المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"معاريف": لـ"إسرائيل" مصلحة في صفقة إقليمية شاملة من أجل بناء الشرق الاوسط الجديد


رأت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم أنه "منذ اندلاع الهزة الإقليمية تحسّن ميزان الأمن العام لـ"اسرائيل"، واحتمال اندلاع حرب تقليدية شاملة بين "إسرائيل" وجيرانها بات قريباً من الصفر".

وأشارت الصحيفة الى أن "إيران تلقت ضربات إستراتيجية مؤثرة بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها وبسبب تفكك سوريا التي شكلت معقلا استراتيجيا لطهران"، وأضافت "رغم ذلك، فإن الزلزال الذي يضرب الشرق الاوسط، والذي تتداخل فيه المصالح العالمية وتغير ميزان القوى، خلق تحديات استراتيجية جديدة لـ"اسرائيل"، فالغرب يتعاطى مع الشرق الاوسط العربي كظاهرة يصعب احتواؤها، وبالتالي فإن نهجه هو سلبي ومتداخل بأمل غامض".

وتتابع "معاريف" أنه "في ظل هذا المحيط الإشكالي، فإن مستقبل المناطق الفلسطينية يصبح حاسما أكثر من أي وقت مضى، فمع تراجع المصادر المالية للسلطة الفلسطينية، سيؤدي استمرار الجمود في المفاوضات الى انتفاضة فلسطينية شعبية او أخذ القوة من جانب حماس وتحويل الاراضي الفلسطينية الى كيان معاد للغرب، بل إن الطريق المسدود من شأنه أن يؤدي الى تعاظم الدعم الدولي والفلسطيني لفكرة حل "الدولة الواحدة للشعبين"، الامر الذي سيقوض الكيان الصهيوني".

ووفق الصحيفة نفسها ، فإن "الاطراف التي أدت الى إنهاء الازمة في أعماق عملية "عامود السحاب" تجسد بالملموس التغيير الموضعي الذي طرأ على المنظومة السنية في المنطقة، والتي توجد لها مصلحة أمنية في علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع "اسرائيل"". وتشير الخطوات الدبلوماسية حول الحملة في غزة، برأي "معاريف"، الى "التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة، مصر، تركيا، الاردن ودول الخليج. وما بدا ككتلة تتشكل ليس مبنى مثالياص ومتراصاً يؤدي الى خلق "شرق اوسط جديد"، بل إن المصالح المشتركة كفيلة بأن تهيّء التربة لصفقة شاملة واسعة تشارك فيها الولايات المتحدة".

"معاريف" اعتبرت أن "هذا النهج من شأنه أن يضع ما يسمى عملية السلام في سياق اقليمي أوسع، يمكن فيه لشركاء اقليميين أن يساهموا في أمن الشرق الاوسط ويتمتعوا بمحيط استراتيجي أكثر استقرارا، وهذه العملية تستدعي بلورة صفقة شاملة للشرق الاوسط زعامة وتفكير استراتيجي وفهم شامل للمنطقة".

الصفقة الإقليمية الشاملة تسمح لـ"اسرائيل" ليس فقط التقدم في "المسيرة السلمية" بل تسمح لها أيضا بدور إقليمي بناء. على "اسرائيل" أن تكون مشاركة أكثر في تصميم مستقبل المنطقة والموقف من الازمة الاجتماعية – الاقتصادية في الشرق الاوسط، حتى وإن كان بشكل هادىء. كما أن على "اسرائيل" أن تكون قلقة من الاهتمام المتناقص للولايات المتحدة بالمنطقة. فبينما يتجه الاهتمام الاستراتيجي للقوى العظمى الغربية الى ساحات جديدة، فإن ائتلافاً اقليمياً يدفع السلام والامن الاقليميين الى الامام، يلوح كوسيلة لإبقاء الدور الأميركي في ما يجري. وفضلا عن ذلك، فمن خلال تعميق الدور البناء لـ"اسرائيل" في المنطقة وما ورائها، فإن بوسعها أن تثبت مكانتها كذخر استراتيجي للأميركيين. التغييرات الاقليمية والعالمية ليست ملزمة بأن تجعل "اسرائيل" قابلة للاصابة وضعيفة من ناحية استراتيجية، فمن شأن استمرار السلبية أن يعرض مستقبلها للخطر"، على ما جاء في "معاريف".
12-آذار-2013
استبيان