المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

خطاب استيطاني انتخابي.. في مجتمع يميني


كتب محرر الشؤون العبرية
رغم أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يشعر بعبء الأزمة الاقتصادية التي تُثقل كاهله، بحسب بعض الاستطلاعات فإن نسبة 69% ترى أن مواجهة قضايا الفقر أولى من القضايا الأمنية، تمكَّن نتنياهو من أن يفرض على جدول التنافس الانتخابي اهتمامات ذات طابع إيديولوجي وسياسي، عبر تحويل الاستيطان في الضفة الغربية إلى العنصر الرئيسي في حملته الانتخابية بعدما كانت التقديرات في داخل الكيان الصهيوني وخارجها تشير إلى أن بنيامين نتنياهو سيوجه جهوده نحو تظهير التهديد النووي الإيراني أكثر من أي قضية أخرى.
وعليه يلاحظ على الهجمة الاستيطانية:
ـ أنها أتت تحت شعار الرد على الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية، بصفة مراقب.
ـ قرار الرد الاستيطاني أتى ضمن مروحة من الخيارات المطروحة أمام الحكومة الإسرائيلية تبدأ من الامتناع عن أي خطوة عملانية والاكتفاء بالتنديد السياسي والتحذير من عواقب هذه الخطوة، وتنتهي بخطوات فعلية تؤدي إلى اسقاط السلطة واحتلال الضفة.. وما بينهما من خيارات وسطية..
ـ من الواضح، أن الظروف الدولية والإقليمية، فضلاً عن المصلحة الإسرائيلية في بقاء السلطة واستمرارها، حالت دون الذهاب نحو خيارات أكثر تطرفاً.
ـ أنها كانت مدروسة واستغلالية، لجهة أنها هدفت إلى تمرير مشاريع استيطانية كانت جاهزة من مراحل سابقة.
ـ أن القرارات والاجراءات الاستيطانية اقتصرت بشكل جوهري على المناطق التي يوجد حولها نحو من الإجماع الإسرائيلي بأن يتم إلحاقها بالدولة العبرية في أي تسوية نهائية مع الطرف الفلسطيني، (الكتل الاستيطانية والأحياء اليهودية في القدس الشرقية).
ايضاً، يبدو جلياً أن نتنياهو يركز في حملته الانتخابية على تحقيق هدفين:
الأول، حرف اهتمامات الرأي العام عن جدول الأعمال الاجتماعي، الذي يحاول بعض قوى المعارضة فرضه كعنوان أساسيّ للتجاذب والتنافس الانتخابي، وتحويله نحو قضايا استيطانية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة "أي ـ1" الفاصلة بين القدس ومعاليه ادوميم، أو قرار تحريك إجراءات البناء في حي رمات شلومو في القدس الشرقية، وهي التي تسببت بإحداث أزمة في العلاقات بين نتنياهو واوباما في العام 2010، وانتهت في حينه إلى اتخاذ نتنياهو قراراً بتجميدها، وبقي الأمر على ما هو عليه حتى اتخاذه قراراً بإطلاق العنان للبناء الاستيطاني في اتجاهات متعددة..
الثاني، محاولة وقف تسرب المقترعين، ولا سيما الشباب، من الليكود بيتنا الى حزب البيت اليهودي، اليميني المتطرف الذي يترأسه نفتالي بينيت المنشق عن حزب الليكود، خاصة ان استطلاعات الرأي تظهر في بعض الاحيان انه بدأ ينافس على المرتبة الثانية فيما يتعلق بحجم الأحزاب.
أهمية المسألة الأخيرة، أنه بعد نجاح نتنياهو في تحويل حزب "إسرائيل بيتنا" من خصم منافس على القاعدة اليمينية إلى شريك عبر تشكيل قائمة مشتركة للانتخابات، برز البيت اليهودي كأحد ابرز المنافسين اليمينيين، الذي تمكَّن من بلورة خطاب قادر على جذب شرائح مهمة من اليمين المتطرف الذي يصوت لحزب "الليكود".
اما فيما يتعلق بتفسير نجاح اليمين الإسرائيلي في ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة، ونجاح نتنياهو في فرض أجندة إيديولوجية وسياسية على التنافس الانتخابي، بدلاً من أن يكون حول برامج اقتصادية واجتماعية، فقد أظهرت نتائج استطلاعات قام بها مركز يروشاليم للشؤون العامة والدولة، الذي يديره سفير "إسرائيل" السابق لدى الامم المتحدة دوري غولد، أن 67% من مصوتي أحزاب الوسط واليسار في إسرائيل يعارضون تقسيم القدس والانسحاب من القدس المحتلة، و50% مثلاً من مصوتي حزب "العمل" يفضلون حدوداً يمكن الدفاع عنها على التوصل إلى تسوية سلمية... كما بين الاستطلاع أن 50% لن يصوتوا لحزب يتنازل عن غور الأردن..
تكشف هذه الأرقام عن حقيقة مفادها أنه إذا كانت هذه توجهات الشرائح المحسوبة على الوسط واليسار، ازاء القضايا المطروحة على المسار الفلسطيني، عندها يصبح مفهوماً جداً لماذا اختار نتنياهو خطاباً استيطانياً لجذب الناخب الإسرائيلي، كما يصبح مفهوماً محاولة بعض احزاب اليسار والوسط استقطاب الشرائح التي تعتبر متذبذبة ويمكن استقطابها، عبر إطلاق مواقف اقرب إلى اليمين في قضايا المستوطنات والقدس.
07-كانون الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان