من غرفتي الصغيرة في سجون العدو الإسرائيلي أبعث تحياتي إلى أهلي الأعزاء لمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة والمحبة، وكل عام وأنتم بخير. أبعث تحياتي إلى القائد الكبير السيد حسن نصر الله وأوجه تحيتي الكبيرة على إخواني في المقاومة الإسلامية وأوجه تحياتي إلى شعبنا في لبنان وكل عام وأنتم بخير.

أمّا عنّي وبالنسبة على التجربة التي عشتها في الأرض المحتلة وهو وقت طويل، إحدى عشرة سنة ومنهم أربع سنوات في سجون العدو الإسرائيلي، وهذه التجربة كانت مفيدة جدا ولذلك أقول من هذه التجربة الطويلة من هذا العدو لا خيار لشعبنا اللبناني سوى المقاومة وسلاحها وهو الخيار الوحيد لاسترداد الأرض وما تبقى من إنسان وأنا أقول إلى شعبنا اللبناني أن يفهم هذا العدو الغاصب المحتل بأن لا طريق سوى المقاومة البطلة للدفاع عن الوطن والحدود اللبنانية ومنع العدو من التجاوز والخروقات العدوانية. وأتمنى من شعبنا اللبناني أن يلتف حول المقاومة وسلاحها الشريف وأقول لشعبنا بأنّ التجربة صعبة وقاسية على لبنان وأرجو أن لا ينسوا أطماع إسرائيل في لبنان، واتمنى التضامن والوحدة من أجل لبنان والوطن وأقول أنّ المقاومة يجب أن تبقى لأنّها هي السبيل الوحيد للدفاع عن الوطن والسيادة والحرية.

سؤال: هناك ضغوطات تتعرضون لها في السجون أم أنّ مرحلة الضغوطات انتهت؟

جواب: كان هناك فترة ضغوطات كبيرة علي وخاصّة لأنّي في سجن مدني تعاملوا معي  بعدة ضغوطات نفسية وتعرضت للضرب وجلست في الزنزانة مكبل بالحديد خلال ستة أيام، وهذه الزنازين كانت ممتلئة بالجراذين.

سؤال: هل كان الصليب الأحمر يطّلع على معاناتكم أم كان ممنوع عليه وعلى المنظمات الإنسانية الأخرى التواصل معكم ؟

جواب: بالنسبة لي كوني أسير مختلف عن الأمنيين ولأنّي موجود في سجن مدني فكان الصليب الأحمر يزورنا كل أربعة أشهر مرة وكان يأخذ تصريحا من إدارة السجن بذلك.

سؤال: حدثنا عن كيفية تمضية يومك في المعتقل؟

جواب: نقرأ الجرائد والكتب ونرى التلفزيون والأخبار السياسية ونتابعها جيدا.

سؤال: هل هناك إذاعات أو تلفزيونات محددة مسموح لكم متابعتها أم هناك حرية بمتابعة كافة الوسائل؟

جواب: هناك عدد من المحطات العربية التي يسمحون بها وعددها 16 بينها LBC  والمستقبل والـ NEW TV والجزيرة والبقية محطات إسرائيلية.

سؤال: هل تلتقي مع الأسرى خصوصا الأسير سمير القنطار؟

جواب: الحقيقة لم ألتقِ بسمير القنطار لكن هناك سجن (تلمون) هو أكبر سجن يوجد فيه أمنيون حوال 900 أسير، نحن نراهم من خلال الباب أو عندما نخرج لنشتري أغراضا أو زيارة لكن ممنوع أن نتكلم معهم أو يتكلموا معنا، أبعث سلاما للشباب وللأخ سمير القنطار وهو بجانبنا وبعيد عنّا 50 مترا .

سؤال: هل أنتم في نفس السجن؟

جواب: هناك شبك يفرق بيننا.

سؤال: هل تتواصلون وتبعثون سلامات أو وسائل وهل هناك مواقف؟

جواب: حاولت أن أبعث رسالة للأخ سمير القنطار وللأخ مروان البرغوثي لأنّي أمضيت فترة معه خلال فترة التحقيق لكن الصليب الأحمر قال لي لا تفعل مشاكل لنفسك لأنّي موجود في سجن مدني.

سؤال: كونك تواصلت مع مروان البرغوثي وغيره من القيادات الفلسطينية المعتقلة كيف هي نظرتهم للمقاومة في لبنان وما هي وجهة نظرهم للفعل المقاوم ؟

جواب: أنا سأتكلم عن كل الشعب الفلسطيني الذي يحيّي المقاومة وحزب الله على صمودهم وعلى سلاحهم الشريف وهم يتفهمون ذلك وحتى أنا أرى الشباب الفلسطيني الموجودين في السجون عندما يخطب السيد حسن نصر الله أو أحد من حزب الله تراهم يتابعون التلفزيون ويصفقون، أمّا بالنسبة لمروان البرغوثي فكان كثير الإهتمام بحزب الله والمقاومة ودائما يتحدث معي ويدعم المقاومة.

سؤال: ماذا تقول للمجاهدين الذين يسعون لإطلاق سراحكم ؟

جواب: نحن نتمنّى لهم التوفيق وأنا مهتم بهم لأنّهم يطالبون بنا ويناضلون من أجلنا ونتمنّى لهم الخير والتوفيق لأنّه لا خيار للدفاع عن أرضنا ولعودة الأسرى والشهداء والمفقودين إلاّ بالمقاومة. وأنا أقول حتى لو انسحبت إسرائيل وأخذنا حقنا منها كشهداء وأسرى المفروض أن تبقى المقاومة موجودة لحماية لبنان. انا خلال تجربتي في الأرض المحتلة أفهم أنّ هذا العدو لا يفهم إلاّ بالمقاومة والقوة.

سؤال: أخي نسيم الروح المعنوية مرتفعة والذي واجهته ليس قليلا وهدفه كسر معنوياتك، كيف واجهت؟

جواب: من صغري كنت أنتمي للمقاومة، كل المعنويات أنا أخذتها من صغري والعذابات التي شفناها في لبنان والقتل وطبعا عندما جئت إلى هنا هذا شيء لم يتغير بقي في قلبي وعقلي  وطبعا دخلت إلى السجون الإسرائيلية يعني أنّه كلما عذبوني أكثر كلما معنوياتي تطلع أكثر وتكبر أكثر، يعني العذاب لم يكسرني بالعكس زادني قوة .

سؤال: خفت في لحظة من اللحظات أن تضعف ؟

جواب: أنا لا أريد أن أقول أمر، ممكن أنه مر عليّ امتحانات عبر كل الأمنيين الموجودين في سجون العدو وهو هذا الإمتحان عندما كنت حامل الجنسية الإسرائيلي اضطريت أن أحمل الجنسية الإسرائيلية، أتى أناس من المخابرات الإسرائيلية إلى السجن وجلسوا معي وقالوا نعطيك فرصة (...)

سؤال: هل الحرب النفسية مستمرة عليك؟

جواب: طبعا، طبعا مستمرة بكل شيء حتى بالزيارات فالشباب معي عندهم حرية أكثر بيطلعوا على الزيارات بدون كلبشات وأنا بطلع مع كلبشات وممنوع شوف غير أولادي وزوجتي ...

سؤال: إلى من تتوجه برسالة عبر اذاعة النور ؟

جواب: ابعث بتحياتي الى امي واخوتي واقول لهم كل عام وانتم بخير ونتمى ان نكون في العام القادم خارج المعتقل واقول الى المسؤولين عن الشعب اللبناني  كل عام وانتم بخير، واقول لهم عليكم باحتضان المقاومة لان الاطماع كبيرة ويجب ان نكون موحدين وما نقسم لبنان واقول للشعب اللبناني عليكم بالمقاومة لانها هي الخيار الوحيد لاسترداد الارض والاسرى.

واتوجه الى سماحة السيد حسن نصر الله القائد الكبير واقول له كل عام وانت بخير واتمنى ان تبقى المقاومة الاسلامية على العهد.