المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: ربيع الفرار من العراق وفضائح الوحدة 504


عناوين الصحف:
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ امرأة شجاعة واحدة أمام عشرات الاصوليين في باص: "هم لن يقولوا لي أين أجلس".
ـ نار في مصر، دم في سوريا.
ـ كرامتها في مكانها.
ـ المسافرة السوداء التي رفضت النهوض.
ـ فوضى: 10 قتلى ومئات الجرحى في مظاهرات في مصر.
ـ سوريا تشتعل: 40 قتيلا في الاضطرابات.
ـ تقرير الفوارق لمركز "أدفه": الاغنياء ازدادوا غنى، الطبقة الوسطى ضعفت، النساء والشرقيون يكسبون أقل.
ـ حاصلون على نوبل يقولون لنتنياهو: قانون تعليم مجاني من عمر 3.
ـ هيئة اركان في الاحتياط ـ في غضون سنتين: اربعة اعضاء هيئة اركان أُعيدوا الى الجيش من المدني.
ـ اوباما بدأ يغازل.
ـ هذا المساء: القسم الثاني من صفقة شليط.
صحيفة "معاريف":
ـ الدم عاد الى شوارع القاهرة.
ـ رئيس الموساد السابق شبتاي شفيت تملص من الاعتقال في افريقيا.
ـ جُمّدت من المدرسة لارتدائها بنطالا بعد ساعات التعليم.
ـ التحرير مرة اخرى يشتعل.
ـ الشرطة والمخابرات: اعتقلنا قادة "شارة الثمن".
ـ اليوم القسم الثاني من صفقة شليط: الافراج عن 550 سجينا فلسطينيا.
ـ ايران نجحت في تعطيل قمر تجسس امريكي.
ـ في سلاح البحرية فكروا باطلاق اسم دكار على الغواصة الجديدة.
صحيفة "هآرتس":
ـ مواجهات شديدة في القاهرة: الشرطة يضربون متظاهرين حتى الموت أمام عين الكاميرا.
ـ التحقيق تحت طائلة التحذير مع ضابط كبير كشف عن التعذيب في وحدة سرية.
ـ الاصوليون أوقفوا باص ايغد في اسدود لأن تانيا روزنبليت رفضت الجلوس في الخلف.
ـ 10 قتلى ومئات الجرحى في اضطرابات في ميدان التحرير.
ـ 34 قتيلا في اجتياح الجيش السوري لمدينة حمص.
ـ اوباما: لم تفعل أي ادارة أكثر من اجل أمن اسرائيل.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ على شفا الفوضى.
ـ "اوباما وعد بمنع ايران نووية".
ـ تحطم طائرة صغيرة في منتصف الشارع.
ـ النار عادت الى القاهرة.
ـ مسؤولون امريكيون كبار وصلوا الى اسرائيل لاجراء مباحثات حول ايران.
ـ اليوم: المرحلة الثانية من صفقة شليط تنطلق على الدرب.
أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
الشرطة والمخابرات: اعتقلنا قادة "شارة الثمن"..
المصدر: "معاريف ـ عميحاي أتالي"
"في الشرطة وفي المخابرات يدعون بانهم نجحوا في القبض على العقول خلف أعمال "شارة الثمن" وان في أيديهم الشباب الذين شجعوا نشطاء اليمين على الوصول الاسبوع الماضي الى رمات جلعاد ومقاومة اخلاء المباني في المكان، الامر الذي ادى الى الاعتداء على قائد لواء افرايم العقيد ران كهانا، والى اقتحام قاعدة اللواء.
يوم الاربعاء الماضي اجتاح عشرات أفراد الشرطة شقة في حي كريات موشيه في القدس، حيث يسكن ثمانية نشطاء يمين أبعدتهم المخابرات عن يهودا والسامرة. أربعة منهم اعتقلوا. أول أمس، في أثناء المداولات على تمديد اعتقالهم بأربعة أيام في المحكمة في القدس، ادعى ممثلو الشرطة بان هؤلاء هم "العقول التي خلف أعمال شارة الثمن في الاشهر الاخيرة". ويقول مصدر شرطي "انهم أرشدوا النشطاء الميدانيين لتنفيذ سلسلة طويلة من أعمال العنف، شارة ثمن ومقاومة عنيفة في اخلاء البؤر الاستيطانية".
قبل نحو خمسة أشهر اجتاح في ظلمة الليل مئات من افراد الشرطة مستوطنة يتسهار في السامرة. ووزع أفراد الشرطة على 12 من نشطاء اليمين أوامر ابعاد من يهودا والسامرة. ثمانية منهم استأجروا شقة في حي كريات موشيه في القدس، تلك الشقة التي اجتاحتها الشرطة يوم الاربعاء الماضي، بعد يومين من أحداث العنف ضد جنود الجيش الاسرائيلي في السامرة وبعد يوم من عملية "شارة الثمن" في مسجد في شارع شتراوس في القدس.
وروى أمس مصدر شرطي يقول: "لدينا أدلة بموجبها كان المعتقلون الروح الحية خلف أعمال عديدة لشارة الثمن. وقد عملوا مثل منظمة جريمة".
ونسب المصدر للمعتقلين التخطيط والتوجيه لاحداث المس بمنزل وسيارة حجيت عفران، رئيسة فريق متابعة المستوطنات في "السلام الان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرحلة الثانية من صفقة شليط تنطلق على الدرب..
"تلقت الدائرة القانونية في مقر الرئيس، برئاسة المحامية اوديت كورنلدي ـ سركيس قائمة السجناء.
قبل نحو شهرين عفا بيريز عن مئات المخربين في المرحلة الاولى من صفقة شليط وأرفق بكتاب العفو عبارة "لا أنسى ولا أغفر الجرائم". في مقر الرئيس أوضحوا بان موقف بيريز مشابه ايضا بالنسبة للسجناء المحررين اليوم.
كما سيتم تحرير مخربة من حماس مع دم على الايدي كانت بالخطأ لم تتحرر في المرحلة الاولى من الصفقة واسرائيل وعدت بتحريرها. كما سيتحرر صلاح الحموري الذي خطط قبل ست سنوات باغتيال الحاخام عوفاديا يوسيف زعيم حركة شاس. واستجاب الحاخام عوفاديا لطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للموافقة على تحرير الحموري، الذي يحمل الجنسية الفرنسية.
وكما كان متوقعا، رد قضاة المحكمة العليا ـ دوريت بينيش، آشر غرونيس والياكيم روبنشتاين ـ يوم الجمعة التماسا لمنظمة "شورات هدين"، طلبت تأخير التحرير بدعوى أنه "في الديمقراطية السليمة يمنح المواطنون الوقت لطرح حججهم أمام الهيئات القضائية المناسبة للتأثير على القرار". وكتب القاضي غرونس في القرار ان "على الحكومة أن تلتزم بالتعهد الذي قطعته، وقعته واقرته في الاتفاق الذي أدى الى تحرير الجندي جلعاد شليت. ومثلما لم تتدخل المحكمة في الاتفاق وتنفيذه في المرحلة الاولى، فلا داعي لان تتدخل الان في المرحلة الثانية.
المخربون الذين سيتحررون اعتقلوا على سلسلة أعمال تخريبية، كاطلاق النار على جنود ومواطنين، زرع عبوات ناسفة، رشق زجاجات حارقة وحجارة، ولكن لشدة الحظ لم يتمكنوا من القتل في أفعالهم.
أكثر من 300 منهم يفترض أن يتحرروا هذه السنة، ونحو 400 أنهوا حتى الان ثلثي فترة محكومياتهم. بين المحررين لا يوجد رجال حماس او سجناء مع دم على الايدي. نحو 40 سجينا سينقلون الى غزة، اثنان الى شرقي القدس والباقي الى يهودا والسامرة.
قسم كبير من المخربين كان من المتوقع أن يتحرروا فقط بعد خمس سنوات، والان في أعقاب الصفقة سيحظون بالتحرر المبكر وبلا ندم. التحرير اليوم لا يحتاج الى إقرار الحكومة وذلك لان الوزراء أقروا الصيغة الشاملة للصفقة منذ البداية.
محافل في غزة وفي رام الله قالت لـ "اسرائيل اليوم" انه خلافا لمنصات الفرح والمهرجانات التي استقبلت السجناء في المرحلة الاولى، هذه المرة ستجرى استقبالات أكثر تواضعا.
ويبلغ الفلسطينيون بان هناك ثلاثة محررين كانوا مشاركين في عمليات قتل فيها اسرائيليون".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وداعا يا عراق
المصدر: "هآرتس"
"الاحتفالات البهيجة، طي العلم الامريكي (واحراقه في مدينة الفلوجه)، ايام الذكرى والعودة الانفعالية للجنود الامريكيين الى وطنهم، تنهي فصلا مأساويا في تاريخ الولايات المتحدة والعراق. بعد نحو تسع سنوات من ارسال الرئيس بوش قواته للبحث عن أسلحة الدمار الشامل ـ السبب الرسمي لاعلان الحرب ـ اكثر من مائة الف عراقي قتيل ونحو 4.500 جندي أمريكي عادوا الى ديارهم بالتوابيت، وانفاق مبالغ طائلة، نحو تريليون دولار ـ حان الان الوقت لاجراء حساب النفس، الدم والجيب لتلك الحرب. العراق لم يصبح دولة أكثر امانا. كما أن ديمقراطيته موضع خلاف. فهو أحد الدول الاكثر فسادا في العالم (المرتبة 175 من أصل 178 دولة)، تملك احتياطات النفط الرابعة في حجمها في العالم، ورغم ذلك لا تنجح في توفير الكهرباء بانتظام لمواطنيها. جودة الخدمات العامة والامن الشخصي التي تمنحها لهم، تضعها في مصاف واحد مع أسوأ الدول.
الحرب في العراق كانت لها مهمة اقليمية هامة، ليكون دولة فاصلة في وجه انتشار النفوذ الايراني في المنطقة. وكان يفترض به أن يتطور الى دولة مستقلة من ناحية اقتصادية، وينضم كدول قوية وديمقراطية الى السور العربي في مواجهة ايران. اما النتيجة فمعاكسة. العراق هو الحليف الاهم لايران في المنطقة، اقتصاديا وسياسيا، وهو لا يزال يعتبر دولة مشبوهة في الجامعة العربية، والصراعات الداخلية فيه لا تضمن مستقبل التحالف بينه وبين الولايات المتحدة. رغم ذلك فان العراق بعد اسقاط الدكتاتور صدام حسين ليس "دولة ضائعة". فهو يسيطر على طاقة كامنة اقتصادية هائلة وينجح حاليا في تسوية الامور بين السياسة القبلية والطائفية والادارة الوطنية ـ التحدي الهائل في دولة تمسك فيها الاقليات قوتها السياسية والعسكرية الخاصة بها. ولكن فضلا عن مستقبل العراق فان الحرب فيه لقنت الولايات المتحدة والمنطقة درسا استراتيجيا عسيرا. العراق وافغانستان كانا الصدمة الحربية ما بعد حرب فيتنام. صدمة ينبغي ان تقف أمام ناظري كل من يتطلع الى حرب جديدة ضد ايران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الربيع العربي والفرار من العراق
المصدر: "معاريف ـ عوديد غرانوت"
"تتطابق الذكرى السنوية الاولى للربيع العربي تتطابق تماما تقريبا مع موعد طي القوات الامريكية علمها في العراق وعودتها الى الديار. بعد تسع سنوات، 4.500 قتيل، 30 ألف جريح واكثر من مائة الف عراقي فقدوا حياتهم.
ما بدأ قبل تسع سنوات كاستنفار امريكي يستهدف الاطاحة بصدام الدكتاتور، الذي امتلك، زعما، اسلحة الدمار الشامل، اقامة ديمقراطية حقيقية في العراق وجعله حليف واشنطن في الشرق الاوسط تقلص تحت حكم اوباما الى هدف أكثر تركيزا: "الانصراف من العراق بكرامة" وبالحد الادنى من الاهانة بشكل يسهل على انتخاب اوباما لولاية ثانية.
أسلحة الدمار الشامل، كما هو معروف لم يعثر عليها في العراق. القوات الامريكية تترك خلفها عراقا ليس مستقرا حقا مع بنية تحتية سياسية متهالكة وتوتر طائفي؛ عرضة للتآمر المتعاظم والنفوذ القوي من جانب ايران الشيعية المجاورة. الاستنتاج: أسهل قطع رأس دكتاتور عربي بوسائل عسكرية من تغيير ميزان القوى الداخلي في أي دولة لخلق قاعدة للديمقراطية واحترام حقوق الانسان بالتدخل الخارجي.
لقد سبق أن قلنا انه لو فهمت الادارة الامريكية هذا الدرس العراقي لما سارعت قبل سنة الى غرس سكين في ظهر الدكتاتور مبارك ومطالبته بحزم بالتنحية فورا، قبل أن تتأكد من نشوب الاساس لاقامة ديمقراطية حقيقية في مصر، يتمتع فيها المواطنون، بمن فيهم الاقليات، بالحقوق الكاملة وبالمساواة.
إذ ان ما حصل في هذه الاثناء في مصر هو أنه في جولتين، ديمقراطيتين ظاهرا، من الانتخابات البرلمانية التي جرت في الشهرين الاخيرين، احتل المكان الاول بالذات الاخوان المسلمون، ممن ليسوا من العاطفين على أمريكا، والمكان الثاني احتله الاسوأ منهم: المتطرفون السلفيون. وهؤلاء يعتقدون بان في عالمنا لا مكان لمن ليس مسلما. وهم يؤمنون بانه يجب الشروع في احراق كنائس المسيحيين الاقباط داخل مصر وبعد ذلك المواصلة ايضا نحو الكفار خلف البحر.
ولكن الناطق بلسان البيت الابيض لا يزال على حاله: "ليست نتائج الانتخابات في مصر هي الهامة"، قال الناطق، "بل العملية نفسها". يا لها من سذاجة. يا له من بؤس. ينبغي فقط النظر الى صور شبكة التلفزيون المصرية، التي وثقت نشطاء من الاخوان المسلمين يشرحون للنساء المحجبات كيف سينتخبن "القائمة الصحيحة"، كي يفهم المرء انه ليست فقط نتائج الانتخابات يمكن تزويرها بل ويمكن ايضا حتى سرقة "العملية".
ويمكن رؤية ذلك على النحو التالي ايضا: الاطاحة بصدام حسين على أيدي الامريكيين اطلقت "الشيطان الشيعي" في العراق من القمقم واخافت الاقلية السنية. الاطاحة بمبارك بضغط من واشنطن أطلقت "الشيطان السلفي" في مصر وتفرض الرعب الان على ابناء الاقلية القبطية. هكذا هو الحال عند التدخل من الخارج.
ولعله لا سبيل آخر لفهم الصدامات الدموية في نهاية الاسبوع الماضي في القاهرة بين الجيش والمتظاهرين غير فهم المجلس العسكري الحاكم في مصر بانه محظور باي حال الخضوع لضغوط الشارع ـ ذاك الذي يطالب بتسليم الحكم الى اياد مدنية غير واضحة ـ وايداع مصر في الفوضى برعاية انتخابات ديمقراطية او بضغوط جهات خارجية.
* * *
بمرور سنة، لا يزال الربيع العربي بعيدا عن نهايته رغم أن الشتاء قد حل. الوضع في ليبيا، في تونس وفي اليمن لا يزال هشا. في مصر لا يزال الطريق طويلا الى أن يستقر الوضع. في سوريا تسفك الدماء. لايران لم يصل "الربيع" بعد، كون قوى الشارع لا تزال تختنق تحت رعب الحرس الثوري وقوات الامن.
