المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

جنين: معركة الجيل الثاني من المطلوبين - هاني إبراهيم



خلايا نائمة بلا قيادة مركزية. مجموعات مغلقة ضمن اتصالات محدودة. ذات عدد صغير بل قد تكون من شخص واحد فقط، هذا هو الجيل الثاني من المطلوبين لـ"إسرائيل".
الوصف لمحلل إسرائيلي وهو يعلق على عملية لجيش الاحتلال في جنين صباح السبت 22/3 أدت إلى استشهاد أربعة فلسطينيين.



جنين مجددًا، يتكرر صدى الاسم في العقل الفلسطيني والعربي جيدًا. هذا المخيم الصغير الذي وقف في وجه أكبر آلة حربية في الشرق الأوسط 20 يومًا، وأكثر.
لوحة السبت كان أبطالها الشهداء حمزة جمال أبو الهيجا (من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس)، ومحمود أبو زينة (من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي)، ويزن جبارين (كتائب شهداء الأقصى- فتح).



رسم الثلاثة بدمائهم لوحة متعددة الألوان واحدة المصير. أعادوا إلى الذاكرة ما تميز به المخيم عن باقي مدن الوطن: الشهداء من جميع الفصائل في صورة واحدة معًا، بل جنازة مشتركة.
خرج وزير الحرب الصهيوني "موشيه يعالون" ليقول إن الاغتيال، الذي نفذه جيشه بالتعاون مع جهاز الشاباك، أحبط عملية كبيرة ضد أهداف إسرائيلية، واصفًا أبو الهيجا بـ"القنبلة الموقوتة".

الشهيد حمزة أبو الهيجا

حمزة كان متحضرًا للمعركة الأخيرة. أعدّ نفسه جيدًا، وتمترس في المنزل، وذلك بعدما لاحظ دخول القوات الخاصة. وبينما كان يطلق الرصاص من أكثر من نافذة، خاض المقاومون من خارج المنزل اشتباكات غزيرة النيران، صعبة جغرافيًا وسكنيًا، وفق وصف المصادر "الإسرائيلية".
كعادتها، أرسلت قوات الاحتلال كلابًا مدربة للانقضاض على المطلوب، فأردى أبو الهيجا أحدها واشتبك مباشرة مع الوحدة الخاصة ليوقع إصابتين في صفوف جنودها الذين أطلقوا صاروخًا على المنزل الذي يتحصّن فيه أبو الهيجا، فأصابه مباشرة، ثم أجهزوا عليه شهيدًا بوابل من الرصاص.

هنا استشهد أبو الهيجا

كل ما استطاعه المقاومون في الخارج أنهم منعوا الاحتلال من هدم المنزل، مثلما يفعل بعد كل اغتيال، فاستشهد منهم اثنان ومواطن خلال الاشتباك.
وكالات الأنباء نقلت عن القيادي الأسير جمال أبو الهيجا، والد الشهيد حمزة (محكوم بالسجن 900 عام) إشادته ببطولة نجله وتصديه للاحتلال وإحباط مخطط اعتقاله. من معتقله طلب أبو الهيجا من العائلة والأصدقاء توزيع الحلوى في عرس الشهادة وإطلاق الزغاريد، قبل أن ينقطع الاتصال فجأة.

الشهيد محمود أبو زينة

في ظل صمت "رسمي" الغضب يعود مجددًا إلى الضفة بعد دفن الشهداء. الناس هنا لا يعرفون كيف يجب أن تكون نتائج ما يحدث. هم يخافون أيضًا على غزة من خوض جولة جديدة ثأرًا لجنين. ذلك حتى لا يغرق القطاع في تصعيد يصعب فيه الصمود مع اجتماع الحصار والعوز.

الشهيد يزن جبارين

القيادة العسكرية في كيان الاحتلال تقول إنها أنجزت مهمة كبيرة، ولكن الإعلام العبري لم ينس أن ينذرها بأن هناك عشرات من جيل المطلوبين الثاني داخل المخيمات، قد ينفجرون في وجه "إسرائيل" قريبًا.


الوالد الأسير (محكوم 900 عام) والولد الشهيد

من هم الجيل الثاني؟

منذ عملية السور الواقي في الضفة قبل 12 عامًا، انخفضت حدة عمليات المقاومة انطلاقًا من الضفة. نتيجة ذلك انحصرت المجموعات العسكرية للفصائل بعد حملات الاعتقال والاغتيال وتقطيع أوصال المدن، ما أدى وفق التقديرات الإسرائيلية إلى تغيير نمط المقاومة ليلائم المرحلة.
منذ حوالي عام، بدأ الاحتلال يطارد عددًا كبيرًا من المطلوبين في الضفة المحتلة، وبرزت حدة المواجهة مع هؤلاء المقاومين في العملية الكبيرة ضد محمد عاصي نهاية 2013، وليس أخيرًا الشهيد معتز وشحة مطلع العام 2014.
23-آذار-2014

تعليقات الزوار

استبيان