المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى فلسطين

لعبة العهر الاسرائيلي في إذلال الأسرى الفلسطينيين

عبد الله ربحي
صحيفة الوطن القطرية 12/04/2007
منذ الكشف عن بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تضمنتهم القائمة التي سلمها المفاوضون الفلسطينيون لاسرائيل لاطلاقهم مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت بدأت في اسرائيل موجة «العهر» المعروفة التي ترافق عادة عمليات التبادل التي تتضمن اطلاق سراح اسرى فلسطينيين مقابل أسرى اسرائيليين.
لقد جرت العادة ان تتضمن قوائم الاسرى في مثل هذه الحالات اسماء المقاومين الذين لا امل في خروجهم من سجون الاحتلال وهم الذين تتراوح أحكامهم بين مؤبد واحد وخمسين مؤبدا على أساس أن هذا هو أملهم الوحيد في الخلاص من الأسر. الصحافة الاسرائيلية بدأت منذ الآن استدرار دموع الاسرائيليين على قتلى من الجيش الاسرائيلي أو قتلى خلال عمليات نفذتها المقاومة الفلسطينية مضى على بعضها عشرات السنين وهي تعيد فتح ملفاتها من خلال مقابلة عائلات القتلى الاسرائيليين مجددا. جلبرت سعدون، والدة جندي اسرائيلي اختطف وقتل قبل 18 سنة وتضمنت قائمة حماس اسم اسير فلسطيني اعتبر مسؤولا عن قتله تجهش بالبكاء امام الكاميرات وتقول «انا لن اسمح بذلك بأي حال من الاحوال. فقد قتل ابني. انجبت طفلا الى الحياة، ولا زوج لي. كان هو بالنسبة لي كل شيء».
أما شقيقة الجندي الاسرائيلي فتقول، «قال لي هو انه اذا تحرر فسيقتل المزيد من الناس، نحن غير مستعدين لان يتحرر».
بالطبع اسرائيل وإعلامها وجيشها لا تعبأ أبدا بمشاعر مئات الأمهات الفلسطينيات اللواتي قتل ابناؤهن بدم بارد انتقاما لأسر شاليت ولا تتحدث عن تكريم القتلة وتفاخر اولمرت بعدد الفلسطينيين الذين قتلهم ولا تتحدث عن احد عشر الف فلسطيني أسير في معتقلات الاحتلال وتتباكى على جندي اسرائيلي أسير واحد وتفاخر بأن الدولة والجيش وجميع رؤساء حكومات اسرائيل السابقين التزموا دائما بتحرير الجنود الأسرى مهما كان الثمن.
عمليات اطلاق سراح بعض الأسرى التي نظمتها السلطة الفسطينية خلال عهد حكومة فتح والتي تمت آخرها منذ ثلاثة أعوام على اساس اجراءات حسن النية انطوت على خداع كبير وتضمنت أسرى انهوا محكوميتهم أو اسرى اداريين ولا قدرة للسلطة الفلسطينية اطلاقا على فرض اي اسم في القائمة على عكس ما يجري عادة في العمليات التي يكون للمنظمات المقاومة الفلسطينية فيها ورقة قوية تتمثل في أسير اسرائيلي أو أكثر وتمثل الاذلال الاسرائيلي فيها بنشر أسماء الاسرى للجمهور بحيث يمكن لكل من يعارض اطلاق سراح أسير فلسطيني ان يعرقل اطلاقه أما الصفقة التي يعد لها اليوم فلا تتضمن هذه القدرة من الاعتراض ولكن بعض الاطراف الاسرائيلية تتعمد اثارة الشارع الاسرائيلي من خلال عائلات القتلى الاسرائيليين الذين يفترض أن يكون الاسرى الفلسطينيون مسؤولين عن قتلهم كي يتمكن اولمرت من فرض شروطه تحت حجة ضغط الشارع.
19-شباط-2008
استبيان