نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالاً للكاتب أمنون شاموش جاء فيه أن "المجتمع الاسرائيلي منقسم ومنشق في مجالات كثيرة لا ضرورة لعدّها، لكن الانقسام الوحيد الذي يتضمن إمكانية حرب أهلية هو بين أولئك الذين بكوا سحق رابين بعد مقتله والذين لم يبكوه. أو اذا شئتم، بين الذين خجلوا وغضبوا على القتل البغيض الذي نفذه باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي وبين أولئك الذين باركوا ذلك الفعل ونشروا كتاب "مبارك ذلك الرجل"".

أمنون قال في مقالته "علينا أن ندرك أن كل تطرف يسير نحو حشد قوة وفقدان الكوابح اذا لم يُعالج علاجا جذريا، والتوليف بين التطرف الديني الاعتقادي وبين التطرف القومي، الخلاصي الذي لا لجام له فتاك، لا بالعدو بل بالشخص نفسه، ويرى كل واحد من الطرفين ان الطرف الآخر هو العدو الرئيس وينسى أنه محاط بأعداء حقيقيين".

وتابع الكاتب "نتساءل احيانا كيف لا تستطيع شعوب متحضرة وذكية وناجحة منع حروب أهلية. وكيف تنقسم دول عظيمة الى الشمال في مقابل الجنوب والشرق في مقابل الغرب. وسبب ذلك أنه يوجد ميل بشري الى الحروب والى الحروب الأهلية ايضا، وكان يمكن ان نلاحظ عندنا جذور ذلك قبل ان نصبح شعبا كسائر الشعوب. إن التاريخ اليهودي مشحون بحروب مع جيران وقوى كبيرة لكنه مشحون ايضا بحروب أهلية جلبت عليه دمارا وخرابا وجلاءً عن الارض. وكانت فترات الاستقلال والسيادة لشعب "اسرائيل" في ارضه قصيرة بسبب سلوكه والانقسام الديني والحضاري فيه، على الخصوص".

ويختم أمنون إن "الحرب الأهلية الكلامية تعد لاستخدام وسائل خلاصية وسفك دماء، وهذا يزداد زخما مقلقا عندنا، فهناك الكثير من السلاح والكثير من الغضب والكثير من اليأس والكثير من الفُرقة في هذا البلد الصغير، وخطر الاشتعال أقرب مما نعتقد.. إن العنف الكلامي يُشعل ويؤجج عنفا ماديا في النوادي والشوارع".