المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

أين "رامز" حرب؟


هاني إبراهيم - غزة


"أين رامز حرب أينَ.. ليته في الحاضرينَ"، على النغم نفسه وكلمات الشهادة المتكررة من الجنوب إلى الجنوب تتساءل عيونُ كثيرين في غزة عن شهيدٍ حضرت ذكراه السنوية الأولى (19/11/2012).
من جنوبِ لبنان شمالَ فلسطين المحتلة حتى جنوبها في قطاع غزة خطّ المقاومة واحد، ولكن هذا الخط لم يشهد على كثيرين ممن تميّزوا بقلمٍ يكتب وكاميرا تصوّر وبندقية تقاتل في آن واحد، ومن أبرزهم الشهيد رامز حرب.
مسيرته الجهادية طويلة، وكان قد ابتدأها خلال الانتفاضة الأولى بالعمل ضمن خلايا القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" الجناح العسكري السابق لحركة الجهاد الإسلامي.
مع بداية الانتفاضة الثانية أكمل المشوار وتدرج في العمل من جندي إلى أمير سرية ثم أمير كتيبة حتى صار مسؤول جهاز الإعلام الحربي في سرايا القدس التابعة للجهاد أيضًا.
مع التفاتة قصيرة إلى صوره المعلقة يمينًا ويسارًا في بيته، تتراءى أمام الناظر حالة من الهدوء والثقة بالنفس، وهو هدوء لا يؤشر - بأي حال - إلا على قوة الشكيمة وحسن التخطيط.
مهمة الشهيد رامز الذي ترقى من العمل الميداني إلى الإعلامي ليست سهلة، فهي، على ما يرافقها من المخاطر، صوتُ المقاومين من الأرض إلى الفضاء، حتى يسمعَ العالم كلمةَ الرصاصة، ويرى جنودَ النخبة الصهاينة وهم يهزمون على أعتاب غزة.
لم يتحمل الإسرائيليون بقاء صوت الإعلام الحربي قويًّا وهو يبث عشرات البيانات والصور والمرئيات عن عمليات المقاومين، فحاولوا اختراق المواقع الإلكترونية للمقاومة الفلسطينية ومنها السرايا، لكن هذه المواقع بقيت تعمل بقوة طوال 8 أيام متواصلة من الحرب.



وكان خلف هذا الجهد يقف رجال كثيرون رغم المخاطرة وظروف العمل الصعبة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة التنقل خلال الحرب، وعلى رأسهم مسؤول الإعلام الحربي في غزة الشهيد رامز حرب الذي استُهدف مع آخرين في برج الشروق وسط غزة.
هذا الاستهداف جاء مباشرة بعدما قصفت سرايا القدس وسط فلسطين المحتلة بصواريخ فجر 3، فخرج أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش العدو على "تويتر" ليفاخر بالضربة الإسرائيلية ويسرد أسماء المستهدفين، قائلا إنه أهم اغتيال في الحرب بعد قتل جيشه أحمد الجعبري قائد كتائب القسام في غزة.
"نحن أقسمنا اليمينا.. للشهادة سائرينا"، وتستمر مقولة الوداع في كل ساح بدءا من شيخ شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان الشيخ راغب حرب مرورا بقافلة شهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية حتى المقاوم والإعلامي رامز حرب.



الإشارة الأخيرة قبل ارتقائه إلى السماء كانت كما يذكر شقيقه هاشم: "قال رامز في عيد الأضحى قبل الحرب إن هذا آخر عيد سوف يضحي فيه وإنه لن يضحي بعد اليوم...". ولكن، كانت أضحية رامز الأخيرة روحه التي بين جنبيه.
يصف هاشم حرب شقيقه مسجىً بعد الشهادة فيقول: "وجدته مبتسم الوجه، لكن بجسد ممزق. قدماه وذراعاه سائحة لا يكسوها لحم"!. يكمل هاشم بصوت ملأته الغصّة: "قررت أن يُدفن بسرعة كما أحب رامز لأنه كان دائمًا ما يردد حديث الرسول (ص) لعلي بن أبي طالب (ع) حين يوصيه قائلاً: "ثلاثة يا علي لا تؤخرهنَّ: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤًا".
وآخر ما أرسل رامز إلى المجاهدين قبل ساعات من استشهاده عبر تعميم نصيّ جاء فيه: "يا مجاهدي الإعلام الحربي المقاوم أنتم من توصلون غضب المقاومة. أنتم من ترقبكم عيون العالم. أنتم روح السرايا وغضبها. ابقوا ثابتين في صورة لا تهتز، يراها كل مضطهد ومجروح. جهدكم مبارك وعدستكم تواصل الأمل. أنتم في مقلة العين".



هي نهاية ترجمت فعلا سيرة "حرب" اختتمت بفصلٍ لا تسعه الكتب، ويتمناه من يخوض هذا الدرب المقاوم، وهو الشهادة.  ولم لا تكون النهاية كهذه، ورامز رافق في مدى حياته ثلة من المقاومين، بينهم أسرى واستشهاديون وقادةٌ شهداء، كرائد أبو فنونة وسيد تتر وأنور سكر وماجد الحرازين وخالد الدحدوح وآخرين؟.
أما سؤال "أين رامز حرب" فيحاول أبناؤه الثلاثة عبيدة وأحمد وعمر الإجابة عنه حتى يعلم من لم يعرف أباهم أنه غادر حياتهم على يدٍ اعتادت قتل الفلسطيني والعربي منذ عقود، في حين كان رامز يبحث عن السلام بالمقاومة، ويرسم في مخيلة أطفاله قصة الحمام الذي غطّاه الدم الأحمر.

لحظة الاغتيال - تسجيل مباشر
http://www.youtube.com/watch?v=Hh961XQyK7M
فيلم عن أبناء الشهيد
http://www.youtube.com/watch?v=HYyQA9ivlN4
أنشودة أين رامز حرب
http://www.youtube.com/watch?v=PF97wuI3XPM
كليب من عينيك
http://www.youtube.com/watch?v=0HQbmK4Yg2o

20-تشرين الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان