المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

قرآننا واحد.. ربّنا واحد.. ورسولنا واحد..


"آمل أن تنهض الشعوب الإسلاميّة وتتّحد بعد أن مزقتها دعايات الأجانب فإذا البعض منها يقف في قبال البعض الآخر". أمل أطلقه سماحة الامام روح الله الخميني "قدس سره" قبل عشرات السنين. وسعى جاهداً الى تحقيقه.


لقد عمل الامام على تحويل نقاط الاختلاف بين المذاهب الاسلامية الى نقاط وحدة وقوّة. فلمّا كان هناك اختلاف في الروايات حول تاريخ ولادة رسول الرحمة النبي محمد (ص) بين مذهبي السنة والشيعة، حيث يرى السنة أن يوم 12 ربيع الأول هو يوم مولد الرسول الكريم بينما يرى الشيعة أن يوم مولده هو في 17 ربيع الأول. قدّم الإمام رؤية جامعة. ودعا الى أن تكون الأيام الممتدة بين 12 و17 ربيع الأوّل أسبوعاً للوحدة الإسلامية.

من يراجع أقوال الإمام الخميني وأحاديثه يكتشف أن كان لديه هاجساً حقيقياً هو  وحدة المسلمين "فمشروع ايران في الوحدة الاسلامية هو مشروع جدي وحقيقي وينسجم مع أهداف الثورة الاسلامية. ذلك أن ايران تعتقد تماماً أن استعادة الشعوب الاسلامية لحرّيتها وكرامتها في مواجهة المخططات الأجنبية مرتبطة بحصول الوحدة"، الكلام لأستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي. هذا الاستنتاج الذي توصّل اليه يستند فيه عتريسي الى عاملين  "فالإمام الخميني دعا الى اعتبار فلسطين قضية اسلامية جامعة وكذلك الى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً للقدس العالمي، هادفاً في ذلك الى توحيد كلّ المسلمين في العالم حول القضية الأساس، والى توحيد الوعي حول فلسطين والقدس".



أما العامل الثاني فيتمثّل بتأسيس ايران "لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية بعد عام أو عامين من انتصار الثورة، وايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعقد مثل هذا المؤتمر السنوي وتحرص عليه وتناقش فيه قضايا الأمة الاسلامية".

مشروع الوحدة الاسلامية التي رأى فيها الامام الخميني ضرورة لبناء الأمة الإسلامية القوية، هو بحسب الأمين العام لحركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال شعبان  "مشروع قرآني وواجب الهي، فالذي أمر بالصلاة أمر كذلك الاعتصام بحبل الله"، الاعتصام والوحدة هي من أهم ركائز قوة الأمة، وما دعا الية الامام الخميني هو دعوة حق".

وفي مقابل مشروع الوحدة، يُعمل من قبل البعض على تنمية التيارات التكفيرية، والرافضة لمبدء الحوار والتقارب بين المذاهب الاسلامية. "هذا الأمر ليس جديداً" بحسب عتريسي الذي يلفت الى أنه "منذ انشاء حركة التقريب بين المذاهب الاسلامية في الأربعينيات في مصر، كان هناك رغبة مشايخ وعلماء الأزهر في هذا التقريب، وفي المقابل كان هناك بعض الأشخاص والعلماء الذين لا يريدون لهذا التقريب أن يحصل وكانوا يحرّضون من أجل الغائه وعدم استمراره".

وفي إطار العمل الغربي المستمر لتفرقة الأمة بهدف التمكّن من مقدراتها والسيطرة عليها. يؤكد الدكتور عتريسي أن "هناك دولاً في المنطقة تدعم وتغذي اتجاهات اسلامية لا تريد الوحدة ولا تريد التقريب بل تبحث في بطون الفتاوى والكتب عن استراتيجيات التكفير لكي تحرّم التعاون مع ايران"، ويستطرد بكلام الضليع بهذه الاتجاهات والتيارات: "تعتبر هذه المجموعات أن العدو الحقيقي للأمةا لذي هو اسرائيل هو عدو مؤجل وليس عدواً ملحاً على الاسلام والمسلمين، وهذه السياسات يتم دعمها وتمويلها من خلال الكتب والمؤتمرات والندوات".

كلام عتريسي يستفيض في شرحه الشيخ شعبان، ويقول "هناك عدو خارجي يريد لنا أن نتجزّء، التجزءة والتقسيم هي مشروع غربي، من أجل أن يستطيع أن يفرض سلطته على عالمنا، فلا أحد يستطيع أن يفرض سلطته أو رأيه على مليار وخمسمئة مليون مسلم الا اذا كانوا متفرّقين شيعاً وطوائف وأحزاب"، مضيفاً بلهجة المستنكر "هناك ضياع في البوصلة العامة لدى أمّتنا، هناك محاولة لصناعة أعداء وهميين مثل ايران".



ويقرّ رئيس تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله بمرارة أن "المعركة شرسة وتُستخدم فيها كل الأسلحة، حتى الأسلحة المحرمة، من خلال المس بمقدسات المسلمين، وهذا ما استشعر خطره آية الله العظمى سماحة الامام علي الخامنئي عندما أفتى بحرمة التعرض لمقدسات أي مذهب باعتبار أن الانصراف الى الكلام عن مقدسات هذا الطرف أو ذاك يؤدي الى اشعال فتنة لا يستفيد منها الا أعداء الأمة".

أمين عام حركة "التوحيد الإسلامي" يعتبر أن أساليب الغرب في احداث الفتنة تتعدد، فهي لا تستخدم النعرات المذهبية فقط، بل العرقية والقبلية والاثنية كذلك، وليبيا خير مثال على ذلك "فالكل في ذاك البلد يتبعون المذهب ذاته، لكن الغرب يحاول تفرقتهم على أساس النعرات القبلية".

أساليب الغرب في إحداث الفرقة بين المسلمين، تناولها كذلك الشيخ عبد الله معتبراً أن "القوى المستكبرة وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا كانت تعد خططاً بديلة لمواجهة مشروع وحدة الأمة الاسلامية"، ويضيف "إن أميركا مهّدت الطريق امامها عنذ غزوها العراق ليس فقط من خلال التسليح والقصف ولكن من خلال تسعيرها للفتنة المذهبية والعرقية بين العرب والأكراد والتركمان في ذاك البلد".

وفي سياق سعيه الى تدعيم وجهة نظره حول أهمية الوحدة، يلفت الشيخ شعبان الى أنه "حتى أوروبا التي اقتتلت فيما بينها بحربين كونيّتين، رأت أن مصالحها لا يمكن أن تتحقق الا بالوحدة، فأسست الاتحاد الأوروبي. وكذلك أفريقيا أسست الاتحاد الأفريقي ونحن أمة واعتصموا نختلف فيما بيننا على أتفه الأسباب".

وأمام هذه الهجمة الشرسة على امة المسلمين، يدعو الشيخ شعبان الى "البحث عن القواسم المشتركة فيما بيننا وهي تكاد تصل الى حد التطابق، فربنا واحد ونبينا وواحد وقرآننا واحد وقبلتنا واحدة وعدونا واحد وتاريخنا واحد، لنجمع كل المشتركات فيما بيننا من أجل أن نعزز مفهوم الوحدة في القرآن الكريم"، ويلاقيه في هذا السياق الشيخ عبد الله معتبراً أن "المسؤولية كبيرة على عاتق العلماء في تجاوز الخطر المذهبي، ونحن في تجمع العلماء المسلمين نعمل على مواجهة هذه الهجمة بما أوتينا من قوة".

وفيما يري الشيخ عبد الله أن إعادة ترتيب الأولويات لدى الأمة هو أمر ضروري، يشدد الدكتور عتريسي على أن "مشروع الوحدة والتقارب بين المسلمين سيواجه بصعوبات ومحاولات لافشاله داخلية وخارجية، وايران تدرك ذلك لكنها مستمرة في مشروعها وبرنامجها نحو الوحدة والتقارب".
23-كانون الثاني-2013
استبيان