المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى لبنان

الأسرى المحررون : فرحة … ناقصة (ملف حول عودة الأسرى من فلسطين المحتلة 19/4/2000 )

المؤلف: رانيا غرز الدين
التاريخ: 21/4/2000
المصدر: جريدة السفير
الملخص: شكلت عودة الأسرى الثلاثة العشر أحراراً الى وطنهم بعد ما قضوا سنوات طويلة في الأسر داخل سجون العدو الصهيوني خطوة جديدة على درب تحقيق النصر النهائي على هذا العدو ، هذا النصر الذي بات قريباً جداً من أن يدركه الشعب اللبناني المجاهد والمضحي .‏
ومع أن الفرحة كانت كبيرة بعودة هؤلاء المجاهدين ، فان هذه الفرحة بقيت ناقصة ، بانتظار الإفراج عن بقية الأسرى والمعتقلين في سجون العدو في الداخل الفلسطيني المحتل وفي معتقل الخيام .‏
فيما يلي إطلالة واسعة على موضوع الإفراج عن المعتقلين من خلال ما كتبته بعض الصحف اللبنانية حول الموضوع .‏
محكمة عُليا؟‏
تطرح الضجة التي رافقت عملية اطلاق العدو للمعتقلين "الاداريين" من سجن "ايالون" اسئلة ونقاط استفهام لا بد من التوقف عندها، وهي تتجاوز موضوع تحرير الاسرى بحد ذاته، الى الحديث عن الاعتقال وعن آلية الافراج والاجراءات التي مرت فيها هذه العملية.‏
المراقب للطريقة التي يتعامل بها الاعلام مع هذه القضية تستوقفه الضبابية التي ترافق التطورات المتعلقة بها، ويكاد يشعر بان ما يحصل هو مجرد حديث عن "سجناء امضوا مدة عقوبتهم" وآن الاوان لاطلاق سراحهم، الا ان هذا لم يحصل، ما استوجب التحرك لاستنكار احتجازهم والمطالبة بالافراج عنهم في اقرب وقت.‏
هل هذه هي القضية فعلا؟‏
تنطلق المعالجة الصحيحة للموضوع من سؤال اساس هو : باي حق يعتقل الصهاينة مواطنين لبنانيين، وانطلاقا من أي نص قانوني يطبقون قوانينهم على هؤلاء المواطنين، فيعتقلونهم ويحاكمونهم ويصدرون بحقهم الاحكام وينفذونها حتى ياتي وقت اطلاق سراحهم، فيحتجزوهم او لا يحتجزوهم كرهائن؟‏
أي معاهدة دولية تسمح "لدولة" ما بخطف مواطنين من دولة اخرى ومن ثم محاكمتهم من دون اذن الدولة التي ينتمي اليها هؤلاء المواطنون، ما دامت "الجرائم" لم ترتكب على ارض الدولة التي تحاكمهم؟‏
وفي أي "غابة" يسمح لقوات الكوماندوس التابعة لجيش ما باقتحام القرى الآمنة في عمق دولة اخرى واعتقال مواطنين تابعين لها؟‏
الاجابة عن هذه الاسئلة تقودنا الى طرح اسئلة اخرى اكثر بعدا عن التجرد، وتخصصا بالقضية التي نتحدث عنها.‏
مثلا ، لماذا "امرت" (المحكمة العليا) في الكيان الصهيوني الآن بالافراج عن هؤلاء المعتقلين، وكانت قبل ذلك هي ذاتها قد سمحت عام 1997 لحكومة العدو باحتجازهم رهائن (في عملية قرصنة موصوفة) من اجل المساومة عليهم، ثم رفضت الالتماس تلو الاخر لابقائهم قيد الاحتجاز؟‏
ولماذا "رضخت" حكومة العدو لقرار المحكمة العليا فلم تتخذ أي اجراء لعرقلة هذا القرار، برغم ان رئيسها ايهودا باراك " كان يفضل الاحتفاظ بهم"؟‏
وكيف يقف إلتماس من جمعية او شخص في الكيان الصهيوني امام عملية الافراج فيعطلها مرة بعد مرة؟‏
لقد أقحم البعض نفسه في دوامة عندما اخذ يستمع الى الجدل الدائر داخل الكيان الصهيوني حول موضوع هؤلاء الرهائن، فصدق ـ وربما بعض الصهاينة يصدقون ايضا ـ ان ما يحصل هو عملية قانونية بحتة ، تخضع لمواد قانونية ولاجتهادات دستورية ، بينما القضية في الواقع قائمة في اساسها على "معادلة القوة" التي يفرض فيها الأقوى منطقه من دون أي اعتبار لأي قانون او مبدأ قانوني او انساني.‏
القضية كل القضية ان العدو يريد اطلاق سراح هؤلاء الرهائن لانه اكتشف ـ متأخرا ربما ـ انهم لم يفيدوه في تحقيق أي هدف او الحصول على أي تنازل (كما يحصل في مناطق اخرى) ولانه سمع الصوت المدوي " بأننا سنفعل أي شيء من اجل الافراج عن اسرانا ومعتقلينا".‏
لقد قال هذا الصوت: " يجب ان يكون كل الاسرى والمعتقلين احرارا قبل انسحاب العدو من ارضنا" . والافراج عن هذه الدفعة من المعتقلين ليس الا تحقيقا لهذا "الوجوب". اما كل ما يثار داخل كيان العدو فليس الا " تغطية للسموات بالقبوات" كما يقول العجائز في قرانا، ولا اصدق من قولهم هذا .‏
محمود ريا‏
العهد 21/4/2000‏
استقبال وحفاوة كبيرة من الجنوب حتى الأمانة العامة لحزب الله‏
13 أسيراً عادوا إلى الحرية بشرف‏
نصر الله: إطلاقهم نتيجة للصمود والجهاد والتضحيات‏
عاد 13 اسيرا من سجون وزنازين قوات الاحتلال الصهيوني الى الحرية، عادوا مرفوعي الرؤوس، مكللين بهالة النصر، وفي عيونهم الامل بالافراج القريب عمن تركوهم خلفهم في معتقلات العدو من عسقلان الى الرملة والخيام.‏
13 اسيرا حفرت أسماؤهم في وجدان الناس وطبعت صورهم في قلوب اهلهم وذويهم، باتوا اليوم محررين، يكملون طريق الجهاد والمقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.‏
بعد ظهر الاربعاء، كانت بشائر الحرية، حين تخطى المحررون بوابة كفرتبنيت ليشقوا الجموع المنتظرة والمتلهفة لهم في ساحة البلدة، ومن هناك الى بيروت كانت عصبة حزب الله ورايته التي علت رؤوسهم وخرجت من نوافذ السيارة البيضاء التابعة للصليب الاحمر الدولي، هي عنوان المسيرة.‏
عملية الافراج جاءت بعد اكثر من اسبوع من مماطلة العدو والاخذ والرد التي انتهجها، على المستويين السياسي والقضائي، متذرعا بالتماسات تقدمت بها جمعيات صهيونية، وكان آخرها من عائلة الطيار الصهيوني رون اراد للإبقاء على الاسرى رهائن حتى تبيان مصير آراد.‏
في بيروت كان الاستقبال مميزا للاسرى المحررين من الاوزاعي التي احتشد الاهل فيها بانتظار الابناء العائدين فنثروا الارز والورد على الموكب الذي اجتازهم الى باحة شورى حزب الله ليكون الاستقبال اكبر والحفاوة على قدر العائدين.‏
الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خرج الى باحة مبنى الشورى واستقبل الاسرى وصافحهم فردا فردا، والى جانبه نائبه فضيلة الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، والنائب الحاج عبد الله قصير، والمسؤول الاجتماعي المركزي الحاج محمد برجاوي، وعدد من كوادر وقياديي الحزب وأسر المحررين وذووهم.‏
وألقى السيد نصر الله كلمة رحب خلالها بالعائدين من سجون العدو وقال: نبارك للمعتقلين وأسرى المقاومة هذه الحرية التي منّ الله عليهم بها، ونبارك لعائلاتهم بهذه الحرية وهذا النصر.‏
اضاف: "ان اسرائيل التي اضطرت للاعتراف بقرار دولي اسمه 425 بعد 22 سنة، بفعل المقاومة وشهدائها وتضحياتها وجهادها والخسائر التي لحقت بهذا العدو، هي مضطرة ايضا بفعل هذه المقاومة لاطلاق جميع الاسرى والمعتقلين من السجون". واكد سماحته ان الموضوع ليس كما حاولت "اسرائيل" ان تقدمه بأنه مجرد موضوع قضائي‏
وقانوني، الان تذكر الاسرائيليون هذه الاشكالية القانونية او القضائية بعد سنوات طويلة من احتجاز هؤلاء الاخوة ودون محاكمة جديدة او احكام جديدة". وتابع "ان اطلاق هؤلاء الاخوة، الذي سيليه ايضا اطلاق سراح المعتقلين في سجن الخيام وكل اسير ومعتقل لدى هذا العدو، هو نتيجة طبيعية للصمود والجهاد وللتضحيات ودماء الشهداء. اضاف: "وأنا بين هؤلاء المجاهدين الاحرار العائدين من السجون استعيد ما قلته في يوم عاشوراء ابي عبد الله الحسين (ع)، كل الاسرى والمعتقلين يجب ان يعودوا الى ديارهم وأهاليهم بمن فيهم الشيخ عبد الكريم عبيد وابو علي الديراني والاخوة الذين صدرت بحقهم احكام غير مشروعة وغير معترف بها وغير انسانية لأن هؤلاء مجاهدون يدافعون عن بلدهم، هؤلاء جميعا يجب ان يعودوا قبل الانسحاب الاسرائيلي الى الحدود.‏
وأكد "اننا قوم لا نترك أسرانا ومعتقلينا في السجون وسنسعى الى أي شيء من اجل استعادتهم الى حريتهم".‏
وبعد الاحتفال الذي اقيم في باحة الشورى، استقبل السيد نصر الله بحضور قيادة حزب الله الاسرى المحررين وذويهم في مقر الامانة العامة للحزب، حيث اطلع منهم على احوالهم وأوضاعهم وصحتهم، وأحوال من تبقى في الاسر، وقال السيد نصر الله في دردشة مع الصحافيين خلال استقباله الاسرى "ان معتقل الخيام يجب ان يخلى ويجب ان يطلق سراح كل المعتقلين، لكن إذا تم احتجاز عدد من هؤلاء وألحقوا بالسجون في داخل فلسطين المحتلة، هذا يصبح جزءا من قضية الاسرى التي نقول انها ما زالت عالقة بيننا وبين الاسرائيلي، ونحن نملك الحق في فعل أي شيء من اجل اطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين".‏
اضاف "من حقنا ان نفعل أي شيء، قبل الحدود وبعد الحدود، هذا تفصيل لا يغير من حقنا شيئا".‏
وحول اوضاع المعتقلين الاجتماعية بعد تحريرهم قال سماحته: "هناك تحرك على المستوى الحكومي للاهتمام بها ومعالجتها، طبعا نحن من جهتنا ومن خلال مؤسساتنا وأجهزتنا نقوم بكل ما نستطيع في خدمة الاسرى والمحررين".‏
وحول عدم وجود أي مسؤول رسمي في استقبال الاسرى قال سماحته: "ان الموضوع تم في غضون الساعة، وأعتقد لم تم إخبارهم ودعوتهم لكانوا اتوا".‏
الأسرى المحررون‏
وروى الاسرى لـ"العهد" فصولا من معاناتهم، وعبروا عن مشاعرهم وسرورهم بالعودة الى رحاب الوطن بعد رحلة طويلة من الاسر والتعذيب في سجون العدو ومعتقلاته، وقال احمد محمد طالب ان القوات اللبنانية اعتقلته على متن باخرة في مرفأ جونية، وبعد اكثر من سنتين من التعذيب تم تسليمه مع خمسة معتقلين آخرين الى قوات الاحتلال الصهيوني، وتم نقله الى سجون الاحتلال عبر زورق رسا في مرفأ حيفا، في فلسطين المحتلة.‏
وقال ان اليوم هو عيد بالنسبة لنا والفرحة لا تصدق ونحن سنكمل في طريق الجهاد والمقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.‏
الاسير المحرر بلال عبد الحسن دكروب، قال ان اطلاقنا لم يأت من فراغ، فنحن جاهدنا طويلا داخل المعتقل حتى يتم اطلاقنا، وقمنا بمراسلة منظمة العفو الدولية، ان النصر الذي ترونه اليوم جاء من خلال الصبر وجهاد المعتقلين.
09-شباط-2008
استبيان