المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

أيام حاسمة في الانتخابات الإسرائيلية..


كتب محرر الشؤون العبرية
على مسافة أيام معدودة من موعد الانتخابات العامة المقرر إجراءها في 22 من الشهر الجاري، ما زالت الخارطة الحزبية التي تظهرها نتائج استطلاعات الرأي ثابتة، إجمالا، لجهة فوز معسكر اليمين (العلماني والديني بمن فيهم الحريدي)، أو لجهة تراجع نسبة المقاعد المقدَّرة لكتلة "الليكود بيتنا"، الأمر الذي قد يجعل بنيامين نتنياهو أكثر انقياداً وخضوعاً للكتل الأخرى.
لكن من أجل قراءة أكثر دقة، تأخذ بالاعتبار كافة الاحتمالات، ينبغي الإشارة إلى النقاط والمعطيات التالية:
رغم النتائج التي تُجمع عليها كافة استطلاعات الرأي، وارجحية فوز معسكر اليمين، ينبغي استحضار حقيقة أن ما يتراوح بين 18 إلى 25% من الناخبين، أي ما يوازي بين 21 إلى 30 عضو كنيست، ما زالوا مترددين في تحديد وجهة تصويتهم، وهي نسبة كفيلة بتغيير الخارطة الحزبية. وإلا فإن ما ينتظر نتنياهو، في حال فوزه من موقع ضعيف برئاسة الحكومة، المزيد من الصعوبات السياسية في تشكيل الحكومة وأدائها في المرحلة المقبلة.
ينبغي عدم الاستهانة بتأثير أي حدث داخلي أو خارجي، في الايام القليلة المقبلة، ومحاولة استشراف نتائجه المؤثرة في تحديد وجهة المزاج الشعبي. من اجل ذلك، لفت رئيس "ميرتس" السابق، يوسي بيلين، عن إمكانية حصول أحداث في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات أحداث تؤثر في نتائجها، أو تحاول التأثير فيها. "بعضها يكون أحداثا خارجية لا تتعلق بلاعبينا السياسيين، وبعضها محاولات اللحظة الأخيرة لإحداث تغيير.. ويحدث هذا في الأساس حينما لا تكون الفروق في استطلاعات الرأي كبيرة، ويبدو آنذاك أن مقالة حادة أو عملا بعيد التأثير قد يرجحان الكفة".
أهمية هذا الأمر تنبع من أن المرشحين، في الأيام الأخيرة قبل إجراء الانتخابات، وتحديدا من هم في موقع صناعة القرار السياسي والأمني، يكونوا في ضغط وهم مستعدون للقيام بأعمال لم يخططوا لها مسبقا، إذا ما قدَّروا بأنها تزيد من احتمال فوزهم.
ايضا، فقد أثبتت التجارب التاريخية بأن أحداثاً قد لا تثير الانتباه في ظروف أخرى، لكن بفعل تأثيرها على المزاج العام قبيل الانتخابات، وتؤثر في نتائجها، تبقى في الذاكرة العامة. وضمن هذا الاطار اوضح بيلين بأن بن غوريون اختار في العام 1961، اطلاق صاروخ بحثي "شبيط 2"، إلى الفضاء قبل الانتخابات بوقت قصير، بهدف التأثير في نتائج الانتخابات التي تم تقديم موعدها في حينه، ومنع تراجع عدد مقاعد حزبه، (رغم انه كان سيفوز في الانتخابات في كل الاحوال، كما هو الحال الان مع نتنياهو)، لكن هذه الخطوة لم تحقق الهدف المرتجى منها في حينه.
ايضا، فقد كان لقرار مناحيم بيغن مهاجمة المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/ يونيو، قبل نحو ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الانتخابات، في الثلاثين من الشهر نفسه، نتائج مؤثرة في تعزيز مكانة حزب الليكود الذي يترأسه بيغن، رغم انه كان من الواضح منذ بداية المعركة الانتخابية تقدم تكتل المعراخ (العمل + مبام) على الليكود.
وبحسب بيلين ايضا، فقد كان للهجوم الذي شنَّه فلسطينيون على حافلة في اريحا في الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر، بالزجاجات الحارقة ومقتل أم وأبنائها الثلاثة، أثره لجهة فوز "الليكود" على العمل بفارق نائب واحد، في الانتخابات التي جرت في الأول من تشرين الثاني. والأمر نفسه ينطبق على انتخابات العام 1992، التي تقدم فيها حزب العمل برئاسة اسحاق رابين على "الليكود" برئاسة اسحاق شامير.
أما فيما يتعلق بنتنياهو وأدائه في حملته الانتخابية، والتي يعاني فيها من تدهور مكانته عما كان يؤمله ويسعى إليه، وتحديداً لجهة انزلاق الأصوات من "الليكود بيتنا" إلى كتلة البيت اليهودي المتطرف، يلاحظ أن ما يقدمه للجمهور الإسرائيلي لا ينطوي على أي آمال بآفاق تتصل بواقع أفضل لـ"إسرائيل" على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل يقتصر على المراوحة.. والحؤول دون تحقق التهديدات المحدقة بـ"إسرائيل".
ايضا، من أبرز ما يُميِّز الحملة الانتخابية الحالية، أن المرشح اليميني لرئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو، لم يحاول مخاطبة الشريحة الوسطية كما اعتدنا ذلك في الحملات الانتخابية السابقة. إذ كان مرشح وسط اليسار في حينه، يحاول أن يجنح يميناً كي يكسب الأصوات العائمة والمحسوبة على الوسط، نتيجة ضمانه لأصوات معسكر اليسار.. فيما يحاول مرشح اليمين، أن يجنح باتجاه اليسار قليلا، كي يجذب أصوات الوسط..
لكن في الحملة الانتخابية الحالية، قرَّر نتنياهو التوجه مسبقاً إلى ناخبي اليمين، بل اتجه نحو خطاب وأداء أكثر يمينية متخلياً عن الشريحة الوسطية.. ومن أبرز المواقف المجسِّدة لهذا التوجه إطلاق العنان للخطوات الاستيطانية، رداً على الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب.
ايضا، الهجوم الذي شنَّه نتنياهو، على زعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، اليميني المتطرف، أدَّى إلى استمرار انزلاق الأصوات نحو منافسه، لأنه لم يتعامل كحزب سلطة، بل قزَّم نفسه لمنافسة هذا الحزب اليميني الذي لا يستطيع أن يجاريه في تطرفه.. لأسباب عديدة.
14-كانون الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان