المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

نائب وزير الحرب الإسرائيلي السابق: لا ينبغي أن نعلق مصيرنا الاقتصادي بيد أردوغان

 إعتبر نائب وزير الحرب "الإسرائيلي" الأسبق افرايم سنيه أن "مسألة تصدير الغاز عبر أنبوب يمر في تركيا هو فكرة خطيرة"، مشدداً على انه من المحظور ايداع قناة التصدير الاهم لنا في يد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، معتبراً أن" الحل هو عبر حلف اقتصادي مع قبرص".

وأشار سنيه عبر مقالة له في "معاريف" إلى أن " أردوغان يتطلع ليس فقط الى تحويل تركيا الى قوة عظمى إسلامية اولى، بل يسعى لأن يكون زعيم العالم العربي والاسلامي"، لافتاً الى أنّ "خطابه الفظ المناهض لـ"اسرائيل" هو أداة لتحقيق هذا الهدف. ومن يُخطئ بالوهن في أنه بأعقاب اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ستعود علاقاتنا مع تركيا الى ما كانت عليه، لا يفهم استراتيجية اردوغان وداود اغلو وزير خارجيته ومستشاره شديد النفوذ".

واعتبر سنيه أن "الاعتذار أمر جيد ان تم تطبيع العلاقات الدبلوماسية وعودة العلاقات التجارية. ولكن تركيا اردوغان لن تكون شريكا لاسرائيل في أي موضوع اقليمي هام، ولا أيضا في الطريقة التي تريد أن ترى فيها سوريا في المستقبل. حلفاء تركيا الاقليميون هم "الاخوان المسلمون" والحكام الذين ينتمون اليهم أو يدعمونهم، ولا سيما في مصر وفي قطر. المثلث الاسلامي الاقليمي هو تركيا – مصر – قطر، وحركة "حماس" تحظى بدعمه".

وأضاف سنيه " من المهم أن نفهم هذه السياقات كي نمتنع عن الاخطاء الاستراتيجية. وأقصد الفكرة السائدة مؤخرا لتصدير الغاز "الاسرائيلي" عبر انبوب يبنى الى تركيا وعلى اراضيها. الغاز يجب أن يصدر. بالطبع يجب ضمان اللازم منه للاقتصاد الاسرائيلي، ولكن سيكون من قبيل الانتحار الاقتصادي ان نبقي في أعماق البحر الذخر الذي بات يصل اليوم الى تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. فالاستخدام العاقل والعادل للضريبة الهامة التي فرضت عليه، كفيل بان يغير وجه المجتمع الاسرائيلي".

وإعتبر ان" قناة التصدير الاسرائيلية الاهم محظور ايداعها تحت سيطرة اردوغان. واذا كان لتركيا مصلحة في هذا الانبوب مثلما يقال، فانها تنبع من القدرة التي سيوفرها لها في الامساك بـ"اسرائيل" بنقاط ضعفها والضغط عندما يكون في ذلك منفعة سياسية لزعيمها. لو أنه تبلورت الان تسوية شاملة لمسألة قبرص لعله كان منطق أنبوب يربط الغاز القبرصي والاسرائيلي بتركيا، كجزء من رزمة مصالحة وتعاون بين شعوب المنطقة. ولكن اردوغان، الذي لطف مؤخراً علاقاته مع الاكراد، لن يخاطر الان سياسياً بالحلول الوسط في ساحة اخرى. وحتى لو حصل هذا، فمشكوك أن يرغب القبارصة اليونانيون في المخاطرة وايداع أملهم الاقتصادي الأخير تحت رحمة تركيا. ان قبرص بحاجة ماسة الى تصدير الغاز الذي اكتشف في مياهها. وهذه السنة سيبدأون بتنقيبات إضافية، وليس لقبرص مخرج من أزمتها الاقتصادية غير تحولها الى مصدرة للغاز".

وختم سنيه "يمكن لإسرائيل وينبغي لها ان ترتبط بقبرص في تسييل الغاز وتصديره. وفي الوقت الذي لم يتم الاتفاق فيه بعد على مكان المنشأة لاستيعاب الغاز الطبيعي في الشاطىء، فقد خصصت حكومة قبرص أرضا مناسبة لاقامة منشأة لتسييل الغاز ونقله. لا يوجد أي احتمال لأن تقام مثل هذه المنشأة في شواطىء "اسرائيل". في واقع تعزيز الاسلام المتطرف، فإنه في الحلف الاقتصادي مع دولة غير إسلامية، صلتها وانتمائها هما للاتحاد الاوروبي، يكمن تفوق استراتيجي لاسرائيل".
13-أيار-2013
استبيان