المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


عمليات تشرين ثاني 1993

المقاومة تقتحم موقع القنطرة وتسيطر عليه وتقتل وتجرح عدداً من افراده وتأسر اثني عشر عنصراً لحديا 16-11-1993

في يوم شهيد المقاومة الاسلامية ضد العدو الغاصب وعملائه اللحديين كانت المقاومة تحتفل بالاستقلال الحقيقي وتكرم شهداء الامة، في يومهم، بعمليات نوعية ارهقت العدو وخلخلت الموازين السياسية والعسكرية واثبتت مجدداً هزالة اجراءات العدو وفشلها في منع يد المقاومة من النيل من العدو وعملائه، وكان الاحتفال على قدر المناسبة وكان الوفاء للشهيد على قدر الخسائر التي الحقتها المقاومة بمواقع العدو وعملائه في عملية واحدة؛ فقد اصدرت المقاومة الاسلامية بياناً قالت فيه: "في ذكرى الوفاء للشهداء الابرار في رحاب يومهم يوم الشهيد الذي بات منارة لكل الاحرار والشرفاء، ومناسبة لتجديد الوفاء لاصحاب الحسين (ع) الحقيقيين، حيث يستمر التواصل بين الذين قضوا نحبهم والذين ينتظرون سائرين نحو الوعد الالهي الذي لن يخلف ابداً... ففي الساعة الخامسة والدقيقة الخمسين من فجر يوم الثلاثاء 16-11-93 وبنداء يا زهراء (ع) قامت مجموعات من سرية امير الاستشهاديين الشهيد احمد قصير بالانقضاض على موقع طلوسة فتمكنت من احتلاله وتدمير دشمه وتحصيناته ودمرت دبابة من نوع "ت-54" وآلية كمنكار ومدفع هاون من عيار 120 ملم وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من جنود الموقع، وفي الوقت نفسه كانت مجموعات اخرى من سرية الشهيد عبدالله عطوي (الحر العاملي) تقتحم موقع القنطرة وتسيطر عليه وتدمر دشمه وتحصيناته وتحرق دبابة من نوع "ت-54" في داخله وتقتل وتجرح عدداً من افراده. وخلال هذه العمليات تمكن المجاهدون من اسر اثني عشر عنصراً لحدياً بينهم اربعة برتبة رقيب واربعة برتبة عريف واربعة جنود وقتلب ستة عناصر آخرين. وفي الوقت عينه كانت مجموعة الشهيد نعمة حب الله تهاجم موقع حولا حيث تمكنت من تدمير دبابة "ت-54" في داخله وشوهدت تحترق بأم العين في حين وقع عدد من افراد العدو بين قتيل وجريح، وهاجمت مجموعة الشهيدين حسن جغبير وعبدالمولى اسماعيل موقع برعشيت وتمكنت من السيطرة عليه وتدمير دبابة ميركافا في داخله وايقاع عدد من افراده بين قتيل وجريح، وهاجمت مجموعة الشهيد ابراهيم صبرا موقع حداثا بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، في حين هاجمت مجموعة الشهيد الحاج عبدالله فنيش موقع بيت ياحون، وفي هذا الوقت قامت سرية الشهيد علي فياض في سلاح المدفعية في المقاومة الاسلامية بدكّ مواقع العدو المساندة في الطيبة ومركبا ومحيبيب ومنعتها من تقديم اي مساندة للمواقع المهاجمة من قبل مجاهدي المقاومة. وقد حاولت مروحيات العدو التدخل في المعركة فتصدت لها مضادات المقاومة ومنعتها من الاقتراب من اهدافها الامر الذي اضطرها الى الانكفاء عن سماء المعركة، والتحق مجاهد من مجاهدي المقاومة بركب الشهداء الابرار هو الشهيد احمد دبوق (الحر).

وكان بيان المقاومة الاسلامية قد اوضح ابعاد العملية النوعية وفقاً للتالي:

ان الاهمية المعنوية والسياسية لهذه العملية النوعية الواسعة تكمن اساساً في اصرار الشعب المجاهد على تفعيل خيار المقاومة وتكريسه كخيار للأمة الناهضة والمتطلعة الى الحرية، مستند الى الحق السياسي والتاريخي والديني المشروع في المقاومة ضد العدو الغاصب المحتل لارضنا المقدسة.

وتأتي هذه العملية في سياق مجموعة من الابعاد المهمة:

1- ان التمسك بالمقاومة يعكس الرفض العملي لنهج الاستسلام والتنازل والتفاوض على الحقوق والتفريط بها، ويعكس حال التشبث باسترداد كامل حقوق الامة بدون قيد او شرط.

2- ان ما اسفرت عنه هذه العملية من الناحية العسكرية يثبت من جديد ان مصير العملاء هو الموت او الاسر وان الميليشيات العميلة هي اعجز من ان تملك اي قدر التماسك والثبات في مواجهة رجال المقاومة، وان لا وظيفة تؤديها الا الموت المجاني الرخيص لهؤلاء المغرر بهم دفاعاً عن مصالح العدو وارواح جنوده الذين يتوارون غير آبهين بمصير عملائهم. وذلك يفرض اعادة تأكيد الدعوة السابقة التي اطلقتها المقاومة والتي دعت فيها المغرر بهم في مليشيات العملاء للفرار وتسليم انفسهم للمقاومة للخروج من دائرة الخيانة والعمالة والاستعداد للعودة الى دائرة الاهل والمجتمع.

3- ان المقاومة الاسلامية في الوقت الذي تعلن فيه انها لن توفر اي وسيلة للنيل من العدو وتغريمه ضريبة احتلاله لارضنا، فانها تؤكد ان امن شعبنا واهلنا في ارواحهم وارزاقهم هو احدى المنطلقات الاساسية لحركة المقاومة والتي تخوض على اساسها جهادها المقدس ضد المحتل الغاصب.

ولا بد هنا من ان يتآزر الجميع على تزخيم عمل المقاومة ودعم جهادها من خلال توفير الشروط والظروف المؤاتية لها بدل الانجرار الى عروض الكواليس التي تميز بين مناطق الشريط المحتل وتنزلق الى شروط العدو وطروحاته.

07-شباط-2008
استبيان