ولكن الاتجاه العام لا يبشر بالخير للغرب ولاسرائيل. التدخل الامريكي للاطاحة بالدكتاتوريين في الشرق الاوسط واستبدالهم بانظمة ديمقراطية لم يثبت نفسه بعد كأمر ناجع، مع صعود التيارات الاسلامية، ولم يجعل امريكا حبيبة الشارع العربي.
الفرار من العراق وامتناع واشنطن عن عمل حازم ضد ايران المتحولة نوويا مسّا جدا بصورة الولايات المتحدة كقوة عظمى مصممة على الدفاع بكل ثمن عن مصالحها وعن حلفائها في المنطقة.
السعودية، الحليف الافضل لامريكا في الشرق الاوسط، فهمت منذ الان بان ليس لديها على من تعتمد في المواجهة مع ايران وبدأت تتصرف ككبير مسؤول في المنطقة: فقد بعثت بقوات عسكرية الى البحرين لمنع سقوطها في يد القوات المؤيدة لايران؛ ضمت الاردن كجزء من المحافل المعتدلة في المنطقة، الى الحلف الدفاعي لدول الخليج؛ وتنكرت تماما لبشار الاسد، الذي ارتبط بمحور الشر.
عاجلا أم آجلا، كفيلة اسرائيل ايضا بالوصول الى الاستنتاج في أنه من المجدي أقل الاعتماد على التدخل الامريكي لحماية المصالح الحيوية، والمجدي أكثر العمل بالتعاون والارتباط بالعناصر المعتدلة في العالم العربي، برئاسة السعودية ودول الخليج التي ترى في ايران تهديدا جسيما. الثمن الذي يتعين على اسرائيل أن تدفعه سينطوي على تحسين العلاقات مع الاردن والسعي الى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، وسيكون هذا ايضا الجواب على تعزيز القوات الاسلامية المناهضة لاسرائيل في العالم العربي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضابط رفيع المستوى كشف عن اعمال تعذيب في وحدة سرية في الجيش الاسرائيلي حُقق معه مع إنذار
المصدر: "هآرتس ـ تومر زرحين"
"انكشاف وثائق جديدة في القضية التي كشفت عن طرق تحقيق الوحدة 504 ـ وهي وحدة أفراد سلاح الاستخبارات المسؤولة عن التحقيق مع الأسرى.
ظهرت القضية الى العلن على أثر شكاوى من اعمال تعذيب تقدم بها لاجئون عراقيون حُقق معهم في اسرائيل، ومن قبل مصطفى الديراني الذي احتجز مساعد الطيار الأسير رون أراد. وفي الحالتين مثّل المحامي تسفي ريش المشتكين. في نهاية التسعينيات التقى ريش مسؤولا كبيرا من الوحدة 504 هو العقيد (احتياط) ح.، الذي عرض عليه ما يعرفه عن طرق التحقيق في الوحدة عامة ولا سيما الطرق التي استعملها محقق يُسمى الكابتن جورج، والذي ذُكر في مركز شكوى الديراني، وبيّن ذلك سلسلة طويلة من دعاوى اعمال التعذيب. زعم ح. من جملة ما زعم أنه شارك في تحقيق أدخل فيه جورج هراوة في شرج المُحقق معه. ويتبين الآن أنه بعد سنين من التوجه الى ريش تم التحقيق مع ح. بانذار في الوحدة القطرية لتحقيق الجريمة الشديدة والدولية. ورجع ح. في التحقيق عن معظم ما قال. ينبغي أن نذكر ان الكابتن جورج لم يتم التحقيق معه البتة. ويُكشف الآن ايضا عن الاقوال الكاملة التي كشفها ح. للمحامي ريش عن طرق التعذيب.
أنكر مقرب من جورج أمس جميع الدعاوى التي وجهها ح. عليه. ويعمل جورج اليوم مستشارا لقائد شرطة القدس للشؤون العربية. وينوي أن يُقدم دعوى تضرر على الجيش الذي لم يجدد العقد معه بسبب الشكاوى منه كي "يُتم نظاما" في الوحدة، ومع تجاهل ان الحديث عن "دعاوى باطلة" كما يرى.
