المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

تصوّر اسرائيلي للحرب المقبلة مع حزب الله


كتب محلل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي مقالة من جزئين تتناول خطة حزب الله لمواجهة "اسرائيل" في الحرب المقبل، نشرت تحت عنوان: "صواريخ على تل أبيب غارات على الجليل –خطة حزب الله . الضربة الافتتاحية على "تل أبيب" وهجمات للوحدات الخاصة على الاراضي الاسرائيلية وقتل للجنود الاسرائيليين –".

في الجزء الثاني والاهمّ من المقالة، يكتب يشاي "هذه هي الاستراتيجية التي بناها أمين عام حزب الله بعد أن تعلم العبرية. وفي الجيش الاسرائيلي يحذرون لن نكون سلبيين وسنعمل بسرعة بطريقة هجومية. ما هي المشاكل التي يواجهها الجيش الاسرائيلي ولم يحلها بعد . حزب الله و"اسرائيل" على مسار التصادم".

ويضيف بن يشاي: "الجبهة الشمالية هادئة نسبباً خلال السنوات الست الأخيرة، لكن طوال تلك السنوات لم يتوقف السيد نصر الله عن متابعة ما يجري في "اسرائيل" عن كثب. في الشهر الماضي تحدثت (معد التقرير) مع شخص يمكن القول عنه أنه خصص جزء كبيراً من حياته الراشدة لحزب الله. بشكل أدق، لدراسة معمقة ومتابعة مقربة تقريباً للمنظمة وقيادتها. وبحسب كلام هذا الشخص فإن السيد نصر الله لديه دافع جبّار لمعرفة وفهم المؤسسة السياسية والقوى التي تحرك المجتمع الاسرائيلي. لذلك تعلم قراءة العبرية أو على الأقل قراءة جزء مما ينشر في الاعلام الاسرائيلي باللغة الأصلية.



ومن تحليل نصوص الخطابات التي ألقاها نصر الله مؤخراً، يمكن الفهم انه نتيجة لهذه الدراسة بلور (السيد) نصر الله بعض الإدراكات حيال المواجهة التالية مع اسرائيل: "من بينها هي أن صليات الصواريخ والقذائف الصاروخية على الضواحي لا تؤثر على الاسرائيليين. فقط ضربة مدمرة في تل أبيب وأنحاء غوش دان، أو ضرب منشأة بنى تحتية أساسية، ستسبب ضربة ادراكية معنوية قاسية على الجمهور الاسرائيلي والعالم، وتؤمن له صورة المنتصر التي يرغب بها".

يتابع بن يشاي : "ادراك ثانً وهو أن الجمهور الاسرائيلي حساس أكثر للخسائر وسط الجنود والمقاتلين على جبهة القتال- "أولادنا" (بحسب تعبيرهم)- أكثر من الخسائر في الجبهة الداخلية. ومن هنا فإن خسائر ضخمة وسط قوات الجنود ستؤدي الى المساس بالمنعة الداخلية وبالاستعداد للقتال لدى الجمهور في اسرائيل. وفي هذا المجال تجدر الاشارة الى أن السيد نصر الله يتوقع أن تدخل "اسرائيل" خمس فرق الى لبنان. إدراك آخر، نتيجة للعبر التي استخلصها بمساعدة ايرانية، هو أن قدرة اعتراض وإسقاط مروحيات سلاح الجو ستؤمن له مظلة والتي بفضلها سيستطيع ايصال الضربة في الجبهة الداخلية الاسرائيلية الى الحد الأقصى وستمنحه انجازاً معنوياً واضحاً وسط الجمهور الذي يتوجه اليه. إغراق سفن سلاح البحر أيضاً سيؤمن له انجازاً كهذا".

"وبالارتكاز على هذه الادراكات وغيرها بنى السيد نصر الله الاستراتيجية التالية- مع بدء الحرب المقبلة سيسدد ضربة بواسطة الصواريخ والقذائف الصاروخية الأثقل والأدق التي بحوزته. سيطلق تلك الصواريخ والقذائف الصاروخية (بعضها، من نوع   600-M التي حصل عليها من سوريا، مزودة بتوجيه GPS على مدن غوش دان، منشآت بنى تحتية وربما أيضا أهداف عسكرية، بالوتيرة الأسرع والأقوى التي يستطيع عناصر القيام بها. الضربة الافتتاحية هذه ستستمر لبضع ساعات وربما أكثر، الى أن يحقق سلاح الجو لنفسه حرية عمل في سماء لبنان، بالشكل الذي يكمنه من ضرب كل منصة صواريخ حددها مسبقاً أو تم كشفها أثناء الاطلاق".

وفضلاً عن ضرب بالجبهة الداخلية التل أبيبية (نسبة الى تل أبيب) والبنية التحتية، يخطط السيد نصر الله لإحداث خسائر بالجملة وسط جنود الجيش الاسرائيلي الذين سيتم ادخالهم الى لبنان بهدف وقف اطلاق الصواريخ قصيرة المدى من جنوب لبنان. وسيقوم عناصره (السيد نصر الله) بذلك بواسطة آلاف الصواريخ الحديثة المضادة للدبابات، عبوات ناسفة وقذائف هاون، التي تم وضعها في أنحاء القرى بهدف قتل وجرح المئات من جنود القوة المناورة الاسرائيلية. هذه الخسائر، بالتزامن مع فقدان الجيش الاسرائيلي لقدرة وقف صليات الصواريخ حتى اللحظة الأخيرة للحرب، قد تمنح السيد نصر الله انتصاراً مادياً ومعنوياً ليس له مثيل. حتى أكثر مما لو نجح حزب الله في اسقاط مروحيات أو إغراق سفن اسرائيلية.

الوحدات الخاصة

لكن لهذه الاستراتيجية هناك مدماك آخر - يضيف بن يشاي - "السيد نصر الله يعتزم إرسال "وحدات التدخل"، الوحدات الخاصة لحزب الله، بهدف الهجوم والسيطرة والقتل داخل الاراضي الاسرائيلية- على مستوطنات وطرق قريبة أو محاذية للحدود. بحسب خطته ستجبر هذه العمليات اسرائيل على تشتيت اهتمامها وقواتها، وستعرقل مناورات الجيش لشل الصواريخ داخل الأراضي اللبناني. ذلك بالطبع اضافة الى الضربة المعنوية.

وفيما يسأل بن يشاي :"متى يعمل حزب الله بموجب هذه الاستراتيجية؟"، يقول :"من المنطقي الاعتقاد أنه في حال قامت أي جهة - اسرائيل، الولايات المتحدة او دمج قوات، بمهاجمة المنشآت النووية في ايران. كذلك اذا أعطت طهران الأمر لحزب الله لمهاجمة اسرائيل لحرف الرأي العام العالمي عن تحولها الى دولة نووية، فإن السيد نصر الله لن يستطيع الوقوف جانباً. الانهيار القريب للنظام في سوريا يجعل حزب الله مرتبطاً أكثر بالايرانيين، وهم لن يتجرؤوا على رفض الأوامر التي تصل من طهران.
احتمال آخر وهو أن حزب الله سيفرض على اسرائيل "ضربة منحنية المسار " اطلاق صواريخ- اذا هاجم الجيش الاسرائيلي بصورة كثيفة داخل الأراضي اللبنانية. مع ذلك، احتمال أن يورط حزب الله نفسه في حرب بسبب حادثة من هذا النوع- على سبيل المثال ضرب قافلة سلاح حديث (مثل ضرب قافلة الصواريخ المضادة للطائرات التي نسبت الى اسرائيل بحسب مصادر أجنبية) أو سلاح كيميائي من نظام الأسد- ليس كبيراً. من المنطقي الاعتقاد أنه سيرد بشكل محدود".

بحري أو بري؟

يتابع بن يشاي : "في الجيش الاسرائيلي يعرفون جيداً استراتيجية السيد نصر الله ويتابعون بصورة يومية ووثيقة التحضيرات لتنفيذها. في المقابل يستعد الجيش ويتدرب دون توقف للاهتمام بهذا التهديد، في حال تحقق. ويقول مصدر أمني رفيع جدا في المنطقة : "سنضطر للعمل بشكل سريع وعنيف مباشرة منذ البداية".

ويقول المصدر الأمني:"يجب قول ذلك لأنفسنا وللعالم بصورة واضحة ومنذ البداية، أن أحداً لن يفاجئ. لبنان أمطرنا بالنيران، مباشرة منذ اللحظة الأولى، وبقوة لم نعرفها لغاية الآن. علينا وقف النيران هذه بسرعة قدر الامكان، بكل الوسائيل والأساليب التي بحوزتنا". "أينما نستطيع، سنعتبر السكان اللبنانيين غير مقاتلين. لكننا ليس في كل مكان نستطيع أن نعمل بشكل انتقائي، سيكون هناك الكثير من الدمار والكثير من الاصابات، لكن في كواليس المؤسسة الأمنية ليس كل شيء واضح ومنظّم هكذا. يوجد لغاية الآن نقاش متصلب في قيادة الجيش الاسرائيلي بين أولئك- بشكل رئيسي من سلاح الجو- الذين يدعون أنه يمكن هزم حزب الله بواسطة قوة عالية من النيران الدقيقة، وبين من هو مقتنع أنه دون مناورة برية هذا الأمر لن يحصل. معظم الضباط، ومن بينهم قادة الميدان في الوحدات البرية- من قائد الذراع البري، اللواء سامي ترجمان، والهيئة، يدعمون التوجه الثاني، لكنهم يعلمون أيضاً أن الدخول البري الى لبنان قد يطيل أمد الحرب وقد يكون مرتبطاً بخسائر أكثر".

القبة الفولاذية لن تكفي
 
وتنقل صحيفة "يديعوت احرنوت" عن مصدر أمني المعني بالموضوع اللبناني، قوله :" إن الدخول البري ضروري لتحقيق حسم واضح. في قوله "الحسم" هو يقصد النتائج المادية على الأرض- مئات مقاتلي حزب الله قتلى، بنى تحتية عملياتية مهدمة، سيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ وغيرها. من المنطقي التقدير بالتأكيد أن الجيش الاسرائيلي يستطيع اليوم تحقيق نتيجة كهذه. أولا، لأنه استخلص وسيطبق العبر السيئة في القتال البري في حرب لبنان الثانية، ومن ضمن ذلك التزود بمنظومة دفاع من نوع "معطف الريح"، التي توضع على دبابات "الميركافا" رمز 4، التي يؤدي الى تضرر أقل جراء الصواريخ المضادة للدبابات.

ثانيا، من أجل الجيش تم في السنتين الماضيتين تطوير خطط وأساليب جمع وإعداد استخباري في الوقت الحقيقي، لم يكن موجوداً في السابق. اضافة الى ذلك، لدى الجيش اليوم منظومة قيادة وتحكم محوسبة ومتحركة والتي يمكن بواسطتها، من بين الأمور، نقل المعلومات والأهداف التي تم جمعها الى القوات المقاتلة أثناء القتال على الأهداف التي يتحركون اليها. المشكلة هي أنه على ما يبدو ليس كل قادة الميدان، قادة السرايا، قادة الكتائب وقادة الألوية، في الحقيقة بارعون في استخدام المميزات الثورية هذه، والجيش بحاجة للقيام بشيء ما بهذا الخصوص وبسرعة".
وتضيف الصحيفة "هناك مشاكل أخرى في الجيش يعترفون بها ويهتمون بها، مثل حقيقة أن نيران الصواريخ والقذائف الصاروخية بقوة عالية ستطلق على المطارات، على مخازن الطوارئ لوحدات الاحتياط، على منازل عائلات جنود الاحتياط الذين سيطضرون لتركها للالتحاق بالتجنيد، على الطرقات المؤدية على الجبهة وعلى مناطق تجمع وحدات الاحتياط قرب الجبهة. ليس هناك أمل أن منظومة القبة الحديدية ستقدم حماية جيدة لكل ذلك ولمنشآت البنى التحتية أمام كميات هائلة قد تصل الى نحو 65 ألف صاروخ.
لقد طوروا في الجيش خطط للحفاظ على ما يسمي "تعاقب وظيفي"، لكن هذه الخطط لن تحول دون خسائر ودمار في الجبهة المدنية والعسكرية. ويقول المصدر الأمني إن كمية الصواريخ قد تتحوّل الى ميزة مدمرة في أيدي حزب الله. وهذا الأمر يجب شرحه للجمهور في "اسرائيل" منذ الآن. هذه الحرب ليست برنامج واقعي. سيكون فيها قتلى واخفاقات لنا أيضا. لكننا سنحقق الهدف- سنسحم في هذه المعركة بالشكل الذي يشل حزب الله جسدياً، ويردعه لسنوات عديدة". بحسب "يديعوت احرنوت".

يشاي يرى أنه "وعلى الرغم من أن في "اسرائيل" ثمة من يدّعون بأن الردع الذي تم انجازه خلال حرب لبنان الثانية حيال حزب الله قد انهار، فمن الواضح بما يكفي أن لا حافزية كبيرة لدى حزب [السيد] نصر الله الآن للتورط في مواجهة كبرى مع "اسرائيل". ففي شهر حزيران سوف تجري انتخابات عامة في لبنان، وحزب الله لا يرغب بزعزة شرعيته وتفوقه السياسي في لبنان بسبب جرّه الدولة الى حرب تدميرية مع "اسرائيل". كذلك هناك توتر كبير وصدامات عنيفة بين الشيعة وحزب الله من جانب، وبين السُنّة في لبنان الذين يساعدون المتمردين في سوريا من جانب آخر".
 
"مع ذلك، تجدر الإشارة الى أن ثمة إحتمالا إضافيا، وهو أن يهاجمنا حزب الله بكل قوة، في حال قدّر بأن "اسرائيل" تعتزم الإبكار بمهاجمته. مهما سيبدو سماع ذلك مفنداً لدى الإسرائيليين، فإن حزب الله يرى بنا جهةً مخادعة وغدارة، يمكنها تنفيذ ضربة مسبقة بشكل فجائي. كذلك، على سبيل المثال، بعد الغارة الأخيرة لقافلة السلاح المضاد للطائرات في سوريا، التي وفقا لمصادر أجنبية تم نسبها الى "اسرائيل"، أُدخلت قوات حزب الله في حالة تأهب خشية من أن يعمد الجيش الإسرائيلي بعد سوريا الى مهاجمة أهداف في لبنان. وبعد مرور عدة أيام خُفّض مستوى التأهب"، على ما جاء في مقالة رون بن يشاي.
12-شباط-2013
استبيان