المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

عزمي بشارة : بوق للامير


بثينة عليق

بدا واضحا ودون أدنى مجال للشك أن المفكر العربي عزمي بشارة توج مسيرته الفكرية والثقافية بصورة  وسمة جديدتين سيكون من الصعب تخطيهما. في آخر إطلالة تلفزيونية لبشارة وعبر قناة الجزيرة ظهر المثقف العربي بوقا للاميرين القطريين الاب والابن. تبرع بتعداد "مزايا الامير المتنحي . وعلى طريقة  شعراء البلاط يصف بشارة الامير حمد" بالفارس الذي ترجل"  والذي رفض ذكر انجازاته الخاصة  فتولى المهمة الابن الوريث. وهو ما يعتبره بشارة " غير مألوف عند العرب". لم يوضح بشارة وجه الغرابة وعدم الالفة في ان يكيل الوارث الابن المديح لأبيه المورث مع العلم ان الحالة قد تكون احدى صفات العرب الاجتماعية والسياسية .

وعلى طريقة مثقفي الانظمة البائدة في العالم العربي (والتي نظر بشارة للثورة عليها) احب بشارة ان يعرف الجمهور العربي بخصوصية العلاقة التني تجمعه بالامير حمد فذكر حديثا جرى بينهما واصفا العلاقة بالصداقة وطرفيها (بشارة  نفسه وحمد) بالاصدقاء . طالب بشارة بانصاف الرجل الذي حقق قفزة نوعية لبلاده وتحديدا من خلال صناعة الغاز. نعم اكد بشارة على "الصناعة " خاصة ان الناس برأي المفكر العربي الشهير " يظنون ان النفط يقطف عن الشجر " .



اما عن الامير الجديد فما فعله المثقف بشارة بكل بساطة هو مبايعته. لم يختلف تصرف بشارة عما قام به الشيخ القرضاوي. ولكن مقابل المبايعة العلنية والمباشرة للاخير احب بشارة التمايز بالاسلوب.. فخطاب الامير" خطاب حكم ". انه "كلمة يفتتح بها عهدا جديدا". ما المقصود بالعهد الجديد ؟.يحاول بشارة ان يشرح لنا اننا امام حالة مختلفة وامراء مختلفين لأن العهد الجديد هنا في قطر يعني  "جيل جديد وليس سياسة جديدة".  هكذا ينكفئ المفكر والمثقف و"منظّر" الثورات والديمقراطية الى حدود مروج يقوم بالتسويق لصورة الامير الجديد.  تميم هو "اصغر قائد عربي " ولديه صفات كريمة اهمها "الوفاء" و"التواضع" ويتحدث لغة تحتاجها الشعوب العربية .

المفكر العربي عزمي بشارة يقحم عزمي بشارة المشاهدين في خلط للسياسي بالعاطفي بالقيمي على نفس الطريقة العربية التي طالما انتقدها وحاربها عزمي بشارة . لكنه لا ينسى ادواته  الضرورية كمثقف فالمطلوب توجيه النقد ولكن هذه المرة وبالنسبة للاميرين وتجربتهما يضع بشارة مواصفات محددة للنقد. "المطلوب نقد دون المبالغة". ماذا يقصد منظر الديمقراطية؟ ما هي الحدود والضوابط التي تجعلنا نميز النقد المقبول من النقد المبالغ فيه؟ لا جواب ولا توضيح .

اما المختلفين مع المشيخة القطرية وامرائها فيمارسون " فجورا بالخلاف ". مرة جديدة لا يشرح لنا بشارة متى يكون الخلاف فاجرا ومتى لا يكون . وعن الاسئلة المنطقية والطبيعية التي يطرحها اي صحفي او متابع او معلق ناهيك عن المثقف والمفكر حول خلفيات واسباب ودوافع الخطوة التي قام بها حمد فهي برأي بشارة " نسج خيال الى حد الاحساس بعدم الموضوعية " . امر طبيعي اذا اضفنا توصيفا جديدا لم يسبقه اليه احد اغدقه على الخطوة " انها رسالة انسانية " يقول بشارة.

كل هذا لا زال مقبولا اذا ما قارناه بالقنبلة الفكرية التي تمخض بها عقل بشارة حول موضوعه المفضل والذي يشكل حقل تفكيره وتنظيره "الديمقراطية " . اخر نظريات بشارة ان "الديمقراطية غير مطلوبة وغير ضرورية في بلد مثل قطر" لماذا ؟ "لانها مشيخة وفيها اقتصاد ريعي والبنية اهلية والولاءات اسرية والمجتمع متماسك "ما يعني ان" المطالب ستكون من نوع اخر وليس مطلب الديمقراطية" !!!
لم تنته الاطلالة الاعلامية عند هذه الحدود .اراد بشارة ان يستغلها الى ابعد الحدود لايصال بنات افكاره . ولانصاف من يتعرض "للتحريض "هذه الايام. "الجزيرة ".

برأيه "الجزيرة قناة تعددية" ، تقدم الواقع  والرأي الاخر". هو وحده له حق ان يتحدث عما لا يعجبه  فيها مثل "الدوز الزائد باللهجة الاسلامية" .اما الانتقادات التي يقدمها غيره حول اداء الجزيرة الذي بات الموضوع الابرز على الساحة الاعلامية في العالم العربي والعالم اجمع  فهو  "نوع من التحريض" .

يستوقفه المذيع عند استرساله في مدح القناة ويدعوه لوقف " التغزل بالجزيرة" الا ان بشارة يأبى ويصر على استكمال مهمته التسويقية والترويجية. اداء يذكر بجملة وردت في خطاب الامير الجديد حول " الثروة التي قد تفسد الافراد اذا وصلت الى ايديهم". محق الامير الصغير في عبارته . يبدو ان الثروة تفسد الاشخاص وتفقدهم المنطق السليم حتى لو كانوا برتبة "مثقف " او "مفكر ".
01-تموز-2013
استبيان