المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

شالٌ وموعد - مصطفى خازم


مصطفى خازم

أعوامُ مرّت وأنا لا زلت مكاني، هو ارتحل نحو ملكوته وأنا وامثالي نخوض اللجج بحثاً عن طوق نجاة على سبيل ثبات قدم عندما تزل الاقدام.

انحنيت على كتفيه هامساً: " سيد ونحن شو إلنا علاقة نقعد مع التجار والعمال وأصحاب المصالح...وشي من الغرب وشي من الشرق".
التفت بحنوه المعهود: " إنتو من وين".

قلت: "نحن طلاب من الاتحاد السوفياتي".

فتبسم ضاحكاً: " يلله بكرا بصير عنا وزارة خارجية وبصير مطرحكم لحالو".


...
جزء من حوار انتهى بإفراد مكان خاص للطلاب ليلتقوا بسيد شهداء المقاومة الاسلامية متزودين منه بمعين لم ينضب، زاد خير ( أخلاق، تعبئة، توجيه، إرشاد.. والأهم لا تخالفوا أنظمة الجامعة ولا تتهاونوا بدروسكم).
...

وكان الوداع الاخير.. لم نلتق مذاك الا في حادثة أكاد نفسي لا أصدقها حتى اليوم.


أحسست بشوق غريب لأسمع اي اخبار من لبنان، فبدأت بمحاولة التقاط بث (صوت لبنان)، حاملا المذياع متنقلاً في أرجاء الغرفة، ثم الطابق.. لا فائدة.

فجأة اوقفت الإبرة على لغة لم أفهم منها إلا امراً واحداً.. لقد قضينا على الامين العام لحزب الله.. الاسئلة الاستفهامية الخمسة التي يطرحها الصحفي عادة لم التقط منها الا الاسم والاغتيال.

استنجدت بالمحطات الروسية لم تنقل أي واحدة منها الخبر.. حتى وصلنا صديقي القادم من أذربيجان، وأيضاً على غير موعد.. دامع العينين والراية الصفراء في حقيبة الظهر التي ما كانت تفارقه.. فتح الراية علقها قرب علم فلسطين الذي ما غادر غرفتي من يوم وصولي إلى سكن الطلاب حتى غادرتها بعد أعوام عائداً إلى بيروت.

ارتجفت أصابعي عندما بدات بخط اول لافتة نعي للسيد الشهيد داعياً إلى احياء المناسبة في الغرفة رقم... وخرجنا بعيد منتصف الليل نوزع اللافتات على مساكن الطلاب خشية ان يدركنا الصباح.

يومها كانت فلسطين أول الحاضرين.. وأول المشاركين.. واول الجالسين في صف المتقبلين للعزاء.

من يومها وفلسطين لا تعول إلا عليه وعلى جنوده الذين عبر بعضهم اليها ومن ينتظر منهم على محطة او قاب قوسين.
سيدي.. الراية ما زالت ترفرف.. والشال الأسود الذي تمزق في عدوان تموز/ يوليو 2006.. ننتظر ساعة مقدمك بجحافل الملائكة للصلاة هناك تحت القبة الصفراء..
12-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان