المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

نبل والزهراء ... تحذيرات من كارثة إنسانية وسط استمرار الحصار عليهما!


علي العبد الله

عادت أنباء قريتي نبل والزهراء الواقعتين في محافظة حلب السورية إلى الواجهة الإعلامية عقب وفاة طفلين لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما، جوعاً جراء النقص الحاد في الطحين والمواد الغذائية بسبب الحصار الذي تفرضه المجموعات المسلحة على القريتين منذ أكثر من عشرة أشهر لا لذنب اقترفه سكانهما سوى أنهما يؤيدون النظام وبسبب انتمائهم المذهبي.

وفاة الطفلين بعد تدهور حالتيهما الصحية ونقلهما إلى المستشفى، دفع بأهالي القريتين إلى إطلاق نداءات استغاثة عاجلة تطالب بفك الحصار المفروض عليهما من قبل المجموعات التكفيرية المسلحة وعلى رأسها "جبهة النصرة ".

تدهور الحالة الإنسانية في كلا القريتين، دفع بقوات الدفاع الوطني المرابطة في القريتين ليل الاثنين الماضي إلى فك الحصار عنهما وتأمين المواد الغذائية، لكنهم تعرضوا لكمائن من قبل الميليشيات المسلحة أسفرت عن استشهاد احد عشر شخصاً وإصابة 50 وفقدان 7 آخرين.



خريطة تظهر موقع بلدتي نبل والزهراء

وأكد المستشار في محافظة حلب محمد غريب لموقع "العهد" الإخباري أن "القريتين مقبلتان على كارثة إنسانية حقيقية قد تدفع أهالي المنطقتين إلى أكل أوراق الأشجار جراء النقص الحاد في الطحين والمواد الغذائية"، مشيراً إلى أن "الحوامات المحملة بالمواد الغذائية لا تكفي لسد احتياجات القريتين في ظل وجود أكثر من 50 ألف نسمة وحاجة الأهالي إلى أكثر من 10 اطنان من الطحين".

وأوضح غريب (عضو مجلس الشعب السابق عن محافظة حلب) أن المسلحين المتواجدين في قرية تل رفعت يتحكمون بالكهرباء لكلا القريتين، وأما المياه فمن الصعب الحصول عليها في ظل شح المياه هناك والاعتماد الكلي على الآبار الجوفية التي تعمل على الكهرباء أو الفيول المعدومتين أصلاً".

معاناة القريتين لا تقتصر على الجانب الغذائي أو الإغاثي بل تتعداه إلى نواحٍ أمنية تتمثل باختطاف عدد كبير من أبنائهما حتى تجاوز عدد المختطفين أكثر من 200، في حين بلغ عدد شهدائهما نحو مئة وخمسين جراء استهدافهما من قبل المجموعات المسلحة بقذائف هاون، ومن بين الشهداء أطفال ونساء وشيوخ إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض كالجرب واللاشمانيا.

وأضاف غريب أن "علاقة القريتين بأهالي القرى المحيطة جيدة، إلا أن عناصر "جبهة النصرة" والمسلحين منعوا دخول الأدوية والأغذية إليهما وكذلك منعوا قيام مصالحة بين أبناء القريتين والقرى المحيطة رغم خوضهما أكثر من جولة من المفاوضات". كما اشار غريب إلى أن "المواد الغذائية كانت في السابق تدخل إلى القريتين عن طريق القرى الكردية المحيطة كقرى برج القاص والزوق والزيارة، ولكن للأسف تواطأت التنظيمات الكردية مع الحكومة التركية التي ضغطت عليها، وهو ما زاد من الضغوط على كلا القريتين".



وجدد غريب تحذيره من مخاطر وقوع كارثة إنسانية كبيرة في القريتين خصوصا بعد ردم بعض القنوات والثغرات التي كانت تأتي للقريتين بواسطة البلدوزرات الأمر الذي زاد من سوء الأوضاع الإنسانية فيهما".

بدوره ، أكد عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة حلب فيصل نجاتي لـ"العهد" أن "قريتي نبل والزهراء تُحاربان في لقمة عيشهما من قبل المجموعات المسلحة في الشمال الحلبي خصوصاً مناطق اعزاز وعندان وحريتان".

وأشار نجاتي إلى "صعوبة إدخال الطحين والخبز والمواد الغذائية وحليب الأطفال وكثير من الاحتياجات الإنسانية إلى القريتين"، مؤكداً أن "الحكومة السورية لم تقصر أبداً في إغاثة القريتين عبر إرسال طائرات محملة بالمواد الغذائية والطحين"، إلا أنه هذه "الطريقة غير كافية لان عدد سكان اهالي البلديتين يبلغ نحو 50 ألف نسمة ولا يمكن انزال الطحين الكافي لهذا العدد من الطائرات"، مشيراً إلى أن "نداءات استغاثة القريتين سمع عنها القاصي والداني خلال الأزمة".

وبيّن عضو مجلس الشعب عن محافظة حلب أن "معاناة أهالي القريتين كانت بسبب مواقفهما من الأزمة السورية وتجنبهما الدخول في صراعات مع المجموعات المسلحة المتواجدة في المحيط".
24-نيسان-2013
استبيان