المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

حرب على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة: المستوطنون ينتهكون حرمة ستة وتسعين مسجداً وكنيسة عام 2011


رام الله ـ خاص

لم يكن حرق مسجد النور في قرية برقة، الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، الاعتداء الوحيد على المساجد من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفة، فقد توالت هذه الاعتداءات على مدار العام 2011 لتطال نحو ثلاثين مسجداً.
وتتشابه هذه الجرائم في تفاصيلها، فمع جنح الظلام تقوم مجموعات من المستوطنين الصهاينة بالتسلل إلى القرى والبلدات الفلسطينية وإشعال النيران في المساجد، وكتابة الشعارات العنصرية ضد الإسلام والرسول الكريم والفلسطينيين.
وتتوحد كامل مساجد فلسطين التاريخية في هذه الاعتداءات، من شمال الضفة الغربية في نابلس وسلفيت إلى رام الله والخليل حتى مسجد عكاشة في القدس الشريف انتهاءاً بالجليل المحتل.
وكان وكيل الشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف حنا عيسى، أصدر دراسة تفصيلة عن مجمل الانتهاكات على المساجد والمقدسات الإسلامية والمسيحية أظهرت حصول أكثر من 96 انتهاكاً بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية منذ بداية العام الحالي في الضفة الغربية.


وقال عيسى إن هذه الاعتداءات تمثلت في قيام المستوطنون بتحطيم أبواب الكنائس والصلبان، واقتحام عدد من الكنائس في بلدتي عابود وبرقين، فيما سجل نحو 46 اعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وقال عيسى في دراسته إن الاعتداء على المقدسات اتخذ أشكالاً عديدة تراوحت بين إحراق المساجد وكتابة شعارات مسيئة للرسول عليه السلام وللمسلمين والعرب، كذلك أقدم المستوطنون على انتهاك حرمة كنيسة مار يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس بالقرب من مدينة أريحا، وذلك عبر تدنيس هيكلها المقدّس وكسر الصلبان والأيقونات، وتحطيم أثاثها وأبوابها.

تشكيل لجان حماية...

ورداً على هذه الانتهاكات دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش لتشكيل لجان شعبية في كل المحافظات الفلسطينية للدفاع عن المقدسات في مواجهة المستوطنين.
وقال الهباش إن اعتداءات المستوطنين على المساجد ليست من قبيل الصدفة وإنما هي مخطط موافق عليه من قبل أعلى السلطات في "الحكومة" الصهيونية، وبحماية من الجيش ودفع من الحاخامات المتطرفين الذين يستخدمون تعاليم الدين لنشر عنصريتهم.
وقال الهباش إن حكومة الاحتلال ترعى إرهاب المستوطنين ضد كل ما له علاقة بالهويّة العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، مطالباً بموقف دولي وعربي وإسلامي صارم أمام الخطر الذي يهدد مستقبل الإنسانية بأسرها.

تقصير كبير

هذه الدعوات من قبل وزير الأوقاف غير كافية برأي رئيس رابطة علماء فلسطين حامد البيتاوي الذي اتهم السلطة الفلسطينية بالتقصير في حماية المساجد.
ويقول البيتاوي: " إن جرائم الاحتلال ضد المساجد لم تتوقف منذ احتلال فلسطين التاريخية في العام 1948، حيث حولت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 1200 مسجد إلى بارات ومقاهٍ وخمارات". واستمرت هذه الاعتداءات، فبعد احتلال الضفة والقطاع في العام 1967 صبوا غضبهم على المساجد في الضفة الغربية، وخاصة المسجد الأقصى المبارك الذي تعرض للحرق وحفر أساساته واقتحامه ومحاولات عدة لهدمه.


و كذلك الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، حيث حُول إلى كنيس أقرب منه إلى مسجد، ومؤخراً تم حرق 30 مسجداً في الضفة الغربية، وتدمير 100 مسجد في القطاع خلال الحرب قبل عامين.
ويقول البيتاوي إن ما يشجع اليهود والمستوطنين على الاعتداءات على المساجد، حماية الجيش الصهيوني لهم، بالإضافة إلى الفتاوى العنصرية التي يصدرها حاخامات يهود، و التي تدعو لقتل المسلمين و تدمير مقدساتهم.
و الأهم من ذلك، بحسب البيتاوي، تقصير أجهزة السلطة في رام الله في حماية المساجد، ويذكر أنه لم يبق أمام المواطنين أي وسيلة للدفاع عن المساجد بعد منع هذه الأجهزة استخدام السلاح اتجاههم، و التنسيق الأمني بينها و بين الاحتلال الصهيوني.
وبالإضافة الى ذلك، حمل البيتاوي الدول العربية والإسلامية مسؤولية ما يجري، قائلاً: " هذه المساجد ليست خاصة بالفلسطينيين وإنما حمايتها واجب العرب والمسلمين كافة ". واستهجن البيتاوي أيضاً، صمت المؤسسات الدولية اتجاه ما يحدث، فلو أن الفلسطينيين أقدموا على حرق كنيس لقامت الدنيا بالادانة والشجب ولتدخلت كل هذه المؤسسات لحمايته باعتباره مكاناً دينياً!.
30-كانون الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان