المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

مئة شابٍ قوميٍ عربيٍ في مليتا: هرم أجدادنا وآباؤنا ليشهدوا هزيمة جيشٍ أخبرونا بأنه لا يقهر


آية صالح

لم تمرّ زيارة الشباب القومي العربي الى بيروت لحضور الندوة الشبابية العربية الثالثة "فلسطين وشباب الأمة" التي نظمها منتدى التواصل الشبابي العربي دون الحج الى قبلة المقاومين مليتا. شبابٌ من بلاد الثورة وما بعدها طلّقوا الإعلام المضلّل الذي زيّف الواقع لا سيّما صورة المقاومة في الوجدان العربي التوّاق الى النصر، واختاروا النزول الى الميدان حيث الواقع كما هو: مقاومةٌ هزمت من كان اقوى جيش في الشرق الأوسط، وكسرت مسلّمات الرجعية العربية القائلة بأن العين لا تقاوم المخرز.

الجزائر: مع فلسطين ظالمةً ام مظلومة

على ظهر دبابة ميركافا يذرف الأستاذ الجامعي هزرشي بن جلول احد قياديي الشباب القومي العربي في الجزائر دموع العزة والكبرياء، وكأن الجنوب حسباً ونسباً  اضحى نجل بلد المليون شهيد، "كيف لا، وصور أمين عام حزب الله وراياته تُرفع في بيوتنا، ومن حرر الجنوب في سنوات اضحى قاب قوسين او ادنى من تحرير فلسطين!".

عند الحديث عن القدس، يدير جلول رأسه تجاه الأراضي المحتلة، يلعن الأنظمة المتخاذلة مبدياً نوعاً من الرضا عن حكومة بلاده التي "تنصر فلسطين ظالمةً ام مظلومة" كما قال الرئيس الراحل هواري بو مدين، "يستحيل ان ينخرط اي مسؤول جزائري في مشروع ضد القضية الفلسطينية، فالجزائري يستلهم المقاومة من الانتفاضة الفلسطينية كما الفلسطيني يستلهم النضال من الثورة الجزائرية، لا يمكن ان نفصل بين النظام الرسمي والرؤية الشبابية والقضية الفلسطينية، هناك رؤية مشتركة بين النظام الرسمي الجزائري والقاعدة الشعبية".




ويضيف جلول ان بعض الأنظمة العربية "العميلة" انخرطت في تصفية القضية الفلسطينية، وفرّقت عوضاً ان توحِّد خدمةً لأجنداتٍ غربية مشبوهة مشيراً أن الجزائر انتُقدت كثيراً بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية وحركات التحرر العربي ضد الإحتلال الصهيوني، وهي لا تزال تُنتقد اليوم بسبب موقفها الداعم للقيادة السورية التي تشكّل رأس حربةٍ في الصراع مع العدو الإسرائيلي.

العراق: نحو منظومةٍ فكريةٍ عربية تقاوم تلك الصهيونية

مذهولاً يقف الكاتب العراقي فارس تركي محمود، عضو مركز الدراسات الإسلامية في جامعة الموصل، أمام الملحمة العسكرية التي سطرتها المقاومة في جنوب لبنان، هو لا يفهم كثيراً لغة العسكر كما يقول ولكنه واثقٌ "أننا اسيادها والميدان". المقاومة المسلحة بالنسبة إليه شرطٌ اساسي لأي قدرةٍ على النهوض في محاولة لتحرير الأرض من المحتل، لكن هذا لا ينفي ضرورة خلق منظومة فكرية ذات أبعادٍ: إقتصادية واجتماعية وثقافية لمواجهة المشروع الصهيوني الذي لن يقف عند حدود فلسطين. ويضيف محمود ان "ما تحقق من انتصار في جنوب لبنان يدحر ما تحاول الأنظمة العربية زرعه في عقول العرب على انه مسلمات، قالوا إن العرب لا يعرفون التخطيط، ها هم مقاومو حزب الله استطاعوا ان يخططوا ثلاثين عاماً لمشروع اتى أُكله وثماره اليوم، فانتصروا على الغدة السرطانية ومن خلفها أميركا التي لا تزال تمعن قتلاً وترهيباً وتمزيقاً للنسيج العراقي".

المغرب وتونس: لا كرامة لنبيٍ في قومه وستبقى فلسطين

أمام نصب الشهداء في مليتا يصلّي الحقوقي القومي العربي المغربي "مهدي السفياني"، إيمانه بأن كل شيء يُقهر وصل حد اليقين بعد انتصار حزب الله على أقوى جيوش العالم، وهذا "يزيدنا عزيمة أكثر نحن كشباب، رأينا بأم العين أن من عاث فساداً وقتلاً في الأرض خرج مذلولاً باكياً من ارض الجنوب، نحن لا شك منتصرون طالما ان هناك مقاومةً شريفة لم تغير بوصلتها يوماً عن فلسطين رغم كل الضغوطات والمؤامرات والهجمات الإعلامية العالمية عليها، من يرد الحقيقة فليأتِ الى مكة الثوار "مليتا،" من هنا تعلّموا كيف تتجلى الأخلاق، وكيف تُغنّى الحرية".


وعن الثورة "الضائعة" في تونس يتحدث طليعة شبابها محمد العماري "لم نشهد اي تغيير بعد الثورة في الموقف التونسي من القضية الفلسطينية، لا يزال يهود "اسرائيل" يحجون الى مدينة جربة التونسية وتحديداً إلى "معبد الغريبة". علاقة التطبيع مع الكيان أيام بن علي لا تزال جاريةً اليوم ، وهذا يطرح اكثر من علامة استفهام لا سيما بعد تزايد نفوذ المنظمات الصهيونية في تونس، وتعهُّد حكومة حركة النهضة بعدم تجريم التطبيع مع العدو الإسرائيلي". وأضاف العماري ان تونس تشهد شهرياً تحركاتٍ مساندة للقضية الفلسطينية  عبر وقفاتٍ احتجاجية امام المجلس التأسيسي للمطالبة بتجريم التطبيع، وتجدر الإشارة الى ان الشباب القومي العربي في الدول العربية ومنها تونس ممثلةً بوفدٍ على رأسه العماري، شارك في حملة الشباب القومي العربي لنصرة المقاومة الى غزة مباشرةً بعد عدوان 2012.

مصر والسودان: كُفّوا يد الأمريكان

هي المرة الأولى التي تزور فيها الطبيبة السودانية مهير احمد طه لبنان، أتت خصّيصاً لترى بأم العين الأرض التي لم تسمع عنها سوى في ابيات الشعراء وزغردات السلاح، زارت كل القرى المحررة، وفي مليتا توجهت للقبلة، فهنا "تطيب الصلاة". حروف فلسطين الدامية تموت حين تُقال، "نحن كشعب سوداني يجب ان نقدم المزيد للقضية الفلسطينية، وعندما سأرجع الى الخرطوم، سأشارك في تأسيس تجمّع شبابي طبي لدعم فلسطين". وتعلّل د. طه أسباب ما أسمته تقصير السودان تجاه القضية المركزية بالمشاكل الداخلية التي يعاني منها البلد الأسمر، فالكيان الصهيوني كان له اليد الطولى في فصل الجنوب عن الشمال لأن له مطامع اقتصادية ونفطية، والمواطن السوداني يختبر اليوم بؤساً وفقراً لم يختبره يوماً.

السودان ليس أفضل حال من مصر الثورة، فمدير المخيمات في الشباب القومي العربي وأمين التنظيم في التيار الشعبي المصري أحمد كامل البحيري يقول إن تغييراً لم يحصل على صعيد العلاقات المصرية الصهيونية بعد الثورة .

يوافق محمد اسماعيل القيادي في الحزب الناصري المصري نظيره البحيري، "فإزاحة مبارك تمّ بسبب ابعاد مصر عن دورها العروبي، ونتيجة الظلم الحاصل على غزة، ولكن بعد ازاحة مبارك وقعت مصر في فخ المؤامرة على الثورة وعلى الدور الحقيقي تجاه فلسطين، فالدور المصري بعد عدوان غزة الأخير وأد المقاومة الفلسطينية"، ويضيف القيادي في الشباب القومي العربي إن المقاومة في لبنان عرّت هذا الكيان الذي اتضح انه ليس سوى فقاعة، وإن النصر آتٍ لا محالة.


كما اعتبر ضياء الصاوي القيادي في حزب العمل المصري المقرّب من حزب الحرية والعدالة أن الثورة لن تنجح تماماً سوى بإسقاط اتفاقية كامب ديفيد وكل المعاهدات التجارية والسياحية مع العدو الصهيوني، ويضيف الصاوي بعد مشاهدته فيلماً يحاكي عمليات المقاومة الإسلامية تم عرضه في مليتا أن ما حصل في الجنوب هو نقطة التحول في الصراع مع العدو الصهيوني، "فرجال حزب الله هم طليعة التحرير، وهذا يؤكد ان المفاوضات والسلام لا تعيد ارضاً"، ساخراً من المبادرة القطرية التي قال إنها مبادرة استسلام و"تهريج، نرفضها رفضاً قاطعاً لأن الأرض لن يتم استرجاعها الا بالمقاومة".

فلسطين تشمخ مهرها البارود

بكلمات قائد قوات جبل عامل الراحل حيدر العاملي يعبّر محمد مواس القيادي في الشباب القومي العربي عن موقف شباب لبنان المقاوم من القضية الفلسطينية، "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، لا عبر مفاوضات ولا عبر بيع عقارات"، ويضيف مواس ان القدس مهما طال الزمان عربية وستعود، والمقاومة في لبنان اثبتت ان العدو لا يفهم إلا لغة القوة غير معوِّلٍ على من وصفهم بــ "عرب الخذلان الذين لا طاقة لهم لامتشاق الحسام منذ النكبة بل ويتآمرون يومياً على حق الشعب الفلسطيني في الحياة والأرض". وأضاف مواس ان قوات جبل عامل كجزءٍ لا يتجزأ من المقاومة التي حررت الأرض ستكمل ما بدأه حيدر العاملي ورفاق السلاح لاسترجاع اخر حبة تراب من لبنان "وفلسطين وكل الوطن العربي، لم لا؟".

وفي ختام زيارة الشباب القومي العربي الى مليتا، كرّم مسؤول الشؤون العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين الضيوف العرب على مأدبة غذاء في نادي الشقيف- النبطية.
17-أيار-2013
استبيان