المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

جيش إسرائيل: أعداؤنا غيّروا عقائدنا - مروان حجازي


كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن لواء غولاني، وهو من ألوية النخبة في جيش الاحتلال، قد أجرى أخيرًا مناورة عسكرية تحاكي اجتياحًا بريًا لجنوبيّ لبنان. شارك في المناورة سرب طيران من طراز "أف 16"، الذي نفذ غارات تمهيدية لكي يفتح الطريق أمام اجتياح ينفذه اللواء في منطقة تشبه بتضاريسها الجنوب اللبناني. وكانت المناورة عبارة عن احتلال موقع يخضع لسيطرة عناصر من "حزب الله"، حيث جرى الدخول للموقع من أكثر من جهة، وبعدها بدأت عملية إحكام السيطرة على الموقع بشكل كامل. تخلل ذلك تكتيكات واشتباكات مباشرة وتأمين بالنار لممرات وغرف، كذلك التدرّب على أسر جريح لا يزال على قيد الحياة، إذ يُطلب من الجنود، وبشكل سريع بعد إكمال السيطرة على الموقع، البحث بين العناصر الموجودين عن شخص اسمه "جبريل". يُعمَّم الاسم على الجنود المشاركين، فيتم التعرف إليه جريحًا، ليُسحب إلى المنطقة الآمنة، ثم يتم الإبلاغ عن انتهاء المهمة.



الجدير بالذكر أن لواء "غولاني" كان قد شارك في حرب تموز العام 2006، في محاور عدّة أساسية، ولهذا كان لا بد له من التجهّز والتحضير بعد الخسارة التي مُني بها آنذاك. وقد نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن "الكتيبة 13" التابعة للواء المذكور، أجرت تدريبات مكثفة في جبل الكرمل (شمال فلسطين المحتلة)، تحسبًا لوقوع حرب محتملة مع "منظمة حزب الله".  كذلك أشارت الصحيفة  إلى أن "التدريبات جاءت في الوقت الذي تسلط وسائل الإعلام أضواءها على احتمالات شن إسرائيل حربًا على المنشآت النووية الإيرانية، وما قد يترتب عليها من اندلاع حرب أخرى مع حزب الله في لبنان". ونقلت أيضًا عن ضابط كبير في "غولاني"، قوله:"إن مثل هذه الأنواع من التدريبات تجرى في أوقات الليل، لاعتقاد الجيش أنها ستكون أكثر أمانًا، وخشية من تعرضها لهجمات صاروخية في أوقات النهار، مثلما حصل خلال حرب لبنان الثانية العام 2006".
كذلك نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، تقريرًا مطولًا عن تعاظم قوة حزب الله وصعوبة التحديات المقبلة : "إذ إن السنوات التي تلت الحرب على لبنان، ساعدت الحزب على التسلّح والتجهّز للحرب القادمة، التي يؤمن الإسرائيليون أنها قادمة لا محالة". وبحسب الصحيفة فإن حزب الله استغل هذه السنوات للتزود الصامت بترسانة ضخمة من الصواريخ على أنواعها. بالإضافة إلى ذلك تشير إلى أن العديد البشري لدى الحزب يتراوح بين 20 و40 ألفًا، مجهزين من ناحية الخبرات العسكرية واللوجستية وحتى الاستخباراتية، وهم منتشرون على طول المناطق المواجهة لفلسطين المحتلة، ليكونوا القوة الضاربة في حال اندلاع حرب. أما في  المؤسسة الأمنية، فإنهم يقدّرون، أنه بعكس مواجهات الماضي التي دار فيها قتال في الأراضي اللبنانية فقط، ستحاول المنظمة نقل جزء من القتال إلى الأراضي الفلسطينية، عبر إدخال "خلية قتل"،  أو حتى "احتلال مستوطنة لبعض الوقت".



في المقابل، فإن كل هذه المناورات لم تُبعد صفة الهزيمة عن لواء غولاني، "اللواء الجبّار" وفق ما تصفه قيادة جيش الكيان الغاصب، فما زالت مصطلحات الهزيمة تلاحق جيش الاحتلال في الداخل الإسرائيلي، وعلى رأسه لواء النخبة المذكور، وفي دراسة لما جرى في حرب تموز حول  الإخفاقات التي حصلت مع "غولاني"، وذكريات عناصر اللواء وكتائبه خير دليل، حيث نجد بعضها في رواية لعناصر من "الكتيبة 51" التابعة للواء، والتي كانت مكلفة بالهجوم المباغت للإطباق على مدينة بنت جبيل، من محور عيناتا – عيثرون - بنت جبيل،  حين وقعت تلك الكتيبة في مصيدة محكمة اعدّتها مجموعات عدة تابعة لحزب الله. ماذا كانت النتيجة؟ انسحبت كتيبة النخبة، تحت غطاء كثيف من المدفعية والطائرات، وخلّفت وراءها العتاد العسكري. ومن الواضح حينها أن مقاتلي الحزب كانوا على درجة عالية من التدريب والروح المعنوية العالية التي لا تنقصهم، وفق تعبير "إسرائيل اليوم"، التي تتابع: أخفق الجيش الاسرائيلي في الهجوم على بلدة بنت جبيل، جبهويًا، من محور مستعمرة إفيفيم – يارون- مارون الراس، وكذلك فشل في الهجوم من الأطراف: من المحور الشرقي: عيثرون- المهنية- عيناتا، ومن المحور الغربي: عيتا الشعب- خلة وردة- رامية- إبل- عين دبل، ومن محور كونين- صف الهوا- بيت ياحون. كل هذا الإخفاق يعود الى صمود المقاومة وتماسك قوتها على الارض، حيث أجبرت الإسرائيلي على تغيير خططه العسكرية المصادق عليها مسبقًا من جانب رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، ويُعدّ ذلك، من منظور عسكري، إخفاقًا ذريعًا للعدو، ونجاحًا باهرًا للمقاومة.



أما بالنسبة للرؤية المستقبلية، من داخل الكيان الإسرائيلي، لأي حرب مقبلة قد يخوضها ضد حزب الله،  وحسب قادته ومراكز دراساته ومخططيه العسكريين، إذ نجد مثلًا ما ذكره الدكتور جابريئيل - جابي سيبوني، مدير برنامج البحث الخاص ببناء وتفعيل القوى العسكرية، والمختص  بدراسة موضوع عملية اتخاذ القرارات على الصعيدين العسكري والسياسي والعلاقات بين الجانبين، في افتتاحه ليوم  دراسي، نظمه مركز أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، يقول "سيبوني": "إن حرب لبنان أشارت الى وجود مقومات الحرب الشاملة، على غرار الحرب العالمية الثانية، حين أصبحت الجبهة الداخلية جزءًا لا يتجزأ من الحرب"، لذا فهو يرى "أن المواطنين في إسرائيل بحاجة إلى مثل هذا التوجيه والإعداد، لأنهم اعتادوا في السابق على أن تدور الحرب  في الجبهة العسكرية فقط، ولذلك يتوجب تغيير الوعي الإسرائيلي في هذا المجال".



وأكد  سيبوني أن الحروب القادمة سوف تكون الجبهة الداخلية جزءًا منها، وستكون هدفًا أساسيًا وشرعيًا في منظور العدو، وهذا التغيير  العملياتي والتكتيكي سوف تكون له تداعيات بعيدة المدى، إذ إن أعداء إسرائيل غيّروا العقيدة "الإستراتيجية المحددة" في هذا المجال، وذلك يعني: ضرب العمق الإسرائيلي، واستخدام أعداد كبيرة من الصواريخ".  هذه الصورة  -كما يراها سيبوني – "نابعة من تخطيطات أعداء إسرائيل القائمة على حسابات أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع البقاء لفترة طويلة داخل عمق العدو،  بما أن هذا العدو أقدر على الصمود لفترة أطول من قدرة الجيش الإسرائيلي".
وفي حال اندلاع حرب جديدة يعتقد الميجور جنرال "جيورا أيلاند" بأن لا شيء سيتغير، ولن تكون الحرب الثالثة مختلفة عن الثانية، مع أن هنالك استعدادات في الجيش وتحضيرات كثيرة، وكذلك هنالك استعدادات كثيرة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفي المقابل هنالك تغييرات لدى حزب الله، لناحية كميات الأسلحة والتدريبات والاستحكامات في القرى وتحت سطح الأرض، وفي الأجهزة الإلكترونية، وما إلى ذلك، والنتيجة –وفق أيلاند -  إن لدى الجيش الإسرائيلي القدرات على ضربات قوية ضد حزب الله، وفي المقابل لدى حزب الله إمكانيات واسعة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية.


11-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان