ذكر معلّق الشؤون العسكرية في القناة الـ 12 نير دفوري أن جيش الاحتلال يركّز حاليًا على تدريب وحدة حفظ الأمن في قيادة الجبهة الداخلية في حالة الحاجة إلى عزل الشوارع الرئيسية في البلاد لصالح الجيش، وهذا كجزء من الدروس المستفادة من عملية سيف القدس، والخشية مما أسماها "أعمال شغب"، والتي يمكن أن تندلع في حال حصول معركة إضافية، بحسب تعبيره.
ونقل دفوري عن مصدر صهيوني كبير قوله إننا "نقوم بتدريب 8 كتائب مكونة من لواءين من قيادة الجبهة الداخلية لإعطاء حرية تحرك لقوافل الجيش في المناطق بالتعاون مع الشرطة". وأضاف بعد عملية سيف القدس "وسّعنا قدراتنا للاستجابة في أكثر النقاط عن طريق "غرف قيادة أمامية" والتدريب على قدرة السيطرة على ذلك"، وتابع: "نبني عنصريْ قوّة، الأول يكون دوره عزل الشوارع الرئيسية لحشد القوات الأمنية لتجنّب الازدحامات المرورية بالتعاون مع شرطة المرور، والقوة الثانية لحماية قوات الأمن".
وبحسب المصدر، فإن جيش الاحتلال يزوّد القوات بالذخيرة لقمع المظاهرات، وذلك لمعالجة أحداث أعمال الشغب على الطرقات التي ستتحرك فيها القوات، مثل الطريق 6 (أطول طريق في الأراضي المحتلة) أو الطريق 4.
وأشار المصدر إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد أيضًا لعمليات إنقاذ من داخل البلدات عند الحاجة. وفي ردٍ على سؤال عن احتمالية وقوع حدث كهذا، قال إن "جنود الجبهة الداخلية مسلحون ومعهم أسلحة متعددة وذخيرة ويعرفون كيف يوفرون الحماية لأنفسهم، وإذا اضطررنا لذلك يوجد سرايا حفظ أمن ويمكن طلب التعاون، وفي حال اقتضت الحاجة لتنفيذ عملية إنقاذ وإغاثة، فإننا سنقوم بذلك حتى لو كان هناك إخلال بالنظام العام"، وفقًا لقوله.
واعتبر أن القوات التي تتدرّب هي جزء من جهوزية الجيش الإسرائيلي سوية إلى جانب قوات الطوارئ القومية والبلديات والمصانع الحيوية والتي تهدف إلى تأمين استمرارية وظائفية لحياة المستوطنين في حال القتال قدر المستطاع، إلى جانب حماية الجبهة الداخلية من التهدديات. إضافة لذلك، يناور الجيش الإسرائيلي على إنقاذ من داخل مبنى وزارة الحرب في حال حصول استهداف جوهري.
وشدد المصدر الكبير على أن التحديات الأمنية - المدنية التي من المتوقع أن تجلب معركة مستقبلية "تتطلّب جهوزية واستعدادًا لقتال متواصل وقدرة على مواصلة البقاء في حالة الروتين"، قائلًا إننا "نحاول الحفاظ على هذا التوازن بين إنقاذ الأرواح وروتين الحياة".
وستنضم الشرطة، الأسبوع المقبل، إلى مناورة مع قوات متعددة، مع انتهاء الاحتفال في جبل "ميرون"، بمشاركة 42 بلدية ومصانع كبرى مثل "بازان". ومن جملة الأمور، ستتدّرب على سيناريو سقوط صواريخ في مساحات خطيرة وتسلل أشخاص من غزة ولبنان.
وزعم المصدر العسكري الصهيوني أن "الصعوبة الكبرى في التدريب هي بناء صورة وضع دقيقة وصحيحة لما يجري في الجبهة الداخلية". وقال: "أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا في منظومة القيادة والسيطرة، منظومة "هاشوعل" (الثعلب). وهي موجودة اليوم في 13 وزارة حكومية وفي جميع البلديات المحلية، حتى نتمكن من الحصول على صورة أفضل بكثير لما يحدث في الجبهة الداخلية".