المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

الاستخبارات وسلاح الجو.. والأخطار الكامنة في قصف إيران

تقديرات في الليكود: كاديما تعمل لانتخابات في شباط
المصدر: "هآرتس"

"تتعزز التقديرات في الليكود بأنّ التفاوض مع كاديما لن يثمر اقتراح قانون لتجنيد الحريديم. مصادر في الليكود وجّهت أمس اتهاما لكاديما باستخدام الدهاء في المفاوضات بغية تعزيز وضعها في الاستطلاعات.
وقال مصدر ليكوديّ مطلّع على المفاوضات إنّ "كاديما معنيّة بنسف المحادثات ومحاولة تحويل ذلك إلى مستند سياسي، التقدير هو أن كاديما لا تتجه إلى حلّ إنّما إلى حرب ومحاولة تحقيق ربح سياسي سريع".
ومجدّدا يوم أمس أثيرت التقديرات بأنّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيتخذ قرارا بتقديم موعد الانتخابات إلى شباط المقبل. مسؤولون في الحزب قالوا في الأسابيع الماضية إنّ المسألة تتعلق بتوقيت مناسب جدّا للحزب من الناحية الانتخابية، بسبب المواجهة المرتقبة مع مختلف الأحزاب على خلفية محاولة بلورة موازنة قبل ذلك.
في المقابل، جرت محاولات لفصل كاديما عن اليمين ولتجنيد سبعة من أعضاء الكنيست التابعين له على الأقلّ، لينشقوا ولينضمّوا إلى الليكود. في الأسابيع الأخيرة أقيمت محادثات مع عدة أعضاء كنيست حول هذه الفكرة، لكنّ المسار لم ينجح حتى الآن.
الوزير موشيه (بوغي) يعلون أيضا قدّر أمس أن وجهة كاديما ليست حلاً، وبحسب كلامه "أعتقد أن اعتبارات كاديما في المحادثات محض سياسية. هذا انطباعي من منتصف الأسبوع الفائت. نحن مستمرون بمسألة أهداف التجنيد التي وقعت كاديما عليها نهاية المفاوضات الائتلافية. حصلنا على مبادئ المخطط الهيكلي وليس على توصيات لجنة بلسنر، التي عارضها أيضا عدة أعضاء من اللجنة نفسها. أي إصرار على مسألة سنّ الإعفاء يشير إلى توجّهات سياسية خاصة بكاديما، أكثر ممّا يدل على مسألة جوهرية للتوصل إلى حسم تاريخي".
مصدر في الليكود قال أمس إنّه "لم يحدّد بعد لقاءً إضافياً بين محامي الأحزاب، الذين يديرون المفاوضات، بعد أن تبيّن أنّ يعلون وبلسنر لم ينجحا بإيجاد لغة مشتركة للمضي قدما في هذا الإجراء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأثير تركيا والعالم العربي.. كثير من ضباط الاستخبارات
المصدر: "يديعوت احرونوت"

" أدت عدة ساحات استخباراتية جديدة ومن ضمنها السعودية وكذلك تركيا التي بدأت بمواجهةٍ مع إسرائيل على خلفية القافلة البحرية التي توجهت إلى غزة، أدت إلى ارتفاعٍ بنسبة 25% في المشاركين في دورة الضباط لسلاح الاستخبارات. كذلك مجال السايبر ساهم بشكلٍ كبيرٍ بالاتِّساع.
قوس التهديدات على إسرائيل زاد ووفق ذلك تتسع أذرع سلاح الاستخبارات: عدد المشاركين في دورة الضباط للسلاح الذين أنهوا اليوم (الخميس) فصل الاستكمال، أكبر بنسبة 25% مقابل المشاركين في دوراتٍ سابقة. في أمان يوضحون أنَّ هذه الزيادة نابعةٌ من التغييرات الاستراتيجية التي حصلت في الشرق الأوسط وفي ساحاتٍ استخباراتيةٍ جديدةٍ أضيفت ومن بينها تركيا، السعودية وسيناء ـ منطقة حدودية غير مسيطرٍ عليها مع سيطرةٍ استخباراتية ضعيفةٍ للجيش الإسرائيلي، بحيث صدرت منها في السنة الفائتة عمليتان وأطلقت منها صواريخ غراد باتجاه إيلات ومتسبيه رامون.
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ زيادة عديد الطاقة البشرية في أمان تحصل على خلفية المحاولة لإيجاد متابعة وتحقيق حول "تيارات العمق"ـ الإجراءات التي تحصل في دولٍ عربيةٍ وتؤدي بالجماهير للخروج إلى الشوارع والمطالبة بالثورة. "ثمة تغييراتٌ فعالة كذلك في الجيش، في تكنولوجياتنا وفي قدراتنا"، أوضح مصدرٌ رفيعٌ في أمان. "إضافةً إلى منظَّمات الإرهاب الجديدة، تعزَّز مجال السايبر. نحن مطالبون كذلك بتقديم دقة عالٍ جداً لعملياتٍ خاصةٍ تتطلب حسماً".
استغلّوا في سلاح الاستخبارات نوعية الضباط الجدد وقاموا بدمج أكاديميين، حاملي شهادة دكتوراه وجنود بارزين قرّروا التوجه إلى الدورة في مرحلةٍ متأخّرةٍ في الخدمة. كما أوضحوا في أمان: "نحن علينا متابعة الشارع، بالأساليب الجديدة التي أضيفت وتشمل جمعاً وتحقيقاً. وبإمكانهم أيضاً متابعة قادة الرأي العام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجلس الوزاري المُصغّر سيعرّف الإرهابي بما يتلاءم مع توصيات الأمم المتحدة
المصدر: "القناة السابعة"

"وافقت الحكومة بكامل أعضائها في قراءة ثانية وثالثة على تعديل قانون يمنع تمويل الإرهاب وبموجبه يستطيع المجلس الوزاري المصغر السياسي الأمني الإعلان عن شخص كناشط إرهابي طبقا لتوصيات الأمم المتحدة.