قرر بدء التحقيق مع ح. في 2007 نائب المدعي العام للدولة، شاي نتسان، على أثر شكوى قدمها ريش على جورج. وتم التحقيق مع ح. في تلك السنة، وبعد سنة من ذلك في 2008 قرر نتسان اغلاق القضية.
أفضت ثلاثة اسباب الى اغلاق القضية: فقد أنكر ح. الذي فاجأه ان يتبين انه أصبح متهما في التحقيق بمخالفة جنائية، أنكر وجود الحدث المركزي الذي اعترف به؛ وفي 2007 جرى التقادم على المخالفات؛ هذا الى أن النزاع بين ح. والكابتن جورج أثار الريبة في صدق الاقوال.
حدث اللقاء بين ح. والمحامي ريش في 1999 بمبادرة من الضابط. وقد قال لريش إنه مريض بمرض عضال، ويريد ان يتحدث بما في قلبه عن طرق التحقيق في الوحدة السرية لـ "تطهير ضميره". وضع ح. جهاز تسجيل على الطاولة وطلب ان توثق اقواله. وقد علل رغبته بأنه اذا استُعمل عليه في المستقبل ضغط ليرجع عن اقواله فسيكون التسجيل شهادة ثابتة على الأحداث في الوحدة، وبهذا ثبّت نفسه.
"أنا أخدم في الجهاز"، بدأ ح. قوله، "في الماضي خدمت مع المسمى جورج في تلك الوحدة وتسنى لي ان أحتك به بسبب عمل مشترك. وقد استقر رأيي على الحديث لأن هذا يضايقني ببساطة وقد استمر سنين، أن يكون شخص في منزلته يتجاوز "الأوامر والتعليمات" ويرى ان كل أمر أو قانون غير موجود".
وصف ح. كيف انضم بين الفينة والاخرى الى اعمال تحقيق كبيرة وظهر هناك على طرق نشاط جورج: "برز دائما"، قال ح.، "تدخل في كل تحقيق. كان يدخل حتى عندما يجلسون مع مُحقق معه. كان يدخل ويداهم الغرفة ويمسك بالمُحقق معه ويهزه ويُنزله الى الارض ويضربه بقبضة اليد على صدره ويصرخ ويهدد. وكانت حالات أتذكر فيها أنه كان يدخل مع هراوة في يده ويضرب بها ذلك المُحقق معه على منكبه أو رجليه أو دُبره، ويهدده بأن هذه الهراوة ستدخل دُبره اذا استمر في الكذب أو لم يتكلم".
وتحدث ح. عن ان جورج فعل ما أراد. "كنت شاهدا لعدة حالات تنكيل منه بالمُحقق معهم. وأتذكر واقعة ما جرد فيها مُحققا معه من ثيابه واضطره الى شرب شاي أو قهوة، لا أتذكر ببساطة، من منفضة سجائر. كان رماد السجائر في الداخل واضطر المُحقق معه الى الشرب. وأنهى ذلك، ولا أنسى ذلك، أن أدخل ببساطة وعاء معجون حلاقة أو أسنان، أنا ببساطة لا أذكر أيهما كان، الى داخل فمه وضغط واستمر في التنكيل بذلك المُحقق معه. وقد خرجت ببساطة".
وفي عمليات تحقيق اخرى اعتاد جورج ـ بحسب شهادة ح. ـ ان يضرب ويهتاج ويركل ويلقي مُحققا معهم على الارض. وتحدث ح. عن ان جورج عالج كل اعمال التحقيق مع المتسللين الى اسرائيل من الدول العربية تقريبا، ومنهم ايرانيون وعراقيون وسوريون، لكنه حقق ايضا في اعمال تحقيق خاصة نتيجة عمليات خاصة كالتحقيق مع الديراني والشيخ عبيد.
"أتذكر ايضا واقعة اخرى ما زلت أشعر بها حتى اليوم وتثير بي قشعريرة حقا وهي استعمال الهراوة لا للضرب"، قال ح.، "في اثناء التحقيق، ورأيت هذا بأم عيني... حينما أدخلها في شرج معتقل وقال له تعال اجلس على هذا. قال له تعال اجلس على العصا واذا لم تتكلم فستدخل الى الداخل. هذا ما رأيته".
"كان يدخل بقسوة دائما"، قال ح.، "كنت أكون دهشا. كنت أجلس في الغرفة وأراقب، كان يدخل بقسوة الى التحقيق فيوقع المُحقق معه عن المقعد ويدوسه برجله ويركله ويهدد بأنه سيُجامعه، واذا لم يفعل هو هذا فان آخرين سيُجامعونه ويغتصبونه. كان قاسيا دائما... وأعلم ان المعتقلين خافوا منه، خافوا منه، خافوا منه. وأعرف هذا ايضا من النشاط في الشمال حينما كان كل لبناني يسمع اسمه ويعلم بأنه سيحقق معه ـ يصاب بالرعب والخوف".
وتحدث ح. عن أنه لماذا لم يُجر الجهاز في رأيه استيضاحا أساسيا لهذا الأمر. "أنا أعتقد ان الجهاز لم يشأ ان يواجه لجان تحقيق"، قال، "أو تعالَ نَقُلْ لم يشاؤوا، وهذا مجرد شعور منّي أو مع علم بأني أعلم من أحاديث تمت بيني وبين اصدقاء، أنهم لا يريدون ان يغسلوا الثياب الوسخة في الخارج لأن الجميع يمكن ان تضر بهم القذارة... ولهذا اهتموا دائما باغلاق الامر في الداخل، في داخل العائلة وبعدم اخراجه الى الخارج".
لكن كان للجهاز مصلحة اخرى سوغت في رأي ح. مؤامرة الصمت. "توقع الحصول على نتائج، واعترافات في اعمال تحقيق كانت مهمة، ازاء استعمال دور المحقق السيئ الذي أداه جورج، قد أخرج الجهاز عن عقله"، أوضح ح.، "لم يكن يهم الجهاز ان يوجد محقق سيئ يبقى اذا وجدت نتائج. وربما كان بعض هذه النتائج نتائج تظلم بعض المعتقلين لأنها استُخرجت باستعمال الضغوط أو التهديدات أو شيء كهذا، وربما كان ذلك الشاب بريئا ببساطة وليست له أية صلة بما يتهمونه به".
قال شخص مقرب من الكابتن جورج أمس لصحيفة "هآرتس" ان محاولة "إسقاط" اعمال محظورة في التحقيق مع الديراني أو التحقيق مع اللاجئين من العراق، على الكابتن جورج لن تنجح، وإنه يقف من ورائها ضباط كبار عرفوا بطرق التحقيق التي كانت مستعملة في الوحدة ووافقوا عليها.
وقال ان الكابتن جورج اختار ألا يغسل الثياب القذرة للوحدة في الخارج، واستغل آخرون اختياره "بطرق قذرة". وقال ايضا ان الكابتن جورج لم يستعمل قط العنف على المُحقق معهم وعمل دائما بحسب القانون والصلاحية، والدليل على ذلك أن ح. تراجع عن الدعوى التي أثارها عليه. "ومن الحقائق انه في حين وجد جميع المتهِمين أنفسهم خارج الجهاز، ما يزال الكابتن جورج يحظى بالتقدير ويعمل في منصب رفيع المستوى من اجل الدولة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحل الوحيد هو الخروج ووضع حدود
المصدر: " اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
"يسأل المرء نفسه احيانا كيف يستطيع الناس ان يسلكوا كما يسلكون. ما الذي يخطر ببالهم حينما يتعدون السلوك المعتاد لمواطنين يحافظون على القانون ويصبحون شيئا آخر، ويبيحون لأنفسهم ان يشاغبوا ويُكسروا ويهدموا ويسلبوا بل أن يصيبوا ويقتلوا. في هذه الحالة الخاصة يمكن ان يكون هذا عدم سلامة عقلية مؤقتا. وحينما يكون الحديث عن جماعة فمن شبه المؤكد ان هذا ليس فقدانا جمعيا للعقل بل شيئا آخر: فقد أقنعوا أنفسهم بأن أهداف الاصابة ليست في الحقيقة كما تبدو. لأنه اذا كان اليهود جرذانا لا بشرا فيجب التخلص منهم بكل طريقة وتطهير المعسكر. واذا كان كل فلسطيني مخربا فيجوز المس بكل فلسطيني. واذا كان الجنود نازيين فمن الواجب المس بهم. واذا كانت الحكومة هي حكومة انتداب فيجوز خداعها واحباط مبادراتها.
