المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"هآرتس": الهجمات الإسرائيلية على سوريا عامل ضغط على أوباما


اعتبر محلل الشؤون الأميركية في صحيفة "هآرتس" العبرية حامي شاليف أن "العمليات التي تنسب إلى سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، حظيت في الولايات المتحدة الاميركية بتأييد جارف"، واضاف أن هذا التأييد "يستند إلى ثلاثة عناصر: الأول تأييد مبدئي لـ"إسرائيل" وتفهم لدوافعها، والثاني امتعاض شامل من (الرئيس السوري) بشار الأسد والشعور بأنه يستحق ذلك، والثالث فرحة تخفي بصعوبة مشكلة (الرئيس الأميركي) باراك أوباما الذي ضبط على الأقل من قبل خصومه مكشوفاً".

ويسهب شاليف بالقول إنه "في الوقت الذي يدرس فيه أوباما ويفحص ويتردد منذ أيام طويلة بشأن الرد الأميركي المناسب، على استخدام نظام الاسد للسلاح الكيميائي، فإن "إسرائيل" تظهر حزماً وصرامة وهو ما ينقص أوباما، على حد قول منتقديه. وكما جاء في احد عناوين الصحف: أوباما يتردد وإسرائيل تعمل".

وبحسب محلل الشؤون الاميركية في "هآرتس"، فإن "منتقدي أوباما يفضلون تقديمه كنموذج آخر لسياسة الدفع من الخلف (العمل بالواسطة) التي رائحتها في النار، كما حصل في الهجوم على القذافي في ليبيا"،  ويتحدث شاليف عن أن "السهولة النسبية التي عملت بها، بحسب التقارير الأجنبية، طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ونجاحها في ضرب الأهداف بمنطقة دمشق، تبدد التحذيرات التي أطلقها رئيس الأركان الأميركي مارتين ديمبسي من خطر منظومة الدفاع الجوي السوري، وتزيل عن جدول الأعمال ذريعة أخرى تمسكت بها الإدارة الأميركية على حد قول السيناتور الجمهوري جون ماكين من أجل تبرير عدم فعله".



وتشير "هآرتس" إلى أن "صور أعمدة الدخان التي برزت خلف جبال دمشق تلعب دوراً مهماً في زيادة الضغط على أوباما، فالصور الدراماتيكية ثبتت مكانتها للعمليات الاسرائيلية في سوريا على جدول أعمال البرامج والمقابلات التلفزيونية، يوم الاحد، والذي يلعب دوراً أساسياً في بلورة الرأي العام"، وتلفت الصحيفة إلى ضرورة التفريق "بين الضغط الإعلامي الذي يمارس على أوباما وبين ترجمته إلى لغة عملية"، وتوضح أن "أوباما ظهر كراسم للخط الاحمر في مسألة استخدام السلاح الكيميائي، لكنه  يرفض الآن الالتزام بكلامه"، وترى هآرتس أن "محاولة مقربيه القول إن "الخط الاحمر" هي مجرد زلة لسان غير مقصودة كما حصل ذلك في نيويورك تايمز، يتم التعامل معها على انها محاولة مكشوفة للتهرب من المسؤولية، وتخلص الصحيفةإلى أن "أوباما تبين أنه ليس رجلاً باللغة الشعبية حتى أيضا بنظر أولئك غير المقتنعين بضرورة وجدوى هجوم أميركي علني".

وشددت الصحيفة على أن "الرأي العام الاميركي يعارض عملية عسكرية أميركية هدفها مساعدة "المتمردين"، وبصعوبة كبيرة يؤيد عملية هدفها التخلص من السلاح الكيميائي السوري"، وعزت ذلك إلى أن "المشرعين الجمهوريين الصقوريين يعارضون التسليح السريع للمتمردين، وذلك خوفاً من استبدال "ديكتاتور مجرم واحد"، بحركة ايديولوجية مرعبة تريد القضاء علينا، كما قال أمس عضو الكونغرس بيتر كينج من نيويورك"، واستدركت بالقول إن "الجميع كل الجميع يتفقون على أنه لا يوجد وضع تطأ فيه أرجل الجنود الأميركيين أرض سوريا"، وذكرت الصحيفة بأن "الاميركيين متعبون من المعارك المنهكة في العراق وأفغانستان، التي أودت فقط في الاسبوع الاخير بحياة 11 أميركي، وكلفت كل عائلة أميركية تقريبا 50 ألف دولار، وأغرقت الاقتصاد القومي بديون لاجيال طويلة".

وختمت هآرتس بالقول إن "الرئيس الاميركي يعرف وربما أفضل من منتقديه أن تأييد الجمهور الاميركي لعملية في سوريا هو بضمانة محدودة فقط، فالغالبية بين الذين يدفعون به الآن للتحرك عمليا، سيحتجون عليه في أول تورط"،  وتابعت أنه "إذا ما حصل هذا أيضا سيطلب من "إسرائيل" الأخذ بعين الاعتبار لماذا جرت أميركا الى مغامرة جديدة خطرة وباهظة الثمن. إن أحدا لن يذكر التهليل والتصفيق الذي رافق خطواتها في نهاية الاسبوع في بداية المعركة".
06-أيار-2013
استبيان