المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

’هآرتس’: طهران قد تُحدث مفاجأة‎

نشرت صحيفة "هآرتس" مقالًا للباحث الصهيوني في مركز أبحاث الأمن القومي إفرايم كام، تناول فيه إمكانية اندلاع مواجهة بين إيران والكيان الغاصب.

وهنا نصّ المقال:

المواجهة الأخيرة بين "إسرائيل" وإيران كانت متوقّعة. ويمكن الافتراض أنّ الجانبين غير معنيين بصدام في الوقت الحالي، لكن تدهور الوضع وإمكانية حصول مواجهة باتت شبه محتومة بعد أن نقلت إيران قوّات بأعداد كبيرة إلى سوريا لتنفيذ مهام قتالية، وسلّحت حزب الله بأسلحة وذخائر حديثة.

في القيادة "الإسرائيلية" ثمّة توافق على أنّ إيران تشكّل التهديد الأخطر. هذه النظرة تقوم على ثلاثة مرتكزات: حزب الله وتشكيله الصاروخي الضخم؛ التشكيل الصاروخي الكبير والحديث الذي بنته إيران وسياستها الإقليمية التي تسعى إلى بناء دائرة راديكالية حول "تل أبيب"، وخصوصًا إقامة جبهة أمامية في سوريا ولبنان.

من الواضح، أنّ إيران إذا ما وصلت يومًا إلى السلاح النووي، فإن هذا التهديد سيصل إلى مستوى غير مسبوق. لكن ميزان القوى يبدو أكثر تعقيدًا. الأداة الأساسية التي يشغّلها الجيش "الإسرائيلي" في الساحة السورية هي سلاح الجو، وإيران لا تملك ردًّا عليها.. سلاح الجوّ لديها يقوم على طائرات عمرها ثلاثين أو أربعين عاما، ومن الواضح أنّه غير قادر على مواجهة خصمه الإسرائيلي. كما تشغّل إيران قوات على بعد مئات الكيلومترات عن حدودها من دون أي حماية حقيقية بحيث تبقى عرضة لهجمات "إسرائيلية" وتحرّشات من جانب فصائل مسلحة في سوريا. وهكذا تبقى شحنات السلاح الموجّهة لحزب الله عرضة للهجمات أيضًا. الولايات المتحدة أيضًا تضع تهديدات أمام إيران، فقد شخّصتها إدارة ترامب تهديدا من الدرجة الأولى.

حتى الآن لم تبادر الإدارة الأميركية إلى خطوات عملية لكبح هذا التهديد، وليس واضحًا ما إذا كانت ستبادر، لكنّ إيران غير واثقة من أنّ الإدارة لن تعمل ضدّها وآخر ما تريده إيران هو مواجهة مع الولايات المتحدة. في هذه الأثناء، لا شكّ بأن إعلان الإدارة الأميركية بأنّها ستبقي قوة عسكرية  في شمال سوريا، من دون أي قيد زمني، لتكبح نفوذ إيران، يجب أن يقلق طهران.

حتى الآن، امتنعت إيران عن الردّ بالنار على قصف شحنات السلاح ومصانع السلاح في سوريا. وحين تحدّت "إسرائيل" في المواجهة الأخيرة، فعلت ذلك بواسطة طائرة استطلاعية وليس من خلال فتح النيران. في الظروف الحالية يبدو أنّ إيران غير معنية بحصول مواجهة، لأنّ في سلم أولوياتها تثبيت نظام الأسد  وتعزيز نفوذها في العراق وفي لبنان.

مع ذلك، الأحداث الأخيرة لم تكن نقطة وانتهى. فمن جهة، الهدف الإقليمي الأسمى بالنسبة لإيران هو تحصين موقعها في سوريا وجيرانها للمدى الطويل. وهي دفعت ثمنًا باهظًا بالدم وبالمال، في سبيل هذا الهدف.

بالمحصّلة، إيران تبدو حذرة اليوم من المواجهة مع "إسرائيل". وعليه ينبغي أن نأخذ بالحسبان أنّها ستبادر في مرحلة ما، إلى عمل عسكري لتردع "إسرائيل". في مثل هذه الحالة، ثمّة عدّة اعتبارات يمكن أن توجّهها في تنفيذ هذا العمل: طموح إيران سيكون إحداث مفاجئة لـ"إسرائيل" بالتوقيت والوسائل أو بالطريقة. في مثل هذه الحالة، يُحتمل أنّها ستوعز إلى حزب الله بتشغيل تشكيله الصاروخي، رغم المخاطرة الكامنة بذلك، عليها وعلى وكلائها. في هذا الإطار قد تسعى إيران إلى استغلال فرصة انشغال "إسرائيل" بأزمة أخرى، خصوصا بمواجهة مع "حماس" في غزة.

02-آذار-2018

تعليقات الزوار

استبيان