المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

الوضع الاستراتيجي لـ"إسرائيل"... عام 2012



كتب محرر الشؤون العبرية
من المجدي الاستعانة بتوصيف رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، للوضع الاستراتيجي الذي آلت اليه " اسرائيل" في مرحلة ما بعد حرب العام 2006، والانطلاق منه إلى توصيف المرحلة الحالية. إذ اعتبر في محاضرة له، في جامعة "بار ايلان"، (6/6/2007)، عندما كان رئيسا للمعارضة، أن "حرب العام 1967، شكلت (بالنسبة لـ"إسرائيل") انتقالا من دولة كان أصل وجودها موضع تساؤل إلى دولة من غير الممكن التغلب عليها"، مضيفاً أنه "بعد نتائج هذه الحرب، وبعد حرب يوم الغفران 1973، تغلغل في وعي جزء من العالم العربي، بأن "إسرائيل" لا يمكن التغلب عليها"، لافتا إلى أن "النصر والردع الإسرائيليين شكلا عاملا حاسما لتوصل دول عربية إلى فهم ضرورة الاعتراف بوجود دولة "إسرائيل وإقامة سلام معها"، "وهكذا تم التوصل إلى اتفاقيات سلام مع مصر والأردن وإلى مؤشرات مصالحة مع الفلسطينيين".
وأضاف نتنياهو في حينه ايضا، أنه "بدءاً من الانسحاب الأحادي من لبنان، ومرورا بالانسحاب الاحادي من قطاع غزة، وبعد حرب لبنان الثانية (2006)، انقلب الاتجاه وبات واضحا الان ان إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها. وعاد التساؤل حول بقائها يلوح من جديد، ليس فقط لدى اعداء إسرائيل وانما لدى اصدقائها ايضا".
حول ذلك، يمكن الاشارة إلى الملاحظات التالية:
أن هذا التوصيف للوضع الاستراتيجي للكيان الغاصب، (حزيران/ يونيو العام 2007) أتى بعد مضي نحو 10 أشهر فقط من توقف الحرب في 14 آب/ أغسطس عام 2006. أي، حينها لم يكن حزب الله قد استكمل بناء قدراته الصاروخية التي حوَّلته إلى طرف أساسي جدا في المعادلة الإقليمية، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم.
ويلاحظ أن حديث نتنياهو عن تردي المكانة الإستراتيجية للكيان الغاصب، اتى في العام 2007 أي عندما كان نظام مبارك ما زال موجودا في مصر، ولم يكن هناك أي مؤشرات لدى كيان العدو أو غيره على إمكانية أو رجحان سقوطه في السنوات التالية. وايضا، عندما كان الاحتلال الأميركي قائما في العراق، ولم يكن في حينه واضحا مستقبل هذا الاحتلال، ولا مستقبل مشروعه السياسي على الساحة العراقية.. وهو أمر اشار اليه ضمنا نتنياهو في كلمته في نفس المناسبة (جامعة بار ايلان) بالقول "حقيقة عدم وجود تهديد من جهة الشرق، حاليا، (على إسرائيل) لا يعني أنه لن يكون هناك تهديد كهذا في المستقبل، وعلى سبيل المثال، في حال لم تتطور الاوضاع في العراق في الاتجاهات التي نرغبها".
وعليه، يمكن القول إذا كان بقاء "إسرائيل" بات موضع تساؤل نتيجة لتداعيات ونتائج حرب العام 2006، كما اعترف بذلك نتنياهو، رغم أن حزب الله لم يكن في حينه قد استكمل بناء قدراته الصارووخية والعسكرية، ورغم وجود نظام مبارك، ورغم الاحتلال الأميركي للعراق في حينه.
فكيف اذا ما اقترن الان بتكرس حزب الله كجزء أساسي من المعادلة الاقليمية الرادعة، وبعدما بات يشكل "تهديدا استراتيجيا" للكيان، بحسب توصيف قادة العدو أنفسهم.
ومع سيطرة الاسلاميين على الساحة السياسية المصرية، بعد الانتخابات الاخيرة.. التي دفعت الجيش إلى وضع الخطوات الاولى على طريق بناء القوة التي تنطلق من فرضية تحوّل مصر إلى تهديد لإسرائيل في المستقبل.
ومع قيام نظام سياسي في العراق حليف لإيران، بعد انسحاب القوات الأميركية منه، مع ما يعنيه ذلك من تحول العراق من دولة عازلة للتهديد الإيراني، إلى حليف له بل والى ممر جغرافي سياسي إلى دولة المواجهة مع الكيان الصهيوني..
ومع تراجع الهيبة وقوة الردع الاميركية كما أشار الى ذلك وزير الحرب ايهود باراك نفسه...
عندها يمكن الجزم ان الحد الادنى في توصيف واقع الكيان العبري أنه يتحرك في مسار انحداري متسارع نحو الهاوية...
23-كانون الثاني-2012

تعليقات الزوار

استبيان