المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

القدس، إن حكت..


ليندا عجمي

يا دَّهْرُ ما بال ألحاني لا تشدو بغير الحسراتِ،
تبحر حول عمري وما تأتي بغير العبراتِ،
تبكي أيامي، تشكو آلامي، تنعى آمالي، ترثي أحلامي..
فأحزاني دائمة تبقى قبلتي، سبعاً أطوف حولها، وأراها كعبتي.
يا دَّهْرُ هذي آل صهيون قد صفدوني بالقيود،
لم يتركوا لي إلا دموعي وجروحي هاهنا بين الجنود،
وأمتي بين يتامى وأيامى وثكالى تتلظى نار الجحود،
ضاقت الدنيا عليّ كلها مع الوجود..
ظلمهم ليس يزول، شمسي لاقت أفول،
ليلي صار يطول، قد سبوا مسرى الرسول..
بعثروا كل الأمل، يومها الخير ارتحل،
قتلوا كل الأهل، مزقونا في الديار وفي البلاد وفي الدول.


أيا دَّهْرُ.. ماذا بعد، هل تسل؟
قبل أن يسدل الموت وشاحه، يفتح القلب لحالي بعضاً من جراحه،
قد نست أمتي كل طيب وسماحة، بات فيها كل يوم للموت ساحة،
يمموا وجهاً شطر أمريكا بوقاحة، تشدقوا بالباطل جهراً وعهراً بفصاحة..
جردوا سيفاً على نحري انتظر، جور ذوي القربى على الناس انهمر،
تسلل الحقد فينا وعبر، وعن ثأرٍ وثورة في كل ميدان خبر.
أمسى إسلامنا فينا رهين، يشتكي جرم السنين، كوننا صار حزين،
نشتكي في كل حين، ظلمنا فينا قرين، ضعنا إذ صرنا بلا هادٍ أو معين..
دَّهْرُ قد أذاقونا الهوان، دَّهْرُ في كل مكان،
دَّهْرُ قد ضاع الأمان، كفرهم في الناس بان، إذ غدا الحق مهان.

أيا دَّهْرُ.. وماذا بعد، هل تسل؟
جراحنا بخير، أحزاننا بخير، أوجاعنا بخير، آلامنا بخير، وظالمنا يا دَّهْرُ ما زال بخير.

لكن،
دَّهْرُ، مهلاً...
صبراً، عهداً، وعداً..
لن نهوي إنكساراً، لن نمنح للظالم انتصاراً..
فأنا القدس!
من طلب للدين سلامة، من رام عزاً فأنا والله العلامة..
كلما أدبر زمان وجاء الزمان فأنا للحق والباطل جولة وامتحان..
برص الصفوف سيكون المعول، فعهد الشقاق سيتحول
جميعاً سيرجعون، إلي سيؤوبون، عندي سيتوبون، على كتفي سيتكئون،
وفي حضني سيتلون أفعال الندامة ويرتلون آي القرآن والإنجيل، ومعاً سيصلون.

صهيون تأمل،
إن ثملت جراحي من دماء الشهداء ودموع الأنبياء،
فإن قيود أسرك يا سجان، تبقى فعال الجبناء..
فتبت يداك وتب... ستصلى نار ذات لهب،
قريبا تنتحر القيود والشمس ستشرق، والصخر بنصري حتماً سينطق،
فأنا موتٌ لكل جائر، لن أستيكن، وهل مات ثائر؟
02-آب-2013

تعليقات الزوار

استبيان