يقترح مشروع القانون السماح للجنة الوزراء لشؤون الأمن القومي الإعلان عن شخص أجنبي بأنه ناشط إرهابي أو عن تنظيم إرهابي في أعقاب تحديد كما ذكرنا سابقا، يتم على يد مصدر مخوّل لدى دولة أجنبية، إضافة إلى الإعلان عن ناشط إرهابي في حال كان التنظيم الذي ينتمي إليه هو تنظيم أُعلن عنه في بيان إسرائيلي داخلي.
كما اقترح انه إزاء بيانات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ستكون لجنة الوزراء مخولة بتبني الإعلان من دون شرط إضافي. وفي نقاش جرى في الموضوع في لجنة القانون لجنة الدستور والقانون والقضاء (في الكنيست) ظهر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعلن بين الفينة والأخرى عن جهات إرهابية. يلزم قرار المجلس، دول العالم بمن فيهم دولة إسرائيل الإعلان عن هذه الهيئات، كإرهابية.
قالت ممثلة وزارة العدل، المحامي ليلاخ فنغر في نقاش إنه بحسب القانون الحالي، لجنة الوزراء للأمن الداخلي مخوّلة الإعلان عن جهات إرهابية، إذا تحقق انه يوجد أرضية معقولة بأن ـ الناشط ـ التنظيم، يمارس الإرهاب. لكن، أحيانا لا ينشر مجلس الأمن كل المعلومات لماذا أعلن التنظيم كتنظيم إرهابي، ما يُصعّب على لجنة وزارة الأمن تحديد إذا كان يوجد بالفعل صواب كما ذكرنا سابقا. ما يمنع دولة إسرائيل من أن تكون شريكة كاملة في القضاء على الإرهاب العالمي. ولذلك اقترح، تعديل القانون بشكل يكون فيه بيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كافياً بوجود منطقية بشكل يلائم طلب القانون.
قال المستشار القضائي لهيئة الأمن القومي المحامي غيل أبريال إنه: "نقل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى دولة إسرائيل أسماء 360 ناشطا إرهابيا من أجل أن يعلنوا عنهم كنشطاء إرهابيين. في أعقاب عدم توافر معلومات ذات صلة، أعلن فقط 255 كإرهابيين".
هذا، وقال ممثل مكتب رئيس الحكومة في نقاش: "خُصص القانون لتعزيز التعاون العالمي لمكافحة الإرهاب. ففي العالم أعلن عن مئات الجهات بأنها منظمات إرهابية. لكن، في البلاد أعلن فقط عن جزء منها بأنها إرهابية. الجهات الأمنية التي درست المنظمات التي أُعلن عنها كمنظمات إرهابية، هي جهات جدية، موثوقة ويمكن الاعتماد عليها. من غير معقول أن لا نعتمد على توصيات جهات أمنية عالمية. نحن نعتقد أن إعلانات مجلس الأمن يجب أن تؤخذ بشكل أكثر تأثيراً. سيسمح لنا تعديل القانون، الإعلان عن النشطاء الذين لا نستطيع اليوم الإعلان عنهم كنشطاء إرهابيين. وقد تلقت دولة إسرائيل ملاحظة من الأمم المتحدة بأنها لا تمتثل للمعايير الدولية للحرب العالمية ضدّ المنظمات الإرهابية".
إلى ذلك، قال المحامي عيدان روزنتسوغ من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إنه: "اختبار وجود معقولية كاملة بعد طلب الاستماع، واستبعاده سيؤدي إلى مستوى دراسة متدنية لدرجة تحوّل لجنة وزراء الأمن، إلى هيئة صورية، الأمر الذي يناقض القانون الإداري".
دعم مشروع القانون 25 عضو كنيست، أربعة أعضاء كنيست عارضوا وامتنع عضو واحد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عشية زيارة الوزيرة كلينتون مستشار اوباما الكبير في زيارة سرية الى البلاد
المصدر: "هآرتس ـ باراك ربيد"

"يهبط قطار جوي لمسؤولين امريكيين كبار في "اسرائيل" في الايام الاربعة القادمة. قبل يوم من وصول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لاجراء محادثات في القدس، وصل ايضا الى العاصمة في منتهى السبت مستشار الامن القومي، توم دونيلون. وكان الاخير زار اسرائيل سرا ونشر البيت الابيض بيانا عن ذلك بعد انهاء دونيلون محادثاته فقط.
ويعتبر دونيلون إحدى الشخصيات الأكثر قربا من الرئيس الامريكي واسمه يُذكر كمرشح لمنصب وزير الخارجية اذا ما فاز براك اوباما في الانتخابات التي ستعقد في تشرين الثاني لولاية ثانية في المنصب. وحتى لو لم يُعين وزيرا للخارجية، سيبقى دونيلون يرافق اوباما في منصب مستشار الامن القومي.
ليس واضحا ما هي خلفية زيارة دونيلون المفاجئة، الذي التقى في القدس أمس برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع اهود باراك ومستشار الامن القومي يعقوب عميدرور. ومع ذلك، يمكن التقدير بأن الموضوع الايراني كان في بؤرة محادثاته.
وبينما علقت المفاوضات بين القوى العظمى الست وايران على مستقبل البرنامج النووي في طريق مسدود، أعلنت الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع الماضي عن تشديد اضافي للعقوبات الاقتصادية ضد نظام آيات الله. وفي اطار العقوبات فُرض حظر على كل اتصال تجاري مع سلسلة من المحافل الايرانية في مجال النفط، السفن والصواريخ.
الخطوة المركزية كانت حظر الاعمال التجارية مع شركة النقل الوطنية الايرانية، التي تتحمل 57 سفينة فيها مسؤولية تسويق ونقل النفط الايراني الى أرجاء العالم. ووضعت الولايات المتحدة اسرائيل في سلسلة العقوبات في زيارة لمسؤول امريكي آخر الى اسرائيل يوم الخميس الماضي.
نائب وزير الخارجية الامريكي، بيل بيرنز، التقى يوم الخميس في وزارة الخارجية في القدس بنظيره الاسرائيلي داني ايالون، وشدد امامه على أن هدف العقوبات الجديدة هو الوصول الى وضع تنخفض فيه المداخيل الايرانية من النفط بـ 50 ـ 60 في المئة. واشار بيرنز الى انه اذا ما حصل الامر، فسيكون النظام الايراني تحت ضغط اقتصادي غير مسبوق.
وتقدر الادارة الامريكية والقوى العظمى الاوروبية الثلاث المشاركة في المفاوضات مع ايران ـ فرنسا، المانيا وبريطانيا ـ بأن اسرائيل ترى في المحادثات بين الغرب وايران بأنها "لم تعد ذات صلة من ناحيتا"، وبالتالي فانها تواصل الاستعداد لامكانية عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية. ومع ذلك، فان نتنياهو لم يتخذ بعد قرارا مبدئيا للخروج بعملية عسكرية.
كلينتون، التي هبطت ليلة أمس في اسرائيل وستلتقي اليوم على العشاء مع نتنياهو، هي المسؤولة الامريكية الثالثة التي تزور القدس في الايام الاخيرة. وهي تصل الى اسرائيل بعد غياب شاذ ومحرج بعض الشيء لقرابة سنتين.
الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجية الى اسرائيل كانت في 15 شباط 2010، عندما التقى نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في القدس. بعد اسبوعين من تلك الزيارة انهارت محادثات السلام بين الطرفين ومنذئذ امتنعت كلينتون عن العودة الى المنطقة.
وأشار موظفون امريكيون كبار، رغبوا في عدم ذكر اسمائهم، بسبب حساسية الموضوع، الى أن كلينتون، التي غير مرة في السنتين الاخيرتين زارت الدول المجاورة، لم تصل الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية لانها لم تعتقد أن زيارتها كانت ستساعد في اخراج المسيرة السلمية من الجمود الذي علقت فيه. وعلى حد أقوالهم، لم ترغب كلينتون في الوصول الى زيارة لا يتحقق في نهايتها اي نتائج.
وعندما تصل وزيرة الخارجية الامريكية أخيرا الى المنطقة، فانها تفعل ذلك قبل اسبوع من وصول المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ميت روماني الى القدس. هذه الحقيقة طبعت زيارة كلينتون الى اسرائيل بألوان سياسية امريكية داخلية. فوسائل الاعلام الامريكية عنيت في الايام الاخيرة بالتخمينات في أن تكون كلينتون أرسلها اوباما لاجراء "زيارة وقائية" لزيارة روماني.
وستعنى محادثات كلينتون بالموضوع الايراني، ولكن أكثر من ذلك بالعلاقات الاسرائيلية ـ المصرية. وتأتي كلينتون الى القدس مباشرة من القاهرة حيث التقت الرئيس المنتخب، رجل الاخوان المسلمين محمد مرسي.
وسمعت كلينتون من مرسي أمورا مهدئة في كل ما يتعلق بمستقبل اتفاق السلام مع اسرائيل، وشددت في الموتمر الصحافي في القاهرة على ان الولايات المتحدة تأمل بأن يلتقي نتنياهو ومرسي في اقرب وقت ممكن.
مسألة اخرى تبحثها وزيرة الخارجية مع رئيس الوزراء ستكون التهديدات الفلسطينية بالتوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول بطلب تلقي مكانة دولة مراقبة ليست عضوا كاملا في المنظمة. كلينتون، التي التقت في الاسبوع الماضي في باريس بأبو مازن تأمل في أن تنجح في أن تنتزع من نتنياهو رزمة بادرات طيبة كبيرة بما فيه الكفاية كي تقنع الفلسطينيين بعدم التوجه الى الامم المتحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخطار الكامنة في قصف اسرائيلي لايران
المصدر: "هآرتس ـ أري شبيط"

"ان غيورا آيلاند واحد من أشد الاشخاص تضليلا ممن أعرف. وهو يبدو بشعره الأشيب وبسحنته الغافية مثل موظف حكومي رمادي موجود داخل الصندوق، لكن في اللحظة التي يفتح فيها آيلاند فمه يفاجئ الكلام الذي يقوله دائما بتجديده. ولا يوجد مجال يجمد فيه تفكيره. ولا يوجد موضوع تكون فيه آراؤه عابثة وعادية. ان اللواء الذي عمل في الماضي رئيسا لشعبة التخطيط (2001 ـ 2003) ورئيسا لمجلس الامن القومي (2003 ـ 2006) هو واحد من أكثر الضباط أصالة وخصوبة في الجيش الاسرائيلي.
يضع آيلاند دائما اربعة خيارات أو خمسة على المائدة ويقف دائما على معنى كل واحد منها. وهو في الأكثر يختار في نهاية الامر الأقل سوءا بين الخيارات لكنه يطوره على نحو ما. وبرغم أنه عسكري سابق فان مهندس الأفكار المولود في قرية هيس هو ذو تفكير سياسي خلاق متعدد الجوانب. وفي المكتب العصري في رعنانا حيث التقيت آيلاند لا يمكن ألا يؤثر فيّ الازميل الذي يحلل به وضع اسرائيل في مواجهة ايران.
"ان الاختيار ما بين القنبلة الذرية والقصف هو اختيار بين الطاعون والكوليرا"، يقول آيلاند. "يكمن في قنبلة ذرية ايرانية اربعة أخطار رئيسة. الخطر الاول وهو أشدها ان ايران قد تطلق في ظروف ما صاروخا ذريا على اسرائيل. واذا سقطت قنبلة ذرية في غوش دان فان دولة اسرائيل لن تُدمر بصورة مباشرة لكن التأثيرات ستكون غير محتملة. واحتمال ان تقع هذه الحادثة منخفض لكنه ليس صفرا. وضرب الاحتمال المنخفض بالمعنى الشديد الوقع نتيجته يصعب على اسرائيل ان تصمد أمامها".
