المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

معادلة ردع بين طهران وتل ابيب .... "ديمونة في عين العاصفة"


طهران ـ حسن حيدر

صدقت التسريبات وخرج تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قدر التمنيات الامريكية والصهيونية. تقرير لم يشكل مفاجأة للساسة في ايران بل زادهم قناعة بأحقية مشروعهم وبدوا فاقدين الثقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تستنج وتفكر وتقرر من خلال تقارير استخباراتية امريكية على حد قول طهران.
الحديث عن ان جميع خيارات الغرب والكيان الصهيوني مفتوحة وموضوعة على طاولة البحث، امر مبالغ فيه الى حد كبير، فليس أمام القوى الغربية سوى خيارين اثنين، إما العقوبات الاقتصادية او الحرب.
والخيار الأول مطروح منذ عدة أعوام، وقد صدرت عدة قرارات عن مجلس الأمن دعت ايران الى وقف عمليات تخصيب اليورانيوم وهو ما تعتبره طهران خطاً احمر وتقول إنها تجاوزته ولن تعود للحديث عنه كون منشآتها النووية ومراكز تخصيب اليورانيوم مفتوحة امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن هذه العملية تجري ضمن الاطر التي رسمتها القوانين الدولية وليس من حق أحد منع ايران من الوصول الى الطاقة النووية السلمية عبر إتمام دورة الوقود النووي بما فيها تخصيب اليورانيوم وهو حق اعطته الوكالة الدولية لايران.
وهنا يتكرر سيناريو الحشد الدولى ضد ايران، وكما في السنوات الماضية، كلما فشل الامريكي في اختراق جدار التواصل الايراني اتجهت واشنطن لتترك بصماتها على تقارير الوكالة الدولية لوضع علامة استفهام على الملف النووي بذريعة عدم التعاون ومحاكمة طهران على نوايا نووية استناداً لهواجس امريكية واسرائيلية وبالتالي العمل على إحالة الملف من جديد الى مجلس الأمن وبعدها وضع عقوبات دولية اكثر صرامة.
وقد أثبت هذا السيناريو ضعفه من خلال تخطي طهران للعقوبات السابقة والدعم الصيني والروسي للموقف الايراني، وتمسكهما بالحل الدبلوماسي، إذ إن للبلدين مصالح ضخمة في ايران، فموسكو وبكين تعرفان جيداً مدى نفوذ ايران في المنطقة وقدرتها على الوقوف بوجه المد الامريكي الذي بات ينحسر بفعل الصحوة الاسلامية والثورات العربية ومحاولة واشنطن العودة من النافذة بعدما أخرجت من الباب العراقي وسقوط ادواتها الواحدة تلو الاخرى في المنطقة وفشلها في افغانستان.
أما الخيار الثاني، أي الحرب، فـ"إسرائيل" خائفة جداً مما تصفه بـ "البيئة المعادية" التي تنمو بشكل كبير، وهي تعرف جيداً ان أي حرب على ايران ستضع العالم الإسلامي في مواجهتها، والقادة الصهاينة يعرفون مدى خطورة فتح جبهة مع طهران لا يُعرف كيف ومتى واين تنتهي ويريدون اعتماد سياسة "امسكوني".
الاسرائيليون يدركون جيداً صعوبة مهاجمة ايران وضرب منشآتها النووية نظراً لجغرافية ايران الوعرة ولسرية أماكن المنشآت التي لا يمكن تدميرها بالقصف الجوي. فالهجوم الجوي قد يسمح لبعض الطائرات الحربية بالوصول إلى اهدافها وضربها، ولكن كم طائرة من السرب المهاجم ستخرج من الاجواء التي توغلت فيها لمئات الكيلومترات، خصوصاً أن الجمهورية الاسلامية نشرت مقاتلات وصورايخ للدفاع الجوي على كامل أراضيها وقرب المناطق الحيوية؟ وهنا يمكن القول ان نقطة العودة للمهاجمين ستكون مغامرة قد تكلفهم السرب وحتى وقوع طياريهم بالأسر وهو كابوس لا يريد الصهاينة أن يعيشوه.
إن حديث الحرب يفتح الباب أمام سيناريوهات الرد والرد المضاد، واي سيناريو يرسم سيبقى ضمن إطار التكهنات لأن لا احد يعرف ماهية الرد الايراني الا في دائرة ضيقة إذ إن القيادة العسكرية وضعت خططها وحددت اهدافها، وهي التي ستدير العملية حيث من الصعب التكهن بطبيعة الرد الايراني ولكن يمكن الجزم بأنه سيكون مؤذياً لأنه سيستند الى الرد على مصدر النار أيضاً وليس مطلقه ولم يعرف الفرق بين المصطلحين وهذا الامر يشكل منطقة في شعاع الفي كلم ضمن دائرة النار.
حق الدفاع عن النفس عبر عنه نائب رئيس هيئة الأركان الايراني العميد مسعود جزائري مرسياً قاعدة الردع الجديدة محدداً اولويات الاستهداف: ضرب اي منشأة نووية ايرانية سيؤدي لضرب مفاعل ديمونة في جنوبي فلسطين المحتلة. معادلة فائقة الخطورة ستدفع بقادة العدو الاسرائيلي وحلفائه للتفكير ملياً بخطواتهم المقبلة. توازن في القوى يعطي لمن يقرر شن حرب على الجمهورية الايرانية رسالة قصيرة مفادها: "ديمونة في عين العاصفة ".
09-تشرين الثاني-2011

تعليقات الزوار

استبيان