المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

هكذا سقطت مدينة القصير وتحقق الانتصار


حسين مرتضى

هنا القصير المحررة، التي أسقطت بتحريرها، كل أحلام وأوهام المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها، فبعد نحو ثلاثة أسابيع على بدء العمليات العسكرية فيها، بسط الجيش السوري سيطرته عليها وبشكل مدوّ صباح الأربعاء، بعدما شكلت العمليات العسكرية فيها صدمة إدراكية للمجموعات المسلحة، التي فرّ مقاتلوها إلى قرية الضبعة في ريف القصير الغربي، تاركين جرحاهم وقتلاهم في المكان.


العلم السوري مرفرفاً في ساحة مدينة القصير

منذ يومين باشر الجيش السوري عملياته العسكرية المباغتة والسريعة، إنطلاقاً من الحي الجنوبي للمدينة، الهدف منها بسط سيطرته على الحي الغربي والجنوبي الغربي، وصولاً إلى وسط القصير، وخلق خط تماس جديد مع المسلحين في وسط حي التركمان بقلب الحي الشمالي من المدينة، ايذاناً ببدأ تطهير الحي الشمالي.

احرز الجيش السوري تقدماً سريعاً ومهماً في الحي الغربي والجنوبي الغربي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة، ووصلت القوات إلى وسط مدينة القصير وسيطرت على مبنى البلدية وانتشرت الوحدات العسكرية في أطرافه، وأصبح الجزء الأكبر من المدينة في قبضة الجيش.

هذا التقدم الميداني خلق ثغرة للدخول والسيطرة على وسط مدينة القصير، التي كانت تشكل المعقل الإستراتيجي لمسلحي جبهة النصرة، والخط الأمامي لهم للدفاع عن الحي الشمالي في القصير، الذي كان الجيش السوري يعتبره المعركة الفاصلة. بدأت معنويات المجموعات المسلحة تنهار، وسادت حالة من الهستيريا وانهيار شامل في صفوفهم، بعد وصول الجيش السوري إلى تلك المناطق بوقت قصير، حيث كشف الجيش السوري عن ضعفهم.


احد شوراع مدينة القصير

ليلاً، وبعد إحكام السيطرة على وسط المدينة، كان القرار باقتحام الحي الشمالي للمدينة، من 3 محاور رئيسية هي، محور الحي الشرقي نحو الشمال، محور وسط البلد من ناحية البلدية، ومحور آخر إنطلاقاً من المنطقة الغربية أي الحي الغربي، مع غطاء ناري كثيف على ما تبقى من معاقلهم، ما دفع مسلحي جبهة النصرة إلى الفرار فجراً نحو بلدة الضبعة، ليدخل الجيش السوري إلى الحي الشمالي، ويبدأ في تطهيره.

مصدر عسكري أكد لمراسل العهد بأن "العملية لم تنته بعد"، مضيفاً بأن "الجيش السوري يتجه لتطهير قرية الضبعة وقرية البويضة الشرقية وسائر القرى في ريف حمص التي يسيطر عليها المسلحون" معتبراً أن "إنجاز القصير كان إستراتيجياً بكل المقاييس".

وتشكل القصير موقعاً استراتيجياً بين عرسال والهرمل وشمال لبنان، مع حمص وطريق عام حمص دمشق وصولا الى الساحل السوري، لهذه الاسباب الاستراتيجية وضعت الدول الداعمة للمجموعات المسلحة ثقلها العسكري فيها، واستقطبت المقاتلين من الشيشان وأفغانستان والدول العربية والأجنبية، فكان الخطأ القاتل لها.


انتشار قوات الجيش العربي السوري في الحي الشمالي لمدينة القصير

ويعتبر هذا الانتصار الحاسم ضربة قاصمة للجهد الاستثنائي الذي بذلته المخابرات الأميركية والفرنسية والبريطانية والاسرائيلية والخليجية، للانطلاق من القصير، ليس للسيطرة على بعض المناطق الجغرافية في سورية، بل لتغيير وجه المنطقة، ومتابعة مشروعهم الشرق أوسطي الجديد، الذي فشل بعد انتصار 2006، وهذا كان أحد أهم أسباب الصراخ في الكيان الإسرائيلي، الذي أعلن في الرابع من حزيران/يونيو، أي قبل يوم واحد من السيطرة الكاملة للجيش السوري على القصير، من القناة الإسرائيلية الثانية: إنهم يفضّلون سيطرة "جبهة النصرة" و"القاعدة" على سورية بدلاً من بشار الأسد، لأن الأسد حليف وثيق لحزب الله وإيران، اللذين من أهم أهدافهما إزالة الكيان الإسرائيلي من الوجود.


مركبة تركها مسلحو جبهة النصرة

مفاجآت انتصار القصير، لن تكون الاخيرة، فبدء العمليات العسكرية على عدة محاور في حلب، سيعمق انهيار الوعي الادراكي للمجموعات المسلحة، بالإضافة إلى معركة القلمون، التي يحضّر لها الجيش السوري، لتأمين شريط حدودي يمتد بحدود 70 كيلومتراً مع لبنان، لتصبح الحدود السورية ـ اللبنانية آمنة، ما سيؤدي إلى تخفيف التوتر الحاصل في لبنان، وفرض الواقعية السياسية والداخلية والدولية، ولا سيما أن هذه العملية هي محطة وسيتبعها الأهم، وربما ستعجّـل في الحل السياسي، كون إنجازات الجيش السوري هي التي تحكم وتتحكم بكل مفاصل الحل في الحرب على سورية.


دبابة للجيش العربي السوري في احد شوراع الحي الشمالي


توزيع حصص تموينية في القصير

تصوير :موسى الحسيني
06-حزيران-2013
استبيان