المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى فلسطين

وساطة مصرية لتبادل الأسرى تنتظر موافقة إسرائيل

الخميس 29/6/2006
تجري مفاوضات غير مباشرة لحل مشكلة الجندي الإسرائيلي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية عبر وساطة مصرية، وتوحي بإمكان التوصل الى تبادل للاسرى، برغم أن "اسرائيل" صعّدت حملتها العسكرية على الداخل الفلسطيني، وانتقلت الى مرحلة تنفيذ مخطط إسقاط الحكومة الفلسطينية عندما لجأت الى اعتقال 65 مسؤولاً سياسياً من حركة حماس من وزراء ونواب وممثلين في المجالس المحلية في الضفة الغربية، في خطوة أثارت غضباً فلسطينياً وقلقاً عربياً وانتقاداً دولياً، لم تستطع واشنطن نفسها أن تنأى عنه.
وفي حديث الى "الاهرام" ينشر اليوم، أشار الرئيس المصري حسني مبارك إلى أن "الاتصالات المصرية التي شملت عدداً من قادة حماس، أسفرت عن نتائج إيجابية مبدئية، بدت في شكل موافقة مشروطة من جانب حركة حماس بتسليم الجندي الإسرائيلي في أسرع وقت لتجنب التصعيد، وهو ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه مع الجانب الإسرائيلي حتي الآن".
وأبلغ الوفد الأمني المصري في غزة قيادة حماس والرئاسة الفلسطينية صيغة لحل مشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت. وبحسب هذه الصيغة فإن إسرائيل التي تشدد على رفض إجراء أية مفاوضات حول تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، مستعدة للإفراج عن أعداد كبيرة منهم بعد إطلاق سراح الجندي. وينقل الاقتراح المصري عن الإسرائيليين قولهم ان أعداد الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم سوف "يذهل" الجميع.
وأشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في حديثه لعدد من القيادات الفلسطينية، إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت كان قد أبلغه في لقاء البتراء قبل عشرة أيام، بنيته الإفراج عن عدد "مذهل" من الأسرى الفلسطينيين إذا تمكن من فرض التهدئة.
وينطوي الاقتراح الذي يجري التفاوض بشأنه أيضا على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأخضر وإعادة فتح المعابر. وتبلورت أمس في نقاشات بين الرئاسة والحكومة والفصائل، فكرة تشدد على وجوب تعهد جهة دولية أو حتى مصرية بضمان حدوث ذلك. وهناك حديث أولي عن هدنة لمدة شهر تتبع "مبادرة حسن النوايا" من الجانبين يتم خلالها فحص موضوع إطلاق صواريخ القسام والاغتيالات الاسرائيلية.
ولم يكن معلوماً حتى وقت متأخر من ليل أمس ما إذا كانت القيادة العسكرية لحماس في غزة، وهي الجهة التي تسيطر فعلياً على الجندي الأسير، قد قبلت بالعرض أم لا. ومع ذلك فإن مدير
الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الذي أدار جانباً مهماً من الاتصالات مع كل من إسرائيل والرئاسة والحكومة الفلسطينية ومع قيادة حماس في دمشق، سيصل إلى غزة يوم غد السبت.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت إلى أن أولمرت، وبعكس رأي وزير الدفاع عمير بيرتس والقيادة العسكرية، قرر تأجيل هجوم كان مقرراً ليلة أمس على بلدة بيت حانون شمالي القطاع. وقالت ان هذا التأجيل تم بناء على طلب من القاهرة لمنحها فرصة لإيجاد مخرج لقضية الجندي الأسير. وأشارت وسائل الإعلام إلى خلافات شديدة بين القيادة العسكرية وأولمرت بسبب هذه الاستجابة التي تعرقل "تنفيذ الخطة المقررة". غير أن أولمرت أوضح للعسكريين أن تأجيل العمل في بيت حانون ليوم أو يومين لن يلحق ضرراً بإسرائيل خاصة أن هذا التأجيل يتجاوب مع "القلق" الذي تبديه بعض الأوساط الدولية مما يجري في القطاع.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن بيرتس أبلغ عمر سليمان في الاتصالات التي جرت معه حول الأزمة، أن على الفلسطينيين الإفراج عن شاليت من دون شروط، مشدداً على وجوب وقف سقوط صواريخ القسام "وإلا فإن النتائج من ناحيتكم لن تكون محتملة". وبحسب "يديعوت" فإن سليمان عرض على الوزير الإسرائيلي مسألة الإفراج عن أسرى فلسطينيين ولكن بيرتس قال له "أنهم ملزمون بالإفراج عنه فوراً ومن دون شروط. إنهم مسؤولون عن إعادة جلعاد حياً، وأنا أشدد على وجوب أن يكون حياً".
وكان الرئيس حسني مبارك قد دخل على هذا الخط أيضا من خلال اتصال أجراه معه أولمرت أمس الأول. وهناك حديث عن أن وقف العملية العسكرية في بيت حانون أمس جاء بعد مكالمة ثانية مع مبارك. وبحسب "يديعوت" فإن أولمرت شكر مبارك على المساعدة المصرية وعلى مساعيها لتخفيف حدة التوتر والعمل على الإفراج عن الجندي الاسير. وأشارت الصحيفة إلى ان إلاسرائيليين يقولون ان المصريين هم الجهة الأهم التي لديها قدرة ضغط على حماس، وان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل سيصل إلى مصر للقاء سليمان.
وكتب المراسل السياسي للصحيفة أن مصر أدت أيضا دوراً مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث طلبت منه ممارسة تأثيره على قيادة حماس. وبحسب "يديعوت"، فإن مبارك ناشد الأسد في مكالمة هاتفية بأن يمارس نفوذه لدى مشعل الذي وصفه بأنه "المفتاح" لحل المسألة. وقالت الصحيفة انه إضافة إلى الحديث الهاتفي، أرسل إلى دمشق اللواء عمر سليمان للتوضيح بأن من شأن هذه الأزمة أن تقضي على السلطة الفلسطينية.
وذكر بيان أصدره مكتب مشعل، ان الاخير طالب القادة العرب الذين اتصلوا به بضرورة العمل على وقف "المذابح" الإسرائيلية.
19-شباط-2008
استبيان