المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

مسائية الأمة تخون صباحات القدس


طه حسين

مع غروب شمس الجمعة الماضي, وفي الوقت الذي كان آخر أنصار الأسير يغادر مسجد بلال بن رباح في عبرا, بدأ توافد أنصار الشيخ سالم الرافعي إلى مسجد التقوى لإحياء فعاليات " مسائية وحدة الأمة ".

" وحدة أمة – وحدة راية – وحدة حرب " كان العنوان الذي اختاره المنظمون لحفل حمل في مضامينه ما هو أبعد من اعتصام أو حتى اشتباك مسلّح. المسائية التي أراد منها المنظمون التبشير بانبلاج فجرهم, تصلح لأن تكون جرس إنذار لليل حالك الظلمة. ليل أمة تمتهن التيه وإضاعة البوصلة.

" ونحن هنا يجاورنا في صيدا إخواننا في الإسلام, أسود ليوث أمثالكم على ثغرة من الثغور متقدمة " يمهد الشاعر خالد المصري لقصيدته في " جهاد الشيخ أحمد الأسير في وجه الكفار الذين يدنسون أرض صيدا براياتهم الصفراء ". قصائد وأناشيد وكلمات مسجلة لفصائل وألوية المعارضة السورية أشعلت حماسة الحضور الذي قارب الألف شخص غالبهم من الشباب.

أما كلمة الرافعي فأعادت الحضور ليس إلى ما قبل نشوء الكيان اللبناني فحسب بل إلى عصر " الأغا " و " الأفندي".



أبو عبد الرحمن السوري يلقي كلمته المسجلة

" الحرب حربنا جميعاً والنصر نصرنا جميعاً, فالثبات الثبات النصر آت " يختم أبو عبد الرحمن السوري كلمة حركة أحرار الشام الإسلامية ممثلة ما يسمى بالجبهة الإسلامية السورية. باهتمام واضح تابع الحضور الكلمة المسجلة والتي عبر شاشة كبيرة أعدت للغاية.

الكلمة التي شكر فيها السوري أهل طرابلس الشام على مواقفهم, أكدت على وحدة المعركة وضرورة تكامل وتنسيق الجهود. وأملت بتحقيق النصر على أعداء الأمة لرفع راية التوحيد وتمكين الشريعة في بلاد الشام. كبّر الحضور عندما بشّرهم قائد "أحرار الشام" بإقامة دولة العدل والإسلام في كل أرض الشام. كما كبّروا عندما أشاد بصبرهم وثباتهم " أمام نفس العدو المتمثل بالمجوس والصفويين ومن لف لفهم " ؟!

الشيخ ابو راتب قائد ما يعرف بلواء الحق في حمص كان حاضراً عبر الشاشة ايضا. أبو راتب الذي لم يكن بحماسة السوري الخطابية, وجد بتفاعل طرابلس مع الثورة دليلاً على وهمية الحدود الجغرافية بين بلاد الإسلام. مؤكداً على وحدة الأمة وأنها باتت جسداً واحداً ولن يستطيع أحد بالتفرد في الإعتداء على أحدنا. أبو راتب شكر أهل طرابلس وعلمائها على مواقفهم, خاصاً بالشكر إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي.
 


الشيخ الرافعي وجانب من الحضور

بدوره رد الرافعي التحية بأحسن منها, منتفضاً على كل من أتاتورك والغرب الذي حارب الإسلام بأفكار بعثية, إشتراكية, قومية, ووحدة عربية. محيياً الجيل الذي شاء الله أن يبعثه من سوريا ليعيد للأمة كرامتها, ومحذراً جميع الحكام أن الإسلام زاحف إليهم وستسحقهم أقدام المجاهدين المسلمين وسينالون الخزي في الآخرة.
 
للحفل بالشكل والمضامين دلالات متعددة يمكن الوقوف عندها. من طبيعة الحضور وغياب عدد من الشخصيات إلى الفصائل والألوية التي كان لها كلمات في الحفل وطبيعة العلاقة معها, وصولا إلى مشكلة القيادة لدى الجماعات الإسلامية والسلفية في لبنان والخلافات والمشاكل الموجودة بينها. ولكن بعيدا عن الدلالات السياسية للحفل يمكن لنا أن نتوقف عند بعد آخر قد يكون أكثر عمقا وصدقا.
 
الرافعي استحضر في الخطاب مشاهدا من الأحداث السورية قال أنه أدرك من خلالها عظمة وحتمية انتصار الأمة. فتذكر كيف رفض الطفل السوري ابن التسع سنوات أن يقبّل صورة بشار الأسد, وكيف لم يحبط أم سورية موت ولديها مبدية استعدادها لتقديم أولادها فداءاً للثورة, وكيف أصر عجوزسوري على قول لا إله إلا الله.

هل نسي الشيخ الرافعي أطفال فلسطين؟ وهل حدّثه أحد عن فارس عودة عندما اندحرت الدبابة خوفاً من غضب عينيه ومن حجر في كفه اختصر البطولة؟ هل نسي الشيخ الرافعي آلام الجنوب وأمهات الجنوب؟ وهل حدّثه أحد عن تلك الأم التي قدمت جهاد وفؤاد وعماد على طريق فلسطين؟ هل نسي الشيخ الرافعي أن في لبنان رجال أذلّت إسرائيل, ومقاومة قدمت على مذبح كرامة الأمة شيخها وسيدها وعمادها وأبناءها شهداء ؟ مسائية الأمة خانت فلسطين وشاح قمرها بوجهه عن القدس.
 
مسائية الأمة ابتسمت مجددا لإسرائيل وأضاعت البوصلة. وتحاول استبدال مشاهد العز الحقيقية ببطولات وهمية ومعارك عبثية سرعان ما ستتحول عبئا ثقيلا على أصحابها.
04-آذار-2013
استبيان