المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى فلسطين

التضامن الشعبي مع "الأسرى" المضربين في سجون الاحتلال يستعيد زخمه مع انطلاقة فعاليات "الأمعاء الخاوية"


رام الله ـ خاص الانتقاد


لا تتخلف أم الأسير إبراهيم جابر من مدينة رام الله عن أيه فعالية لنصرة الأسرى والتضامن معهم، وبالتحديد خلال فترة إضرابهم عن الطعام، وسط المدينة وعلى دوار المنارة وفي خيمة الاعتصام وأمام سجن عوفر، تذهب أينما تذهب الفعاليات "لعل" عاطف يسمعها ويشعر بأنها إلى جانبه في المعركة التي يخوضها.
عاطف معتقل منذ 6 سنوات، ومحكوم بالسجن المؤبد مرتين و18 عاما، وقد انضم إلى زملائه المضربين عن الطعام منذ أيام بحسب ما أبلغها المحامي، ونُقل عقابيا من سجن نفحة إلى عسقلان.
تقول الوالدة التي حملت صورته: "أبناؤنا يموتون في السجون وحدهم، "إسرائيل" لا تستجيب لهم، وهنا لا أحد يعرف بمعاناتهم ولا أحد يتضامن معنا ولا معهم.
وإبراهيم احد الأسرى الذين أعلنوا اضرابا عن الطعام منذ عشرة أيام احتجاجا على الإجراءات الإحتلالية بحقهم وخاصة قضية العزل الانفرادي التي تفرضها سجون الاحتلال عليهم.
إضراب متدرّج...

وكان أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال أعلنوا إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم وسياسة العزل التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضدهم.
وقالت النائبة خالدة جرار، عضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية، إن هذا الإضراب يأتي ضمن حركة احتجاجات وإضرابات بدأت قبل عام في السجون احتجاجا على إجراءات الاحتلال ضد الأسرى وبشكل خاص سياسة العزل المتواصل والمتكرر.
وتابعت جرار: "كان هناك الرأي لدى الأسرى والمعتقلين، أن يخوضوا معركة لمواجهة هذه السياسة وكل الإجراءات التي تضيّق على حياتهم داخل السجون".
ومن هنا، كان قرار أسرى الجبهة الشعبية في كافة السجون بدء إضراب عن الطعام ضد سياسة العزل ووضع حد لعزل أكثر من 19 أسيرا بشكل كامل، منهم الأمين العام أحمد سعادات والعديد من الأسرى الذين امضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال.
وقالت جرارا إن هذه الخطوة لا يمكن وصفها بالفردية، وإنما كان هناك نقاش مطول ومعمق في السجون حول آلية مواجهة هذه السياسة، وكانت مبادرة من أسرى الشعبية للبدء بهذا الإضراب، ثم انضمام بقية الأسرى بشكل تصاعدي حتى تشمل كافة السجون.
يقبع اليوم في سجون الاحتلال نحو 6 آلاف أسير، بينهم العشرات من جنسيات عربية مختلفة، إضافة إلى 35 أسيرة، و285 طفلاً، ويشكلون ما نسبته 5.3% من إجمالي عدد الأسرى.
تراجع في التضامن...
وبعد عشرة أيام من الإضراب المتدرج والتصاعدي، يلحظ تراجعا في التضامن الشعبي مع الأسرى الذين وصل عدد الذين يخوضون منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام الى أكثر 500 أسير، حتى الآن، ويتوقع ان تزيد الأعداد ليخوض المعتقلون في كافة السجون إضرابا مفتوحا.
تقول عبلة سعادات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعادات الذي بدأ مع رفاقه في الشعبية الإضراب عن الطعام وانضم اليهم الأسرى فيما بعد، احتجاجا على سياسة عزلهم وحرمانهم من حقوقهم في السجون: "هناك تراجع كبير في التضامن مع الأسرى، وهذا ما نلحظه من خلال الفعاليات المختلفة التي ننظمها لدعم قضاياهم".
وتابعت سعادات: "كنا نأمل بمشاركة أوسع من قبل الشارع الفلسطيني لدعم الأسرى وإيصال رسالة لهم بأن الأهالي الفلسطينيين كلهم يدعمون تحركاتهم ومطالبهم، ولكن للأسف لم نر تحركا يليق بمستوى الحدث، فالأسرى يضحّون بأنفسهم في سبيل قضيهم".
وأشارت سعادات إلى خطورة الأوضاع في السجون وخاصة بعد فرض سلطات الاحتلال المزيد من الإجراءات العقابية على الأسرى المضربين، ورفض الإدارة لأي من مطالبهم.
وقالت سعادات: "نحن ندرك وعبر تاريخ نضال الحركة الأسيرة إن لا إضراب يمكن أن يؤدي لنتيجة جدية بدون أن يكون هناك دعم وتضامن شعبي مع الأسرى".
بحاجة لتحرك أكبر
ويوافق سعادات الرأي، مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية والنائب في المجلس التشريعي، قائلا إنه بالرغم من تطور التضامن الشعبي وتصاعده، إلا انه غير كافٍ ويحتاج لمزيد من الدعم والتحشيد.
وتابع البرغوثي: "قضية الأسرى يجب أن تكون قضية كل بيت وأسرة، وأن يشعر جميع الأسرى بأنهم ليسوا وحدهم، وأن قضيتهم هي قضية شعب كامل وهمّ وطني جامع".
وطالب البرغوثي بتحرك شعبي يرافقه دعم من كافة القوى السياسية والمؤسسات والفصائل الفلسطينية لمساندة الأسرى وعائلاتهم، إلى جانب حملة لتعرية الاحتلال الصهيوني وتجنيد كل الطاقات.
واعتبر البرغوثي أن قضية الأسرى تستدعي تكاتف كل القضايا المصيرية والتعامل معها وفقا لإستراتيجية جماعية يستخدم فيها الشعب الفلسطيني كافة طاقاته وإمكانياته والتضامن الدولي والعربي لفتح كافة قضاياه المصيرية على المنابر الدولية.
06-تشرين الأول-2011
استبيان