوا رئيس المجلس الاعلى للجيش، الجنرال محمد حسين طنطاوي بالرئيس مبارك وطالبوه بالرحيل. هذه الدعوات شكلت اشارة تحذير لقادة الجيش الذين يحاولون، حاليا بدون نجاح، العودة لنيل تأييد الجمهور.
"لا يمكن تشبيه الجيش بالنظام السابق"، قال الجنرال محمد عصار، عضو المجلس الاعلى. "نحن لا نواصل طريق النظام السابق. نحن لا نسعى الى الحكم ولا الى الكراسي. أخذنا على عاتقنا المسؤولية انطلاقا من رسالة وطنية للدفاع عن الوطن". وأعرب عصار عن أسفه للقتلى وشرح بان سبب ذلك هو ان طنطاوي تأخر الى أن تحدث الى الشعب وهذا يعود الى أن قائد الجيش يقل من الظهور في وسائل الاعلام، ولهذا كانت حاجة الى وقت لاعداد خطابه.
مشكوك أن يكون طنطاوي توقع هذه الاحداث. على مدى السنين وقف الى جانب مبارك، شغل منصب وزير الدفاع المنضبط والمخلص. وعندما بدأت المظاهرات فاجأ الجميع ودفع مبارك الى الخارج. "وشطب" طنطاوي منصبه كوزير للدفاع وذكر بانه رئيس المجلس العسكري الاعلى. هو الذي عين رئيس الاركان، سامي عنان، نائبا له وضم 18 جنرالا آخر الى المجلس. ولكن سلوك القيادة العسكرية في الايام الاخيرة يدل على الحرج الذي تعيشه، ولا سيما بسبب الحاجة الى اتخاذ قرارات صعبة. وقد اكتشف المجلس العسكري كما قال طنطاوي في خطابه يوم الثلاثاء فان "ادارة شؤون الدولة ليست امرا سهلا". وتنبع الصعوبة من تضارب الارادات: من جهة، قادة الجيش، الذين يريدون الابقاء على مكانتهم ذات الحكم الذاتي. ومن جهة اخرى، شباب الثورة الذين يريدون ديمقراطية حقيقية بكل ثمن.
خلافا للاتهامات من جانب حركات الاحتجاج المصرية، فان المجلس العسكري لا يريد الحفاظ على قبضته على الحكم، على الاقل ليس بشكل مباشر. اضافة الى ذلك كان يسر الجنرالات اقرار حكومة مدنية تأخذ على عاتقها كل مشاكل الدولة. البطالة؟ التضخم المالي؟ النزاعات الدينية؟ هذه الامور ستكون بمسؤولية الحكومة التي ستعالج المواضيع الداخلية، ولن يكون ممكنا اتهام طنطاوي ورفاقه بها. الجيش سيحافظ على قوته واستقلاله، يواصل اتخاذ القرارات في المسائل الاستراتيجية للخارجية والامن، وهكذا لا يفقد شعبيه.
لقد راهنت قيادة الجيش على أن أغلبية الجمهور ستفضل ديمقراطية غير كاملة، افضل بكثير من حكم مبارك، مقابل الاستقرار والتحسن في الوضع الاقتصادي. ولهذا فقد تعهدت القيادة العسكرية بان ايا من اعضائها لن يتنافس في الانتخابات الرئاسية. كما تقرر الا يكون بوسع مليون ونصف جندي ورجل أمن التصويت في الانتخابات. فقد تطلع الجيش الى وضع تقام فيه حكومة مستقلة ظاهرا ولكن ذات قدرة محدودة على تنفيذ خطوات استراتيجية. هذا في واقع الامر هو الصيغة التركية، قبل اردوغان والتي سمحت للجيش بان يطيح بالحكومات والسيطرة على الساحة السياسية.
