المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"يديعوت أحرونوت": كيف تخطط "اسرائيل" لحرب تخشى وقوعها ضدّ حزب الله؟


نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" تقريراً مطوّلاً لمحلل الشؤون السياسية ناحوم برنياع تناول فيه استعداد الجيش الاسرائيلي لخوض المواجهة العسكرية المقبلة مع حزب الله "التي يتراءى أنها قريبة"، كما قال.

وتضمّن التقرير مجموعة من التهديدات الاسرائيلية، إضافة الى الكشف عن كثير من المخططات والأساليب الحربية التي سيعتمدها الجيش الاسرائيلي في المواجهة المقبلة، لكنّ هذه التهديدات أظهرت في الوقت نفسه حجم الإرباك وعدم القدرة على توقع حسم المعركة رغم كل "التبجّح" الواضح في سياق التقرير.

ونقل التقرير عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن "قادة الجيش الاسرائيلي في الشمال على يقين من أن بذور الحرب القادمة مدفونة في الجولان اليوم، بل ويتحدثون بتشاؤم عن إمكان تدهور الأوضاع الامنية خلال أسابيع، أما المتفائلين فيتحدثون عن أشهر".

ويورد الكاتب جملة من الاقتباسات، نقلها هو في السابق في سياق تقارير في الصحيفة نفسها، ومن بينها، خطة جرى التداول بها في الجيش الاسرائيلي، تشير الى أنه لا مفر في نهاية المطاف من اجتياح عسكري اسرائيلي للأراضي السورية، وإقامة منطقة عازلة داخل سوريا، على أن يشغلها ويشرف عليها متعاونون سوريون محليون، وتكون هذه المنطقة شبيهة بمنطقة الحزام الامني السابق في لبنان".

ويذكّر الكاتب الاسرائيلييين بأن "حروب لبنان تحمل ذكريات مؤلمة وصادمة، وبالتالي لن يسارع أحد للعودة الى قواعد اللعبة التي تقررت في حينه وكانت سارية المفعول، وبالتأكيد لن يسارع الى "الأحلاف" والخيانات وكآبة الجنازات العسكرية"، لكن يؤكد في المقابل، أن "الوضع والتطورات شمالاً، تشير الى أن التهديد قائم وموجود ويتعزز أمام أنظار الجميع، الامر الذي يعني أنه في فترة زمنية غير بعيدة، سيشهد الشمال مواجهة عسكرية، سواء مع حزب الله أو مع منظمات إرهابية أخرى، تثبت نفسها في سوريا"، ويضيف إن "إيران من جهتها، ستكون مشاركة في هذه المواجهة، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، ما يدفع الجيش الاسرائيلي الى الرد بقسوة وبشكل سريع، وبأسلوب يختلف كثيراً عن عملية عامود السحاب الاخيرة في قطاع غزة".

تركيز الرسالة الاسرائيلية من خلال هذا التقرير، يأتي في سياق الحديث عن الاستعدادات والجهوزية لليوم الذي تقع فيه المواجهة مع حزب الله تحديداً، اذ يتحدّث الكاتب عن أن هناك "جدل بين القوات البرية التابعة للجيش الاسرائيلي، وبين سلاح الجو، حول كيفية خوض المعركة، وليس أصل خوضها"، للإيحاء بأن قرار الحرب متخذ والخطط جاهزة، لكن يوجد اختلاف فقط، حول من تتركز عليه المهمة".



جيش العدو الاسرائيلي

برنياع يلفت أيضاً الى أن "القوات البرية ترى أن الشمال يحمل تحديات شبيهة بتلك التحديات التي واجهتها "اسرائيل" في قطاع غزة، اذ للطرف الثاني مخزون صاروخي كبير، من شأنه أن يهدد السكان كما الجنود على حد سواء، مع الإقرار بأن هذا التهديد أكبر بكثير من تهديد غزة، و"اذا أطلق من غزة 1500 صاروخ طوال فترة العملية هناك، فإن هذا العدد سيجري إطلاقه الى "اسرائيل" في يوم واحد من المواجهة شمالاً، تلك المواجهة التي سنخوضها ضد حزب الله، وفي كل يوم، على ان الرأس المتفجر لهذه الصواريخ سيكون اكبر بكثير من الصواريخ الغزاوية، لان الشمال ليس جزءا من الشأن الفلسطيني، بل هو جزء من الشأن الايراني"، وفق تعبيره.

بحسب القوات البرية، يتابع برنياع، لدى "اسرائيل" استخبارات وسلاح جو ممتازون، لكن العمليات من الجو لن توقف إطلاق الصواريخ. وبالتالي يجب العمل على نوع آخر من الاستراتيجيات، مع جرأة كاملة. أما لجهة أسباب اندلاع المواجهة، فيشير الكاتب، الى أن "الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات كثيرة. يمكن أن تنشب مواجهة عسكرية لأسباب مختلفة: فالشرارة المحتملة الاولى هي إيران وبرنامجها النووي؛ والشرارة الثانية هي سوريا والحرب الأهلية ومستودعات السلاح، والشرارة المحتملة الثالثة هي سلسلة عمليات إرهابية في العالم تصل أصداؤها الى هنا".

