المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

المناورة السياسية لنتنياهو تستنفر الدول الأشد دعماً للعدو

لماذا استدرج قرار الاستيطان في منطقة (E - 1) ردود فعل دولية خاصة؟
كتب محرر الشؤون العبرية
رغم ردود الفعل الدولية الشاجبة لقرار الهجوم الاستيطاني الذي شنته حكومة نتنياهو، في أعقاب الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية، بصفة مراقب، برز اهتمام دولي استثنائي بقرار تحريك الإجراءات الاستيطانية فيما يطلق عليه منطقة (E - 1).
ما هي خصوصية هذه المنطقة، وما هي أهميتها من منظور استيطاني و"استراتيجي" إسرائيلي؟
تبلغ مساحة (E - 1) 12 كلم مربع، تمتد شمال وغرب مستوطنة "معاليه أدوميم" كما تم الإعلان عن أغلب الاراضي في هذه المنطقة، في مراحل سابقة، على أنها أراض دولة.
لجهة تسميتها، كانت الدولة في الماضي تتطرق إلى الأراضي التي تقع شرقي القدس على انها منطقة (E) اختصارا لكلمة (East/ شرق). أما رقم (1) فقد أُضيف إليها من اجل تمييز هذه المنطقة بالذات عن بقية المناطق الواقع شرقي القدس ويشملها رمز (E).
خطط الكيان الصهيوني في تلك المنطقة؟
بدأت الحكومة الإسرائيلية بوضع خطط أولية للبناء في تلك المنطقة، في العام 1994، خلال تولي اسحاق رابين، رئاسة الوزراء. لكن منذ العام 2004، بات لدى كيان العدو خطة شاملة، تتفرع إلى خمس خطط، تتضمن إحداها بناء 1250 وحدة سكنية في جنوب (E - 1)، و2400 في الجزء الشرقي لـ (E - 1)..
في العام 2005، اشتكى الفلسطينيون من خطط إسرائيلية لبناء استيطاني في تلك المنطقة، الامر الذي دفع مستشارة الامن القومي آنذاك كونداليزا رايس إلى طلب استيضاحات من رئيس الوزراء ارييل شارون الذي قدم التزامات في حينه بعدم البناء في تلك المنطقة، ومنذ تلك الفترة تم تجميد خطط البناء... لكن في مراحل معينة تم تشييد بنى تحتية لاقامة منازل وطرق...
أما فيما يتعلق بالأهمية الإسرائيلية لهذه المنطقة فهي تنبع من كونها تصل القدس الشرقية بمستوطنة معاليه ادوميم، التي تشكل بدورها رابطا لتأسيس خط دفاع ناجع على طول خط غور الاردن ضد أي هجوم يتعرض له الكيان الغاصب من ناحية الشرق، كما يقول الباحث الإسرائيلي افرايم عنبار في دراسة صادرة عن مركز بيغن السادات.
وفي السياق نفسه، رفض عنبار مقولة انه في ظل معاهدة سلام مع النظام الاردني، فإن "إسرائيل" ليست بحاجة إلى البقاء في غور الأردن كخط دفاع في مواجهة الخطر القادم من الشرق. معتبرا ان هذا النوع من الاراء يتجاهل الامكانية الهائلة الكامنة في الثورة السياسية في الشرق الاوسط، والضعف الامريكي المتوقع، فضلا عن الدور السياسي الكبير للإسلام الراديكالي والضغوط المتنامية على النظام الملكي في الأردن. مضيفاً أن إعادة تشكل الجبهة الشرقية كتهديد فعلي لإسرائيل ليس سيناريو غير واقعي.
ويخلص عنبار انه في حال كانت تريد "إسرائيل" المحافظة على حدود دفاعية على طول غور الاردن فانها تحتاج الى طريق آمن يؤدي الى هناك من الساحل، عبر قدس غير مقسمة وعبر معاليه أدوميم. في هذا السياق يُشدِّد عنبار على أن "بناء رواق مأهول باليهود"، أي في منطقة  (E - 1)، "يمنع تقسيم القدس ويؤمِّن طريق أمن يُمكِّن "إسرائيل" من حشد قواتها من الساحل إلى غور الأردن عند الضرورة".
وعليه يريد عنبار القول أن لمدينة القدس أهمية تاريخية ودينية إلى جانب الأهمية الإستراتيجية لجهة السيطرة على الطريق الذي يصل البحر المتوسط بغور الأردن.
ايضا، يؤكد عنبار على أن الاستيطان في منطقة (E - 1) يحول دون تنفيذ مخطط فلسطيني بملئ هذه المنطقة بالفلسطينيين كي يخلقوا تواصلا ديمغرافيا بين منطقة نابلس وشرقي القدس، وبالتالي تسهيل تقسيم مدينة القدس، وهو ما سيؤدي إلى عزل مستوطنة معاليه ادوميم، ويقوض الادعاءات الإسرائيلية في غور الأردن.
في ضوء ما تقدم، تتضح الخصوصيات التي تنطوي عليها هذه المنطقة، التي لا تشكل سوى 12 كلم مربع، وفي الوقت نفسه الأسباب التي دفعت الدول الغربية بما فيها الأشد دعما لـ"إسرائيل" إلى الرفض والتحذير.. ايضا، يمكن التقدير بأن نتنياهو سيمتنع في هذه المرحلة عن تنفيذ المخططات الاستيطانية في منطقة (E - 1)، والاكتفاء بتحريك الإجراءات.. والتوظيف الانتخابي لها إلى حين تبلور ظروف سياسية أخرى.
11-كانون الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان