المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


عمليات كانون اول 1994

محطات في تاريخ المقاومة الاسلامية: مواجهة مرجعيون 1994.. رابين أقرّ بالعجز عن وقف عمليات المقاومة وبيريز: لا حل لمشكلة ح




لم يكد العدو يلتقط أنفاسه ويستجمع شتات معنويات جنوده وعملائه بعد الضربة القاصمة التي وجهتها المقاومة الإسلامية باقتحام موقع الدبشة وزرع رايات حزب الله على تحصيناته في 30 تشرين الأول 1994 حتى وجّه المقاومون ضربة جديدة للإحتلال على بعد أقلّ من 3 كيلومترات عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وعلى بعد أمتار قليلة من قيادة ميليشيا العميل انطوان لحد في مدينة مرجعيون.
المجاهدون ابتدعوا طرقاً وأساليب جديدة لإسقاط تكتيكات العدو
قام المجاهدون ظهر يوم الأحد بتاريخ 11/12/1994 بنصب كمين لقافلة صهيونية مؤلفة من ملالتين وآلية كومنكار وشاحنة من نوع ويلليس وسيارة جيب عسكرية كانت تمر على طريق مرجعيون – الخيام متوجهة إلى مركز قيادة جيش الاحتلال في ثكنة مرجعيون، وانقض عليها المجاهدون بأسلحتهم الرشاشة والصاروخية والتحموا مع عناصرها من مسافة عشرين متراً، وتم تدمير إحدى الملالتين وآلية الكومنكار وإحراق سيارة الجيب والريو وقتل وجرح جميع أفراد القافلة كما تمت السيطرة الميدانية الكاملة على منطقة الاشتباكات واستشهد خلالها المجاهد حسين مهنا.
واستقدم العدو قوات إسناد كبيرة من وحدات الكومندوس وأرتال دبابات الميركافا والملالات وقوات من الميليشيا اللحدية من ثكنة مرجعيون والمواقع القريبة المجاورة، وشاركت في المواجهات طائرات مروحية في ظل غطاء جوي أمّنته طائرات حربية جابت سماء المنطقة على علو منخفض. وتجددت المواجهات بضراوة على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة، واستطاع خلالها المقاومون تكبيد العدو المزيد من الخسائر على الرغم من تدخل المروحيات بقصف مكان المواجهات ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مجاهدين آخرين هم: محمود الحاج علي، هاني طه وفادي بطش.

وذكر تلفزيون العدو أن الضابط قائد القافلة قتل وجرح سبعة جنود إسرائيليون في الضربة الأولى ونقلوا إلى المستشفيات في شمال فلسطين المحتلة. وفي اليوم التالي اعترفت مصادر أمنية في المنطقة اللبنانية المحتلة أن أحد الجرحى توفي في مستشفى رامبام في حيفا متأثراً بجراحه ليرتفع قتلى الصهاينة إلى اثنين.
أظهرت مواجهة مرجعيون أن جنود العدو يفقدون توازنهم العسكري والمعنوي في حالات الالتحام المباشر، حيث جرى تفكيك وبعثرة كل القافلة وإبادة قسم منها في حين لجأ الجنود الذين كانوا خارج المرمى المباشر لنيران المجاهدين إلى الهرب والمغادرة. وتوّجت هذه المواجهة سلسلة عمليات نوعية نفّذتها المقاومة الإسلامية في تلك الفترة أكّدت في خلاصاتها أن المقاومة كرّست امتلاكها زمام المبادرة والقدرة على التأثير بالمجريات الميدانية بصورة أكبر وأكثر فعالية، وعلى الرغم من تكتيكات العدو التي هدفت إلى التقليل من خسائره البشرية والمادية، إلا أن المجاهدين نجحوا في ابتداع طرق جديدة في المواجهة والالتفاف على الإجراءات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، مما انعكس حالة من اليأس والتشكيك بقدرة العدو على مواجهة التكتيكات المتطورة للمقاومين.
المواجهة جرت على بعد 3 كيلومترات من الحدود مع فلسطين
وبرز تناقض في المواقف الإسرائيلية حول كيفية حل معضلة وقف اختراق المقاومة الإسلامية لعمق تواجد الاحتلال، واستعادة هيبة ومصداقية جيش الاحتلال التي اهتزت بشكل كبير منذ عملية اقتحام موقع الدبشة إلى عملية مرجعيون. واستبعد رئيس حكومة العدو اسحق رابين ووزير خارجيته شيمون بيريز آنذاك القيام بعملية عسكرية ضد المقاومة، واعترفا بأن تصعيد العدوان لم يؤد إلى نتيجة بل استمرت عمليات المقاومة بالتصاعد وازدادت نوعية وبأساليب جديدة. وذهب رابين إلى أبعد من ذلك وقال لمن يتهمه بالتقصير "من يظن أن لديه صيغة لحل المشكلة فهو خاطئ". ووافق بيريز رئيس حكومته بفشل التجارب العسكرية السابقة، وقال: "سبق لنا أن جرّبنا مبادرة الهجوم ولم تحل المشكلة وأريقت دماء كثيرة في لبنان من غير أن نتوصل إلى النتائج المرجوة".
أثبتت عملية مرجعيون أنه لم يعد أمام المقاومة مناطق ممنوع عليها دخولها أو لا تستطيع الوصول إليها وأكدت العملية على حقيقتين أساسيتين:
ـ  أولاً: فتح عمق المنطقة اللبنانية المحتلة أمام المقاومة لتضرب فيه وتهاجم قوات الاحتلال وعملائه.
ـ  ثانياً: نجاح مجاهدي المقاومة في الاختراق العسكري والأمني الكبيرين لإجراءات واحتياطات العدو، لا سيما أن أن الوصول إلى المنطقة التي جرت فيها المواجهة يتطلب أكثر من يومين وهذا يعني اجتياز مناطق متعددة تتواجد فيها مواقع للعدو وعملائه.
23-كانون الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان