المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

شبيط: مستوى التهديد الشامل لـ "إسرائيل" يتصاعد

رأى رئيس "الموساد" الأسبق شبتاي شبيط أنه "وبسبب كثرة التركيز على الامور الهامشية وما لا فائدة منه، فشل "قادتنا" برؤية تطوّر التهديد الشامل لـ "إسرائيل"". واعتبر أن "مستوى التهديد الشامل لـ "إسرائيل" يتصاعد، لأننا لا نسيطر او نملك "روافع" للتأثير عليه"، ولفت الى أنه "إذا تواصلت الظروف الحالية طوال فترة ولاية ترامب، سيعيدنا تدحرج التهديد الى نقطة الضياع".

وأضاف شبيط في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" أن "الشرق الأوسط، الذي تمّ ترسيم حدوده في اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916، لم يعد قائماً، وبدلاً منه تجري عملية تاريخية ديناميكية جديدة، متعددة اللاعبين - المحليين والإقليميين والعالميين - والتي سترسم حدوداً جديدة لمستقبل المنطقة، فكل هؤلاء اللاعبين ينشطون في العملية التاريخية وكل منهم يسعى للحفاظ على مصالحه الحيوية"، واعتبر أن ""إسرائيل" هي اللاعب الوحيد الذي لا ينسجم مع العملية التاريخية التي تتشكل أمام أعيننا، حيث إن  السياسة المعلنة للحكومة "الإسرائيلية" هي عدم التدخل في ما يجري في "الشرق الأوسط"، من خلال التفكير الأحمق بأننا قادرون على اجتياز عملية التغيير دون أن نتعرض للضرر، بل هناك من يدعون أننا سنخرج من ذلك أقوياء".

وتساءل شبيط في مقاله "من هم اللاعبون الأساسيون على الحلبة اليوم؟"، قبل أن يجيب: "روسيا: كانت ولا تزال معادية لـ"إسرائيل"، ومن الواضح أنها ستكون كذلك في المستقبل"، وأضاف "المحفز الذي يحرّك فلاديمير بوتين منذ وصوله الى السلطة في روسيا، هو استعادة مكانتها كقوة عظمى".

وأضاف "وسعت روسيا سيطرتها على الأراضي في القوقاز وسيطرت على شبه جزيرة القرم. وهي تزحف للسيطرة على الأراضي في أوكرانيا وقامت باستئجار قاعدة بحرية وجوية في سورية لمدة 49 عاماً، والتي تتواجد فيها، أيضاً، البنية التحتية للاستخبارات والعمليات". وتابع "هناك تنسيق جوي بين "إسرائيل" وروسيا، إلاّ أن الأهمية العملية لهذا التنسيق هي ان سلاح الجو "الإسرائيلي" فقد حرية الطيران وبات يتعرّض للمخاطر في كل أجواء سورية ولبنان".

وأردف القول "تاريخياً، كانت روسيا معادية لإيران، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت حليفتها، على الأقل في سياق منطقة "الشرق الأوسط""، وأوضح قائلاً "وفقاً لمبررات تشكيل الاستراتيجية الروسية، طالما ترفض الولايات المتحدة الاعتراف بها كقوة عظمى ذات مكانة متساوية، فإن روسيا ستبذل كل جهد ممكن للوصول إلى مثل هذا الوضع بقواها الذاتية، إنها لا تخجل من اللجوء الى كل التدابير لكي تحقق هدفها".

وأكمل شبيط سلسلة إجاباته عن تساؤله زاعماً أن "إيران: لم تتراجع عن سعيها للوصول إلى قدرة نووية عسكرية، وتواصل تطوير كل مكون من هذه القدرة، لا يشمله الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية، وبحسب تقديري، وبناء على معرفتي العميقة وطويلة الأمد للاتصالات مع الإيرانيين فإنهم باتوا فعلاً "ينتهكون سراً" الاتفاق في كل نقطة يتكهنون بأنها لا تتجاوز الحد الأدنى مما يمكن للقوى العظمى امتصاصه"، على حد زعمه، وأكد أن "إيران النووية تشكل تهديداً وجودياً لـ "إسرائيل"".

ولفت شبيط الى أن "إيران نجحت بنقل العراق الى دائرة نفوذها"، وقال "ايران تتمتع بوجود مادي هائل في العراق، بما في ذلك الوحدات العسكرية والحرس الثوري والاستشاريون، وحزب الله منتشر على طول الحدود الشمالية لـ "إسرائيل"، ومزود بالصواريخ والقذائف التي تهدد كل "إسرائيل"، وإيران وروسيا حليفتان الآن في سورية وخارجها، وهذا يعني أننا بتنا نعيش بالفعل أمام "الهلال الشيعي"، الذي يخلق تواصلاً برياً إيرانياً من الحدود الغربية لإيران، مروراً بالعراق وسورية، وصولاً إلى لبنان".

وبالنسبة الى تركيا، اعتبر شابيط في مقاله أنها "دولة ذات نظام اسلامي "معادِ" لا يمكن الثقة فيها، رئيسها، رجب طيب اردوغان، يطمح لإعادتها الى أيام "الامبراطورية العثمانية المجيدة"، حيث  نجح  بتحويلها إلى دولة ذات نظام رئاسي وعقم منظومة الكوابح والتوازنات السياسية التي قامت فيها في السابق، وهو يعتبر تركيا قوة عظمى اقليمية لا تقل عن ايران".

وتابع "اوروبا رغم الضوائق الكثيرة التي تواجهها، لا تغيّر مواقفها المعادية لـ"إسرائيل" في كل ما يتعلق بالصراع "الاسرائيلي" – الفلسطيني والاحتلال، والصين ترى في "اسرائيل" مشروع تكنولوجيا فائقة معروض للبيع وتحقق مفهومها هذا بهدوء، بالتدريج ولكن بثقة، وصناع القرارات لدينا، على حد علمي، لم يحددوا بعد ما الذي لن يبيعوه للصينيين".

وجاءت الولايات المتحدة الأخيرة في القائمة ولكن "الأولى من حيث الأهمية"، بحسب شابيط الذي أضاف "إذا اعتقدت بأن الرئيس دونالد ترامب سيؤدي رسالته التاريخية بأن ينقذنا من أنفسنا، فقد سقط هذا التوقع عندما شاهدت زيارته الى السعودية وأوروبا، مفتاح فهم توجهه هو "الثقب في القرش"، فأوروبا، الحليف الأكثر أهمية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي، يمكن نبذها الى "الجحيم" لأنها لا تدفع المستحق عليها، وحسب مفاهيم ترامب، فان السعودية المستعدة للتوقيع معه على صفقات لشراء الأسلحة بحجم مالي خيالي، هي الولد الجيد في الحي". وخلص الى القول " يحظر الاعتماد على ترامب، حيث إن  القول بأن "اسرائيل" والولايات المتحدة هما حليفان تاريخيان الى الأبد غير قابل للتطبيق، طالما كان يجلس في البيت الأبيض شخص محموم وغير متوقع، فيما يلي سؤال "للتلميذ": اذا هدد بوتين، امام الضعف الامريكي بضرب كل طائرة "اسرائيلية" تحاول قصف شحنات الاسلحة لحزب الله، هل سيواصل سلاح الجو "الاسرائيلي" هجماته؟".

وأردف قائلاً "نستنتج من هذا كله ان مستوى التهديد الشامل لـ "إسرائيل" يتصاعد، لأننا لا نسيطر او نملك "روافع" للتأثير عليه. والاستقطاب السياسي في "اسرائيل" يسرّع ارتفاع التهديد – مع "يمين" يخلّد الصراع والاحتلال، و"يسار" يتزايد ضعفاً، إذا تواصلت الظروف الحالية طوال فترة ولاية ترامب، سيعيدنا تدحرج التهديد الى نقطة الضياع في حرب "الأيام الستة" والتهديد باستخدام السلاح الاستراتيجي."

وأورد شبيط في مقاله سيناريوهين، "الأول يتحدث عن التوصل الى ترتيبات او "اتفاق سلام"، والثاني هو "سيناريو الآخرة"، وأوضح "في جوهر السيناريو الاول يقف اقتراح الجامعة العربية منذ عام 2002 كأساس للمفاوضات، "اسرائيل" والولايات المتحدة تتوصلان، خلال محادثات سرية، الى تفاهمات على أساس اقتراح الجامعة العربية، حتى وإن بقيت فجوات بينهما، والولايات المتحدة تجند دعم السعودية ومصر والأردن ودول الخليج (مع خيار الحصول على دعم من المغرب وتونس). وتقوم ما أسماها "الكتلة المعتدلة" بقيادة السعودية بشرح او إقناع أو فرض هذه التفاهمات على أبو مازن. وفي المرحلة القادمة ستجلس" اسرائيل" والفلسطينيون سرًا للعمل على صياغة تفاصيل الاتفاق النهائي، وسترافق الولايات المتحدة و"الكتلة المعتدلة" المفاوضات".

"أما في  سيناريو الآخرة"، بحسب شبيط، "تواصل حكومة "اسرائيل" الانحراف يميناً، وتواصل تطوير المستوطنات وتفرض "القانون الزاحف" على الضفة الغربية بهدف ضمها، و"اسرائيل" سترتسم كـ "دولة أبرتهايد" وستواجه مسارات المقاطعة والعقوبات، والتهديد العسكري سيتزايد و"الاعمال الارهابية" من المناطق وغزة ستشتد. وسيتم تسريع ارسال الأسلحة من ايران الى حزب الله، وستهدد روسيا "اسرائيل" بأنها ستهاجم طائراتها اذا حلقت في الاجواء السورية واللبنانية".

ويختم شبيط مقاله بالقول "ستعلن ايران عن تجديد انتاج اليورانيوم المخصب، وسترسل سراً المستشارين العسكريين الى غزة لمساعدة حماس، وستصرخ "اسرائيل" وتطالب الولايات المتحدة بالتدخل، وسيبلغ ترامب رئيس الحكومة بأنه يتعامل مع الصراع كصفقة عقارات. خبرته الكبيرة في مجال العقارات تثبت انه لا توجد صفقة لا يمكن اتمامها، فترامب يشترط التدخل الأمريكي – الذي يهدف الى صد روسيا وايران – باستعداد "اسرائيل" للعودة الى حدود 1967 وموافقتها على اقامة دولة فلسطينية،  والمتهورون من اليمين سيضغطون على رئيس الحكومة لإزالة شبكات التمويه عن صواريخ ارض – ارض الاستراتيجية الاسرائيلية".

11-تموز-2017

تعليقات الزوار

استبيان