طنطاوي على بؤرة الاستهداف
انطلاقا من هذه الرغبة، ولدت "وثيقة المباديء الاساس للدستور"، والتي نشرت مؤخرا من قبل نائب رئيس الوزراء د. علي سلمي. وقد اثارت الوثيقة غضب القوى السياسية وعلى رأسها المعسكر الاسلامي لانها تضع في يد الجيش صلاحيات واسعة. فالبند 9 مثلا في الوثيقة يقضي بان دور الجيش هو حماية الدولة، أمنها ووحدتها الاقليمية وحماية شرعيتها الدستورية. القسم الاخير الذي يخول الجيش بحماية الدستور المصري اعتبر كمفتاح يسمح للجنرالات بالتدخل في سلسلة من المواضيع السياسية وعلى رأسها مسألة هل ستبقى مصر دولة علمانية أم ستقوم على اساس القانون الاسلامي. بند أخر اوضح بان المجلس الاعلى للجيش سيكون المسؤول الوحيد عن كل شؤون الجيش، بما في ذلك ميزانيته. اضافة الى ذلك، وضع تحفظ على قوة الرئيس المستقبلي، الذي يفترض أن يكون قائد الجيش. وتقول وثيقة سلمي ان "الرئيس مخول بالاعلان عن الحرب بعد تلقي مصادقة المجلس الاعلى للجيش والبرلمان".
محاولة وضع المجلس الاعلى في رأس الهرم السياسي أغضبت القوة السياسية وعلى  رأسها الاخوان المسلمين. خلافا للتوقعات، حتى وقت أخير مضى ساد حلف غير مكتوب بين الاخوان وقيادة الجيش رأى في المنظمة الاسلامية شريكا مؤقتا في الطريق. وقدر الجيش بان الاخوان المسلمين سيرغبون في تثبيت قوتهم السياسية وسيسمحون للجيش بالاهتمام بشؤونه. وبالفعل، في كل الاشهر الاخيرة حافظت المنظمة الاسلامية على كرامة الجيش. في شهر ايار، عندما هتف متظاهرون بشعارات ضد طنطاوي، سارع محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين الى الحديث في صالح الجيش وقادته واثنى على ادائهم.
ولكن التخوف من عملية اختطاف تقوم بها قيادة الجيش، الى جانب الانصات للشارع الغاضب، أحدث تغييرا سياسية في موقف الاخوان المسلمين. د. محمد بلتجي، من قادة حزب "الحرية والعدالة" للاخوان المسلمين اتهم هذا الاسبوع الجيش بالمسؤولية عن استمرار العنف والتقتيل. ولم يتردد في انتقاد طنطاوي مباشرة، الامر الذي كان يعتبر حتى وقت أخير مضى مثابة المحظور.
"توقعت اعتذارا سريعا وتعهدا بحماية حق الجماهير في التظاهر بشكل غير عنيف". قال واضاف بان موعد الانتخابات للرئاسة تحقق بفضل دم الشهداء.
ومع ذلك، فان الاخوان المسلمين ايضا، مثل قيادة الجيش تماما، يوجدون الان في شرك. أكثر من أي شيء مضى، يريد الاخوان المسلمون بدء عملية الانتخابات للبرلمان للحصول على المصادقة الرسمية لقوتهم. وهم يرون الاستطلاعات التي تتنبأ لهم بـ 35 – 40 في المائة، ويعرفون ان كل تأخير في الانتخابات سيساعد خصومهم على تنظيم أنفسهم. في هذه اللحظة الاخوان هم الاكثر تنظيما وقوة. ولهذا فانه حان وقت طرق الحديد. لهذا السبب ركز الاخوان المسلمون طلبهم على الانتخابات الرئاسية التي تقررت لشهر حزيران 2012، وأوضحوا بانهم لن يوافقوا على تأجيل الانتخابات البرلمانية، التي ستبدأ يوم الاثنين القادم. معنى الامر هو ان القوتين المركزيتين – الجيش والاخوان المسلمين – يريدون اجراء انتخابات الاسبوع القادم، ولكن سقوط الثلوج الاسبوع الماضي يهدد، أولا وقبل كل شيء السير السليم لهذه الانتخابات. هذا السيناريو من شأنه أن يدخل مصر في فترة من انعدام اليقين والمظاهرات الكبرى. الاسلاميون الذين يتوقعون تحقيق انجاز كبير في هذه الانتخابات أوضحوا بانهم لن يسلموا بتأخير او الغاء للانتخابات.
اذا واصل الجيش والشرطة قمع المتظاهرين، مثلما فعلوا في الايام الاخيرة، فان عدد القتلى سيزداد بسرعة. استمرار المظاهرات والارتفاع في كمية المصابين يمكن أن يؤدي الى تدهور المعنويات والفرار من صفوف الجيش. احد العوامل التي دفعت الجنرالات لتأييد المتظاهرين على حساب مبارك هو التخوف من تفكك الجيش. وصحيح حتى الان، فان المجلس الاعلى للجيش لا يزال يحظى بالشعبية والمصداقية، وان كانت هذه توجد في ميل هبوط. ولكن اذا اصبح طنطاوي "توأم مبارك" في نظر المتظاهرين، فسنشهد مجددا مواجهات عنيفة في ظل استخدام النار الحية، الامر الذي من شأنه أن يؤدي الى انشقاق داخل صفوف الجيش".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
تذكروا خطة التقسيم استعدادا للتاسع والعشرين من تشرين الثاني
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" من كان يعتقد ان القرار 181 الذي صدر عن الجمعية العامة للامم المتحدة – خطة التقسيم – في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947 هو موضوع للمؤرخين فقط، فانه غير متنبه الى الدور الذي ما يزال يؤديه هذا القرار في المسارات السياسية في السنين الاخيرة.
كان يجب علي إذ كنت سفير إسرائيل الى الامم المتحدة في 1999 ان أجابه محاولة مندوبي م.ت.ف إحياء العناصر البدائية للقرار 181 واستبدال هذا القرار بقرار مجلس الامن 242 في تشرين الثاني 1967.
بدأ كل شيء في الاول من آذار 1999، حينما أرسل سفير المانيا في إسرائيل باعتباره ممثل الاتحاد الاوروبي، رسالة الى وزارة الخارجية الإسرائيلية. وزعم السفير في الرسالة ان الاتحاد الاوروبي يؤكد موقفه المعلوم في شأن المكانة الخاصة للقدس باعتبارها "جسما مستقلا". وهذا التعبير مأخوذ من القرار 181 وما يزال مؤثرا كما يبدو في التفكير السياسي لبعض الدول الاوروبية التي ما تزال تؤمن بأن القدس في نهاية المطاف يجب ان تكون مدينة دولية.
وفي خلال ايام معدودة جرى الاقتباس من كلام أحد مُجري التفاوض من قبل الفلسطينيين هو أبو العلاء في الصحيفة الرسمية للسلطة الفلسطينية "الايام" قائلا ان الرسالة الاوروبية "تؤكد ان القدس في جزئيها الغربي والشرقي ارض محتلة"، هذا ما كتب في الصحيفة.
واستمر الهجوم الفلسطيني الذي اعتمد على القرار 181، في ميدان الامم المتحدة ايضا حينما كتب مراقب م.ت.ف، ناصر القدوة، رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان طلب فيها من إسرائيل "ان تفسر للمجتمع الدولي الخطوات التي خطتها على نحو غير قانوني لتطبيق قوانينها وتعليماتها على المناطق التي احتلتها في حرب 1948 والتي تتجاوز الاراضي التي خُصصت للدولة اليهودية بالقرار 181". فالحديث عن دعوى جديدة تتعلق بمناطق توجد فيها عسقلان وبئر السبع والناصرة وعكا.
*   *   *
لم ينبع تطرف المطالب الفلسطينية المتعلقة بالمناطق من وحي ذاتي للقدوة. فقد أُرسلت الرسالة في اثناء زيارة رئيس م.ت.ف، ياسر عرفات، الى نيويورك، وتحدث هذا ايضا الى صحفيين عن القرار 181.
لم يكن شك في ان القدوة، برسالته الى الامين العام للامم المتحدة قد قصد ايضا الى مكانة إسرائيل في القدس. في ذلك الوقت طلبت توجيهات مباشرة من وزير الخارجية آنذاك اريئيل شارون عن كيفية الرد على المبادرة الفلسطينية الجديدة.
عاد وزير الخارجية شارون الى خطبته في كنيست رئيس الحكومة دافيد بن غوريون في الثالث من كانون الاول 1949، بعد نهاية حرب الاستقلال. التي رفض فيها اصوات المجتمع الدولي التي كانت ما تزال تثير خيار تدويل مدينة القدس: "ما عُدنا نستطيع ان نرى في قرار الامم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني أية قوة اخلاقية. فبعد ان لم تحقق الامم المتحدة قرارها، صرنا نرى القرار في 29 تشرين الثاني المتعلق بالقدس باطلا وملغى"، ورد في خطبة بن غوريون تلك.
ينبغي ان نتذكر ان قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة هي توصيات فقط وليست ملزمة من جهة القانون الدولي. هذا الى ان الدول العربية قد رفضت القرار برمته – حتى قبل اعلان بن غوريون.
فهم بن غوريون بالطبع أهمية القرار 181 للاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة لكنه تذكر ايضا اخفاقات الامم المتحدة في وقف عدوان الدول العربية على إسرائيل في 1948، وعلم ان الامم المتحدة أيدت الطلب اليهودي لدولة في 1947 تأييدا اخلاقيا مهما. لكن مع ذلك لم تكن الامم المتحدة هي التي أنشأت دولة إسرائيل من جهة قانونية. فقد أُنشئت هذه بعد سنة من ذلك حينما أُعلنت الدولة في 1948.
وماذا صار مصير الحدود التي اقترحت في القرار 181 بشأن القدس؟ حينما قبلت القيادة اليهودية في ارض إسرائيل خطة التقسيم، كان يجب عليها ان تُسلم للاقتراح الذي يشمل تدويل القدس عشر سنين باعتباره تسوية مرحلية. وفعلت القيادة هذا عالمة أنه في ضوء وجود أكثرية يهودية في المدينة فان سكان القدس سيطلبون الانضمام الى الدولة اليهودية المستقبلية باستفتاء يُجرى بعد عشر سنين.
لكن حينما تلقت القدس قذائف كثيرة من مدافع الجيش المصري في الجنوب والفيلق العربي في الشمال، طلبت القيادة اليهودية في آذار 1948 الى مجلس الامن ان يوقف القصف المتواصل، الذي انحصر في الحي اليهودي من البلدة القديمة وسبب دمارا تاما لعشرات الكنس والمدارس الدينية. وأصابت هذه الهجمات ايضا كنيسة القيامة وكنائس اخرى بل قبة الصخرة.
وفي نهاية المطاف لم تحرك الامم المتحدة حتى ساكنا كي تنقذ 100 ألف اليهودي الذين كانوا تحت حصار ولوقف الهجمات التي لا تنقطع في القدس. وكان الجيش الإسرائيلي هو الذي أنقذ في الواقع الجماعة اليهودية الكبيرة في القدس. وقد اعترف دافيد بن غوريون بهذا الواقع ولذلك رفض الفكرة التي اقتُرحت آنذاك وهي سلطة دولية في القدس.
ان الواقع الميداني تغلب على القرار 181، ولم تكن الحدود التي تم اقتراحها ذات صلة. وفي واقع الامر، أصبحت النقطة المهمة المركزية في الدبلوماسية في الشرق الاوسط وفي الامم المتحدة بعد 1948 هي اتفاق الهدنة في 1949. وتغير هذا الشيء مرة اخرى بعد حرب الايام الستة حينما بدأ المجتمع الدولي ينظر الى قرار مجلس الامن 242 باعتباره أساس الحل السياسي في الشرق الاوسط.
هذه الحقائق لم تعق القيادة الفلسطينية عن ان تستل القرار المخبأ الذي رفضوه هم أنفسهم مع الدول العربية، حينما بدأوا حربا على إسرائيل بقصد إفشال تطبيق القرار 181.
