المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

وأصبح للغفوة ثمن


صبوة الأمين

فكيف لطفلٍ لبناني جنوبي ، يرى الخوف في عيني أمه، أن يغفو؟ كيف له  أن يتكئ على وسادته وأن يعانق أحلامه البريئة، وثمة طائرة تحوم فوق أفقه. ليست طائرة من ورق، ولا طائرة سياحية، بل هي طائرة من نار. طاقمها من موت، وصوتها أزيز ورعد. تستبيح الزمان والمكان. لم يكن هناك حسيب عليها ولا رقيب. تصب النار على أرواحٍ لا يكترث أحد لوجودها: أهي حية أم ميتة أم جريحة. تئن ولا من يسمع أو يرى.
كيف لطفلٍ جنوبي أن يغفو حينها. ولم ينتشر بعد رجال الله على ثغور حلمه- كما هو الحال الآن- يحاسبون العدو حتى على قلق الطفل، فضلا على خوفه ورعبه وأذيته.


هكذا كنا، وهكذا صار أطفالنا ينامون بهدوء، فقد أصبح لغفوتهم ثمن ولحلمهم حراس وحملة بنادق، يسهرون لكي لا يستباح أفق براءتهم، ولا يرون الخوف بعيون أمهاتهم المسهدة التي أنهكتها سنوات ما قبل التحرير. هكذا أصبح للغفوة ثمن من دماء، لا فقط لغفوة الصغار بل للكبار الكبار. ثمة من دفع من عمره وراحته وراحة عائلته ثمنًا لنرقد بسلام. ثمة من لا ينامون لنضاعف ساعات نومنا، ونحن على محاذاة عدو لن يضيّع فرصة "إغفاءة" لرجال الله لينقض بلا هوادة، مستعيدًا أسطورته التي سحقت فوق حقولنا المشرئبة سنابلها نصرًا، وهي مهما كان حملها ثقيلاً لا تستكين.

30-تشرين الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان