المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

هكذا أقنعت "إسرائيل" الاتحاد الأوروبي


نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقالاً مطولاً، حول كيفية إقناع "إسرائيل" الاتحاد الأوروبي بإدراج حزب الله على لائحة "الإرهاب"، جاء فيه أن "أشهراً طويلة من المساعي الدبلوماسية المركزة خاضتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، جنت ثمارها يوم أمس"

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي قرر توصيف حزب الله كمنظمة إرهابية. على الرغم من ذلك حافظ الأوروبيون على نافذة للمحادثات مع حزب الله، عبر الفصل بين جناحه العسكري، الذي سيواصل الاتحاد الأوروبي اتصاله معه، وبين الجناح العسكري، الذي عمليا أصبح خارج القانون في القارة الأوروبية. ولكن على الرغم من ذلك، ينظرون في القدس إلى هذا القرار على انه خطوة دراماتيكية، من الصعب أن لا نغالي بأهميتها".

وتابعت "معاريف" أن عدة أيام سبقت ذلك "أبلغت نائبة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، مستشار الأمن القومي في "إسرائيل" يعقوب عميدرور ونائب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ران كوريال، أنه أزيلت العقبات التي كانت تقف أمام ضم حزب الله إلى لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد"، وتذكر صحيفة "معاريف" أن المساعي الإسرائيلية لإدخال حزب الله إلى لائحة المنظمات الإرهابية التابعة للاتحاد الأوروبي بدأت في العقد الماضي".

وتعيد الصحيفة التذكير بأن "طوال سنوات كانت فرنسا، التي تقيم علاقات وطيدة مع لبنان، المعارضة الأساسية لهذه الخطوة، بحجة أنها ستمس بالاستقرار السياسي الهش داخل الدولة. حتى أن قيادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل تحفظت من العملية، لأنها كانت تخشى عدم صمودها في الفحص القانوني للمحكمة الأوروبية للنقص في الأدلة"، وتضيف معاريف أن "نقطة التحول كانت الهجوم في بورغاس قبل حوالي سنة، بتوجيه من وزير الخارجية حينها، أفيغدور ليبرمان، واستأنفت وزارة الخارجية بكامل طاقتها المعركة السياسية للاعتراف بحزب الله كمنظمة إرهابية".


وتستدرك الصحيفة بالقول إن "على الرغم من ذلك، فإن قانون الاتحاد الأوروبي يحدد أن قرارات من هذا النوع يجب أن تتخذ بالإجماع. العائق الكبير بهذا الخصوص كانت معارضة فرنسا، التي كان على إسرائيل العمل على تبديدها. في نهاية الأمر حصل التحول بفضل الحرب الأهلية في سوريا. الفرنسيون غضبوا من تطوع حزب الله لمساعدة الرئيس السوري الأسد، وقد توصلوا إلى استنتاج أنه يجب عزل حزب الله".

من هنا، كما كتبت الصحيفة العبرية على صفحتها الرئيسية، "عندما أدركوا في إسرائيل أن الفرصة قد نشأت، بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية بحرب خاطفة دبلوماسية، أدارتها الشعبة الإستراتيجية برئاسة جرمي يسسخروف، وقسم محاربة الإرهاب برئاسة شاي كوهين"، والحكومة الإسرائيلية أقامت طاقم مهمة من عدة وزارات من بين أعضائه ممثل مجلس الأمن القومي وممثل أجهزة الاستخبارات، ويرأس هذا الطاقم موظفون من وزارة الخارجية الإسرائيلية. الطاقم الإسرائيلي عمل مع الدول الأوروبية لتحضير الأرضية".

وتشير "معاريف" إلى أن "في وزارة الخارجية الإسرائيلية فهموا بأن الأدلة والمعلومات الاستخبارية فقط لا تكفي، وانه يجب تزويد أوروبا بصيغة تمكنها من الفصل بين العمل السياسي لحزب الله في لبنان وأعماله العسكرية. أدركوا في القدس أن الأمر يتعلق بخلق تمايز مصطنع، لكنهم فضلوا ذلك على استمرار وضع لا يعاني فيه حزب الله من أية عقوبات أوروبية. الرسالة التي نقلت إلى أوروبا كانت: لا مشكلة لدينا من تحدثكم مع من تريدون، لكن من يقوم بأعمال إرهابية، يجب مقاطعته ومحاربته".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الخطوة الإسرائيلية ترافقت مع ضغط أمريكي بريطاني كبير، وفي النهاية بدأت تسفر عن نتائج. شيئا فشيئا أعلنت دول منضمة إلى الاتحاد عن دعهما للخطوة، وأسوار المعارضة بدأت بالتصدع. في مرحلة معينة أعلنت وزارة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنها تؤيد تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وكان من الواضح أن القرار قريب. رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بدأ بإجراء محادثات مع رؤساء الدول الذين لا يزالون يرفضون هذه الخطوة، ومن بينهن اليونان، ايطاليا، سلوفاكيا، النمسا ومالطا. ولحظة الحقيقة كانت يوم أمس عندما رفع الاقتراح للتصويت، ولم يعارضه احد".

وتنقل "معاريف" عن مسؤول إسرائيلي كبير في القدس تذكيره "كيف أنه في العام 2001 ادخل الجناح العسكري لحماس على لائحة المنظمات الإرهابية للاتحاد، وبعد مرور سنة ونصف ضمت الحركة كلها إلى اللائحة، وعلى أية حال، في "إسرائيل" يتعهدون بمتابعة تطبيق هذا القرار"، ويوضح المصدر الكبير في القدس بأن الإسرائيليين "سيجلسون على ذيل الأوروبيين بكل ما يتعلق بتطبيق وفرض القرار". 
23-تموز-2013
استبيان