" كان وزير (الحرب) إيهود باراك، في وسط لقاءات مع مصادر رفيعة في سنغافورة، عندما وصلت يوم الإثنين معلومات عن العملية التخريبية في نيو دلهي وعن محاولة إستهداف شخصيات السفارة في جورجيا. واكب باراك المستجدّات لعدة دقائق، وواصل اللقاءات. وأفيد خلال هذا الأسبوع عن خطة العملية التخريبية في بانكوك، والتي فشلت، كما يبدو بسبب حادث عمل. وكان ذلك كافٍ لتأكيد عقد جلسة خاصة للمجلس السياسي الأمني المصغر.
وعلى الرغم من أن كل ما يتعلّق بالتحقيق بالحوادث المختلفة، مازال المخفي طاغٍ على العلني، القاعدة الأساسية واضحة: إسرائيل تحت الهجوم. الإيرانيون وحزب الله يرغبون بالانتقام بشدة، وبنظرهم لديهم أسباب جيدة لحصد ثمن باهظ (بدءاً من تصفية عماد مغنية، الذي يصادف ذكرى وفاته هذا الأسبوع، إلى الاغتيالات والتفجيرات الغامضة في المواقع النووية في طهران). كان يمكن أن يكون هذا الأسبوع أكثر سوءاً. وسيحصل ما هو أسوأ.
كما يبدو حالياً، المواجهة الإسرائيلية الإيرانية أبعد من أن تحصل. بالإضافة، ثمة احتمال معقول، أن المحاولات التي تتم في هذه الأيام من قبل منظمات فلسطينية لخطف جندي، يخلف غلعاد شاليط في الأسر ـ ستثمر في نهاية الأمر. وإذا حصل ذلك، من المرجح أن تجتاح إسرائيل قطاع غزّة بهدف إسقاط نظام حماس، هذه المرة. كل التطورات الإقليمية من شأنها أن تشعل الأرواح الملتهبة في مصر تلقائياً، وتعريض استقرار النظام هناك للخطر، وبنتيجة ذلك أيضاً، اتفاقية السلام الهشّة معنا.
وإذا لم يكن كل ذلك كافياً، فلم يذكر هنا بعد احتمالات اندلاع حرب في الشمال، نتيجة عملية منع إسرائيل بسبب الحوادث على طول الحدود في هضبة الجولان، بموازاة انهيار نظام بشّار الأسد في سوريا.
أزمة زعامة
الآن، يمكن التنفس عميقاً. ليس من الضرورة أن تحدث أيّ من هذه السيناريوهات هنا خلال الأشهر القريبة. كما أنه من غير المؤكّد أن إسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية قبل أن ينقل الإيرانيون أجهزة الطرد المركزي إلى منشآت تحت الأرض في الصيف. لكن من المحتمل أن تنفجر ساحة ما. احتمال اندلاع حرب قوي بالتأكيد. وماذا كنتم تتوقعون أن تقوم به المؤسسة الأمنية في فترة كهذه، مع نشرة جوّية عاصفة ليس فقط في موقع الخدمة القياسية في نهاية الأسبوع؟ التي تستعدّ بكل نشاط لأي سيناريو تهديد. حيث يوجّة كل انتباه إلى التهديدات، للتجهّز بكل العتاد المطلوب.
إذا كان الأمر كذلك، وهو ليس كذلك. يمكن القول إنّ المؤسسة مشلولة تماماً، بسبب الجدال على موازنة الأمن. في الجانب الإيجابي، يمكن الإشارة إلى أن في مرحلة طويلة، بدأت فوراً بعد حرب لبنان الثانية، حسّن الجيش مستوى كفاءته واستعداده بصورة مفاجئة، في المرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي، يجب الاستعداد لهجوم ضخم على الجبهة الداخلية، التي تظهر في كل سيناريو للحرب (بما في ذلك إطلاق النار على تل أبيب العظمى، هذه المرة)، يجب إعداد خطط الهجوم مقابل إيران (بفرضية كهذه)، إلخ....