ويتابع آيلاند بصورة منهجية فيقول ان "الخطر الثاني أقل حدة بكثير، لكن احتمال وقوعه أعلى وهو سباق تسلح ذري في الشرق الاوسط. وكذلك ايضا الخطر الثالث وهو سوء وضع اسرائيل الاستراتيجي كثيرا في المجال التقليدي بالذات. فعلى أثر حصول ايران على القدرة الذرية ستحدث كل مواجهة عسكرية على حدودنا تحت مظلة ذرية ايرانية. واذا هددنا الايرانيون في اثناء حرب مع سوريا أو مع حزب الله وأعدوا منظومتهم الصاروخية الذرية فسنُردع ونضطر الى الموافقة على مصالحات سيئة، وستكون نتيجة ذلك ان تضعف قوة ردع اسرائيل الاقليمية وتضطر الى مواجهة عدد أكبر من المواجهات العسكرية التقليدية التي تسفك دمها. والذي سيعقد الوضع أكثر هو الخطر الرابع وهو ان قنبلة ذرية ايرانية سترفع طوفان تطرف في العالم الاسلامي. والرسالة التي ستدوي من أندونيسيا وماليزيا والهند الى مصر والجزائر والمغرب ستكون ان التصميم الاسلامي قد انتصر، وان الانتصار على الغرب ممكن. وسينشأ نتيجة ذلك روح حربية في البلدان الاسلامية تكون لها تأثيرات شديدة ايضا في الغرب وفي اسرائيل ايضا".
حسن جميل، أقول للضابط المفكر، لكن ماذا عن الأخطار الكامنة في قصف اسرائيلي للمنشآت الذرية في ايران؟ أوليس القصف أخطر من القنبلة الذرية؟.
لا يضيع رئيس مجلس الامن القومي السابق لحظة وينتقل من وصف مفصل للطاعون الى وصف مفصل للكوليرا: "تكمن في قصف اسرائيلي لايران اربعة أخطار. الخطر الاول ان تفشل العملية. والخوف هو من أننا حتى لو أصبنا فلن ندخل الى العمق، واذا دخلنا ايضا فسنسبب ضررا ماديا ضئيلا، واذا سببنا ضررا ماديا كبيرا لن تكون النتيجة النهائية ناجحة. واذا خسرنا عشر طائرات ووقع عشرة طيارين في الأسر وانتهى تهديدنا الكبير كله بأنين ضعيف فلن يكون وضعنا جيدا. واذا كانت هذه هي النتيجة فسنجد أنفسنا فورا نواجه الخطر الثاني وهو ضعف فظيع لقدرة الردع يشجع مختلف أسماك القرش على مهاجمة اسرائيل التي هددت وفشلت، وهي تنزف الآن في الماء. والخطر الثالث هو انه سواء نجح الهجوم أم فشل فانه سيعطي الايرانيين أفضل سبب للانطلاق نحو المشروع الذري علنا وتركيب قنابل ذرية أولى في غضون زمن قصير. وسيقول الايرانيون انهم لم يقصدوا ذلك البتة فقد أرادوا الذرة من اجل السلام، لكن بعد ان هاجمتهم اسرائيل لم يعد لهم مناص ولهم تسويغ كامل ايضا. والخطر الرابع هو ان تهاجم ايران ردا على الهجوم الاسرائيلي الخليج وتهاجم أهدافا امريكية وترفع بذلك سعر النفط الى 200 دولار للبرميل. فاذا حدث ذلك فسيغضب العالم على اسرائيل وسيعمل المجتمع الدولي على مواجهتها بصورة صارمة. وقد تكون التأثيرات بعيدة المدى: من رقابة وثيقة على ديمونة الى عقوبات اقتصادية من الامم المتحدة خاصة علينا".
أحتاج في هذه المرحلة الى مهلة ويمنحني آيلاند مهلة. وهو يعلمني ان اسرائيل ما كان يفترض ان تصل الى الاختيار بين الطاعون والكوليرا. وان الطريق الصحيح لمجابهة التحدي الايراني كان الطريق السياسي، كما قال. وكان الحل السياسي الجدي الوحيد هو الحل الروسي. فقد كان التعاون الامريكي الروسي فقط يستطيع ان يحاصر ايران في طوق عقوبات تجعلها تستسلم. لكن التعاون الامريكي الروسي أوجب على واشنطن ان تدفع ثمن ذلك الى موسكو في عدد من المجالات الحيوية. وما كانت واشنطن الجمهورية وواشنطن الديمقراطية ايضا مستعدتين لدفع هذه الأثمان، وهكذا لم تكفّ الولايات المتحدة عن التحرش بروسيا في السنين السبع الاخيرة. وهاجمت ادارة بوش وادارة اوباما ايضا بوتين مرة بعد اخرى وكأنه لا توجد ايران في العالم. وقد جعل هذا الاخفاق الامريكي الكبير الخيار السياسي في مواجهة طهران لم يُجرب قط بجدية. وتمت اجراءات كثيرة جدا باطلة تظاهرية، لكن الاجراء الحقيقي الوحيد لم يتم، ولهذا وصلنا الى المكان الذي نقف فيه اليوم، ولهذا دُفعت اسرائيل الى الزاوية التي قد تضطر منها الى الاختيار بين القنبلة الذرية والقصف.
كيف نختار اذاً، سألت من كان مستشار الامن القومي لاريئيل شارون. وكيف يجب على الوزراء ان يسلكوا اذا جيء بهذا الشأن وحينما يؤتى به الى مائدة التُساعية والى مائدة المجلس الوزاري المصغر؟.
وقال آيلاند: "يجب على المستوى السياسي في يوم الحسم ان يطلب الى المستوى العسكري اعطاء جواب بالايجاب حاسم عن كل واحد من الاسئلة الاربعة التالية:
1ـ هل توجد عندنا معلومات استخبارية جيدة بقدر كاف؟ وهل نعلم بالضبط ما الذي يوجد وأين؟
2ـ هل نعلم كيف نجلب كتلة هجوم حرجة الى نقاط الهدف التي تستطيع الاستخبارات تقديمها؟
3ـ هل نعلم بيقين ان المادة المتفجرة التي سيجلبها الهجوم الى نقاط الهدف الصحيحة ستدخل الى حيث يجب ان تدخل وتسبب ضررا كبيرا؟
4ـ هل ستُسبب النتيجة العامة للهجوم وقف البرنامج الذري الايراني حقا؟ وهل ستمنحنا مهلة لا تقل عن بضع سنين؟".
شعور بين بين
ان أفضل وقت للهجوم العسكري كما يرى رئيس شعبة التخطيط السابق قد كان في 2007 ـ 2008. "لكن اليوم ايضا الأجوبة عن الاسئلة الاولى جيدة تقريبا. لكن الجواب عن السؤال الرابع الحاسم أقل حسنا. وذاك لأنه ليس السؤال هنا عسكريا فقط بل يؤلف بين العسكري والسياسي. اذا وجد تأييد دولي للهجوم الاسرائيلي فسيصعب على ايران جدا ان تعيد بناء قدرتها الذرية في اليوم التالي. لكن اذا نُظر الى الهجوم الاسرائيلي أنه وحشي وغير شرعي فستحصل ايران على الدعم وتبلغ الى القدرة الذرية العسكرية سريعا. وفي هذا السيناريو سيُعجل القصف الاسرائيلي خاصة تركيب القنبلة الذرية الايرانية. وستخرج اسرائيل صلعاء من هنا ومن هناك".
يمنح غيورا آيلاند بنيامين نتنياهو واهود باراك درجة عالية جدا لصورة ادارتهما المعركة في مواجهة ايران في السنين الثلاث الاخيرة. وهو يعتقد أنه كان من الصحيح التسلح والتدرب واعداد خيار عسكري جدي. وكان من الصحيح ايضا إحداث انطباع عند المجتمع الدولي ان اسرائيل توشك ان تستعمل الخيار العسكري في كل لحظة. ولا يمكن احراز هذين الهدفين بغير ضغط قادة الجيش وقادة الموساد وإحداث شعور بين بين عندهم. ولا يرفض آيلاند ايضا احتمال ان يكون من الصحيح في ظروف ما تحقيق الخيار العسكري، لكنه لا يبدو متحمسا. وهو يولي الظروف السياسية والشرعية الدولية الأهمية العليا. ويقول بصورة جازمة انه اذا أمر رئيس الولايات المتحدة اسرائيل بألا تهاجم فلا يجوز لها ان تهاجم.
أقول لآيلاند: تعال نرتب الاشياء. ان ما تقوله هو ان احتمال صد ايران سياسيا منخفض. أصحيح؟ صحيح. وما تقوله هو ان احتمال ان يهاجم الرئيس اوباما ايران منخفض. أصحيح؟ صحيح. وما تقوله هو انه كي يتم هجوم عسكري اسرائيلي ناجح على ايران يُحتاج الى وضع سياسي هو غير موجود الآن. أصحيح؟ صحيح. اذا كان الامر كذلك فانني أقول ان ايران توشك ان تصبح قوة ذرية قريبا.
يسكت آيلاند. فهو يفهم جيدا معنى سؤالي ويفهم جيدا معنى جوابه. وهو يتردد هذه المرة ويزن كلماته ويقول في نهاية الامر ما يلي: "اذا لم يوجد حل سياسي مفاجئ واذا لم يتم هجوم عسكري في 2012 ـ 2013 فمعنى ذلك التسليم الفعلي لايران الذرية. وكي تهاجم اسرائيل يجب على المستوى السياسي ان يحصل من المستوى العسكري على أجوبة جيدة جدا عن الاسئلة التي عددتها وعليه ان يتحقق من ان الظروف السياسية للهجوم قد نضجت. وليس احتمال ان توجد كل هذه الظروف صفرا، لكنه أقل من 50 في المئة بكثير. وهكذا فان احتمال ان تصبح ايران قوة على شفا القدرة الذرية هو احتمال عال جدا يزيد على 50 في المائة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستقبل تشكيل الدفاع الجوي: "العصا السحرية" وحيتس 3
المصدر: "موقع الناطق باسم الجيش الاسرائيلي"

"خضع تشكيل الدفاع الجوي إلى تغيير كبير في السنتين الأخيرتين: بدءاً من تغيير الاسم؛ مروراً بتغيير الهيكلية التنظيمية ووصولاً إلى تفعيل منظومة "القبة الحديدية" التي أثبتت نجاحها في كل تصعيد. ماذا ينتظره مستقبلاً؟
عرض مسؤولون رفيعون من الصناعات الأمنية في مؤتمر الحماية إزاء الصواريخ هذا الشهر المنظومات المستقبلية التي سيستوعبها التشكيل عما قريب، من بينها "العصا السحرية" و"حيتس"، بما يتناسب والتهديدات المستجدّة على دولة إسرائيل.
العصا السحرية ـ منظومة دفاع متعددة المهام
"المسألة تتعلق بمنظومة ستؤمن حماية من عدة تهديدات، بدءاً من صواريخ أرضية تستهدف مروحيات تحلّق على علو منخفض كثيراً، وصولاً إلى تهديدات باليستية عبر كل الأنواع التي يمكن تخيّلها. بدءاً من الجو وصولاً إلى الأرض، بآماد بعيدة وفي مناطق دفاع واسعة"، هذا ما قاله رئيس إدارة العصا السحرية والدفاع الجوي في رفائيل، العقيد (في الاحتياط) "بيني يونغمان". المنظومة، التي صُمِّمت في نطاق تعاون مع جهات أمنية في الولايات المتحدة، معدّة لتمنح رداً على نوعين من الصواريخ ـ صواريخ بالستية قصيرة المدى وصواريخ بحرية.
وفي السياق، يوضح العقيد (في الاحتياط) "يونغمان" بالقول: "فكرة المنظومة والمعترض الذي فيها، هي أنها تعرف كيفية مواجهة كل شيء. فهي ترتكز على صاروخ اعتراض متقدم جداً ذي تكنولوجيا تشكّل تجديداً للتكنولوجيا الراهنة، قادرة على التواصل مع أية منظومة تحكّم أخرى والعمل كمنصّة إطلاق لأية منظومة اعتراض".
بالإضافة إلى ذلك، عرض العقيد (في الاحتياط) "يونغمان" الخصائص المتعددة للمنظومة الجديدة. وأشار بالقول: "إنها قادرة على العمل في مختلف الأحوال الجوية مع أرجحية كبيرة للاعتراض، اعتراض وإيجاد التهديد، تعرف كيفية التوجيه إلى النقطة التي ستجد الرأس الحربي للتهديد"، مضيفاً أن "العصا السحرية" تعرف كيفية مواجهة عدد كبير من الأهداف؛ اختيار الهدف المعيّن المُهدِّد من بين سلة الأهداف، حتى لو كان هناك أنواع مختلفة من الأهداف وسط الصلية عينها. مع ذلك، تعرف المنظومة كيفية مواجهة تهديدات بمجال جوي يتضمن عناصر لا نرغب باعتراضها على شاكلة عناصر تحليق أو طائرات تعود لنا. كما وأشار العقيد (في الاحتياط) "يونغمان" إلى أن عملية صيانة المنظومة بسيطة جداً، وأن المنظومة نفسها اقتصادية ورخيصة جداً نسبة للعمليات التي تقوم بها، قياساً بالمنظومات الأخرى.
حيتس 2 وحيتس 3 ـ منظومة اعتراض متقدّمة
منظومة الـ "حيتس" هي منظومة مضادة للصواريخ البالستية ، طُوِّرَت في إسرائيل بمساعدة التمويل الأميركي وبالتعاون مع شركة البوينغ الأميركية. تتألف المنظومة من عدة عناصر ـ منظومة إدارة الإطلاق ـ "أتروغ زهاف"، مركز مراقبة الإطلاق ـ "إغوز حوم"؛ رادار خاص ـ "أورن يروك"، قاذف صواريخ وصاروخ. تعتمد عملية الإطلاق في المنظومة على أجهزة تحسّس وصاروخ اعتراض يعرف كيف يصل في الوقت المناسب وإلى المجال من أجل اعتراض الأهداف. كيف يعمل صاروخ الاعتراض؟ يحقّقون الهدف المنشود؛ يرصدونه؛ وبعد ذلك يقومون بأعمال حسابية بغية انتقاء النقطة الأمثل التي يطلقون منها باتجاه الجو، كي يصل الصاروخ إلى النقطة بدقة سنتمترات معدودة.
إلى ذلك، قال رئيس إدارة "حيتس" في الصناعة الجوية، العقيد (في الاحتياط) "يتسحاق كايا": "سمعنا الكثير عن التهديد المتغير، ولذلك تواجه المنظومة اليوم تهديدات لم يتوقع أسلافي في المنصب حدوثها. المسألة تتعلق بعملية تطوير هي عملية مستمرة، لكن من جهة ثانية التهديد يتغير بوتيرة عالية. التحدي الذي يشخّص أمامنا يؤدي إلى وضع نكون فيه طوال الوقت خطوة واحدة إلى الأمام. إنني أقارن قياسياً بسمارت فون، ففي كل عام تصدر إلى السوق نسخة جديدة وإن لم تكن لديها كافة المعطيات الأحدث، لن تكون ذات صلة. ثمة أهمية لأن تكون في الميدان مع القدرة المطلوبة بغية توفير استجابة للتهديد المتغير الأكثر دراماتيكية". كما وأشار العقيد (في الاحتياط) "كايا" مضيفاً بأن المسألة تتعلق بمنظومات معقّدة جداً، تتطلب تكاملاً على مستويات مختلفة، ولذلك يجرون تجارب تحليق وتجارب أرضية ويقيمون نماذج عدة مرات.
في غضون ذلك، عرض العقيد (في الاحتياط) "كايا" صاروخ "حيتس 3" الذي أُعدَّ لاعتراض صواريخ بالستية بعيدة المدى، بارتفاع أعلى من حيتس 2، والموجود حالياً في مراحل التطوير. الصاروخ هو إكسو ـ أتموسفيري أي معدٌّ لاعتراض صواريخ مهاجمة في الفضاء، وبالتالي إعطاء تشكيل اعتراض الصواريخ الإسرائيلي إمكانيات جيدة جداً لاستهداف صواريخ بالستية أو ذخيرتها خلال تحليقها. وفي الإطار عينه، قال العقيد (في الاحتياط) "كايا" إنّ: "المسألة تتعلق بتهديدات قد تشكّل قفزة نوعية لقدرتنا على المواجهة. الحاجة العملانية التي انطلقنا معها رافقها توتّران كبيران، التوتر بين الرغبة والانزلاق يقارب الصفر عندما يتعلق الأمر بتهديدات غير تقليدية، ومن جهة أخرى معرفة بمحدودية الموازنة. منظومة الحيتس تعرف كيفية مواجهة الاثنين"، مضيفاً بالقول: "ثمة خاصية إضافية للصاروخ هي مفهوم يسمح بقدرات إطلاق ذات مستوى عالٍ تتيح إطلاق صاروخ إلى نقطة الانتظار في الفضاء، وعندما يكون هناك رصد دقيق، يمكن للصاروخ التوجّه إلى الهدف واعتراضه، وفي غضون ذلك إن استدعت الحاجة إطلاق صاروخ ورؤية فيما إذا تم إصابة الهدف".
وفي السياق، أشار العقيد (في الاحتياط) "كايا" إلى أن أهمية الصاروخ الجديد تتجلى في كونه "يخترق السماء"؛ يعرف كيفية الاعتراض على مسافة بعيدة، خارج الغلاف الجوي؛ يسمح بعدد كبير من عمليات الاعتراض ويمنح قدرات اعتراض عديدة بغية حماية إسرائيل من التهديدات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجيش يستعد لتعزيز قواته في الجنوب: تحذيرات إستراتيجية حول احتمال انهيار اتفاقية السلام مع مصر
المصدر: "موقع NFC الإخباري"

"صيف 2012 سيئ للأمن الإسرائيلي في كل ساحة. لا يجب التفكير بإيران التي تسارع إلى قنبلة نووية، لنفهم أن التطورات لا تدور لمصلحتنا. الوقت ليس لمصلحتنا في شأن المدن الأربع الموجودة على حدودنا أيضاً.
أرسل الجيش تحذيراً استراتيجياً حول احتمال انهيار اتفاقية السلام مع مصر منذ العام 2011، بعد خلع حُسني مبارك. انتخاب "محمد مرسي" من الأخوة المسلمين للرئاسة فقط، يزيد احتمالات أن تلفظ اتفاقية السلام أنفاسها. في منتصف السنة القادمة، من الجدير الافتراض، أن مرسي سيعمل وفق توجيهات المجلس العسكري الأعلى والأمريكيين. لكن ماذا سيحصل بعد ذلك، في حال جمع قوة كافية؟ معظم الاحتمالات هي أن السلام سيبقى في نظره في قالب "جامد" إلى "جامد جدّاً"، لكن حتّى هذا غير مضمون.
على أيّ حال، لا يمكن لإسرائيل السماح لنفسها بالانتظار من عامين إلى ثلاثة وبما يناسب بناء قوة الجيش. لقد عمل الجيش على تعزيز قواه في جنوب البلاد لمواجهة قوات أكثر من مهربين أو مزعجين. إعادة بناء القدرات التي اضمحلّت أو تفكّكت بعد توقيع اتفاقية السلام هي عملية متواصلة. سنتان إلى ثلاث على الأقل. علينا البدء بالعملية، ومن المنطقي الإفتراض أن الموضوع سيؤخذ بالحسبان في إطار خطة "حلميش" للخمس سنوات 2013 ـ 2018. وستبدأ المناقشات حولها في هيئة الأركان العامة في الأيام المقبلة.
وكذلك في الشمال لا هدوء. فحزب الله في لبنان يملأ مخازنه بالسلاح الاستراتيجي الذي حصل عليه من القواعد الموجودة تحت خطر السقوط بأيدي الثوار في سوريا. سوريا نفسها مفتتة، ويقدّرون في الجيش الإسرائيلي أن الأمر سيؤدي قريباً إلى محاولات القيام بعمليات تخريبية على طول الحدود في هضبة الجولان، التي تعتبر هادئة نسبياً بكاملها منذ العام 1974. بالمناسبة، في الجيش الإسرائيلي على وشك التقدير أن السيناريو المصري لن يتكرّر بكامله في حال سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. التقديرات الموازية، هي أنه سيتم مسك الحكم في سوريا بالتأكيد من قبل جهات سُنية مُعتدلين نسبياً. لقد قام الأسد الابن ووالده بعمل جيد من جهتهم بقمع حركات الإسلام المتطرّف في سوريا، وليس لهذه الحركات بنية تحتية منظمة كما لدى كتلة الأخوان المسلمين في مصر للفوز بالانتخابات.
وماذا في الأردن؟ هذا موضوع حساس بما فيه الكفاية، وبصورة عامة لا يتحدّثون عنه. استقرار النظام الهاشمي في الأردن يعتبر مصلحة إسرائيلية عليا، لكن لن تسمعوا مقولات رسمية حول ذلك علناً. هل هذا يعني أن لا نهتم بما سيحصل إذا تقوّض النظام في الأردن؟ الوضع ليس هكذا. في الحقيقة، في الجيش الإسرائيلي لا يستعدّون لصدمات في الأردن خلال الوقت الحالي، لكن الواقع الإقليمي الحالي في عهد الشبكات الإجتماعية في الإنترنت، الحوادث التاريخية ذات أهمية استراتيجية يمكن أن تحدث أيضاً خلال أيام أو على الأكثر خلال أسابيع. وقد يكون تغيير النظام في الأردن كابوساً أمنياً من ناحية إسرائيل، على الأقلّ.
إحساس بالذل
حصل هذا قبل عام ونصف تقريباً: تحدّث مسؤولون رفيعون من مكتب رئيس الحكومة مع مسؤولين من الإدارة في واشنطن، وقالوا لهم إن تنصّل الرئيس "باراك أوباما" من الرئيس "حسني مبارك" سيقود إلى الاحتمال الأعلى لحكم الأخوة المسلمين.
في أروقة واشنطن يستخفّون: إسرائيل تنظر فقط من خلال زاويتها الضيّقة وتخطئ الصورة الكبيرة للربيع العربي. اعتقدوا هناك أن الروح الجديدة تجلب معها الديمقراطية. حقيقة، أنه في عام 2007، التعنّت الأمريكي حول الانتخابات في السلطة الفلسطينية التي أوصلت حماس إلى الحكم في غزة لم يؤدِّ إلى هواجس بارزة. بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية المصرية فكّروا في واشنطن: كيف حصل لنا هذا ثانية؟
بالتأكيد، سُجّل في المؤسسة الأمنية شعور بالذل. ربما من خلال محاولة عنيدة لاكتشاف النواحي الإيجابية في العملية الإقليمية المظلمة، حاولوا في هيئة الأركان العامة رؤية الأمور من وجهة نظر الرئيس المصري الجديد، رجل الأخوان المسلمين "محمّد مرسي".
حتى الآن، كان الأخوان المسلمون حركة معارضة كلاسيكية، استغلّت جهازها السمين لسرقة الثورة. منذ اللحظة التي فاز فيها مرسي بالرئاسة، توجهت كل الأنظار إليه: هو يجب أن يُطعم عشرات ملايين الأفواه الجائعة ويؤمّن العمل للشبان المحبطين. وإذا لم يكسب الرأي العام ـ سينقلب عليه. وفي حال تجرّأ على سرقة قيد أنملة من التفاهمات مع الولايات المتحدة، سيفقد دعمه الإقتصادي المصيري، وإذا تآمر على إسرائيل، سيبعد عن المجلس العسكري الأعلى الذي ملّكه صلاحيات أخرى قبل الإعلان عن انتخابه.
كما حُلّلت خطوات "مرسي" الأولى في إسرائيل بصورة إيجابية. فعلى سبيل المثال، الحادثة أمام المحطة التلفازية الإيرانية التي أفادت أن مرسي اتصل بعد انتخابه بأحد رؤساء المجلس الديني الأعلى وقال بأنه يرى إيران حليفة. وفي خطوة استثنائية، سارع مكتب مرسي إلى إنكار الإعلان. ولم يتنازل الإيرانيون ونشروا تسجيلاً، يُسمع فيه كما لو أنه محادثة هاتفية. حلّلت الإستخبارات الإسرائيلية التسجيل وحدّدت أن الأمر مزيّف. ويشير الكثير من الرواية إلى ميل مرسي نحو إيران، وهو يشير إلى الرغبة الإيرانية بالسيطرة على الثورة المصرية. في غضون ذلك، مرسي ليس "منساباً" مع الإيرانيين.
وإشارة إيجابية أخرى: التنسيق العسكري بين إسرائيل ومصر مستمر كما يُفترض حتى بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات. زد على ذلك، يعمل الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الإسرائيلية الطويلة. ويصطدم بعملاء ومخربين ينجحون في الوصول إلى الحدود، في حين ما زال يُسمع إطلاق نار في عمق الأراضي المصرية. ويحاول المصريون منع الاختراق في قواتهم الفقيرة، وهي في الحقيقة فقيرة.
جنّة عدن مفقودة
الضائقة الكبيرة في الواقع من ناحية إسرائيل هي ما يحصل في سيناء. أيذكر بعضكم جنة عدن الساحرة التي تدفق إليها عشرات آلاف الإسرائيليين؟ قبل وقتٍ طويلٍ من إعلان نتائج الانتخابات كذلك وجدت في الواقع شبه الجزيرة في حالة فوضى.
بحسب التوجيهات في إسرائيل، عناصر إرهابيةٌ عالميةٌ وضعت في سيناء فروعاً. مخافر شرطةٍ مصرية موجودة تحت هجماتٍ متكررة. المصادر الدولية التي تطلب المرور بالطرق اللامتناهية تُضطر لدفع بدل الحماية. في سيناء تشغِّل الشبكة فرع تهريب السلاح إلى قطاعٍ غزة، والسلاح يتدفّق تقريباً من دون توقف. من ناحية الإرهاب، إسرائيل تتلقى في حدودها فقط بقايا ما يحدث في عمق المنطقة.
الفوضى في سيناء تضع أمام مرسي تحدياً غير بسيط. كيف سيتصرّف في حالة عملية أولى من مناطق مصر إلى مناطق إسرائيل في عهده؟ هل سيشجبها؟ الموضوع يتعلّق بالمعضلة التي ما زال يكافح فيها.
في غضون ذلك هو عليه اتخاذ القرار في حال سيعمل على تسهيل المرور بين مصر وقطاع غزة. الجيش المصري ليس بالضرورة سيحب هذا، لكن الجمهور في غزة وفي قطاع غزة بالتأكيد أجل. بصورةٍ عرضية، ثمة الكثير من الإسرائيليين الذين يتسلّون في هذه الأيام بفكرة أنه يجب العمل لدفع قطاع غزة أكثر فأكثر باتجاه مصر.
أحد الأسئلة المهمة التي يثيرها الوضع الجديد متعلقٌ بالعلاقات التي ستكون بين قطاع غزة ومصر تحت سلطة الأخوان المسلمين. على ما يبدو، حماس في غزة وحركة الأخوان المسلمين تتقاسمان تلك الإيديولوجية. الحركتان لا تعزوان أهمية أساسية، إن بصورةٍ عامة، للهيكلية السياسية، وهي تحمل علم الخلافة على كل المنطقة الإسلامية.
هل هذا يعني أن حركة حماس سترغب بالالتحاق بمصر؟ ثمة شكٌ كبير. هل هذا يعني أن المصريين سيشجعون حماس على سلوك خط شاملٍ جداً حيال إسرائيل؟ يبدو أنه نعم. على أية حال، المصريون الذين أخمدوا كثيراً من جولات العنف بين إسرائيل وقطاع غزة (بما فيها الـ"نصف جولة" التي بدأت بعد العملية بالقرب من كيدش برنع)، سيجدون صعوبةً بأن يعملوا وسطاءَ من الآن فصاعداً. بالتأكيد ليس السلطة الرسمية، رغم أن المجلس العسكري المصري يواصل في محادثاته مع إسرائيل.
تفصيلٌ هام: عندما اندلعت الثورات التي أدت إلى إسقاط سلطة حسني مبارك خدم حفيد أنور السادات، والد اتفاق السلام مع إسرائيل، في السفارة المصرية في تل أبيب. السفارة نفسها هي جزيرة السلامة، التي انقطعت عن الأحداث في الساحة الداخلية في مصر. ممثلو الجيش المصري في السفارة واصلوا في الأشهر الأخيرة المشاركة في احتفالات الجيش الإسرائيلي ومؤسسات البحث في إسرائيل، يرتدون أطقماً وليس بذلاتٍ عسكرية. هل سيواصلون المجيء إلى إرشادات الجيش الإسرائيلي؟ يبدو أنه نعم، على الأقل ما دام أنّ سياسات الخارج ستواصل كونها خاضعة للمجلس العسكري الأعلى بحسب ما حدد الجيش نفسه".

17-تموز-2012
استبيان