المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

دزينة من محطّات الدماء للذكرى فقط!


الدكتور نسيم الخوري


تريدون العودة الى الحروب والفتنة ؟

إذاً إقرأوا وتذكّروا أيها الزعماء اللبنانيون:

1 - حرب السنتين (1975-1976) وهي حافلة بالأحداث القاسية والهجرات.

2 -الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان (آذار-مارس 1978) وكذلك أحداث الشمال في حزيران - يونيو من العام نفسه.

3 - الاحتلال الإسرائيلي الذي تخطّى جنوبي لبنان بدءاً من 1982 وأدّى إلى تدمير وهجرة كبيرة في بيروت الغربية وضاحيتها الجنوبية حيث تمّ حصارهما واجتيحت العاصمة بيروت، مما خلّف تدميراً هائل وصل الى قصر بعبدا!.

4 - حرب الجبل وهي الأحداث التي بلغت ذروتها في أيلول (9 - 14 أيلول 1983) وعمّت مناطق الشوف وعاليه وبعبدا والمتن، وقد أدّت إلى هجرات قسرية كبيرة، وتعتبر من أهم المحطات وأضخمها في خريطة الانهيار حيث وقعت أحداث الشحّار الغربي.

5 - موجة عنف شتاء 1984 وعرفت تهجيراً جماعياً واسعاً من مناطق الضاحية الجنوبية ورأس النبع بالإضافة إلى التدمير الواسع.

6 - أحداث شرقي صيدا في 26 نيسان - ابريل 1985 وخصوصاً في قرى صيدا وساحل جزين، ثم في 28 نيسان - ابريل من العام نفسه في إقليم الخروب حيث وقعت الأحداث  في ما تبقى من قرى الشوف.

7 - حرب الضاحية وهي الأحداث التي امتدت من 6 شباط فبراير 1984 حتى 1988 وشملت مناطق الضاحية الجنوبية وغربي بيروت.

8 - حروب المخيمات: وهي الأحداث التي نشبت في نيسان ابريل 1986 بين بعض الفصائل الفلسطينية من جهة، وحركة "أمل" وحلفائها من جهة أخرى.

9 - "حرب التحرير" التي أُطلقت في آذار - مارس 1989 وأدت بدورها إلى انهيارات وموجات تدمير وتهجير كبيرة لسكان غربي بيروت.

10- "حرب الإلغاء" (شباط - فبراير 1990) والتي كانت محطة فاصلة في تدمير وهجرات واسعة في إطار شرقي بيروت لم يخرج منها المسيحيون حتى الآن.



11- لازم الانهيار والتدمير في الجنوب التاريخ اللبناني المعاصر وخصوصاً بعد هزيمة العرب في حرب حزيران - يونيو 1967. وتُعتبر هذه المحطة من أطول و"أعرق" المحطات في تدمير الجنوبيين وتهجيرهم نتيجة الاعتداءات الاسرائيليّة التي ما انقطعت يوماً عن الجنوب والبقاع الغربي. وهي محطة كانت وما تزال في أساس الصراعات المحلية وتنافر المواقف والأعمال الحزبية التي تبقي الصراع مفتوحاً على أشكال التدمير.
    
12- إذاً شكّل مسلسل التدمير في الجنوب غلاف ملف هذه المحطات الواسعة حيث سبق تاريخ الحروب اللبنانية في الزمان والمكان وتجاوزها، فإن المحطة الأخيرة تتمثل بالمعارك العسكرية المتنقلة وحلقات الاغتيال والتدمير التي طالت اللبنانيين في رموزهم الممثلة للسلطات كافة. جاءت هذه المحطة تتوزع، إذاً على مختلف المحطات المذكورة تملأ "الفراغات" بما يناسب تركيز الساحة اللبنانية ليكتمل عقدها المتداعي خلال هذه السنين الطويلة وبشكل خاص في 12 تموز من الهجوم الإسرائيلي على الجنوب والبقاع الذي لم نتمكن بعد من مسح نتائجه على لبنان والمنطقة الإقليمية.

تحت هذه المحطات نعصر ملف الحروب ونصفّيها، لنبرز حجم الكارثة البشرية التي حصدت الآلاف، وهدّمت حضارة وخربت بلداً من بلدان المتوسط الراقية وكلّف إعادة إعماره مليارات الدولارات وخطاب منقسم ومتوتر في المديونية العامة. وتتناقض الأرقام في هذا المجال. فبينما نرى مثلاً أن "مسلسل العنف في لبنان بالتراشق بالقذائف المدفعيّة والصاروخيّة، ثم التحوّل إلى القصف العشوائي والتصفيات الطائفية والاغتيالات قد حصت 144.240 قتيلاً و184.051 جريحاً و17.415 مفقوداً و13.968 مخطوفاً و13.455 معاقاً بين 13 نيسان ابريل 1975 وأواخر 1991، وهي أرقام لا يدخل فيها عدد القتلى الذين سقطوا في المخيّمات الفلسطينية، ولا تدخل فيها آثار الغارات الإسرائيلية على المخيمات الفلسطينية، ولا غارات الطيران الحربي الفرنسي على مواقع حركة "أمل الاسلامية"، و"الحرس الثوري الإيراني" في "بوادي" في البقاع وغيرها.. كما حصدت أعمال تفجير 3641 سيارة 4.386 قتيلاً و6.784 جريحاً... الخ"، نرى من ناحية أخرى، وفي دراسة شاملة صدرت باللغة الفرنسيّة أن نتائج  الحروب اللبنانية جاءت على الشكل التالي: 71.328 قتيلاً أي 2.7 بالمئة من اللبنانيين و97.144 جريحاً، أي أربعة بالمئة، و9.627 مقاماً أي بنسبة 0.36 بالمئة من اللبنانيين، و19.860 مخطوفاً أي بنسبة 0.75 بالمئة منهم، بينما نرى في دراسة ثالثة أن الحروب قد أودت بحياة "مئة وخمسة وعشرين ألف شخص".

يُضاف إلى هذه الأرقام 750 ألف مهجر ومليون مهاجر في الفترة ما بين 1975 - 1991، أو في نظرة ثانية 125.360 أسرة مهجرة توصلنا إلى 680.980 نسمة مقابل 617.860 عدد الأسر المقيمة في لبنان من مجموع السكان المقدر بـ3.061.000 نسمة. وتذهب الدراسات إلى القول بأن اثنين من ثلاثة من اللبنانيين اقتلعوا لمرّة واحدة على الأقل من أماكنهم، بينما حصرت وزارة المهجرين العدد بـ355.604 مهجّرين.

لا يتضح كلام من هذا الوزن إلا إذا عرفنا أن 192 قرية وبلدة متوزعة على المناطق اللبنانية كافةً قد دمّرت وهجر أهلوها... بالاضافة الى بيروت الكبرى عاصمة التدمير حيث انهيارات الطوائف كلها وخصوصاً الموارنة والشيعة والدروز. وهذا الرقم هو بالطبع خارج العدد الذي يصل إلى 374 قرية جنوبية قصفت من أصل 461 قرية مجموع قرى ومزارع الجنوب أي بنسبة اجمالية 81.12 بالمئة.
يمكن القول إن آثار الحرب قد انعكست بشكل كامل على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والتعبيرية، وفجرت أزمات كبرى اجتماعية ونفسية لم يتخلّص منها المجتمع اللبناني بعد.

تريدون الحرب إذاً؟ اركضوا اليها!
01-آذار-2013
استبيان