المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

تسع سنوات من الانتظار: إياد ورائد وناجي .. حكاية إبعاد حدودها "غزة" و"بيت لحم"


غزة ـ خاص
هي فاشية المحتل التي تأبى للأُسر الفلسطينية أن يجتمع شملها؛ وما تعانيه عائلة "عبيات" بمدينة بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية إلا عينة بسيطة للغطرسة "الإسرائيلية".
العشرون من أيار/ مايو عام 2002 ؛ تاريخ له ما بعده بالنسبة لهذه العائلة؛ ففيه باعد العدو بينها وبين نجليها (رائد) و(ناجي) ؛ عقب حصارهما في كنيسة المهد إلى جانب العشرات من المقاومين الذين هبوا لصد أرتال الدبابات وهي تجتاح قلب الضفة ضمن ما سميت آنذاك بعملية "السور الواقي"؛ لتبدأ حكاية الشوق والحنين لكل ما ألفته عيناي هذين المقاتلين؛ بدءاً بالوالدين والأبناء ومروراً بالأقارب والجيران؛ وليس انتهاء بالشوارع والأزقة التي عاشا فيها أجمل لحظات العمر.
الحكاية والتي مرّ عليها تسع سنوات اكتسبت بُعداً جديداً قبل أسابيع فقط؛ حيث انضم قسراً الأسير المحرر(إياد) إلى شقيقه رائد وابن عمه ناجي ؛ بعد نحو ثماني سنوات من الاعتقال.
لا توصف
يقول رائد لـ"الانتقاد": "إن الكلمات لا تسعفني في التعبير عما يدور في ذهني.. طوال سنوات حرم الاحتلال أشقائي من الوصول إلى القطاع للقائي؛ وها أنا اليوم ألتقي أحدهم وقد تنسم عبق الحرية".
ويضيف رائد أن فرحته بالإفراج عن شقيقه ضمن عملية التبادل الأخيرة كبيرة؛ لافتاً إلى أنه ينتظر الآن لحظة العودة إلى مسقط رأسه ليس لأنه لا يحب غزة؛ ولكن لاحتضان من غُيّب عنهم لأعوام عدة دون أن يتمكن من مشاركتهم أفراحهم أو حتى أتراحهم.
الحال بالنسبة لـ"إياد" لم يختلف كثيراً؛ فهو للتو ودّع حكماً بالسجن المؤبد 3 مرات، ليس هذا فحسب بل خرج ليرى النور برفقة شقيقه وابن عمه.
يقول إياد:"إن سعادته غامرة رغم عدم تمكنه من زيارة أهله ، وأنه متفائل بقرب الرجوع إليهم بفضل المقاومة التي حطّمت قيود السجن وقهرت المحتل الذي لطالما تبجح عبر قائمة طويلة من الأحكام الجائرة".
ويعيش في غزة إلى جانب الشقيقين عبيات؛ ابن عمهما ناجي الذي عايش معهما لحظة الحصار في الكنيسة، وها هو اليوم يشاركهما الإبعاد.
مرارة أكبر
يقول ناجي:" إن لحظة لقائه بإياد لا توصف؛ كونه أولاً نَعم بالحرية بعد هذه السنوات، وثانياً لأنه يعيد إلى الذاكرة جوانب عدة عاشاها سوية في بيت لحم".
ناجي  ـ وهو متزوج وأب لخمسة أطفال ـ بات يعيش مرارة أكبر بعدما منع الاحتلال أفراد أسرته من العودة للقطاع الذي غادروه قبل نحو ثلاثة أعوام لزيارة أقارب لهم في بيت لحم؛ واصفاً ما جرى بأنه صدمة كبيرة ، متسائلاً في الوقت نفسه عن الذرائع التي يسوقها الاحتلال لحرمان أبنائه: محمد، آية، أمين، عبد الرحمن، وعواطف من العودة لحضن والدهم؛ لاسيما ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك.
ويعيش ناجي إلى جانب ستة وعشرين مبعداً آخراً في غزة ممن حوصروا داخل كنيسة المهد في العام 2002، فيما يعيش إثنا عشر مبعداً في دول أوروبية؛ على أمل أن يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى منازلهم وأحبتهم.
11-تشرين الثاني-2011

تعليقات الزوار

استبيان