ان ما حدث بعد وقت قصير من النصر المدهش لحرب الايام الستة هو ان مجموعات من الجمهور الاسرائيلي سلمت ـ مدة 19 سنة استقلالا ـ لحدود الهدنة، وعادت الى حرب التحرير وشعرت بأنه حدث عدل تاريخي بأن احتلت اسرائيل المناطق وجندت نفسها لضمان ألا تتخلى سياسة اسرائيلية مستخزية عن الانجازات كما حدث على أثر حرب التحرير وعملية سيناء. وكانت هي في الأساس المجموعة المتدينة ـ القومية وناس "وحدة العمل" الذين آمنوا بـ "سلامة البلاد" ولم يغفروا لبن غوريون ما عرفه بأنه "بكاء لأجيال" ـ ألا وهو تخليه عن احتلال الضفة الغربية لاسباب سكانية.
كانت طريقة العمل استيطان المناطق فورا. وكان الحديث عن عمل "طلائعي"، بلا موافقة من الحكومة عن أمل ان تجيز الحكومة بعد ذلك الحقائق التي أُقرت. وكي تسوغ لنفسها الاستيطان بمبادرة ذاتية، كان عليها ان تؤمن بأن الحديث عن عودة لحكومة الانتداب، ومن المعلوم ان الواجب محاربة هذه الحكومة. وكانت الفكرة ان تُعاد أيام "سور وبرج"، التي استعان فيها الطلائعيون باختراع مهندس العمارة شلومو غور ونجحوا في ان يبنوا في الليل سورا، وفي المنطقة المسورة ـ بنوا ايضا برجا وجعلوا حكومة الانتداب تواجه حقيقة. وقد بني غير قليل من البلدات على هذا النحو وأُنشيء كثير من مستوطنات الضفة الغربية بنفس المنطق. ولم تشوش عليهم أو على جزء منهم على الأقل حقيقة أنه نشأت دولة في اثناء ذلك وتحقق حلم الاستقلال اليهودي، وأُنشئ جيش وأنه توجد محاكم وكنيست ومراقب دولة ومستشار قانوني، لم يشوش عليهم كل هذا ان يؤمنوا بأن الحديث عن سلطة اجنبية تنكيلية ولهذا من المباح الاضرار بها. ان قتل رابين بعض ذلك وشارة الثمن بعض ذلك، والمس بالجيش الاسرائيلي بعض ذلك. ان شباب التلال جيل ثان بل ثالث من المحاربين الشجعان في مواجهة حكومة الانتداب، ومن هذه الجهة لا فرق في نظرهم بين حكومة يسار ويمين. يمكن اعتقالهم اعتقالا اداريا واصدار أوامر إبعاد لقسم منهم واحتجازهم في المنازل واعلان أنهم منظمة ارهابية.
لكن شيئا واحدا فقط سيحسم هذه الظاهرة حقا ألا وهو الخروج من أكثر المناطق وانهاء سني الغرب المتوحش حيث كل عنيف يعتبر رجلا، وتحديد حدود دائمة لدولة يهودية وديمقراطية، وسيحاولون مكافحة هذا بل سيحارب بعضهم هذا حربا حقيقية، لكن اسرائيل قوية بقدر كافٍ لتواجههم ولتحقق مصلحتها القومية. فليس الحديث بعد كل شيء عن حكومة انتداب هنا".
19-كانون الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان