المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

وعادَ عيدُ مولِدِها.. - محمد علي


الشوارِعُ تعُجُّ بالمارَّة، المحلاتُ تكتَظُّ بروَّادِها، السَّماءُ تزيَّنَت بألوانِها، و"هُوَ" سجينُ خَوفِه!

بَقِيَت للحياةِ مِنهُ، ثمانيةٌ وثمانون دقيقة، كانَت كفيلةً بأن تزيدَ الخَوفَ "رَهبَةً". ترجَّلَ مِن سيّارتِهِ الزَّيتيَّة قُربَ محلٍّ للثياب (اقتَرَنَ اسمُهُ بكُنيّةِ الأمين العام لحزب الله) في حارَةِ حُريك. وطأَ بقدِمِه اليُسرى المحلّ ليسألَ عَن مكانٍ يُدعى (تَجمُّع الإسلام). سُؤالُه أضحَكَ صاحِبَ المحلّ وأرعَبَ إحدى زبائِنه! فالحاجَّةُ (أمُّ مُحمَّد) راوَدَها الكثيرُ منَ القلَق بعدَ أن لاحظَت بالسَّائِل الشَّاب الأكثَر! ارتباكُه، نظراتُه، تلَعثُمُه، توتُّرُه، وحتّى سُترَتَهُ الرَّماديَّة (المُنتَفِخة)حَيثُ كانَ يُخفي بِها عُدَّةَ المَوت!

للأسَف، أرشَدَهُ صاحِبُ المحلّ إلى مُبتغاه! عادَ الشَّابُّ مُتوَسّطُ الطّول ذو الوجهِ الأبيضِ إلى مِقعَدِه دونَ أيٍّ مِن عِباراتِ الشُّكر أو الامتنان! أغلَقَ بابَ مَركبَتِه، نظرَ إلى نفسِهِ في المرآة نظرةَ وداع! لمَحَ تِلكَ النُّدبةَ فوقَ عينِهِ اليُمنى، ومَضى.
وَعينُ ضاحِيَتي لمَ تغفُ ليلَتَها! أَشرَقَت شَمسُ الجُمُعة والحارَةُ تُلَملِمُ ألَمها.

أمَّا هِيَ، فقد جاءَها يَومُ ميلادِها، يحمِلُ معَهُ باقةً مِنَ الأسى وباقةً مِن الحُبّ، فالأحبَّةُ في حَضرَةِ الحبيب الأعلى شُهداء، والحبيبُ خَيرُ شاهِدٍ وشهيد!
04-كانون الثاني-2014

تعليقات الزوار

استبيان