الكاتب يؤكد أن "قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي تتدرب في ظروف حقيقية استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة، مع علمها المسبق بأنها ستخوض حرباً في القرى، مع تفعيل أكبر للقوة العسكرية وأكثر عنفاً، على أن يتحرك الجنود سريعاً داخل القرى اللبنانية، أما المهمة فلن تكون إحتلال لبنان أو القضاء على حزب الله، بل ستكون شلّ القدرة الصاروخية الموجودة في حوزة حزب الله، وإصابة مقاتليه، والخروج سريعاً وبشكل آمن".

"من ناحية سلاح الجو الاسرائيلي، فمشهد المعركة المقبلة مع حزب الله مغاير: يتحدثون في سلاح الجو عن مفاهيم أخرى، اذ إن التهديد من سوريا تقلص، لكن باتت هذه الدولة "حبلى" بالتهديدات المختلفة، مع الكثير من المجموعات المختلفة التي لا ينقصها العتاد، فعلى عكس ما جرى في العراق، لم يجر ضرب السلاح السوري، وهو أمر لن يحدث، أي إن السلاح الضخم سيجد طريقه الى أيدي المنظمات الإرهابية".

من هنا، يشدد سلاح الجو في "اسرائيل" على "وجوب خوض المعركة بشكل مغاير لما تطالب به القوات البرية، أي "التوفيق ما بين المعلومات الاستخباراتية الجيدة، وقدرات النيران الدقيقة، بمقادير كبيرة، فهذا يعطينا قدرة على أن نهزم الارهاب"، ففي الجيش الاسرائيلي لا يستوعبون تعاظم القدرات الجديدة، التي يمكن ان تهزم حزب الله وسريعاً، إلا اأهم في سلاح الجو يستدركون رغم كل الثقة بالنفس، تماما كما تؤكد القوات البرية، أنه لا يجري الحديث عن استسلام حزب الله، ولا رفع راية بيضاء من قبله، بل هو من سيطلق الطلقة الاخيرة، قبل وقف إطلاق النار".

ويشدد الجيش الاسرائيلي، بحسب تقرير "يديعوت"، على أن "العدو الرئيسي في الحرب المقبلة، سيكون الضرر الذي سيلحق بالجبهة الداخلية الاسرائيلية، وبالتأكيد لن يكون ضرراً شبيهاً لأي شيء عرفناه في الماضي في حرب لبنان الثانية، ولا عملية الرصاص المسكوب او عمود السحاب في غزة".

الرسالة التي يريد سلاح الجو إيصالها الى الطرف الثاني، هي: بات سلاح الجو يعرف كيف يهاجم أهدافاً كثيرة في يوم واحد، أكثر بكثير مما كان يعرفه في السابق، وهذا سيخلف دماراً هائلاً داخل الاحياء والمدن اللبنانية".

ووفق أوساط سلاح الجو الاسرائيلي، الرسالة الثانية هي أنه "حينما تبدأ المواجهة سندعو السكان المدنيين الى الخروج من القرى. وسيبدأ ذلك بالهجوم على أهداف في القرى ويزداد بالتدريج اذا استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وسيتم الاضرار بالبنية التحتية ايضا فهناك بنى تحتية تساعد الطرف الثاني على القتال وتجب اصابتها. لكن لا يجب قصف محطة توليد طاقة يكلف بناؤها مليارات الدولارات بل يمكن اسقاط ثلاثة أعمدة كهرباء ووقف التيار الكهربائي"، اضافة الى ذلك، تضيف الرسالة: سنضرب ضربة قوية جدا ونقف آنذاك دون اتفاق على وقف اطلاق النار. وسيُطلق بعد ذلك شيئاً قليلاً ثم يكف لأننا سنعلن بأن الوجبة التالية ستكون أقسى كثيراً".

"أما ما الذي يعد له الجيش الاسرائيلي في حال فشلت هذه المحاولة وهذا التكتيك، يشير التقرير الى أنه "في هذه الحال لن يكون هناك مفر من الدخول البري. لكن القوات البرية ستحتاج الى زمن طويل لتنظيم نفسها وهو الزمن الذي لا نملكه. فالمناورة البرية تحتاج الى أيام حركة ولا يمكن الوصول الى كل مكان. وبالطبع لا نريد إدخال جنود في بيروت؟ وبنت جبيل؟ اذ سيطلق حزب الله في الحرب القادمة النار من مركز لبنان وشمالها ولن يصل الى هناك إلا سلاح الجو".

"أما ما الذي ستقرره المؤسسة السياسية، وأي أسلوب ستعتمد في المواجهة المقبلة، ما بين طرح سلاح الجو وطرف القوات البرية، فيرى الكاتب أن "السياسيين هم أقرب الى تصور سلاح الجو، لأن دخول قوات برية كبيرة الى أرض العدو، يصاحبه عدد كبير من المصابين، ويدفعون عن ذلك في "اسرائيل" ثمناً سياسياً. رغم إدراك المؤسسة العسكرية بأنه لا حسم من غير القوات البرية".

مع ذلك، لم يكشف التقرير، رغم كل "التبجّح" المجبول بالثغرات، كيف ستنهي "اسرائيل" الحرب، من دون دخول بري، أو دخول بري خجول، طالما أن سلاح الجو لا يمكنه ان ينهي تساقط الصواريخ على "اسرائيل". كذلك لم يكشف التقرير، كيف سيخرج الجنود من الاراضي اللبنانية، بعد دخولهم القصري، في توابيت، أم هرولة كما حصل في المواجهة الماضية، في عام 2006.
08-آذار-2013
استبيان