في ضوء التصريحات الفلسطينية في شأن القرار 181 خلال التسعينيات، من المراد ان نتنبه الى ان أبو مازن في رسالته التي قدمها الى الامين العام للامم المتحدة بان كيمون، في الثالث والعشرين من ايلول هذا العام، والتي اشتملت على طلب رسمي للاعتراف بدولة فلسطينية عضوا كاملة في الامم المتحدة، قد اعتمد على القرار 181 ولم يذكر قط قرار مجلس الامن 242.
ان أبو مازن تحدث في الحقيقة في الخطبة التي خطبها في الامم المتحدة عن انشاء دولة فلسطينية في المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب الايام الستة. لكننا اذا تناولنا ايضا الرسالة التي قدمها الى الامين العام للامم المتحدة في ذلك اليوم نفسه، يتبين ان أبو مازن يطمح الى دولة فلسطينية في خطوط 1967 من غير ان يتخلى عن "حقوقه" في المناطق داخل خطوط 1947 بحسب القرار 181".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرصتنا إزاء اردوغان
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" حينما توفيت والدة رئيس حكومة تركيا اردوغان احتاج باراك اوباما الى 45 دقيقة ليعزيه هاتفيا. ومن المنطقي ان نفترض ان الحديث دار حول شؤون اخرى ايضا.
يشير سونر كيغبتي في صحيفة "واشنطن بوست" الى تغيير بعيد المدى تم في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في السنة الاخيرة والى تقارب بين الزعيمين. وتشير تحليلات صحفية اخرى الى هذا التطور غير المتوقع.
تم الطمس على شيء ما من بريق وزير الخارجية احمد داود اوغلو. فقد تبين ان اعلانه عن سياسة خارجية هي تصفير الاحتكاكات غير ممكن. وكان الربيع العربي هو الذي كشف عن التناقض الراسخ فيها، لأن الامتناع عن الاحتكاكات يقدس الوضع الراهن، ومن يحافظ على الوضع الراهن فانه لا يستطيع ان يمد يده للثورات. وقد حل محل "تصفير الاحتكاكات" ما لا يحصى من الاحتكاكات والأهم فيها تلك التي بين القوتين غير العربيتين المهمتين في المنطقة: تركيا وايران. ان ما كان يبدو شهر عسل قبل سنة فقط تبين انه غير ممكن على نحو سافر: فقد كان التنافس الشديد في منطقتنا في الماضي، وسيزيد قوة في المستقبل بين تركيا المسلمة السنية التي ما تزال تبحث عن طريقها بين الدين والدولة، وبين ايران الشيعية العسكرية.
كانت المظاهرات التي أخذت تزداد شدة في سوريا هي التي كشفت عن حدة المواجهة بين الاثنتين. فسوريا حليفة حيوية لايران وبرغم أنها صالحت تركيا فانها أصبحت مشكلة صعبة بالنسبة اليها، وذلك لأن تركيا تريد ان تتبوأ مكان قيادة في العالم العربي الناهض. وفي غضون شهور وجدت تركيا نفسها تستضيف لاجئين سوريين وتقوي المعارضة السورية.
ان تركيا في السنة الاخيرة تنصب على ارضها رادارا يراقب ايران، وتسخن علاقاتها بالاعضاء الآخرين في حلف شمال الاطلسي، وتنضم الى التحالف المعادي للقذافي الذي حرر ليبيا وفصم العقدة القوية بين الجيش والسياسة. بل انها وجدت نفسها مشاركة في صفقة شليط. ان تركيا اردوغان تريد ان تكون مهمة.
والحديث بالنسبة الينا عن فرصة. فالمساعدة التركية زمن حريق الكرمل، والمساعدة الإسرائيلية زمن الزلزال في الشهر الماضي، والمحادثات الهاتفية بين الزعيمين – كل ذلك قد يُسهل امكانية اعادة الامر الى ما كان عليه. وقد كان القرار الإسرائيلي على عدم التعبير عن اعتذار محدد عن صورة العملية العسكرية، كان خطأ لا استطيع فهمه.