لكن بالتأكيد في الأسابيع الأخيرة كانت الروح العاصفة مشلولة. فقط جزء من الضغط يصل إلى أسماع الجمهور الواسع، مثل قرار تجميد الدعوات لمشروع دبابة المركافا وناقلات الجند المدرعة "نمر" (التي كشفت في هذا الموقع) أو الاتهام المثير للجدل لقائد الفرقة العميد أهرون حليفي إزاء عناصر الإحتياط، والذي فيه "بسبب قيامهم بالتظاهر في الصيف، ليس لدينا أموالاً للنزهات" (كما كشف لنا، في حال سمح بتربيتة ذاتية أخرى على نابلس).
ساد الشعور بالضغط جيداً هذا الأسبوع في الصالون الجوي في سنغافورة أيضاً.
شقيقة "إسرائيل"
حظيت سنغافورة باهتمام عام كبير عندما استضافت النهاية للواقع الناجح "السباق للمليون". من جهة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هي مكان معروف منذ سنوات كثيرة. الحقيقة أن وزير الدفاع، وكذلك مدير عام الوزارة، وقائد سلاح الجو وكل قيادة الصناعات الأمنية (حتى صاحب إلبيت معرخوت، ميكي فدرمان، وصل) حضرت بتركيبة كاملة، بدون ورقة من الطبيب أو إذن غياب من الرئيس، تثبت أهمية هذه الدولة الصغيرة.
مع 670 كلم2 بالمجمل، ناطحات سحاب رائعة وناتج قوميّ لما يزيد عن 50 ألف دولار للشخص، ودول العالم الثالث من كل حدب وصوب، تعتبر سنغافورة على مستوى كبير الدولة الشقيقة لإسرائيل. 4،5 مليون مقيم. النظام، النظافة، الإنضباط، تؤثر مغناطيسياً. اللغة الرسمية الإنكليزية. المدينة_ دولة ديكتاتورية متمدنة، رأسمالية، أدّت بالجمهور إلى محبة النظام من خلال الخشية وليس من الخوف. الصالون الجوي يجري هذا الأسبوع في قاعة مقفلة في ضواحي مطار سنغافورة.
وكما جرت العادة، أثارت الصناعات الأمنية في إسرائيل اهتماماً كبيراً في وسط الزبائن من بلاد آسيا_ المنطقة الوحيدة تقريباً في العالم التي لا تعاني من ركود اقتصادي (لكن تعاني، بنظر إسرائيل، من منافسات متزايدة من جانب شركات أمريكية وأوروبية، تندفع إليها، لأنها ليست قادرة على البيع في مقرّها). بصورة لم يسبق لها مثيل، كان الانتباه الأساسي لرؤساء الصناعات الأمنية موجّهاً هذه المرّة إلى مسؤولين رفيعين في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، ليس أقلّ من الزبائن الأجانب.
شكّل الصالون لقاءاً مباشراً هو الأول من نوعه في الفترة الأخيرة بين مسؤولين رفيعين في وزارة الدفاع الجيش الإسرائيلي من جهة، ومسؤولين رفيعين في الصناعات الأمنية من جهة أخرى. في هذا اللقاء، انتهى التوتر، على خلفية تجميد المشاريع. الكثير من المشاريع، وليس فقط المركافا والـ"نمر"، وكذلك المشاريع التي حتّى الجمهور لا يعرف أصل وجودها. وقد طلب مسؤولون رفيعون في الصناعات الأمنية تحرير موازنات للمشاريع. وقال عناصر في وزارة الدفاع: نحن لا نستطيع القيام بذلك.
عندما وصل قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحوشتان، على سبيل المثال، إلى مبنى رفائيل، كان من الممكن الإحساس بالتوتر في الأجواء. لكن مدير عام الشركة، اللواء (احتياط) ديدي يعري، ورؤساء وحدة الصواريخ، طوقوه كالخاتم".