المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى فلسطين

رفضن دمجهن مع جنائيات اسرائيليات: ستُّ أسيرات فلسطينيات يواجهن بطش السجّان الصهيوني



رام الله ـ خاص

تسرد الأسيرة المحررة بشرى الطويل (19 عاماً) تجربتها في سجن الرملة في قسم الجنائيات اليهوديات كأسوأ فترات اعتقالها وتصفه "بالكابوس الكبير". بشرى، من مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، تذكر أنها لم تكن تنام في تلك الأقسام وكانت تعيش ليالي فزع كونها بين أسيرات جنائيات اعتقلن على خلفية قيامهن بجرائم قتل ومخدرات ودعارة.
وتقول بشرى التي أفرج عنها ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع الجندي جلعاد شاليط: "بعد 18 يوما من التحقيق معي، نُقلت إلى قسم العزل في سجن الرملة، وفوجئت بأن القسم مخصص للسجينات الجنائيات الإسرائيليات المتهمات بقضايا جرمية، وبعضهن يعانين من الإدمان. كنت أسمع الشتم والصراخ طيلة اليوم، وفي الليل لا أستطيع النوم خوفا من الأسيرات اللواتي لا يمكن توقع ما الذي يمكن أن يقمن به وخاصة أنني سمعت من الأسيرات السابقات أنهن يقمن بالاعتداء على الأسيرات الفلسطينيات عمدا".
تسترجع بشرى كل هذه الذكريات البشعة وهي تتابع أخبار ما تبقى من الأسيرات في سجون الإحتلال واللواتي تهددهن إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية بنقلهن إلى سجن الرملة للجنائيات.

إهانة لهن...

وكانت مصلحة السجون، وبعد إتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى هددت ست أسيرات ما زلن في الأسر بنقلهن إلى سجن النساء الجنائيات في الرملة، إلا أن الأسيرات رفضن ذلك وهددن بالإضراب في حال إتمام نقلهن.
تقول الأسيرة المحررة صمود كراجة (23 عاما) من بلدة صفا القريبة من رام الله: "احتجاز الأسيرات الفلسطينيات في أقسام الجنائيات يعني مضاعفة معاناتهن، فظروف الاعتقال ستكون أصعب وأقسى".
كراجة التي كانت تحتجز في تلك الأقسام لأيام خلال النقل للمحاكم والتحقيق، تعتبر تلك الفترة من أقسى أيام الاعتقال التي عاشتها، فسجن الجنائيات تطبق عليه أحكام وقوانين مختلفة عن الأسيرات الأمنيات، وتعطي مثلاً على ذلك بأن السجينات الجنائيات يخضعن للتفتيش العاري كل يوم، في حين أن الأسيرات الأمنيات الفلسطينيات يرفضن هذا التفتيش.
وتقول كراجة: "نقل الأسيرات يعتبر في البداية إهانة للمعتقلات الأمنيات اللواتي اعتقلن على خلفية مقاومة، وحرمانهن من كافة حقوقهن التي حصلن عليها من خلال إنجازات الحركة الأسيرة".
وطالبت "كراجة" المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة على متابعة قضايا الأسيرات وعدم تركهن وحيدات في ظل الوضع الحالي، حيث يشكل عددهن القليل نقطة ضعف ويقلل من قدرتهن على مواجهة أي قرار تعسفي يمكن أن تمرره إدارة السجون".

تهديد بالإضراب...

وترى إحترام الغزاونه، الباحثة في مؤسسة الضمير التي تتابع ملف الأسرى داخل السجون بأن "سجن الرملة المخصص للأسيرات حتى العام 2004، تم نقلهن منه بسبب أوضاع السجن السيئة وعدم ملاءمته لاحتجاز الأسيرات". وفي 2004، وبعد سلسلة من الاحتجاجات قامت بها الأسيرات الفلسطينيات، تم نقلهن إلى سجن هشارون، وفي 2008 تم تقسيمهن إلى قسمين: الدامون وهشارون، وبعد إطلاق سراح 32 أسيرة ضمن صفقة التبادل، تقلص عدد الأسيرات إلى 6 أسيرات، الأمر الذي تقول إدارة السجون انه من الصعب فتح سجن كامل لهن فقط!. وتقبع حاليا في سجون الاحتلال ست أسيرات، بينهن طفلة اعتقلت مؤخراً من مدينة الخليل، في حين يبقى للينا الجربوي أعلى حكم حيث تبقّى لها ست سنوات".


وتتابع الغزاونه أن نقل الأسيرات إلى سجن مع الجنائيات يحط من قيمتهن كأسيرات أمنيات اعتقلن على خلفية نضالية ومقاومة، فالجنائيات اعتقلن على خلفية جرائم قتل ومخدرات ودعارة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الغزاونة إلى أن الجنائيات يشكلن خطراً على الأسيرات الأمنيات بسبب حالات الإدمان والمشاكل النفسية التي يعانين منها وخصوصاً أن كثيراً من حوادث الاعتداء على الأسيرات الأمنيات سجلت في السابق.
وختمت الغزاونة أنه من خلال اتصالهم كمؤسسة تتابع قضية الأسيرات في سجون الاحتلال، فإن الأسيرات ابلغن المحامين بنيتهن البدء بإضراب مفتوح عن الطعام في حال أصرّت مصلحة السجون على هذا النقل.
27-كانون الثاني-2012

تعليقات الزوار

استبيان