المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

جميعنا.. ستبقى القدس تجمعنا


ليندا عجمي

حتى تبقى قِبْلَةً، ييمّم المجاهدون وُجُوهَهُمْ شَطْرَها، فيستدلون على صلاح سيرهم ومسيرهم على هدي نورها..
وحتى لا تُبعثر ذاكرة الشعوب أو تهود وتسبى المقدسات وتشرد، ولتبقى الأمة بنياناً متراصاً ومتماسكاً، يوحدها هدف مشترك ويجمعها حلم واحد..
لكل هذا، وأكثر.. أعلن الإمام للقدس يومها العالمي.. لتبقى القدس تحت لواها تجمعنا.


فلسطين، ستبقى شعلة وإن خبا بعض نورها..

"إلى آخر سلم الأولويات، وفي أسفل درجات الاهتمام باتت القضية الفلسطينية اليوم، فهي تراجعت في كل العالم العربي في زمن ثوراته، وذلك خطيرٌ جداً"؛ بهذا الاستنتاج يلخّص عضو القيادة السياسية في حركة "حماس" محمود الزهار الواقع العربي الراهن. برأيه، بعض الأنظمة العربية المتخاذلة - التي ما وقفت يوماً إلى جانب فلسطين والفلسطينيين - تعمل سراً وعلانية على كيل الاتهامات وتلفيقها للمقاومة للنيل من قداستها ونهجها وخيارها وإنهاء القضية ولتعويم مشاريعها التسووية والتنازلية وبث الروح فيها.


موقف الزهار يؤيده كل من إمام مسجد القدس في صيدا فضيلة الشيخ ماهر حمود، ومسؤول "الجبهة الشعبية- القيادة العامة في لبنان" أبو عماد رامز مصطفى. يعتبر الأخير أن كيان الاحتلال يحاول جاهداً من خلال أدواته في المنطقة طمس القضية الفلسطينية وتصفيتها ووأد ذكرها، مستشهداً بزيارات المبعوث الأميركي جون كيري المتكررة لفرض تسوية مشبوهة على حساب ثوابت الحقوق، ويتابع "العدو يجهد دوماً لتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ وتفتيت المنطقة إلى دول إثنية وطائفية ومذهبية ليسهل عليه تمرير مخططاته".

أما الشيخ حمود فيشدد على دور "أجيال المستقبل في إعادة الأمور الى نصابها الصحيح بعد ضياع المعايير واختلال الموازين في منطقتنا، فالأميركي يقسّم الأمة خدمةً لربيبته إسرائيل"، ويناشد العرب والمسلمين التوحد والتنبه للمخططات الصهيو- أميركية والوقوف بوجهها ودفع شرورها، وهضم حقوق الفلسطينيين ليس سوى أحد تجلياتها.

يرى الزهار أن تشرذم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وتشتت صفوفهم بين القطاع وضفته يعود إلى التعاون الأمني للسلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي ونتيجة سياسة المفاوضات العبثية والتنازل عن الأراضي، وهو ما يساهم بشكلٍ كبير في التلكؤ عن حماية القدس ومنع الإمعان في تهويدها، وإذ يذكّر بأن الأنظمة العربية ساهمت في احتلال فلسطين بشكلٍ أو بآخر، ففي العام 1984 عجزت هذه الأنظمة عن تحرير ما اُحتُل من الأرض الفلسطينية، وفي العام 1956 توسعت رقعة الاحتلال، أما العام 1967 فقد شهد ضياع البقية الباقية من فلسطين، يؤكد الزهار أن المشكلة ليست في الأنظمة العربية وحدها ولا شعوبها، المشكلة اليوم في الشعب الفلسطيني نفسه الذي تم تحييد جزء كبير منه وقتل أمله وكي وعيه، فتنازل عن حلمه في تحرير أرضه وعودة أهله.


محمود الزهار

يقرّ الزهار بأن "القضية الفلسطينية تمر راهناً بأسوأ مراحلها، فليس هناك من يعيش همها في قلبه وعقله حقاً، ويحمل واجبها على عاتقه فعلاً، فعلى التراب الفلسطيني الشعب منقسمٌ ومتفرقٌ بين شيعٍ وأحزاب، وخارج الحدود تعيش الشعوب مشاكلها وتواجه محنها وهواجسها وتنشغل بشؤونها وشجونها، وهذا ما يجعلها بعيدة عن الاهتمام بما يجري خارج حدودها، وإن كان الأمل باق بقدرة الشعوب على تجاوز معضلاتها الداخلية يوماً والعودة إلى الحلم الجامع في قدس فلسطين.

للقدس كل أيامنا والساعات..

ويعتبر مصطفى أن أهمية يوم القدس العالمي الذي أطلقه الامام الخميني(قده) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تكمن في توعية الأمة وتذكيرها بأن لها قضية ومقدسات مغتصبة، وعليها واجبٌ شرعي وأخلاقي وإلهي يجب التمسك به وأداء حقه، حق وواجب باقٍ حتى تحرير الأقصى الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين من دول الشتات إلى الديار، مناشداً الجميع نصرة فلسطين العربية الإسلامية والمسيحية في ظل سياسات التهويد اليومية.

