المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: في ذكرى "الرصاص المسكوب" الجنوب مكشوف


أصوات في الحكومة الاسرائيلية تطالب بدراسة عمليّة عسكرية في قطاع غزة
المصدر: "موقع walla الاخباري ـ طال شلو"

"دفع استمرار جولة العنف الراهنة بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا الصباح (أمس الأحد) بوزراء في الحكومة للتحدّث بطريقة مكشوفة عن احتمال عملية عسكرية في قطاع غزة. على خلفية إطلاق النار غير المنقطع باتجاه مستوطنات الجنوب، قال وزير المالية يوفال شتاينيتس قبل جلسة الحكومة "يحاولون إجبارنا على تنفيذ عملية عسكرية في غزة عاجلا أم آجلا، وإذا أجبرونا سيكون ذلك عاجلا. سنضطر لإخضاع سلطة حماس في غزة. لا يمكن أن نقبل أن تتحوّل غزة إلى معقل للإرهاب. سنضطر في التوقيت المناسب ليس فقط للردّ، بل أيضاً للإخضاع. استفزاز كهذا قد يحفّز ذلك".
كما أعرب رئيس شاس، الوزير إلي يشاي، قبل جلسة الحكومة عن دعمه لاحتمال دراسة عملية عسكرية في غزة. بحسب كلامه، "نحن نُظهر ضبط نفس كبيراً لما يحصل، كما إنّ لضبط النفس حدودا. إذا استمر ذلك، ليس هناك شكّ أنه لن يكون هناك مهرب من عملية عسكرية". وقال وزير البنى التحتية عوزي لنداو إنه "كلّما استمر الفلسطينيون بالعمليات الإرهابية، سنواصل عملنا بقوة أشدّ. لا أريد التكلّم عن عملية عسكرية واسعة في غزة. على إسرائيل متابعة العمل للتوصّل إلى إسقاط حماس. المهم هو عدم تنفيذ أيّة عملية مستقبلية إلا إذا كنا نستطيع إنهاءها بانتصار".
حتى أنّ وزير القضايا الإستراتيجية موشيه (بوغي) يعلون، قد تطرّق إلى جولة العنف الحالية في الجنوب. وفي مقابلة مع صوت إسرائيل قال الوزير يعالون إن "إسرائيل ستضطر إلى تشغيل المزيد من الوسائل لتوقيف إطلاق القذائف الصاروخية نحو مستوطنات الجنوب". وأضاف يعلون "لا تستطيع أيّة دولة أن تتحمّل إطلاق نيران كهذا وحماس هي المسؤولة، حتى لو لم تنفّذ إطلاق نار بنفس الوتيرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باراك: سقوط الاسد سيكون نعمة للشرق الاوسط
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ شلومو تسزنا"

"سقوط بشار الاسد سيكون نعمة للشرق الاوسط" ـ هكذا قال امس وزير (الحرب) ايهود باراك عندما تناول ما يحصل في سوريا في المؤتمر العالمي للسياسة في فيينا. وقدر باراك بأن حكم الرئيس السوري قريب من نهايته، وأضاف بأنه "لن يكون ممكنا معرفة ماذا سيكون مصير الحكم في سوريا بعد الاسد، في كل الاحوال، ستكون هذه ضربة لمحور ايران ـ حزب الله".
وقدر باراك انه حتى الان قتل نظام الاسد أكثر من 4 الاف شخص في دولته. "نحن نشهد في الايام الاخيرة معارك بين الموالين لعائلة الاسد وقوات الثوار. هذا استمرار لتدهور عائلة الاسد، الذي سيؤدي الى انهاء حكمه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزارة (الحرب) الاسرائيلية تأمر بتجميد اي اتصالات وعقود مع متعهدين للعام 2012
المصدر: "معاريف ـ أحيكام موشيه دافيد"

"أدى الارتياب بشأن الموازنة الأمنية للسنة التالية والقلق من تقليصٍ عنيفٍ بمدير عام وزارة (الحرب) أودي سنيه أن يأمر بإيقاف كل الاتصالات والعقود مع متعهدين للعام 2012.
وجّه سنيه في الأيام الأخيرة وثيقة لكل رؤساء الهيئات في الوزارة، بمن فيهم الجيش الإسرائيلي وفيها أمر بإيقاف كل الطلبيات الجديدة والمناقصات التي ما زالت لم توقّع بعد. لا يتعلّق الموضوع بإيقاف المناقصات التي لم توقع بعد، كما على سبيل المثال بناء منظومات "قبة حديدية" للحماية من قذائف صاروخية وصواريخ.
كما إنَّ نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء يائير نافيه، أمر كل وحدات الجيش الإسرائيلي بإيقافٍ فوريّ لكل الاتصالات المتعلقة بميزانية الجيش الإسرائيلي، بسبب الخوف من أن يبدأ الجيش الإسرائيلي هذه السنة مع عجزٍ في الميزانية. يقول مصدر عسكري: "قبل أن تظهر الصورة الكاملة لا يمكننا إجراء الميزانية. أمرٌ يجر أمراً، والدلالة هي أنه بعد توقف عقود جديدة، سيأتي أيضاً تجميد التدريبات، بما فيها لقوات احتياطية".
في هذه المرحلة خُطَطُ التدريبات للسنة المقبلة ما زالت سارية المفعول، لكن الحرب بين وزارة الدفاع ووزارة المالية آخذة بالتفاقم، تمهيداً للحسم النهائي بشأن ميزانية الأمن، التي يتم تسلمها في الأيام المقبلة. ومن هنا ينتج جو من الإرتياب.
يقول مصدر في الوزارة: "في المؤسسة الأمنية يوجد في الوقت الحاضر التزامات بقيمة نحو خمسة حتى سبعة مليارات شيكل، التي حصلت في العام 2010 على قاعدة الإضافات التي كان يفترض بوزارة المالية نقلها للأمن وفق لجنة برودت. لم نتسلَّم هذه الإضافات رغم أنه كان هناك رفع أسعار مختلفة كما على سبيل المثال رفع ضريبة الأملاك لقواعد الجيش الإسرائيلي، التي ضاعفت نفسها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في غضون 50 سنة: 30% من مواطني الدولة العبرية... حريديم
المصدر: "معاريف ـ يوسي غرينشتاين"

بطالة عالية، فقر متزايد وأزمة اقتصادية ـ هذا ما هو متوقع لنا بعد نصف قرن، على الأقل بحسب المركز الرئيسي للاحصائيات.
بحسب التوقعات، سيقفز عدد سكان إسرائيل إلى 16.6 مليون نسمة في سنة 2059، ونسبة الحريديم والعرب سترتفع إلى 53 % من السكان في مقابل 30 % اليوم.
أجرى مركز الاحصائيات في السنوات الأخيرة ثلاثة توقعات مختلفة، سيصل بموجبها عدد المواطنين بعد مرور 50 سنة إلى 13.2 مليونا في أدنى توقع، و20.5 مليونا في السيناريو المفرط، في مقابل 7.55 ملايين في سنة 2009 و11.1 مليوناً في سنة 2034.
ستصل نسبة الحريديم في السكان إلى 40 % في أعلى توقع وإلى 31 % في توقع وسطي. هذه قفزة بـ ضعف 3.1 في غضون 50 سنة ـ اليوم يشكّل الحريديم عشرة بالمئة من مجموع السكان.
ستزيد نسبة العرب من 20 % إلى 22 %، ونسبة سائر المواطنين ستنخفض من70 % إلى 47.5 % فقط.
يشار إلى أن نسبة الحريديم وسط السكان الأولاد حتى عمر 19 سنة ستقفز في غضون 50 سنة من 16 % إلى 46 % بسبب عدد الأولاد العالي في العائلات الحريدية. الدلالة: ارتفاع في البطالة واتساع دائرة الفقر لأن هذه الطبقة السكانية غير منتجة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسرائيل كاتس: لن تجري انتخابات مبكرة للكنيست
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"

"قدَّر الوزير، يسرائيل كاتس، قائلا إنه لن يتم إجراء انتخابات مبكرة للكنيست وإنّ الائتلاف متين ولا مبرر لأحد لتقديم الانتخابات. وفي برنامج "بختسي هيوم" على القناة الثانية مع إستي بيرز، قال الوزير، كاتس إنه لا علاقة بين موعد الانتخابات وبين اقتراح رئيس الحكومة، نتنياهو، إجراء انتخابات مبكرة لرئاسة الليكود نهاية الشهر المقبل. وأكّد أن نتنياهو لم يطلب إلغاء الانتخابات في الليكود إلا بعد توحيد مواعيد الانتخابات في الفروع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسؤول في الجيش الإسرائيلي حطّ في القاهرة لترتيب المرحلة الثانية من صفقة "شاليط"
المصدر: "موقع walla الاخباري"

"وصل صباح الأمس (الأحد) مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إلى القاهرة لزيارة تستمر لبضع ساعات، من أجل إجراء مناقشة مع القيادة المصرية بشأن ترتيبات تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة "شاليط". وأفادت وسائل الإعلام المصرية عن وصول المسؤول الإسرائيلي، من دون تحديد تفاصيل عن هويته.
بالإضافة إلى ذلك من المتوقّع أن يبحث الجانبان الإستعدادات لوصول السفير الإسرائيلي الجديد إلى القاهرة " يعقوب أميتي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سفير إسرائيلي جديد في القاهرة
المصدر: "معاريف ـ الي بردنشتاين"

"بعد مرور ثلاثة أشهر على اقتحام المشاغبين للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، ترسل القدس سفيراً جديداً الى مصر. "يعقوب أميتي"، كان حتى الآونة الأخيرة نائب رئيس قسم البحث السياسي في وزارة الخارجية، سيخلف حاليا السفير السابق، "يتسحاق لبنون"، الذي عاد الى إسرائيل على خلفية أحداث العنف.
بعد اقتحام السفارة تقرّر تغيير إجراءات العمل في القاهرة. ووفق الإجراءات الجديدة، سيمكث "أميتي" في العاصمة المصرية خلال الأسبوع، لكنه سيعود الى إسرائيل مع نهاية كل أسبوع ـ حيث ستكون شبيهة بإجراءات عمل الدبلوماسيين في الأردن.
بما انه بعد الاقتحام تقرّر إغلاق مكاتب السفارة الحالية ومحاولة إيجاد مكاتب جديدة تكون أكثر ملاءمة للمتطلبات الأمنية ـ وصل مؤخرا مدير عام وزارة الخارجية "رافي باراك" بشأن هذا الموضوع الى القاهرة ـ فإن عمل السفارة سينفّذ على ما يبدو من منزل السفير الخاص.
كما سيقدم "أميتي" على ما يبدو نسخة من أوراق اعتماده الى وزير الخارجية المصري. فالأمر لا يتعلق بإجراء رسمي، لان أوراق اعتماده من المفترض أن تقدّم الى رئيس الدولة. ومع ذلك، وبسبب الوضع الحكومي المعقّد في مصر، فان رئيس المجلس العسكري الأعلى، الجنرال "حسين طنطاوي"، لن يستلم في الفترة القريبة أوراق اعتماد الدبلوماسيين، إنما سينتظر كي تتراكم عدة تعيينات وعندها سيبحث فيها.
وبعد تفرّق أغلب طاقم السفارة السابقة والقرار بعدم إدراج عمال لديهم عائلات في القاهرة، يواصلون في وزارة الخارجية البحث عن دبلوماسيين غير متأهّلين لوظائف مختلفة في السفارة. ومع ذلك، قال أمس مصدر سياسي في القدس: إن "عمل السفارة في القاهرة ليس له أي أهمية على خلفية الرأي العام المعادي لإسرائيل. والسفير أميتي لا يستطيع تنفيذ عمله وسينجح فقط بالقيام بلقاءات مع دبلوماسيين أجانب وموظفين صغار في وزارة الخارجية المصرية. كما أن، كل التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر يجري عبر قنوات غير مباشرة بواسطة وزارة الدفاع ومكتب رئيس الحكومة".
وفي غضون ذلك، استضاف السفير المصري في تل ـ أبيب، "ياسر رضا"، في الأسبوع الماضي، مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين من بينهم الوزير "دان مريدور"، مبعوث رئيس الحكومة للمفاوضات "يتسحاق مولكو"، رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة اللواء "عمير أشل" وسفراء أجانب، من بينهم سفير الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل "دان شبيرو".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واشنطن تتوسط لإنهاء الأزمة بين إسرائيل وتركيا
المصدر: "معاريف ـ إيلي برندشتاين"

"عرضت الإدارة الأمريكية وساطةً لإنهاء الأزمة بين إسرائيل وتركيا، التي اندلعت في أعقاب رفض إسرائيل الاعتذار عن موت النشطاء الأتراك التسعة على ظهر المرمرة قبل نحو سنة ونصف. بحسب الاقتراح، ستجري محادثات هاتفية سرية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة التركي رجب طيِّب أردوغان. بعدها سيصرّح الجانبان بكلام مختلف المضمون. وفي حين يعلن أردوغان أن نتنياهو اعتذر، نتنياهو سيقول إنّه يعرب عن أسفٍ على الضحايا.
بحسب الوساطة، أنقرة سترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين وترسل سفيراً للسفارة في تل أبيب. إسرائيل ستتصرف بشكلٍ مشابهٍ وترسل سفيراً للسفارة الإسرائيلية في أنقرة. كما تقوم إسرائيل بإرسال تعويضاتٍ مالية لصندوق خاص تقيمه تركيا، ليصار بعد ذلك إلى تسليمها لعائلات القتلى. بهذا ستعود العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين للمستوى الذي كان قبل أزمة المرمرة. بحسب مصادر دبلوماسية، يدور الحديث عن وساطة تبقي هامش مناورة واسعا (plausible deniability) باللغة الدبلوماسية للدولتين لعرض التسوية أمام مواطنيهما بالشكل الذي تختاره كلّ منها.
الوساطة الأمريكية تشمل أفكاراً قد أثيرت في الماضي، ورفضتها القدس وأنقرة. على ضوء الأزمة في العلاقات بين الدول، التي بلغت ذروتها مع ترحيل السفير الإسرائيلي من أنقرة وتخفيض مستوى العلاقات لـ"سكرتير ثانٍ"، تحاول واشنطن إقناع الطرفين بتسريع الوساطة. وتأتي مساعي الوساطة هذه متوافقة مع مصلحة إقليمية لدى الولايات المتحدة الأميركية على خلفية أحداث "الربيع العربي"، الاضطرابات في سوريا والصراع الدولي لإيقاف البرنامج النووي الإيراني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عشية الذكرى السنوية الثالثة لعملية الرصاص المسكوب في غزة: الجنوب المكشوف
المصدر: "معاريف ـ حنان غرينبرغ"

"عشية الذكرى السنوية الثالثة لعملية "الرصاص المسكوب" في قطاع غزة، يتلقى الجيش الإسرائيلي هدية، من إنتاج القطاع، بصورة إرهاب آخذ بالتنامي والتطوّر بوتيرة مقلقة في شبه جزيرة سيناء. لماذا الهدية؟ لأنه ما بين غزة وسيناء ليس مجرد ارتباط جيوغرافي، بل ارتباط إرهابي وثيق. في السابق تجلّى هذا بشكل أساسي بوسائل قتالية كانت مهرّبة من الأراضي المصرية وتصل حتى خان يونس وجباليا، ومؤخرا أضافوا إلى ذلك بقوّة أشد، مخططات عمليات إرهابية تبدأ في قيادات القطاع وتنتهي في الطريق 12، كما حصل في العملية الإرهابية السابقة في آب بالقرب من نفاتيم.
خلال هذه الحرب هناك مجموعة واسعة من الاعتبارات، معقّدة وخطيرة بعيدة عن معرفة الشعب: كيفية العمل في القطاع بغية عرقلة العملية الإرهابية في سيناء، وبشكل أساسي ـ ما هي تداعيات حدث من هذا النوع. الاضطراب ممنوع، هذا مأزق ليس بصغير، اتخاذ قرار بتصفية مخطّط العملية الإرهابية في إيلات، كما رأينا في الأسبوع الفائت، "يوازي" احتمال بدء مئات الآلاف في منطقة الجنوب باستعدادات وقائية.
هذه معادلة مع كثير من المتغيّرات. هناك حوادث ستُدرج ضمن "قواعد اللعبة" ولن تحظى بالردّ، على سبيل المثال أصاب الجيش الإسرائيلي الأسبوع الفائت خليتين من الجهاد الإسلامي كانتا قد خطّطتا لإطلاق صواريخ من شمالي القطاع. انتظروا في الجيش عدة ساعات ولم يأتِ الردّ، نظرا إلى أنّ النشاطات الهجومية للجيش الإسرائيلي كانت إزاء الخلايا المطلقة للصواريخ في الوقت الحقيقي، يعني ذلك أن إحباط عمليات الإطلاق لم يحظ بردّ. إحباط مركّز ـ هذه قصة أخرى، ففي نهاية الأسبوع شهدنا شبه تصعيد نابع على ما يبدو من الانتماء التنظيمي للمخرّب الذي جرت تصفيته. لأن الأمر لا يتعلق بشخصّية من حماس أو الجهاد، كان الردّ الفلسطيني ضعيفا نسبيا. التشديد هو بالتأكيد على الكلمة نسبيا، لأنّ من حوّل بئر السبع وأشدود لأهداف شرعية لإطلاق الصواريخ من أجل التنفيس عن مشاعر مكبوتة ـ يجازف بطريقة قد تجرّ إلى ردّ إسرائيلي لاذع. وأضيف مؤخرا إلى سلسلة الاعتبارات منحى آخر: هل يمكن القيام بعمل هجومي بما أن منظومة "القبة الحديدية" مستعدة ومهيأة لاعتراض الصواريخ؟ في الجيش الإسرائيلي أدركوا أن للدفاع الجوي أهمية في مسألة كيف ستبدو مرحلة التصعيد، وفي الوقت الحالي عليهم الأخذ بالحسبان هذا المعطى.
لا شك أنه بالنسبة للمراقب عن بعد، ما يحصل ابتداءً من آذار هذه السنة بين غزة وإسرائيل هو بمثابة لعبة القط والفأر في حين أن كل طرف يغير وظيفته. لا أحد مهتم في دفع القِدْر الذي يغلي إلى نقطة الانفجار، بل الاستمرار في الوقت الحالي باللعب حسب القواعد الموجودة. حماس، الكيان الأقوى في القطاع، مرتاحة مع عملية التعاظم الآخذة بالتواصل، مع تعميق السيطرة في القطاع ومع التلميح لـ فتح على خلفية اتفاق المصالحة. في الواقع لدى إسرائيل خطط لعملية في القطاع، لكن الزعماء يفضّلون إبقاءها عميقا في الدُّرج، والاهتمام بمواضيع أكثر إلحاحا. في غضون ذلك ستتواصل ألعاب القط والفأر بين إسرائيل وقطاع غزة. قد تبدو سهلة، لكنّها في الواقع مشبعة بالتوتر والمخاطر. ثلاث سنوات على "الرصاص المسكوب"، والسبيل إلى عملية أخرى يصبح أكثر قصرا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحكومة الاسرائيلية صادقت على خطة جديدة لمكافحة المُتسلّلين الافارقة
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"

"صادقت الحكومة أمس (الأحد) بالإجماع على خطة رئيس الحكومة، بينامين نتنياهو، لمكافحة التسلُّل على الحدود المصرية الإسرائيلية. وبحسب الخطة، سيُنفّذ إقتطاع واسع بـ 2% في كل وزارات الحكومة وسيتم تحويل الموازنة لعدة خطوات لمنع التسلُّل: إستكمال الجدار على طول الحدود الإسرائيلية المصرية في غضون حوالي السنة؛ توسيع السجن في سهرونيم (ليُصبح يستوعب 5000 شخص مقابل 2000 اليوم)؛ وبناء سجن جديد بالقرب من السجن الحالي ـ بحيث يستوعب 10000 شخص. تكلفة الخطة تبلغ 630 مليون شيكل، بالإضافة الى 1.5 مليار شيكل سبق أن استُثمر في هذا الموضوع في السنوات الماضية. في الشهر الماضي سُجّل أقصى رقم لدخول متسلّلين والذي بلغ 2676 شخصا ومنذ بداية العام دخل 13581 متسلّلا.
أحد البنود الأساسية لخطة نتنياهو يهتم بموضوع الفرض إزاء المشغّلين حيث الغرامات المالية التي ستُفرض عليهم من جرّاء تشغيل متسلّلين سترتفع جداً. وفق إقتراح القانون الذي يؤدّي الى مصادقة الكنيست سيصبح من الممكن فرض غرامة على الشركات التي تُشغّل متسلّلين في عمل غير قانوني بمبالغ 75000 شيكل، وفي حالات محددة الوصول الى توقيف العمل. بالإضافة الى ذلك سيُغيّر القانون حيث سيسمح بتمديد مدة توقيف المتسلّلين لعمل غير قانوني من 60 يوماً الى ثلاث سنوات.
وقال نتنياهو، "إذا احتاج الأمر، سنوقف الأعمال لكي لا يقفل المصنع المسمى دولة إسرائيل". هو أعلن أيضاً أن في نيّته الخروج عمّا قريب لزيارة في أفريقيا، من أجل درس الخيارات لإعادة متسلّلين الى بلاد منشئهم. وستُقام هذه الزيارة على ما يبدو في الأول من شباط 2012. قال نتنياهو في مستهلّ جلسة الحكومة إن ظاهرة المتسلّلين من سيناء هي "كارثة عامة في الإقتصاد، المجتمع، البنى التحتية، الرفاهية والأمن الداخلي".
وأكّد نتنياهو أنه وبدون هذه الخطة من أجل توقيف تسلُّل مهاجري العمل بدون إذن الى إسرائيل "سنصل الى 100 ألف متسلّل في السنة". وقد قُدّمت معطيات في الجلسة بحسبها يوجد في إسرائيل 30 ألف مهاجر في السنة. وأمر نتنياهو في الجلسة بزيادة الضرائب على مشغّلي متسلّلين غير قانونيين من 5000 شيكل الى عشرات آلاف الشواكل. وقال نتيناهو في الجلسة، "يجب أن نجعل أولائك الذين يُشغّلون متسلّلين لعمل غير قانوني يشعرون بألم دفع الأموال".
بحسب كلام نتنياهو، أغلبية المتسلّلين هم مهاجرون من أجل العمل وليس لاجئين. قال، "نحن نسمع التحذيرات التي تُطلق من مدن إسرائيلية. سنستمر بالاهتمام باللاجئين لكن حصتهم في السيل البشري هي صغيرة. شرائح سكانية كاملة تبدأ بالتحرك وإذا لم نعمل على توقيف ذلك، نحن ببساطة سنُجرف ـ أنا أرى بهذا حاجة عُليا".
مع نشر أمر خطته الأسبوع الماضي قال رئيس الحكومة إن "المسألة تتعلق بتهديد على الإقتصاد، على الأمن وعلى النسيج الديمغرافي الحسّاس الذي ترتكز عليه دولة إسرائيل. سنرفع الضرائب بشكل كبير على المشغّلين ـ من سيُشغّل متسلّلين غير قانونيين سيُعاقب وفقاً لذلك". هذا، في حين أن السجن الجديد ـ الذي من المقرّر فتحه في أيار من هذا العام ـ لم يبدأ بناؤه حتى الآن. في غضون ذلك يواصل وزير الداخلية إلي يشاي اشعال النار، وقال لـ غالي تساهل إنه لن يبقى واحد من المتسلّلين في إسرائيل. "حتى لو لم يكن هذا رائجاً، سأعمل على إعادة كل متسلّل الى بلده. لا يمكن أن لا تكون قلوبنا رقيقة ـ هم بالطبع يعيشون في دول العالم الثالث، لكن يمكن لدولة إسرائيل تأمين مساكن لهم جميعاً".
وقالوا في مكتب رئيس الحكومة في الأسبوع الماضي، "هذه الخطة معدّة لمعالجة ظاهرة المتسلّلين لعمل غير قانوني. معالجة من سيتبيّن أنه وصل الى هنا كلاجئ ستستمر كما هو الحال اليوم وفق القانون".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سوريا ليست على جدول الأعمال الاوروبي
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ نداف أيال"

"للمرة الأولى دُعي ممثلون ليبيون هذا الأسبوع الى اجتماع وزارة الخارجية التابع للناتو في بروكسيل. دعت منظمة حلف شمال الأطلسي صحفيين من بنغازي، طرابلس ومصراتة ـ ممثلي ليبيا الجديدة، تلك التي تحرّرت على أيدي الثوار، لكن أيضاً على أيدي المقاتلات التابعة للناتو. هذه كانت، بدون شك، واحدة من العمليات الأكثر نظافة ونجاحاً نفّذها الحلف ـ بدونه، ثمة شك كبير أنه كان بإمكان الثوار أن ينجحوا بخلق الثورة، وشك أكبر بأنه يُمكن جرّ جثة القذافي على طريق مغبّرة بالقرب من مسقط رأسه.
المحادثات مع الليبيين، مع كل الإحترام للمؤتمر، كانت ممتعة. هم كانوا يحملون الكثير من الإعتراف بالجميل للتدخّل الأمريكي ولعملية الناتو. وهم أكّدوا باستمرار، أنه كانت هنالك حوادث إستهداف للأبرياء، لكن أيضاً أسرعوا الى تقديم التفسير بأنفسهم: هكذا هي الحرب. أعرب كبار الحلف عن ارتياحهم عندما سمعوا هذه الإعترافات، النادرة جداً. بمعنى محدّد، هذه النصوص تُمثّل النجاح الكبير للغرب في مواجهة الربيع العربي. أمريكا وأوروبا، اللتان دعمتا ديكتاتوريي المنطقة، من القذافي وحتى مبارك، شعرتا بالخوف كثيراً من أن تكون دلالات الثورات تغييرا إستراتيجيا لموقعهما الإقليمي. بكلمات بسيطة، هما خافتا من إنتقام. هذا هو سبب التحوّل السريع والخوّان في علاقتها مع هؤلاء الحكّام، وسبب المحاولة الغربية التي لا تكل لركوب موجة الثورة وليس أن تشدّ على يدها. بالطبع الآن، عندما تحصل إنتخابات ويتولى الإسلاميون الحكم في كل مكان، من تونس وحتى مصر، ربما سيكتشف الغرب أن تلك كانت إستراتيجية عقيمة. من لا يريد الكراهية لأمريكا في ميدان التحرير سيقبلها في قصر الرئاسة. ربما.
فرح الليبيون بالتكلم عن إسرائيل والمجتمع اليهودي. اتّضح سريعاً جداً أن كل توقُّع بالتغيير سيصطدم بالأرض الباردة للخطاب القديم. حيث قال أحدهم، "لا مشلكة لدي مع إسرائيل، فقط مع الصهاينة، مع توسّعهم العدواني. هل تعرف أنهم عرضوا على القذافي لجوءاً سياسياً؟" ضحك محاورهم الإسرائيلي. تكلّم الليبيون برصانة؛ "هذا حقيقي"، قال أحدهم. وسُئل أحدهم، وهو ليبراليُّ النظرة، "ألستم منزعجين من تولي الإسلاميين الحكم؟". هو قال، "نحن دائماً منزعجون، لكن ماذا بإمكاننا أن نفعل. إنّها الأغلبية".
تدخلت وقلت، "الديمقراطية ليست الأغلبية فقط". ابتسم الليبي ثمّ قال مستفزاً: "سمعت أن الوضع يتحوّل عندكم ليصبح على هذا النحو. كلّ هذا التشريع في الكنيست. اشرح لي كيف تنظرون إلى الديمقراطية اليوم". أجبته: " هذا بسيط. البارحة أعلن المستشار القضائي للحكومة أنّه لن يقدّم اقتراحات القوانين هذه لمحكمة العدل العليا، لأنّها غير قانونية. فهي تتعارض مع حقوق المواطن وتخالف المبادئ الأساسية للنهج الديمقراطي. وأنا على ثقة، أنّ رئيس الحكومة لن يتجرأ على الابتعاد عن هذا النهج. أمر كهذا قد يحصل فقط في دولة ديمقراطية كإسرائيل".
أعجب ردّي الليبي؛ من الممكن ملاحظة من خلال تعابير وجهه أنّ التفكير بأنّ بإمكان المدعي العام أن يقول "كلا" لرئيس الحكومة أيقظ لديه مشاعر التقدير. ثمّ قال: "أنت تعرف، إنّنا نصوغ اليوم قانوناً. يدرس المجلس الليبي اليوم عدداً من دساتير دول أجنبية، على سبيل المثال، يمكن أن أخبرك، وهذا ليس سراً لدينا، أنّنا ندرس النهج الدستوري الإسرائيلي وكذلك القوانين الأساس. قد يشكّل هذا نموذجاً بالنسبة لنا".
ماذا عن إسرائيل؟
نحن لسنا الشرطي العالمي، يقول رفيعون في الناتو عندما يُسألون عن تدخل الحلف في سوريا. هذه ليست وظيفة الحلف. إنّنا نعمل وفق إجماع الدول الأعضاء، إنّنا لا نتظاهر بأنّنا ندير الشؤون الأمنية العالمية. هذا أمر مثير للاهتمام، يقول لهم الصحافيون، إذاً لماذا دخلتم إلى ليبيا؟ لماذا ليبيا وليس سوريا؟
يجيب مسؤول رفيع في الناتو: "فيما يتعلّق بليبيا، كنّا نملك تفويضاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. عملنا وفق قرار مجلس الأمن". توقّف المسؤول الرفيع عن الكلام، لكن لهذه الجملة تتمّة واضحة ـ ما من قرار في مجلس الأمن بخصوص سوريا (روسيا والصين لم تسمحا بذلك)، ولذلك لا يمكن للناتو أن يعمل. هذه بالتأكيد حقيقة مجتزأة إلى حدّ كبير؛ فالجواب الحقيقي أبسط بكثير. لم تقرّر الدول الأعضاء في الناتو العمل في سوريا، ولذلك لا يعمل الناتو هناك. لا تعتزم أميركا وأوروبا أن تغرقا في حرب مدنية سورية لأجل مبدأ إنساني مقدّس. عملهما في ليبيا كان ناجماً عن تكامل مجموعة من الظروف من بينها قرب ليبيا من أوروبا واحتياطات الدولة الضخمة من الطاقة. السوريون قصّة أخرى، إيران لها علاقة وثيقة معها، والنشاط العسكري ـ كما يحذّر الأسد ـ سيشعل المنطقة. بشكل عام، الغرب يميل إلى قطع العلاقة مع الثورة السورية، وعدم التقرّب منها؛ هذا الأسبوع أعادت الولايات المتحدة الأميركية سفيرها إلى دمشق، وبعدها فرنسا. قال هذا الأسبوع مسؤول رفيع في الحلف العسكري: " ليس لدينا خطّة في الدُرج، نحن لا نستعد، وليس لدينا أيّة نية في التخطيط لعمل سوري"، - صيغ مخصّصة جميعاً لإسكات أي حديث عن خيار عسكري ضدّ الأسد.
بخصوص إيران القضية أكثر تعقيداً. يتحدّث الناتو عن نصب منظومة حماية إزاء الصواريخ ـ منظومة تثير حالة توتر شديد مع روسيا ـ وفي الماضي برّرت الحاجة إليها بالخطر الإيراني. يستنفر مسؤولو الناتو عند الحديث معهم عن هجمة ضدّ المنشآت النووية، على الرغم من أنّه في حال فكّروا بذلك، سيكون لدى الحلف العسكري تبرير تنظيمي كامل لعمل كهذا. "إيران ليست مطروحة على جدول الأعمال"، هي الصيغة الرائدة، إلا أنّ مسؤولاً رفيعاً في الناتو تحدّث هذا الأسبوع بصراحة نسبية عن الطريقة التي يهدّد السباق المحتمل للتسلّح النووي في الشرق الأوسط الغرب. هو شدّد أنّه يتحدّث انطلاقاً من رأيه الشخصي. في حال توصّلت إيران إلى القدرة النووية، ستكون السعودية هي التالية بالتأكيد، كما أشار، في الواقع إن لدى تركيا برنامجاً نووياً مدنياً، إلا أنّه ليس لديها حاجة دفاعية، إنّه تحت غطاء المظلة النووية لحلف الناتو.
لكن هناك تهديدات أخرى، تهديدات الطاقة ـ ما نفترضه جميعاً، بالتأكيد، هو أنّ أي هجمة ستؤدي إلى قفزة قويّة في أسعار النفط. في حال حصل ذلك بينما تشتعل مصفاة سعودية، هذا لن يحصل بهدوء في سيناريو هجمة عسكرية. ثمّ أضاف: "أنا قلق من إسرائيل، لكن القلق ليس ناجماً عن هجمة إيرانية، إنّما بسبب الضغط النفسي الهائل الذي ستواجهه في حال امتلكت إيران قنبلة. مع التحديات الديمغرافية، هذا وضع معقّد تماماً". الصحافيون العرب كانوا انفعلوا بشدّة إزاء إظهار دعم كهذا. ماذا عن إسرائيل، قال أحدهم بغضب، كذلك هم لديهم قنبلة. حدّق فيه رجل الناتو طويلاً، ثمّ أجاب: "لطالما بدت بالنسبة لي الحقيقة التالية مثيرة. حقيقة أنّ الدول العربية تشتكي من السلاح النووي (وفق مصادر غربية) الذي تملكه إسرائيل. لكن في اللحظة التي بدأوا فيها هم أنفسهم بتطوير برنامج نووي كانت عندما قام الإيرانيون بذلك. هذا يعني، لطالما كانوا يشتكون من السلاح النووي الإسرائيلي لأيّ سبب، لكن بدأوا فعلياً بالقيام بخطوات فقط عندما باشر الإيرانيون بمحاولة الحصول على واحدة كتلك. ليس صدفة أنّ 20 أمّة في الشرق الأوسط تحاول تطوير برنامج نووي مدني بالضبط بعد أن اتضح حجم التطوير الإيراني. يبدو أنّ غياب ردّهم على إسرائيل مقابل الرد السريع على إيران ناجم عن أنّ إيران مهتمّة في أن تكون القوّة الرئيسية في المنطقة، الأمر الذي لا ينطبق على إسرائيل. أنتم تعرفون". ثمّ أضاف: "أحياناً يستقبل الإيرانيون ضيوفهم الدبلوماسيين في غرفة مع رسم كبير. الرسم يظهر ملكاً فارسياً يتلقى هدايا من دول وممالك تحت سلطة الإمبراطورية. إنّه اختيار مثير للاهتمام لتعليق صورة كهذه على الحائط في لقاء مع ممثلين أجانب".

شرق مضطرب ومتعصّب
الحلف العسكري الأقوى الذي عرفه العالم يعتزم الانسحاب من أفغانستان. في عشرات العروض الموجزة، الأحاديث في الكواليس والمقابلات يحاول مسؤولو الناتو تعليل الخروج المعتزم من المكان الذي قام فيه النظام الوحيد الذي دعم فعلياً أحداث 11/9.
التعليل الذي يبدو بسيطاً، تقريباً تافهاً. حان الوقت، يقول رجال الناتو، لنقل القوّة إلى الأفغان أنفسهم. التحالف، رسمياً الناتو هو جزء منه، هو التحالف العسكري الأوسع الذي عرفه العالم ـ أكثر ممّا كان عليه خلال حرب الخليج الأولى. كان هناك إجماع دولي واسع ضدّ سلطة طالبان والخطر الذي سيتمثّل. من عدّة آلاف من الجنود ازداد العدد في إطار عملية القصور الذاتي الطبيعي للاحتلال؛ اليوم يتواجد في أفغانستان مئات آلاف الجنود ومنظومة أمنية غربية واسعة. عملية التخفيف من العدد بدأت ـ عملياً، هي حُدّدت وفق الحاجات السياسية الداخلية الأميركية. أوباما، الذي حوّل المنطقة الأفغانية ـ الباكستانية إلى مركز عمل القوات الأميركية، وعد أنّ الجنود سيبدأون بالعودة إلى المنزل. نظراً لوضعه في استطلاعات الرأي، عليه أن يفي بوعده؛ بالمصطلحات السياسية الساخرة، على كلّ حال حصل الأميركيون على ما أرادوه من أفغانستان. هم أرادوا رأس بن لادن.
عملية نقل المسؤولية الأمنية ستكون طويلة، يقول رفيع في الحلف، ستمتدّ لسنة ونصف. هو سيدور إقليماً بعد إقليم، وذلك فقط بعد أن تتكشّف قدرة القوات الأفغانية على مواجهة التحديات الأمنية. باللغة البريئة للانتظام السياسي الدولي، يسمون ذلك "العودة للحضور والملكية المحلية" أو أيّة صيغة أخرى أكثر تعقيداً. الوضع أقل تعقيداً، وبالتأكيد أكثر كآبة. كتب مؤخراً أنطوني كوردسمان، أحد المحللين القدماء للأمن القومي في واشنطن: "لم تقدّم الولايات المتحدة الأميركية استراتيجية مقنعة ومفصّلة لعملية نقل القوّة في أفغانستان التي يمكن أن تؤدي إلى استقرار استراتيجي جزئي، وإن أدّت فقط إلى نتيجة تتمثّل بالخروج الأميركي من العراق. بدأت الكثير من الخطوات الأميركية تظهر كغطاء قبيل الخروج والمغادرة". صدق بذلك لكنّ حتى هذه تُعتبر صيغة ملطّفة. الآراء الرومنسية حول الديمقراطية في أفغانستان منذ مدّة، وكذلك الخطوط الحمر ضدّ الحوار مع طالبان. الأميركيون والناتو راضون عن الاستقرار والأمن النسبيين، مع دولة لم تفشل ولا تستخدم مشاتل الارهاب الدولي. بالنسبة لأفغانستان، هذا كثير جداً أيضاً.
إستثمر الأمريكيون في أفغانستان 330 مليار دولار. مبلغ مذهل، لكنه لا يُلامس المبلغ الذي استُثمر في الحرب على العراق. الناتو والتحالف الذي هو عضو فيه، يحتفظان بمئات الجنود في واحدة من النقاط الأخطر في العالم. النتيجة: إستقواء محدد لقوات الأمن، هدوء أكبر نسبياً، بداية نمو لمجتمع مدني، لكن في المقابل ـ شرق مضطرب ومتعصّب على حدود باكستان والجنوب الذي لا يزال محكوماً من قبل طالبان. الحرب في أفغانستان لم تنتهِ بعد، وهم يخرجون.
يُحذّر محلّلون في واشنطن من أنه قد تتحوّل أفغانستان الجديدة لتُصبح خط إرهاب أكثر خطورة، في حال أظهرت باكستان علامات مقلقة للتفكُّك وتوسُّع لنشاط طالباني محلّي. مرة بعد أخرى اضطُرّ مسؤولو الناتو هذا الأسبوع للتأسُّف على الحادثة على حدود أفغانستان ـ باكستان، التي دمّرت خلالها طائرات الحلف حاجزاً عسكرياً باكستانياً وقُتل عشرات الجنود. يستخدم الأمريكيون صيغاً لطيفة، لكن الإنطباع الذي برز من التحقيقات الأولية هو أن الجانب الباكستاني فتح النار ـ لسبب ما ـ على جنود أفغان وأمريكيين، وطلب هؤلاء مساعدة جوية. كل هذا في الواقع لم يتغيّر؛ باكستان، القوة الإقليمية والداعمة التاريخية الأكبر لطالبان أوقفت التعاون مع الناتو، بدأت تُخلي حواجز عسكرية من المفترض أن تساعد على منع حصول عمل إرهابي على الحدود، هي لا تتيح نقل الإمدادات إلى القواعد الغربية في أفغانستان، ومنعت انعقاد مؤتمر بون الذي يُعنى بمستقبل جارتها. قال هذا الأسبوع مراقب أميركي: "في غضون عدّة سنوات. قد نتطلّع بشوق إلى المحن التي كانت تواجهنا مع الأفغان، ستبدو أفغانستان كلعبة أطفال مقارنة بباكستان المسلحة بسلاح نووي".
13-كانون الأول-2011
استبيان