المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى لبنان

تشكيل السجن في الصالة الزجاجية - جرأة حزب الله أم تورطه الفني؟

المصدر: صحيفة السفير 6-3-2004
الملخص: معرض مفاجئ لحزب الله في الصالة الزجاجية التابعة لوزارة السياحة، حمل عنوان ، يبتعد في توجهه عن الهيصات الحزبية والارتخاء أمام الرغبة في جذب عدد أكبر من الجمهور.
وجه المفاجأة لا يقتصر على الشكل الخارجي للمعرض، الذي أُقفل أمام عيون المارة وألغى أي إيحاء بمناشدة عابري الشارع للدخول إلى الصالة، ولا يقتصر على إبهار التعتيم الذي يجعل الداخل إلى المعرض أشبه بالداخل إلى السجن. بل إن المعرض، أكثر من ذلك كله، يفاجئ بما تضمنه من أعمال فنية، لا من حيث حجمها، أو تشكّلها أمام المشاهد، وإنما بالأسلوب الذي اتّبعه الفنانون في المعرض.‏
لا نعرف مَنْ يتحدى مَنْ. الحزب يبحث عن فنانين شبان يمثلون مستوى من الحداثة الفنية، ويشتغلون تبعاً لتقنيات التجهيز في الفراغ، فيبعد شبهة الكلاسيكية والتقليد الفني والخطاب الثقافي الغارق في شعبيته ولغته التحريضية المباشرة، والذي يتناسب وأكبر شرائح المجتمع عدداً، أم أن الفنانين هم الذين يتحدون الحزب الذي دعاهم إلى المشاركة في مناسبة ملحقة بحدث تحرير الأسرى، بأن يصعّدوا من نخبوية العمل الفني، ليختبروا قدرة الحزب على المغامرة ومواجهة جمهوره بأعمال يغلب على بعضها الترميز البعيد والتجريد الصافي؟‏
المعرض، الذي يستمر لغاية 15 آذار الجاري، يتشكل من أعمال ل 12 فناناً هم (حسب كاتالوغ المعرض): نصير حيدر أحمد، سهيل ذبيان، رائد ابراهيم، حسام حاطوم، إنيتا توتكيان، رضا السيد، أمل بحصلي، جولي أبي يزبك، غازي أبو يونس، علي عباس، بسام كريلوس وأحمد قليج. وكما هو واضح فإن الفنانين شبان، بعضهم معروف في الساحة الفنية، مثل ذبيان وحاطوم وبحصلي وعباس وكريلوس، والبعض الآخر لا بأس بما قدم.‏
تشكيلة الفنانين واضحة،إلا أن المفاجأة لم تتركز على طبيعة ما تقدموا به من عمل إفرادي، لأن بعض الأعمال التي تنقل شكل الزنزانة تقع في لعبة أكثر مما تبحث عن لعبة تشكيلية تسعى إلى أسلوب في التعبير عن معاناة لا يختصرها الشكل المكرور للسجن ومفرداته المعروفة.‏
لا شك في أن بعض الأعمال جاء على شيء من البرود التعبيري، إلا أن الصيغة العامة التي اعتمدت في المعرض هي التي أنقذت الموقف. فالقسم الإعلامي في حزب الله، الذي يرجع إليه التصميم الأصلي للمعرض، رأى أن يكون العمل جماعياً ومحترفياً، والفنانون نفذوا أعمالهم في الصالة نفسها، على أن يكمل الواحد منهم الآخر، فتشكل الأعمال مجتمعة عملاً واحداً.‏
كان لا بد من بعض قضبان معدنية وإشارات دالة على معاناة السجن، لكن اعتماد أشكال تجريدية تعبر عن حال التمزق التي يحياها السجين، كما في العمل الذي يرمز إلى سمير القنطار المعتقل في السجون الإسرائيلية والذي لم تفلح المقاومة بعد في تحريره، يظهر المسافة الأسلوبية بين عمل يناشد الشكل الخارجي وآخر يناشد الأحاسيس والمشاعر الداخلية.‏
09-شباط-2008
استبيان