أما الزهار فيؤكد بدوره أن "القدس ستبقى في وجداننا حاضرة في كل لحظة، فنحن نراها في الاعتقالات والاعتداءات والاستيطان والتهديدات المتواصلة، وهي ستبقى همنا وشغلنا الدائم. فالفلسطينيون يحملون هم القدس دقيقة بدقيقة وما نسوها يوماً"، ويتابع "من الجيد والمفيد أن يكون هناك يوم خاص للتذكير بالقدس".

ويضيف الشيخ حمود إلى رأي القيادي الحمساوي ان "يوم القدس مناسبةٌ عظيمة لنشر الوعي والإرشاد إلى مكانة ورمزية المدينة"، ولكنه يشدد من جهة ثانية على لزوم عدم الاكتفاء بالتذكير والإحياء لهذه المناسبة، بل اعتبار هذا اليوم جزءاً من المنظومة الاستراتيجية للمقاومة، مؤكداً على أهمية إعادة تأهيل الأمة سياسياً واجتماعياً وثقافياً والابتعاد عن الخلافات الداخلية بين الشعوب للوصول إلى تحقيق التحرير والنصر.



الشيخ ماهر حمود

لتبقَ القدس بوصلة الجهاد والمقاومة الحقيقية..

تستدعي الأحداث الجارية في أكثر من دولة من دول العالمين الإسلامي والعربي وقفة وفاء تضامنية مع قوى المقاومة في محور الممانعة، بدءاً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية وصولاً الى لبنان وفلسطين. بحسب مصطفى "واجبنا كقوى مقاومة وأحزاب وطنية وقومية إعادة البوصلة نحو القدس وتحطيم ما عداها، لأن من يتخلى عن فلسطين فهي بدورها تتخلى عنه، هي لا تأتي إلى أحد والجميع يأتي اليها، وتدير ظهرها لمن يدير لها ظهره".



 أبو عماد رامز مصطفى

من جهته، لا ينسى الزهار التأكيد على متانة العلاقة بين حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" وحزب الله، ويقول "علاقتنا مع حزب الله طيبة وفي برنامج المقاومة خصوصاً، وإن كان الطرفان منشغلين بمشاكلهما الداخلية فهما يشتركان في رؤاهما الاستراتيجية"، والقدس طبعاً على رأس أولويات هذه الاستراتيجية.

يشدد القياديان الفلسطينيان على أن القدس لن تعود الا بالمقاومة ونهجها وسلوكها وسلاحها، ويحرصان على تأكيد أهمية التفاف الفلسطينيين أنفسهم حول بعضهم بعضا، سواء أكانوا في الضفة الغربية وغزة أم في بلاد الشتات، ويشيران إلى أهمية حماية المقاومة وصون إنجازاتها حتى لا يخسر الشعب الفلسطيني ما انتزعه بفعل تضحيات مقاومته وعلى درب جهادها بعد انشغال شعوب المنطقة بمشاكلها، من دون أن يغفل مصطفى عن توجيه شكره والثناء إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية نظراً لمواقفها الداعمة للمقاومين في غزة على طريق تحرير القدس.

المقاومون أنفسهم يتوجه إليهم الشيخ حمود بالنصح "اصبروا وصابروا ولا ينبغي لكثرة المتآمرين ولصراخ المتخاذلين أن يصدكم عن استمراركم في الصمود في وجه المحن والبلاء، إذ قدمتم للأمة من فلسطين إلى لبنان إلى كل البقاع أمثولات رائعة في العزم والتحدي، وهو ما يجب أن يستمر فيكم حتى يتم الله نوره ويأمر بنصره وتحرير أرضنا المقدسة"، ويقلل من أهمية "الهجوم المبرمج على سلاح المقاومة، فهجمات التضليل تضرب جذورها عميقاً في الزمن ليس بدءاً من التبخيس بسلاح رسول الله في بدر إلى اليرموك وصلاح الدين، والتاريخ مليء بشواهد من أمثال هؤلاء المنهزمين الذين يريدون تغيير الهويات وحرف البوصلات، لكن الإصرار على الاستمرارية والثبات على المواقف وصون الإنجازات سيعوض عن ذلك بإذن الله".

رغم سوداوية المشهد الذي تعيشه المنطقة وحالات التمزق والفرقة والشقاق، تجمع الأطراف الثلاثة على أن فلسطين ستبقى بوصلة العرب والمسلمين مهما بلغ مستوى الاقتتال الداخلي والمشاكل القطرية لشعوب الأمة، إذ أقسم الدهر في كل مكان وفي كل البقاع أن تبقى القدس أنشودة الثائر واللحن الصابر، تنير العارفين، وتثير النصر فينا!
02-آب-2013

تعليقات الزوار

استبيان