المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

"الجعبري": البندقية بلا ثقافة تقتل ولا تحرر



اليوم الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد أحمد الجعبري، كان لموقع المقاومة لقاءات
خاصة مع زوجة الشهيد وولده وبعض أحبائه




وليس على من يودّ زيارة معْلمٍ يشير إلى العزّة الفلسطينية البحث عن المتاحف أو معارض الصور، بل الذهاب إلى بيوت الشهداء، أو حتى الانتباه قليلا إلى اللافتات في الشوارع.

هاني ابراهيم - غزة - خاص موقع المقاومة


قبل عام من الآن كان عدوّ غزة اللدود (إسرائيل) في موعد مع "ثمانية أيام حسوما"، انطلقت شرارتها بقرار الاحتلال استهداف "رئيس أركان حركة حماس أحمد الجعبري".

ورقة شاليط
طوال سنوات لم يتسنّ لـ(إسرائيل) اغتيال الجعبري، فهي إن استطاعت الوصول إليه في بعض المراحل كما ادّعت، كانت تقف عاجزة عن إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق صواريخها، لأن "أبا محمد" كان يمسك ورقة اسمها "جلعاد شاليط"، فضلاً عن احتياطات الرجل الدقيقة.
شاليط الجندي الإسرائيلي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية وتحفّظت عليه خمس سنوات، إلى أن وافقت (إسرائيل) على إطلاق ألفٍ من الأسرى مقابل الإفراج عنه، ومن كان الذي يتعهد بسلامة شاليط وكشف مصيره طوال أسره سوى أحمد الجعبري؟
حتى خلال جولات المفاوضات غير المباشرة بشأن شاليط، لم يأمن الجعبري الجانب (الإسرائيلي)، بل في بعض اللحظات التي كانت تكبر فيها التفاصيل خلال المحادثات كان يردّ على مسؤول في حكومة غزة بالقول مشيرًا إلى الإسرائيليين: "خليهم يخبطوا راسهم في الحيط"، وفق قول غازي حمد وكيل وزارة الخارجية.


هذا العناد "القسامي" أينع بعد سنوات الحصار والحرب الأولى في كانونيّ 2008-2009 أولى ثماره، وهي خروج عشرات الأسيرات الفلسطينيات مقابل شريط فيديو متقنٍ أمنيا، للدلالة على أن شاليط لا يزال حيّا ولم يمت في القصف الإسرائيلي العشوائي والمكثف.
ورغم الصلابة التي كان يتمتع بها الرجل فإن زوجته تشير إلى أن وصوله البيت كان يعني عرسًا للأطفال فيه، فيهجمون عليه لاحتضانه بعد غيابه في عمله الجهادي، ليقضي معهم مدة قصيرة لا تخلو من قراءة القرآن والصلاة جماعةً معهم.
وكانت (إسرائيل) تُشِيع أن القياديين الفلسطينيين يرسلون أبناءهم للتعليم خارج فلسطين حتى لا يلاقوا مصير آبائهم، ولكن زوجة الشهيد الجعبري ترد قائلة إن أبا محمد قدّم قبل روحه فلذةَ كبده "محمد" واثنين من إخوانه في سبيل الله وفلسطين.
رغم ذلك تشير أم محمد في حديث خاص بموقع المقاومة إلى أن الشهيد الجعبري كان حريصًا على أن يكون أبناؤه من المتعلمين، "لأن البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، وهو نفسه أراد أن يكمل تعليمه لولا الظروف الأمنية". وتضيف: "كان يدرك أننا في مرحلة متقدمة من مواجهة العدو، فلم يخلُ لسانه من الربط بين العلم والجهاد"، لافتة إلى توصيته الدائمة لأبنائه بالحرص على الصلاة وخلق التواضع.

الصفقة والاغتيال
بعدما وصل "علية القوم" في (إسرائيل) حائطًا مسدودًا كُتبت عليه معادلة مفادها: "شاليط مقابل أسرانا"، أيقنوا تمامًا أنه لا خلاص إلا بالرضوخ لمطالب حماس وعقلها العسكري، الجعبري، وفعلا كانت الصفقة الكبيرة في 2011م، ليصبح علية القوم أذلتها.
ولا يغيب ذلك المشهد الذي شدّ فيه أحمد الجعبري يد شاليط عِيَانًا أمام الكاميرات ليسلمه إلى الوسيط المصري، بعد مناورة ذكية لكتائب القسام في تمويه خروج الجندي الإسرائيلي من مكان أسره.
(إسرائيل) لم تستطع أن تبقي فاتورة الحساب مفتوحة، فقررت بعد أقل من عام واحد اغتيال الجعبري كما اعتادت في استهدافها المنهجي للقيادات الفلسطينية منذ عقود، ولكن الذي لم تحسب حسابه أن نائب المسؤول الأعلى في "القسام" كان قد أعدّ جنوده للردّ على أي اعتداء.
في المقابل، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية على تعدد أسمائها وعلى رأسها سرايا القدس شاركت في الردّ، وما إن أتى اليوم الثاني من الحرب حتى قُصفت عاصمة الكيان (تل أبيب)، ثم استهدف مكان بالقرب من مبنى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في القدس المحتلة.
في عيون أحبته
تقول زوجة الشهيد أحمد الجعبري: "بيتنا كان مفتوحًا للناس طوال أسبوع، فأبو محمد استشهد بعد عودته من بيت الله الحرام بأربعة أيام، كان كالمودعين بأقواله وأفعاله، فهو استقبل المهنئين من عامة الناس على غير عادته". وتكمل: "كان تلقي خبر استشهاده صعبًا جدًا، ولكنني شعرت بالفخر والاعتزاز لأني زوجة هذا الرجل الذي قاتل (إسرائيل) حتى آخر نفس".
كذلك فإن ابنه معاذ لا يقل عن والدته شعورًا بالفخر حين يقول :"أحدق نظري في صورة والدي المنتشرة في غزة، ولاسيما عينيه، فأشعر دائمَا بعزة النفس".



ويتابع لـ"موقع المقاومة": "هناك موقف يتكرر معي دومًا حين أعرّف نفسي أمام الناس، فينتبهون إلى أنني ابن أحمد الجعبري، الأمر الذي يجعلهم ينظرون إليّ باحترام وتقدير، لذا أتمنى من الله أن أكون عند حسن ظنهم".
من ينظر اليوم في عيون الأسرى المحررين خلال تلك الصفقة، يرى فيها كلمات الامتنان والرحمة على روح الجعبري، بل إن غزة كلها تزينت بصور المقاومة تعلوها نظرات "أبي محمد" الواثقة حتى اللحظة الأخيرة بالنصر.


ومع تأملٍ قليل في نظرات الناس تجد نفسك في ضيافة "غزة الجعبري.. غزة المقاومة"، وإلا فلم جاء المسير العسكري الأول لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى بيت الجعبري وفاء له؟.

من هو رئيس أركان حماس؟
 


هو أحمد سعيد الجعبري "أبو محمد" من مواليد العام 1960 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة يافا. أطلق عليه الاحتلال لقب رئيس أركان حماس.
كان قد سجن العام 1982عند الاحتلال الصهيوني بتهمة إلقاء قنبلة على جيب، فأمضى 13 عامًا في السجون، ثم أفرج عنه العام 1995. كلك اعتقل في سجون السلطة عامين.
حاصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية في غزة، وكانت آخر وصية لابنه معاذ قبل يوم واحد من استشهاده أن يدرس في كلية الشريعة والقانون، الذي وصفه بأنه "تخصص ممتاز".
14-تشرين الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان