المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى فلسطين

للتغطية على عجز حكومته: "نتنياهو" يُعلن الحرب على الأسرى... وانتقادات فلسطينية للتباكي الدولي على "شاليط"


غزة ـ الانتقاد

مع دخول الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط عامه السادس في قبضة المقاومة الفلسطينية، وفي وقت تصاعدت فيه الانتقادات للمؤسسة الرسمية في الكيان، على الصعيدين السياسي والعسكري بسبب الإخفاق في تحريره طوال هذه الفترة الطويلة رغم الإمكانات الاستخبارية المتطورة وسيطرة الاحتلال الكاملة على قطاع غزة، سارع رئيس وزراء العدو (بنيامين نتنياهو) لإعلان حربه على آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجونه، الأمر الذي قوبل باستهجان رسمي وشعبي وحقوقي.
يقول د. عطا الله أبو السبح (وزير شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية بغزة): "إننا نستنكر بشدة ما أقدم عليه نتنياهو، ولا نضع ذلك إلا في خانة جرائم الحرب، لكننا وفي الوقت ذاته نعبر عن رفضنا المطلق لسياسة الكيل بمكيالين المتّبعة من قبل الكيان".

ازدواجية مرفوضة
ويعزو أبو السبح في حديث لـ"الانتقاد" تبجح مؤسسات بحجم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الانحياز الغربي التاريخي مع الصهاينة، متسائلاً في ذات الوقت عن دور هذه الهيئات في التخفيف عن نحو 7 آلاف أسير فلسطيني، بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من عقدين ونصف، فضلاً عن المعاناة المستمرة لذويهم المحرومين من زيارتهم.
ويلفت الوزير الفلسطيني إلى حجم التصريحات التي طالبت بالإفراج عن "شاليط"، بالرغم من أن أصحاب تلك التصريحات وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، يدركون أنه أُسر من داخل دبابة اعتادت على قتل الأبرياء وتشريدهم شرقي مدينة "رفح".
ذوو الأسرى المرضى في السجون "الإسرائيلية" من جانبهم سارعوا للتعبير عن خشيتهم إزاء المخاطر التي تتهدد أبناءهم، وفي هذا الجانب وصفت زوجة الأسير عاطف محمود وريدات (من سكان بلدة الظاهرية بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة)، وضع زوجها المضرب عن الطعام والدواء بالحرج.
تقول وريدات ـ وهي أم لطفلتين (كارين، ونادين) ـ: "إن زوجها يعاني من أمراض القلب والضغط والسكري، وهو بحاجة إلى إجراء عملية قلب مفتوح منذ سنوات، إلا أن ما يُسمى بإدارة مصلحة السجون تماطل في علاجه".

بحاجة لتدخل
وناشدت زوجة وريدات الجهات الرسمية الفلسطينية والعربية والدولية التحرك العاجل لإنقاذ حياته، مؤكدة أن حالته المتردية تعكس الواقع المرير الذي يعيشه عشرات المرضى داخل المعتقلات، ممن باتوا يواجهون خطر الموت المحقق عقب إقرار العقوبات الجديدة بحقهم.
مركز الأسرى للدراسات، بدوره وصف الإجراءات "الإسرائيلية" الأخيرة بأنها تجاوز لكل الخطوط الحمر.
ويقول مدير المركز (عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية) رأفت حمدونة: "إننا على بُعد خطوات من تفجر الوضع بسبب ما أعلنه مدير عام مصلحة السجون آهارون فرانكو من عقوبات".
ويضيف حمدونة إن "إسرائيل" تخطت كل المحاذير في تعاملها مع الأسرى، إن كان على المستوى السياسي ممثّلاً بتهديدات "نتنياهو"، أو الجانب الأخلاقي، ممثّلاً بتصريحات عضو الكنيست المتطرفة (ميري ريغيف) التي شبهت الأسرى بـ"الحيوانات"، أو على المستوى العملي ممثّلاً بإعلان فرانكو.
ودعا مدير مركز الأسرى الجهات المعنية إلى التحرك الجاد للجم الاحتلال، ووقف المجزرة التي يرتكبها بحق أطفال ومرضى وكبار سنّ لطالما عذبّهم خلف القضبان من دون حسيب أو رقيب، مطالباً في الوقت نفسه المنظمات الإنسانية والحقوقية ومجموعات الضغط الدولية، ببذل كل جهد متاح لمساندة الأسرى في معركة الدفاع عن كرامتهم، وحمايتهم من القتل، ليبقى التساؤل: هل ستجد هذه المطالبات وغيرها آذاناً صاغية تنسجم مع شعارات حقوق الإنسان التي ملّ الفلسطينيون من سماعها.

29-حزيران-2011
استبيان