قضّت عملية المقاومة الإسلامية في لبنان مضاجع العدوّ بعد الخسائر الفادحة اثر عملية عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلة. العملية التي استهدفت المقر المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146) في جيش الاحتلال، أثارت تعليقات عديدة في الأوساط الإسرائيلية تناولها إعلام العدو، بما يعكس حجم الألم مما تم تحقيقه.
* جرأة نارية أكثر
فقد رأى معلق الشؤون العربية في "القناة 12" الإسرائيلية يارون شنايدر أن "حزب الله يتعلم من الحوادث السابقة، ومن استمرار القتال في الشمال، وهو يُدخل إلى المعركة وسائل جديدة ويقوم بتجربتها"، معتبرًا أن الحزب "أصبح لديه جرأة نارية أكثر، ويدمج بين عدة أنواع من الأسلحة نحو نقطة معيّنة في وقت واحد للتغلب على الوسائل الدفاعية قدر المستطاع ولتحقيق إصابات دقيقة وهذا ما نجح به في عرب العرامشة".
من ناحيته، قال المحلل العسكري في "القناة 12" إنه "على القوات الموجودة في المنطقة الحدودية معرفة أن الطرف الآخر يراقبها وممنوع عليها الاستسهال. الحادثة التي وقعت أمس لا تكسر المعادلة بين "إسرائيل" وحزب الله بعد، وعلى الرغم من النتيجة الصعبة، فإننا ما زلنا في نفس إطار الاشتباك بين الطرفين".
* حزب الله علم تمامًا على ماذا يصوّب في عرب العرامشة
من جهته، علّق المحلل العسكري في قناة "كان" روعي شارون على العملية بالقول إنها "من الحوادث القاسية في هذه المنطقة، حزب الله علم تمامًا على ماذا يصوّب عندما استهدف مبنى داخل القرية يتواجد فيه جنود احتياط".
وأشار شارون إلى أنه "لليوم الثاني على التوالي، لم تُطلق صفارات الإنذار، وحتّى الآن ليس لدى الجيش الإسرائيلي أجوبة من أين انطلقت الطائرة المسيّرة، بالرغم من كلّ عمليات الجيش الإسرائيلي والهجمات، لا يزال لدى حزب الله في منطقة السياج ضمن مدى 3 كلم قدرات على إطلاق الطائرات المسيّرة".
كما طرح شارون تساؤلات ترتبط بما إذا كانت المسيّرة المستخدة في العملية هي من نوع جديد أو تكنولوجيا جديدة ونجحت في التملص من قدرات الإنذار أو الكشف والاعتراض؟ وقال "إنها مسألة خطيرة جدًا، نحن نرى يومًا بعد آخر كيف أن حزب الله ينجح في التسبب بوقوع إصابات".
* حزب الله يستخلص الدروس بسرعة
صحيفة "إسرائيل هيوم" اعتبرت بدورها أن "الأيام الثلاثة الماضية أثبتت الصعوبة الكبيرة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في التعامل مع طائرات حزب الله المسيّرة المتفجّرة. أول أمس، انفجرت طائرتان مسيّرتان قرب بيت هيلل. تكمن الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في اكتشاف الطائرات المسيّرة الصغيرة ذات المقطع الراداري المنخفض، وكذلك في اعتراضها".
ورأت الصحيفة أن "حزب الله يستخلص الدروس بسرعة، ويحسن الوسائل القتالية التي يستخدمها ضدّ الجيش الإسرائيلي، وقد تشير نجاحات حزب الله في الأيام الأخيرة في ضرب قوات الجيش الإسرائيلي بطائرات مسيّرة إلى حقيقة أن حزب الله قد درس أنظمة الجيش الإسرائيلي، ويتعامل معها".
* حزب الله منظمة تتعلم وتستخلص العبر بسرعة وتحسن أداء السلاح
الإصابات الخطرة التي سببتها العمليّة كانت موضع قلق المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي الذي قال إنها "تشير إلى منحنى تعليمي للمنظمة الإرهابية التي تستغل مناطق "ميتة" لا تغطيها الرادارات أو وسائل الكشف البصري للاقتراب من منطقة الهدف" على حد تعبيره، وتابع إن "برمجة طائرة مسيّرة كهذه تتطلب قدرات تقنيّة ومشغّلين ذوي مهارات، وحزب الله تعلم ذلك في الفترة الأخيرة".
وبحسب بن يشاي "يتضح أن حزب الله هو منظمة تتعلم، تستخلص العبر بسرعة، وتحسن أداء السلاح التي تستخدمه، والأدلة على ذلك هي المسيّرات الثلاث التي انفجرت في الجليل، خلال الأيام الأخيرة قرب بيت هلل وفي عرب العرامشة".