ليس متأخرا كثيرا ان نعتذر بحسب صيغة المحامي يوسي تشحنوبر، وندفع تعويضات الى عائلات قتلى "مرمرة" حتى لو لم يكن الحديث عن ضحايا أبرياء، وان نُعيد المستوى الدبلوماسي بين الطرفين الى مستوى سفراء وان نحاول انشاء محور سياسي جديد في الشرق الاوسط. ان الحديث عن دولتين تتحفظا من النظام الايراني كثيرا وهما قلقتان منه وتجدان أنفسهما على الدوام في مواقف تعارض مواقف الصين وروسيا.
ومن المفهوم ان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يندرج في كل ذلك. وسيظل حله غير واقعي ما لم توجد في القدس حكومة مستعدة لقبول معايير كلينتون في كانون الاول 2000. ان تحقيق تسوية ممكنة في شهور قليلة غير مقترن بازمات عقائدية بعيدة المدى وقد يُسهل انشاء المحور التركي الإسرائيلي من جديد ويجعله عاملا مؤثرا في الشرق الاوسط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعاون إسرائيلي ـ روسي هو مصلحة مشتركة
المصدر: "موقع Walla الاخباري على الانترنت"
" هناك احتمال كبير لتحسين العلاقات بين إسرائيل وروسيا ومن واجبنا معرفتها واستغلالها.
لنفس وجود هذا الإحتمال هناك عدة أسباب أساسية. السبب الأول هو المصلحة المشتركة في مكافحة الإرهاب، ضدّ جهات إسلامية متطرفة. فروسيا تحارب الإرهاب العنيف الذي مصدره الدول الإسلامية التي تحاذيها من الجنوب. وقد أثبت فلاديمير بوتين إلى أي مدى هو عازم على محاربة تهديد الإرهاب من الجنوب بشكل متصلّب. لدى الدولتين ثمة مصلحة مشتركة بأن الإرهاب سيُدحر وأنّ عليهما العمل واستغلال الخبرة التي يراكمانها بشكل كاف لضرب الإرهاب.
السبب الثاني هو انتهاء الحرب الباردة. أوروبا استقرّت، وتوجهت إلى طريق سياسي جديد، وبهذا انتهت مهمتها كمنطقة تؤثر عليها صراعات روسيا والولايات المتحدة. ومع نهاية الصراع المتكتل من الطرفين على أرض أوروبا، أصبحت العداوة الروسيةـالأميركية حساسة قليلا وهي تقريبا لا تفرض الواقع. حيال ذلك، تصارع الدولتان اليوم جهات متطرفة لا تملك وسائل كافية للمسّ بهما وبسكانهما، الأمر الذي خلق تماثل مصالح بين الشرق والغرب.
سبب آخر هو مصالح مشتركة في مجالات التكنولوجيا، الزراعة والهايـتك. لقد كان بوتين الزعيم الروسي الأول الذي أدرك الطاقة التكنولوجية الكبيرة الموجودة في الدولة، وأنشأ صندوقا من سبع مليارات دولار لتطوير التكنولوجيا، نانو تكنولوجيا وهايـتك. والحقيقة أن إسرائيل كانت الدولة الثانية، بعد الصين، التي زارها أعضاء الصندوق، تدرس الأهمية الكبيرة التي تملكها إسرائيل في خريطة المصالح التكنولوجية الروسية.
هناك تقديرا كبيرا في روسيا بأن إسرائيل هي دولة هايـتك وتملك طاقةً لتصدير معرفة وأساليب متطورة. وبإمكان التعاون الاقتصاديـالتكنولوجي بين الدولتين أن ينتج ثمارا هائلة لكليهما.
الواقع يسمح بتوسيع التعاون واليوم يجب التقاط الفرصة وتطبيقها، من اجل أن يكون ممكنا العمل معا لتطوير المصالح المشتركة للدولتين".
25-تشرين الثاني-2011

تعليقات الزوار

استبيان